تكنى أم عجيرش، وهي جارية مملوكة إلى محسن آل محمد شيخ الخزاعل المتوفى سنة 1212هـ، ثم إلى ولده سبتي آل محسن، ولدت في أواخر القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) في بيت الشيخ محسن آل محمد من أبوين مملوكين، وفي سنة 1212هـ، 1797م التحقت بولده سبتي آل محسن وقد عاشت طويلاً فكانت موضع تجلة واحترام من لدن جميع رؤساء الخزاعل..فكانوا يزورونها في بيتها ويتفقدونها بالعطايا والهبات، وكانت تنفق كل ما يقدم لها بسخاء وطيب نفس على أضيافها أو على المحتاجين من أبناء قومها..حيث أنشأت لها مضيفاً (محل ضيافة) إلى أن كف بصرها، وقد ترجح الروايات أنها ماتت قبل أو بعد طاعون سنة 1246-1247هـ. وفي سنة 1214هـ، 1799م قدمت قافلة من نجد إلى العراق ومعها فوارس من عرب الوهابي فباعت ما عندها من بضاعة في بغداد وأخذت ما أرادت من حاجيات وعزمت على المسير راجعة إلى بلادها وذهب معهم جماعة من أهالي بغداد بقصد الحج وساروا حتى وصلوا (المشهد) – النجف – فوجدوا هناك جماعة من عرب الخزاعل، فنظر فوارس الوهابي إلى أمير الخزاعل يقبل عتبة حجرة الإمام علي ( عليه السلام) فحملوا عليه وقتلوه، فحملت عرب الخزاعل عليهم واشتد القتال زهاء ثلاث ساعات قتل وجرح من فوارس الوهابي مائتا رجل ونهبت أموالهم وأموال الحاج العراقي، هذا ما ذكره جماعة من المؤرخين منهم ياسين خير الله العمري الموصلي، وذكرها الشيخ رسول الكركوكي وهو مؤرخ حكومي يعمل مع العثمانيين آنذاك.

وقد ذكرت هذه الحادثة في كتاب دوحة الوزراء /تعريب موسى كاظم نورس، ما ترجمته: (وأن سبب هذه الحادثة هو مهاجمة الوهابيين للنجف وقد صادف وقت هجومهم عليها مجيء جماعة من الخزاعل للنجف للزيارة فهجمت عليهم وقتلت منهم نحو ثلثمائة رجل).

وللشاعرة جخيوة الخزعلية شعر باللهجة العامية تذكر هذه الوقعة حيث تقول:





صيت سبـتي واصل الدرعية يالعارك ابن اسعود والمنجية
إنهرج ابن اسعود لم أطرافة والشاف فعل أهلنــه أشافه
سيوفنة ابيوم الوغى جحافة ورماحنة سم الركط مسجية



. الدرعية: من قرى نجد (كانت مركز لإمارة آل سعود) غربي مدينة الرياض.

. إنهرج: شيء من الخوف (وفي اللغة هرج الناس وقعوا في الفتنة والقتل) . شافه: أي برئ من المرض .

. الركط: الأفاعي الرقطاء.




وفي سنة 1228هـ مات الشيخ سبتي بن محسن بن محمد بن حمد آل عباس الخزاعي غريقاً في نهر المسرهد (شط الغراف حالياً) عندما كان محارباً ضد المنتفق، وبموته آلت الرئاسة العامة للخزاعل إلى آل سلمان وإلى يومنا هذا.

وللشاعرة جخيوة ترثي سيدها سبتي وتذكر فيها مواقفه البطولية في الحروب التي خاضها ضد أعدائه..وتختمها بذكر مصرعه غريقاً في شط المسرهد..حيث تقول:

معرفش كول سبتي أولدر جنة أو مدري أبيا لحن يردون فنه
سبتي صينخه أويا واش اجلاع أويا كلب الذياب ابهمة أسباع
مهــو جـــور لمن تشـرد الكاع أويا حيـف المواضي اتواردنه


---------------------------
. صينخة: ضفة النهر العالية. أوياش اجلاع: ما يرتفع من البناء في أعلى القصر وهي الشرفة- دلالة علوه ورفعته في قومه.

. جور: الثابت في مكانه.

وهنا تذكر الشاعرة جخيوة سيدها سبتي في معركة الأبيض سنة 1213هـ بين الوهابيين بقيادة سعود بن عبد العزيز وبين العشائر العراقيةالراحلة التي كانت مجتمعة هناك والمؤلفة من شمر برئاسة مطلك محمد الجربا الفارس والظفير وآل بعيج والزكاريط والخزاعل..حيث تقول:

سبتي ألمــــا يهابش شر الأشــرار ولخيل ابن سعود بالسيف نحار
شرد فارس الجربة أو طب الأعذار وظل الخزعلي المقــــداد جنة
شرد فارس الجربة الجـلعة الهيس وسبتي ملتهي ابطعـن الملابيس
يــدور التنــحجالة والنــوامـيس يشاجل والعمر ما جـــــان منه




. فارس الجربة: هو فارس الجرباء الفارس أخو مطلك آل محمد المتقدم ذكره.

. الهيس: من ألقاب أمير خزاعة (مهنا بن سلمان الأول). الملابيس: الشجعان.

. النواميس: كل فعل شريف يرفع الإنسان من قدره.






المصدر كتاب تاريخ قيبلة خزاعة متاليف حميد رحيم الخزاعي م طبعة 2001 م /النجف الاشرف