الجيش الالكتروني!!
كما هناك حرب في ساحات القتال بين الجيوش وحرب اعلامية عن طريق الاذاعات والفضائيات , هناك حرب الكترونية عن طريق الانترنيت لها جنودها وقادتها تحدث في مواقع الاتصال الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر وجوجل والمنتديات وغيرها ولها تأثيرها الواسع على المجتمع والرأي العام !
مثال على ذلك :
موقع على الفيسبوك ينشر اخبارا ويروج افكارا ويملي توجهات سياسية ودينية على المتصفحين, بلاشك سيتأثر بعض القراء واحيانا كثير منهم, لتنتشر تلك الافكار والتوجهات لتكون رأيا واحدا يتبعه زخم جماهيري له ثقل وتأثير سياسي واجتماعي لايمكن التغافل عنه..
كيف يحقق الجيش الالكتروني ترويج الافكار ؟
كلما زاد عدد الاعجابات والتعليقات المؤيدة كلما كان الرأي المطروح أكثر تقبلا عند القارئ العابر, إذن يسعى صاحب الموقع او الجماعة التي تسير الموقع على الحصول على الاعجابات والتأييد لترويج افكارهم ! وكيف يتم ذلك ؟
الجيش الالكتروني جاهز لرفد الموقع بالاعجابات والتأييدات التي تجعل من فكرة الموقع أكثر قبولية عند القارئ العابر وبالتالي قد يقتنع بالفكرة ويصبح مؤيدا لها .
كيف يتكون الجيش الالكتروني ؟
يتكون الجيش الالكتروني من عدة اقسام
1- أعضاء متفرغين يأخذون اجورا على انتماءهم للجيش الالكتروني كأن يكونوا اعضاء أعلاميين في دولة ما. فمثلما كان النظام العفلقي المقبور قد هيأ بعض خريجي كلية الهندسة والاتصالات للتفرغ في العمل بمواقع التشويش على المحطات الاذاعية سابقا , حيث كانت الاذاعات المحضورة كاذاعة ايران ايام حرب القادسية واذاعة البي بي سي وقت نشرة الاخبار واذاعة اسرائيل وقت تعليق ابن الرافدين تجابه بذبذات تشويش من قبل محطات التشويش العراقية للحيلولة دون وصول معلومات الى المواطن العراقي. وكذلك الامر في العهد الحالي حيث يقوم الجيش الالكتروني وهو من خريجي طلاب الهندسة وقسم الحاسبات في المملكة السعودية البعرورية بالتأثير على الرأي العام بالمشاركات العديدة والترويج لافكار وفق ما تأمر قيادة البلد.
2-اعضاء مواليين يؤمنون بتلك الافكار وهواة ومثال على ذلك السلفي والوهابي الذي يسعى لترويج افكاره تراه من اول المنتمين والمؤيدين للمواقع الداعشية الوهابية..
3-أصدقاء واقارب المواليين واقارب الاعضاء المتفرغين , هؤلاء ايضا يشكلون زخما عدديا لترويج الموقع والمنتدى...الخ.
إذن الجيش الالكتروني واحد واعضاءه يمارسون نشاطا في مواقع الكترونية مختلفة ,
مثال على ذلك
1-موقع بعثي يروج افكارا في محاولة لتكوين رأي جماهيري موحد ,
2- وموقع سلفي وهابي يروج افكارا ايضا للحصول على رأي جماهيري ,
3 -وموقع ترفيهي لكنه ينشر بين مشاركاته الترفيهية مشاركة اجتماعية اوسياسية لها تأثير في الواقع وهي مؤيدة للموقع البعثي رقم واحد ومؤيدة للموقع السلفي رقم 2.
إذن يقوم المؤيدون للموقع الاول والمؤيدون للموقع الثاني بالترويج للموقع الثالث بمشاركاتهم واعجاباتهم في سبيل رفع اقبال القراء على الموقع, ويكون ترويج الافكار اكثر تأثيرا في الموقع الترفيهي رقم 3 لأن المتصفح لم يأتي الا لقضاء الوقت والترفيه لتدخل فكرة في ذاكرته بصورة غير مباشرة ويكون تأثير الفكرة اقوى من التأثير المباشر وبالاخص عند المتصفح العابر.
المؤيدون والمشاركون في الموقع الاول اعلاه هم انفسهم المؤيدون والمشاركون في الموقع الثاني وكذلك الثالث ..وبذلك نال الموقع اعجابات كثيرة وانتشر تأثيره بفضل الجيش الالكتروني..
بذات الطريقة يقوم هؤلاء الاعضاء بالشكوى على المواقع المخالفة لهم , وتكون الشكاوى كثيرة الى درجة ان ادارة موقع الفيسبوك وغيرها قد تغلق الموقع المعارض لكثرة عدد المشتكين , وبذلك يحقق الجيش الالكتروني نصرا في اغلاق مواقع مخالفة لتوجهاته.
دور الجيش الالكتروني في مايجري في العراق
يسعى الجيش الالكتروني الذي يتألف كما تبين من طلاب حاسبات يديرون مواقع من المملكة السعودية البعرورية والامارات والاردن وغيرها يرفدهم كذلك عفالقة وبعثيين وكل من يريد اسقاط اي تقدم في العراق وسوريا وايران ولبنان وهي الدول التي تواجه المملكة السعودية البعرورية واخواتها , يسعى هذا الجيش لتأييد أي موقع اجتماعي وسياسي يزيد من الفوضى في العراق وباقي الدول كسوريا ولبنان ..
مثال على ذلك الصفحات الاجتماعية المعارضة لتوجهات مقتدى تلاقي شكاوى كثيرة مستمرة حاليا , وتُطالب ادارة الفيسبوك وتويتر بغلق تلك الصفحات بحجة ان تلك الصفحات المعارضة لمقتدى هي صفحات طائفية وعنصرية ..ومن المعلوم ان الجيش الالكتروني له دور في تلك الشكاوي والسعي نحو غلق الصفحات المعارضة لمقتدى لأن مقتدى يسعى بفوضويته الى خلخلة الاوضاع التي قد تصل الى مواجهات دموية في يوم ما, وهو ما يتمناه اعداء العراق, وإذن أي تسقيط لمقتدى وتوجهاته لايوافق عليه الجيش الالكتروني .
مثال أخر الجيش الالكتروني يؤيد الصفحات والمنتديات الساعية لشق الصف الوطني والصف الشيعي بالاخص كصفحات المرجع البعثي المعروف بالصرخي, فصفحات هذا المعتوه البعثي بالعشرات وعلى شكل تويتر وفيسبوك ومنتديات وكوكل وغيرها والعجيب ان عدد المشاركين والاعضاء كثر وبالالاف ويزول العجب عند ادراك ثقل الجيش الالكتروني ودوره ..
في المملكة السعودية وفي وزارة الداخلية هناك شعبة خاصة اسمها شعبة الرافضة ! هذه الشعبة شعبة اعلامية تروج لصفحات تسعى لشق الصف الشيعي كصفحات الطرطور الصرخي وغيره وتحارب المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعية وافلام اليوتوب وترسل شكاوى الى ادارة تلك المواقع ويكون اعداد الرسائل هائل بحيث تؤثر حتما وقد تغلق بعض المواقع ولو موقتا بسبب جيش شعبة الرافضة السعودية..
نماذج وأمثلة
يقوم اعضاء الجيش الالكتروني وكل من موقع تخصصه كذلك بكافة الوسائل في سبيل ترويج منتدياتهم وصفحاتهم وغلق الصفحات الاخرى ورفع اليوتوب الفاضح لهم بطريق الشكاوي والتهديد وحتى عن طريق التدخل المباشر ( الهاكرز) .
يفسر هذا لكل متصفح غلق صفحات بحجة الترويج لافكار عنصرية او نشر صور عنيفة..الخ بينما هذه الصفحات لا ذنب لها سوى أنها مخالفة لتوجهات الجيش الالكتروني..
-في بداية ظهور داعش كانت الصفحات الاجتماعية والمنتديات تروج لافكار داعش بطرق مباشرة وغير مباشرة ومن الملفت ان بعض المنتديات في العراق كموقع البصرة البعثي وموقع الرابطة وموقع منتديات الموصل البعثي السلفي وغيرها كانت تختلق نقاشات بين اعضاءها حول قبول الافكار الوهابية ومزجها مع التوجهات البعثية, والمضحك ان اعضاء تلك المنتديات يمكن الكشف من اسلوب حوارهم انهم مجموعة صغيرة لاتتجاوز العشرة ولكن يدخلون على الموقع بعدة اسماء وتحصل المناقشات بين الاعضاء انفسهم فكل عضو يحمل اكثر من اسم ويدخل باسم ويروج لفكرة بأسم آخر وهكذا , وعند مرور القارئ العابر غير الحصيف على هذه المواقع يظن انه في مواقع يرتاده المئات ولكن في الحقيقة لايتجاوز اعضاء الموقع عشرة الى خمس عشر عضو .
وعلى سبيل المثال ساهمت تلك المواقع بهجمة لاهوادة فيها على رئيس الوزراء العراقي السابق السيد المالكي وسعوا بكل وسيلة لتسقيطه وعلى اختلاف تلك المنتديات وصفحات التواصل المختلفة فإنها كانت متفقة على هذا التسقيط وكأنها تدار بمدير واحد وهي في الحقيقة كذلك ..
- هناك صفحات كثيرة من الموصل والرمادي محاربة لداعش كانت تنشر اسماء وصور الدواعش , اغلقت وعُلقت فداعش يمتلك زخما الكترونيا من الجيش الالكتروني للدولة البعرورية بحث تبقى مواقعة وتحجب وتغلق المواقع المعارضة له ..
-اليوم صفحات الفيسبوك المعارضة لمقتدى تُغلق الواحدة بعد الاخرى على الرغم من عدد المعجبين ببعض تلك الصفحات تجاوز ربع مليون معجب مثل صفحة سرسرية بغداد , ولكنها عُلقت واغلقت وبعض الصفحات اغلقت نهائيا , وسبب الغلق هو الشكاوي الكثيرة من المعجبين بمقتدى , بالاضافة الى الجيش الالكتروني الذي يحل في كل موقع ليزيد اعضاءه او يغلقه بشكاويه الهائلة العدد..
-هناك صفحات سياسية هزيلة مثل صفحة الطرطور اثيل النجيفي محافظ الموصل الخائن , هل يصدق ان صفحته الهزيلة لها اكثر من 290 ألف معجب!!
يزول العجب بمعرفة دور الجيش الالكتروني الخفي الذي يزيد ثقل بعض الصفحات باعجاباته ومشاركاته في سبيل ترويج تلك الصفحات للحصول على زخم جماهيري قد يؤثر في الرأي العام وفي سياسة البلد وتوجهات المواطنين..