بسم الله الرحمن الرحيم
وَقُلْ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّه عَمَلكُمْ وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنُونَ
تاريخ النشر : 20160608

اقتراح سويسري الى قادة العراق

بعد سقوط نظام المقبور في سنة 2003 والى يومنا هذا كانت التوقعات في البداية ان تتجه الحكومة الى التغيير الفعلي ونفض غبار الماضي الذي خلفه المقبور .
ورغم ان التركة ثقيلة وان السياسيين العراقيين حديثين عهد بالعمل وفق قاعدة رجال سلطة وليس رجال معارضة .
ولكن خابت آمال أبناء العراق الغيارى بكل الحكومات التي تلت السقوط .
فقد انعدمت الخدمات وغابت الصور الجميلة لكل مدن العراق وبدأنا نشاهد الخرائب والدمار والحرائق وبداية مسلسل المفخخات والعبوات والاحزمة الناسفة !
وكانت هذه الخطوات الاولى لدخول مملكة آل سعود بتخريب العراق وحرقه .
وبسبب ضعف الاداء السياسي لكل الحكومات التي تلت السقوط أصبحت الساحة السياسية العراقية فندق خمس نجوم لكل من هب ودب بعد ان دخلت مخابرات العديد من الدول وأسست لها كونتانات ومؤسسات وشركات تعمل بعدة واجهات !!
وفسح الامريكان المجال لكل هذه ( النماين ) العراقية والعربية والاجنبية ان يأخذ كل واحد حصته . وامريكا ليست غبية بالقدر الذي تفهموه لأن لها حسابات دقيقة مع كل هؤلاء ولها سجلات وفيديوات ومعلومات وقاعدة بيانات عن كل واحد .
وسوف يأتي اليوم الذي تسمعون فيه وتشاهدون فضائح هؤلاء بالجملة بعد ان ترفع السرية عنها وهذا وعد مني لكم اذا جعلنا الله احياء سوف اشير لكم بما وعدتكم به .
وفي خضم هذه المعمعة لم يرى الشعب العراقي بارقة أمل وضوء اخضر في نهاية النفق . ولم يشعر بخدمة كبيرة قدمتها الحكومة العراقية لكي يشعر بالاستقرار بعد ان أصبح العراق ملاذا لأنجس خلق الله من الدواعش ومن لفهم .
المشكلة ان بعض السياسيين من الشيعة والسنة هم الجناح السياسي لعصابات داعش الارهابية .
وهكذا وقع الشعب العراقي بين فكين فك الارهاب الذي يفتك به وانعدام الخدمات التي دمرت بنيته التحتية . وايضا لاتوجد بارقة أمل في اصلاحات حقيقية قادمة .
وانا ( والعياذ بالله من كلمة انا ) واحد من الذين كانوا ينتظرون التغييرات الجذرية بعد سقوط ابن العوجة . وكان لنا رأي غير هذا الذي نطرحه اليوم وكنا نتوقع بين يوم واخر تحسن الخدمات ورفع قدرة المواطن الشرائية وتقديم أفضل السبل للعيش الكريم في عراقنا الجديد . ولكن واحد من هذه الاحلام لم تتحق مع الاسف الشديد .
ولااريد ان اقارن الحياة في الغرب وفي العراق . ولااريد ان اضع العراق مكان الدانمارك او كندا اواستراليا او سويسرا . هذا من سابع المستحيلات .
ولكن قوة العراق برجاله وقادته السياسيين الذين يصنعون الفجر الجديد للعراق .
وهذا لم يتحقق . كان الشعب العراقي يريد ان يتنفس هواء نقي ويشعر بالحرية والديمقراطية ( المسلفنة ) التي أتت للعراق متأخرة لم تفلح بمداواة الجروح !
ومع ان أغلب الساسة في العراق كانوا في قد عاشوا ردحا من الزمن في اوروبا .
ولكنهم لم ينقلوا لنا تجربة واحدة من تلك الدول التي عاشوا فيها وتعلموا منها القوانين التي تخدم الانسان والحيوان .
واقولها بمليء فمي واكتبها ان الساسة ومن معهم واقصد الطبقة السياسية كلها هي الوحيدة التي استفادت وانتعشت ( وربربت ) وأصبح لها حساب في البنوك العالمية وأصبحوا من اصحاب الملايين والمليارات في ليلة يوم بعد ان كانوا ( حفاي ) !
ورغم ان ظروف العراق تختلف كما كتبت عن كثير من دول العالم ولكن كان على السياسيين رفع القدرة المعاشية للمواطن وتكريمه وتأمين حياته المعاشية .
الجميع يرى بأم عينه ظروف المواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة عيشه ورزقه رغم ملاحقة المفخخات له في كل مكان ان كان في الاسواق أو في المساطر .
اقول لو كان هناك تأمين اجتماعي مخطط له من البداية وفق النهج الاوربي وكما هو معمول في اغلب دول العالم المتقدمة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم .
ونحن لانريد ان تعطينا الدولة رواتب وتأمين اجتماعي كما في الغرب ( عمي بطلنه والله كلشي منريد ) فقط احمونا من المفخخات ( وشوي ) خدمات واصلاحات !
وفي سابقة خطيرة وتأريخية انقلها لكم حدثت هذا الاسبوع في سويسرا عندما رفض غالبية السويسريين الحصول على دخل شهري مجاني اضافي من دول عمل من خلال استفتاء عام للحصول على دخل شهري للجميع سواء العامل أو العاطل عن العمل ان كان مواطن اجنبي أو غيره مقيم على الاراضي السويسرية !!!
تصوروا ان الشعب السويسري بعد هذا الاستفتاء رفضوا اقتراح الدخل المجاني !!!
هل تعرفون لماذا لأن هذا الشعب مثقف وواعي وذكي وبلد نشيط يقدس قيمة العمل ولا يؤيد التكاسل سواء على المستوى الفردي للأشخاص أو على مستوى الاقتصاد !
وكذلك من أجل الحفاظ على قدر مرتفع من التنافسية على مستوى العالم .
وجاء هذا الاستفتاء بعد مبادرة شعبية تقدمت بها مجموعة لاتنتمي الى أي حزب سياسي . وبهدف تخصيص راتب شهري للجميع ما قيمته 2500 فرنك سويسري .
( 2260 يورو ) لكل بالغ . و ( ما يعادل 2560 دولار ) . و 650 يورو لكل قاصر . وهذا يتم عن طريق ضرائب جديدة بواسطة فرض رسوم اضافية .
http://www12.0zz0.com/2016/06/06/21/140674505.jpg سويسريون طبعوا شعارات معارضة لفكرة الدخل بدون عمل على الأرض في أحد ميادين جنيف
جدير بالذكر أنه وفقا للنظام السياسي لسويسرا والتي تنتهج اسلوب الديمقراطية المباشرة التي يصوت فيها المواطنون بشكل مباشر من دون نواب عنهم فيما يتعلق بالقضايا الهامة . يدعي السويسريون الى التصويت 3 أو 4 مرات في السنة !
وهذه طريقة جديدة يجب ان تدرس في العراق ويتبناها السياسييون والعمل بها في البرلمان العراقي بعد تدعمها جميع المنظمات حول الكثير من القضايا التي تخدم المجتمع والتي يقترحها المواطنون على الحكومة وبالعكس وهذا يتم كله من خلال المبادرات الشعبية وتضامن الجميع مثل المبادرة الحالية للدخل الاضافي المجاني !
وتتطلب أي مبادرة جمع 100 الف صوت لطرحه كاستفتاء عام في سويسرا !
فهل تنقلب الامور في العراق وتتغير العقول وتبدأ المنظمات الشبابية تأخذ دورها وتسحق هذه العقول المتخلفة التي لم تقدم شيء لأبناء العراق غير سلب ثرواته ؟!

سيد احمد العباسي
https://www.facebook.com/pens.from.mesopotamiab
معا ندحر الارهاب . شاركونا برأيكم . واذا اعجبكم الموضوع ضعو ( لايك ) على صفحة الفيس بوك مع الشكر على تواجدكم