سؤال يطرح نفسه ويسأله الكثيرون وبالاخص المعجبون والمؤيدون لمقتدى؟ والسؤال هو :

لماذا امريكا تقف ضد مقتدى ؟
يجيب انصار مقتدى والحائرون بجواب واحد وهو لأن مقتدى مخلص ووطني وامريكا عدوة الشعوب ووقوفها ضد مقتدى يدل على نزاهته فالضد بالضد يعرف ..

الجواب ليس بهذه البساطة , وكثيرون يحتارون في ايجاد هكذا اجابة ومنهم الاخ الغائب ابوجاسم الذي قد يقرأ هذه المشاركة ..

-امريكا تريد عراقا مستقرا نوعا ما بشرط ان يكون مطيع لسياستها ومنفذ لاوامرها وبأقل الخسائر المادية والبشرية ,
ولذلك حكومة السيد العبادي خير دليل على ذلك فالامريكان هم الذين وضعوا العبادي ومعصوم والحكومة والبرلمان وشرطوا عليهم شروطا وهو بقاءهم مع تنفيذ الاوامر وبأقل الخسائر..
التقسيم هو خطة العم سام والحكومة ماشية في هذه الخطة علمت ام لم تعلم فليس لها خيار , انما واجب الحكومة الحالية هو تصريف الحال واطاعة الاوامر دون خسائر ومنغصات ودون مواجهة مباشرة مع امريكا ودول الجوار وهو ما يتحقق..

ماذا استفادت امريكا من هذا ؟
- بلد مستقر نوعا ما ( يمتص) التدخل الايراني المباشر وبالتالي يمنع المواجهة المباشرة بين امريكا وايران في العراق وهو المطلوب , فالمطلوب جني نتائج من دون مواجهات مباشرة ودون خسائر وبالذات عند الحكومة الديمقراطية غير الجمهورية في امريكا الان..
- انزال قوات امريكية ( قليلة) (خسائر بشرية امريكية قليلة) دون اعتراض من الحكومة , وخطة التقسيم ستأتي دون خسائر فالحكومة غير قابلة على الاعتراض آنذاك بعد ان مشت خطوات طويلة في الطاعة والخنوع..


اذن مظاهرات مقتدى في غير صالح الامريكان , لان الوصول بالبلد الى عدم الاستقرار والى الهرج المرج سيؤدي الى تدخل ايراني مباشر لنصرة الفصائل المسلحة والحشد الشعبي ونصرة الموالين لايران وهو مالاتريده امريكا بل تفضل الخسائر القليلة وبأقل المواجهات , إذن يجب على الامريكان ضرب مظاهرات مقتدى للحفاظ على الحكومة الحالية الموالية والمنفذة للاوامر .



من جهة ثانية : السياسة الاسرائيلية والسعودية لاتريد نظام شبه مستقر في العراق , لان النظام المستقر سيجنب وقوع مصادمات ومواجهات مباشرة بين ايران وامريكا في العراق وفي المنطقة وهو في غير صالح السعودية واسرائيل , فالسعودية واسرائيل يتمنيان مواجهة مباشرة بين ايران وامريكا للقضاء على الثورة الاسلامية وما اتت به وهو مالاتريده السياسة الامريكية , فالسياسة الامريكة وبالذات الحالية ( الديمقراطية ) تفضل المواجهات غير المباشر وبأقل الخسائر والحصول على نتائج بعيدة المدى ك ( التقسيم) فالتقسيم هو الذي سيولد دويلات سنية تقف في واجهة ايران وفي واجهة التمدد الشيعي كما يقولون.
اما اسرائيل والسعودية فلا يهمهما هذا الامر بل يفضلان مواجهة مباشرة وحرب لعلمهم بقوة امريكا عسكريا في مواجهة ايران التي تنمو وتقوى يوميا وستقوض السعودية واسرائيل في يوم ما .


إذن مظاهرات مقتدى التي ستؤدي بالعراق الى الوصول الى حالة الفوضى والهرج والمرج , ستصب في صالح السعودية واسرائيل .
لان الوصول بالعراق الى الفوضى يعني تدخل مباشر ايراني في الساحة العراقية وعند ذلك لاتستطيع امريكا التفرج على ذلك بخسران حكومتها ( العبادي) الموالية لها , واذن سيتم ضرب القوات الايرانية الداخلة في العراق والقوات الموالية لها وبذلك تتم المواجهة المباشرة مع ايران , وتحقق السعودية الضعيفة واسرائيل القميئة حلمهمها بكسر الجمهورية الاسلامية وجرها في حرب مع امريكا , وكذلك يتحقق تدمير العراق تدميرا كاملا..



اذن هناك سياستين تتحكمان في العراق , السياسة الامريكية المتأنية والمعتدلة نوعا ما والراضية بما يجري في سبيل الحصول على نتائج بعيدة المدى في التقسيم والصراع وبأقل الخسائر..
وسياسة سعودية اسرائيلية تسعى الى تدمير العراق والحصول على نتائج سريعة وبخسائر بشرية عراقية ايرانية امريكية .

السياسة الثانية وهي سياسية السعودية واسرائيل مع مظاهرات مقتدى العشوائية التي تجر البلاد الى الفوضى وتؤخر تحرير المناطق من داعش السعودية ..

الذي يرى هاتين السياستين ويدركهما سيدرك كيف ان امريكا تقف ضد مقتدى , ليس لانه وطني بل لانه سيجر البلاد الى الفوضى وبالتالي الى مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران ..

اما مقتدى فهو ينفذ اجندات السعودية واسرائيل من غير ان يدري , والغوغاء خلفه يركضون ينادون بان السيد ضد امريكا وكل من ضد امريكا هو ضد الشيطان وكل من هو ضد الشيطان هو من حزب الرحمن , ولكن الامر ليس كذلك ف للباطل وجوه متعددة ..


ويفعل الله مايشاء