بعد قراءة التضخم البريطانية القوية المفاجئة التي صدرت يوم الثلاثاء،* جاءت بيانات التوظيف و الاجور اليوم بنتائج أسوأ من التوقعات، وإن كان ذلك* بدرجة أقل.
*ارتفع مؤشر متوسط الاجور والذي يتضمن المكافآت بنسبة 2.4% خلال الثلاث* أشهر المنتهية في يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.** والأخبار الجيدة هي أنها قد ارتفعت من مستوى 2.3% الذي سجلته في مايو، ولكن* كان هذا أقل قليلا منا لتوقعات عند 2.5%.* لم يتغير معدل البطالة خلال هه* الفترة عن معجل 4.9% ولكن سجل معدل التوظيف أعلى مستوياته منذ أن بدأ* الإعلان عن هذا التقرير في 1971.
*
في الوقت ذاته أظهرت البيانات المحدثة لشهر يوليو أن طلبات الحصول على* إعانات البطالة قد انخفضت بمقدار 8.600 طلب.* وكانت هذه مفاجأة كبيرة، ليس* فقط لأن هذه القراءة تفوق التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع هذه الطلبات* بمقدار 5.200 طلب، وإنما الأكثر أهمية من ذلك هو لأن هذا الارتفاع كان* ارتفاع في الشهر الذي جاء بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)،* أي عندما كان من المفترض أن تسوء الأوضاع.
*
*وبالتالي* يدل ذلك على ان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)* ليس له تأثير كبير على سوق التوظيف في بريطانيا.* ولا يعتبر هذا الأمر* مفاجئ لأن الجميع يعلم أن بريطانيا لن ترحل عن الإتحاد الأوروبي بشكل نهائي* قبل عامين. وبالتالي فإنه من المبكر للغاية قياس التأثير – حتى التأثير* قصير الأجل- من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، بينما من* المحتمل أن تكون هذه البيانات مجرد مرة غير عادية.* وبالتالي يجب علينا إلا* نستبق الاحداث، وبالتأكيد لن يفعل ذلك البنك البريطاني.
*رد فعل السوق
*الحقيقة ان الأسواق تحكم على الأخبار عن طريق رد افعل حركة السعر* الفورية بعد الاعلان عن البيانات. فقد سجل الباوند البريطاني/ الدولار* الأمريكي GBP/USD أعلى مستويات له لفترة وجزيرة قبل أن يتراجع من مستوى* 1.3060 إلى 1.3000. ومقابل اليورو، تخلى الباوند البريطاني عن اغلب* ارتفاعاته المبكرة.** ولكن قد يتمكن الباوند البريطاني من استعادة* توازنه* اليوم لسببين.
*أولا أن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية FOMC قد يرسل رسالة أكثر ميلا* للسياسة النقدية الميسرة، ولكن إن سرنا على نهج تصريحات “ويليام* دادلي”* رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم أمس عندما قال بأن رفع سعر* الفائدة الشهر القادم لا يزال أمر محتمل، فقد لا يأتي محضر اجتماع اللجنة* الفيدرالية بميل الى السياسة النقدية الميسرة على الإطلاق، وبالتالي قد* يتسبب في انخفاض الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD.
*وثانيًا ، أصبحت التوقعات الفنية تجاه الباوند البريطاني صعودية بعد* ارتفاع يوم أمس، وبالتالي قد نشهد ظهور المشترين عند الانخفاضات عند هذه* المستويات السعرية المنخفضة، خاصة في ظل حقيقة أن أرقام التوظيف كانت أقوى* من التوقعات. قام الباوند البريطاني بتكوين اثنين من أدنى المستويات* التصاعدية و أعلى المستويات التصاعدية على الرسم البياني خلال يوم التداول* وذلك على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية تقريبا.* وبالتالي قد نشهد* ارتداد صعودي فني حول مستوى الدعم 1.3000 أو قد نشهد المزيد من الانخفاض* إلى 1.2940/5 . وقد انت هاتين المنطقتين منطقتي دعم سابقًا ويلتقيان مع* مستويات تصحيح فيبوناتشي. وسوف يتأكد الميل الصعودي قصير الأجل في حالة* اختراق مستوى 1.3070 والذي يمثل اعلى مستوى له يوم أمس.* ولكن إن اخترق* السعر أدنى مستوى لهذا الزوج سجله يوم أمس بشكل مؤكد فسوف يُبطِل هذا* النظرة الصعودية.* واليوم ستكون حركة السعر مهمة للغاية ولابد من تتبعها.