روجت وسائل إعلام خليجية يوم أمس لحادثة إغتيال مزعومة كانت تستهدف سفيرها في بغداد، ثامر السبهان، من خلال مجموعة شيعية مسلحة، تدعي وسائل الإعلام السعودية بأنها تابعة أو ممولة من إيران.

وفي الوقت الذي أثار هذا الخبر حالة من السخرية في الأوساط العراقية لمعرفتهم التامة بأن أحد شروط وجود سفيرهم في بغداد هو الحث الإيراني الدائم للأطراف الشيعية للتواصل مع السعودية وعدم قطع العلاقات معها وضرورة السعي لفتح سفارتها في بغداد، ولأن إيران كذلك لايمكن لها ان تقدم على مثل هذا العمل في بغداد او العراق عموما لأنه سيوجه لها مباشرة وسيتحول الى قضية دولية لإدانتها، وكذلك لأن إيران تعمل بجد دائما من أجل ان تكون قريبة من الواقع العراقي حكومة وشعبا ولايمكن لها ان تضع نفسها في موقع قد يفسد كل ما بنته خلال السنوات الـ 30 الماضية من عمل دؤوب وجاد في التقرب للواقع العراقي، ولأن إيران كذلك تستفاد من التجارب وقد استفادت من تجربة اقتحام السفارة والقنصلية السعوديتان في طهران ومشهد، لذلك لايمكن لإيران ان تقدم على مثل هذ العمل وفق الحسابات البسيطة الأولية ناهيك عن السياسية المعقدة.

وعليه يبدو الخبر الكاذب الهزيل بالمحاولة الفاشلة لإغتيال السفير السبهان، أقرب منه للنكتة الساذجة التي يراد منها بالتحديد إستفغال الراي العام الخليجي او العربي وليس العراقي العارف بإبعاد نفوذ ووسائل وأساليب كل الاطراف المتنفذة في الأزمة العراقية.

لكن السؤال الأهم هو لماذا روجت السعودية أخبار هذه المحاولة الفاشلة الكاذبة في هذا الوقت بالتحديد وبهذه الزخم الإعلامي القوي؟

أنها حادثة قتل وتقطيع السعودية للسفير الإيراني السابق في بيروت، غضنفر ركن آبادي، والتي كشفتها قبل عدة أيام بنت السفير ركن آبادي، أمام وسائل الإعلام وولدت دهشة إنسانية عالمية.

حيث كشفت زهرا ركن آبادي، الذي لقى حتفه في حادثة منى العام الماضي، ان السعوديين استخرجوا قلب وكلية ورئتي ودماغ والدها، وان جثة والدها لم تحتو على هذه الاعضاء.

وفي حوار لها مع وكالة “تسنيم” الايرانية طالبت زهرا ركن ابادي وزارة الخارجية الايرانية بملاحقة السلطات السعودية قضائيا وفي المحافل الدولية، وان لا يكون قطع العلاقات مع السعودية مانعا لمتابعة القضية وملاحقة المقصرين.