صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 36
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي التيار السلوكي المهدوي.. دراسة في الحركات المنحرفة


    المقال منقول بالنص عن الاخ الفاضل alytem العضو في منتديات ياحسين , يتناول الموضوع القيم الحركات المنحرفة التي ظهرت في العراق ونشطت وقويت بعد دخول الامريكان وصار لها مؤيدين واتباع وانصار ..

    ولازالت هذه الحركات تفعل فعلها ولها انشطة ومدارس وتجمعات وممولين من دول خارجية ..
    يبين المقال اسماء مؤسسي الحركات وتجمعاتهم ,
    رابط الموضوع الاصلي هو:
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=184107


    وفيما يلي نص المقال كما كتبه الاخ alytem



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


    هذا الموضوع مما نقله الاخ (عماد حسن) في منتديات عديدة بحسب قوله (هنا)
    وقد ادرج في منتديات يا حسين (هنا) اوائل العام 2008 واعتقد أن أحداث الزركة وقاضي السماء الكرعاوي كانت قد انتهت بمقتله وجماعته حينئذ.
    ونقله (عماد حسن) الموضوع في منتديات انصار الحجة (هنا)
    واعاد نشره شخص آخر في شبكة الوحدة (هنا) نقلا عن موقع براثا كما كتب، ولم نجده.
    ولم نجد له موضع آخر ولعله انتهت صلاحية نشره بانتهاء صلاحيات تلك المنتديات التي تم النشر فيها كالمعتاد.
    وقام مدير موقع مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام بنشر المقال (هنا) ناقصا، تحت عنوان الحركات السلوكية من ملفات الاوراق السرية.
    على أي حال
    الملاحظ للمقال انه لم ينجح الناقل ومن نقل عنه بعرضه فأتى متداخل الهوامش مع المتن ومضطرب التنسيق.
    ونعيد نقل المقال ونشره بعد تنسيقه وبعد تصحيح الآيات والروايات التي وقع فيها النقل غير النصي وبالمعنى واشرنا الى مصدرها في الهوامش، مع أن المأمول في هكذا ابحاث على الرغم من تنويه الناقل بداية البحث لكن زيادة وانقاص الكلمات في الروايات ليس امرا محمودا خصوصا وحينما يكتب (قال النبي او الامام)، وقمت بتصحيح بعض العبارات وتغيير اخرى ليكون المقال ملائما للعرض، فاقتضى إلفات النظر..
    كما أن المقال سوف يتعرض الى الصوفية بتفصيل، ونسجل هنا تنويها على ان المراد بالصوفية وما نعتقد به هم غير علمائنا الربانيين وفقهاء اهل البيت عليهم السلام، لكي نقطع منذ البداية تقولات المتخرصين والمتصيدين بالماء العكر، ومن يحاولون خلط الحابل بالنابل خدمة للاهواء والاتباع.. والمدقق في المقال يستطيع التمييز لو يترك لوحده دون مشاركات المغرضين..


    اليكم المقال في المشاركات القادمة ..




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
    وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ


    مقدمة
    ليست هذه الدراسة بحثا ترفيا في الدين أو التاريخ أو السياسة، وكذلك فهي ليست أطروحة أكاديمية يهمها الالتزام بضوابط البحث الأكاديمي الشكلية، بقدر ما هي دراسة ميدانية توعوية رسالتها أن توصل صرخة استغاثة وان تدق جرس إنذار لكل من يهمه الأمر، (فالعدو ليس على الأبواب، وإنما هو في حجرات النوم)، وفي القريب العاجل سيفصل بين الزوج وزوجه وبين الولد وأبيه، بل سيشعل بينهم العداوة والبغضاء، فيحل بعضهم دماء البعض الأخر.
    لقد فشل البعثيون والطائفيون في سعيهم لإضعاف الكيان الشيعي في العراق من الخارج، بل إن تألبهم عليه قد وحّد صفوفه وأذاب الخلافات بين مكوناته، ولذلك وضعت الخطط لضربه وإضعافه وتمزيقه من الداخل، فكانت التجمعات العشائرية الممولة خليجيا، والأحزاب السياسية التي لها بداية وليس لها نهاية والتي يقودها أيتام النظام البائد، والمئات من المؤسسات (الإنسانية والثقافية والاجتماعية) المشبوهة التي تختفي خلف عنوان (منظمات المجتمع المدني)، وأخيرا (الحركات السلوكية) والتي تعتبر الحلقة الأخطر من حلقات هذا المخطط الكبير لتفتيت وتمزيق النسيج السكاني الشيعي في الوسط والجنوب.

    وهذه الدراسة إنما تسعى:
    أولا: تسليط الضوء على حقيقة وحجم الخطر الذي تمثله هذه الحركات على الأمن الوطني
    ثانيا: إثارة الوعي الأمني والسياسي والعقائدي لدى الأُمّة ونخبها المتصدية، عسى أن تتدارك الأمر وبالسرعة المطلوبة قبل أن يفلت الزمام وتتداخل الخنادق وتضيع الحقائق.
    ثالثا: تحصين الشباب من مخاطر هذه الحركات (المنحرفة)، من خلال فضح حقيقة الجذور الفكرية الوثنية لهذه الحركات وبعدها عن الإسلام والتوحيد والفطرة السوية، وعن منهج أهل البيت عليهم السلام، وكذلك طبيعة امتداداتها وعلاقاتها المشبوهة مع كل أعداء الشعب العراقي، وشيعته على وجه الخصوص.

    وقد قسّمناها إلى تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة. فاستعرضنا في التمهيد المنطلقات التاريخية والإرهاصات التكوينية والتأسيسية لـ(الحركات السلوكية)، وفي المبحث الأول تعرّضنا بإيجاز للحركات السلوكية الفاعلة في الساحة العراقية، واهم عقائدها وأفكارها وآليات عملها، وأماكن تواجدها، أما المبحث الثاني فقد تناولنا فيه بنوع من التفصيل (الحركة المهدوية المولوية) كنموذج تتجلى فيه حقيقة (المنهج السلوكي) بصورة واضحة وعميقة، فيما خصّصنا المبحث الثالث لمناقشة أصل وجود هذه الحركات والمسوّغات الشرعية والأدلة العقلية لادعاءاتها ومزاعمها، وأخيرا ختمنا باستعراض أهم النتائج التي انتهينا إليها في هذا الموضوع.
    وقد عرضنا لجملة من المقترحات حول السبل الناجعة للتعامل مع هذه الحركات لتحجيمها ودفع شرورها عن الأُمّة، وكذلك رأي المرجعيات الدينية وفتاوى العلماء الأعلام حول هذه التيارات المنحرفة والموقف الشرعي منها.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    تمهيد
    المهدوية [1] عقيدة أسلامية راسخة رغم اختلاف مدارس المسلمين في فهمها والتعامل معها، بين مؤمن بالمفهوم (السنّة) ومؤمن بمصداق معين (الشّيعة)، إلاّ أن هذه الفكرة كانت توظّف دائما بالاتجاه الخطأ، وهو ما تجلى بعد سقوط النظام الصدامي في هذه (الهبَّة المهدوية المشبوهة).

    هامش
    ------------------------
    1 - المهدوية: صفه لكل من ادعى انه (المهدي) المبشّر به من قبل النبي صلى الله عليه وآله والذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، وكذلك كل من ادعى السفارة عن الإمام المهدي، او القرابة منه، وباي شكل كان، وبصوره اعم كل الحركات والفرق التي تدّعى تمثيلها للمهدي أو أنها مقدمة لظهوره.
    لقد تكررت دعوات المهدوية في التاريخ الإسلامي.. حتى تجاوزت العشرات وتدلنا هذه الظاهرة على تماهي مصطلح (الإمام المهدي) مع معنى الثورة والحرية والعدالة، وانبثاقه كردة فعل على الواقع الفاسد الذي كان يتدهور إليه المجتمع الإسلامي، وهي تستفيد من الروايات المتواترة بظهور مهدي آخِر الزمان ففي كل مره يتصور الناس إن زمانهم هذا هو آخر الزمان وان زعيمهم أو شهيدهم هو المهدي المنتظر وهكذا دواليك، فهذه الفكرة تمثل الخلاص للمحرومين، وهي مناسبة لحشد التأييد الشعبي لأي ثائر يرفع هذا الشعار، وتقوم بإضفاء نوع من القداسة على ثورته.
    لقد كانت معظم قصص المهدوية في القرون الإسلامية الأولى، مرتبطة ومنبثقة من حركات سياسية ثورية تتصدى لرفع الظلم والاضطهاد وتلتف حول زعيم من الزعماء وعادة ما يكون من أهل البيت عليهم السلام وعندما تفشل الحركة ويموت زعيمها قبل أن ينتصر، أو يقتل في المعركة، أو يختفي في ظروف غامضة، كان أصحابه يختلفون، فمنهم من يسلم بالأمر الواقع، ومنهم من يرفض التسليم والاعتراف بالهزيمة، ويسارع لتصديق الإشاعات التي تتحدث عن هروب الإمام الثائر أو اختفائه وغيبته، وعادة ما يكون هؤلاء من بسطاء الناس الذين يعلقون آمالا كبيرة على شخص أو يضخّمون مواصفات ذلك الزعيم، فيصعب عليهم التراجع؛ لأنه سيعني لديهم الانهيار والانسحاق النفسي.
    إن التاريخ الشيعي ليضج بالثورات والحركات المهدوية، منذ الصدر الأول للإسلام وحتى يومنا هذا، وكذلك فأن هناك عدد من الحركات (السنّية) قد رفعت شعار المهدوية من أمثال:
    1 ـ مهدوية (المهدي بن تومرت) مؤسس دولة الموحدين في المغرب العربي.

    2 ـ مهدوية (محمد بن عبد الله السنوسي) ـ قائد الحركة السنوسية في ليبيا.
    3 ـ مهدوية (محمد احمد المهدي) (مهدي السودان).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    ان الحركات المهدوية موضوع قديم جديد، قديم في جذوره وامتداداته السابقة وجديد في تمظهراته الحالية، وهي وان تلفّعت بالدين، ورفعت الشعارات البرّاقة إلاّ أنّها وكما أثبتت التجارب التاريخية المعاصرة تعتبر من اشد الأعداء للدين والوطن، وأحد أهم المعاول التي يوظفها الأعداء للنيل من الدين والوطن، فتاريخ هذه الفرق مرتبط دائما بالغلو[1] العقائدي والتحجّر الفكري والتكفير[2] والجهل وإلغاء الآخر، وهي كذلك وعلى طول الخط فرصة للدوائر الاستعمارية الحاقدة على الأمة وعقيدتها وأمنها وازدهارها.

    هامش
    --------------------
    1 ـ الغلو: وهو موقف مبالغ فيه يقفه إنسان من قضية عامة أو خاصة بشكل متطرف تتجاوز حدود المألوف والمعقول.
    لغة: هو مجاوزة الحد والافراط في الشيء.
    اصطلاحاً: هي الجماعات التي غلت في الإمام علي وأبنائه عليهم السلام من بعده، وهناك من غلا في غيرهم."راجع الملحق ـ 1ـ [سيأتي لاحقا]"


    2 ـ التكفير: مصطلح اشتق من الكفر، والكفر في اللغة: بمعنى الستر والتغطية، ومنه سمي الكفر ـ الذي هو ضد الإيمان ـ كفراً لان فيه تغطية للحق، بجحد أو غيره، وسمى الكافر كافراً لأنه قد غطى قلبه بالكفر… أمّا في الاصطلاح : ـ فهو اتهام جماعة أو طائفة بالفسق والضلال والخروج من الدين مما يجردهم من حقوقهم الإنسانية ويعرضهم للاهانة أو القتل أو الطرد من المجتمع.

    التكفير والخوارج: إن أصل ظاهرة التكفير هم الخوراج، وهي الفئة التي خرجت على الإمام علي عليه السلام بعد أن كانت تحارب معه في صفين، فهم وبعد أن خدعوا بخديعة رفع المصاحف، ورفضوا الاستمرار بالقتال، عادوا ليرفعوا شعار (لا حكم إلاّ لله) بعد رفضهم لنتائج التحكيم، (فقد اجبروا الإمام علي عليه السلام على قبول التحكيم وحين تم ذلك طلبوا منه ان يرجع عنه، بل وان يعلن إسلامه).
    لقد خدع كثير من الناس بهذا الشعار (لا حكم إلاّ لله) لأنه يوحي بالتمسك بكتاب الله، وقد عبر الإمام علي عليه السلام عن هذا الشعار بأنه (كلمة حق يراد بها باطل)، وكان الخوارج يكثرون من العبادة وقراءة القرآن حتى سموا بذوي الجباه السود والقراء، ويغلب على اتباع هذه الفرقة (الانفعال والتطرف في السلوك والتزمت في الدين والتحجر في الفكر) وقد ذهبوا إلى تكفير الإمام علي عليه السلام وعثمان وأصحاب الجمل ومعاوية والحكمين وكل من رضى بحكمهما.

    ما أشبه الليلة بالبارحة، وأشبه السلوكيون هذه الأيام ـ وهم يكفرون ويخونون الجميع بلا استثناء ـ بالخوارج في صدر الإسلام الذين كفّروا الجميع وبلا استثناء أيضا.
    وأخيرا فقد اضطر الإمام علي عليه السلام إلى أن يحاربهم بعد أن سفكوا دماء المسلمين، حتى كاد أن يستأصلهم في معركة النهروان، ثم استشهد سلام الله عليه على يد احدهم وهو يصلي في مسجد الكوفة، وفيما بعد انقسم الخوراج إلى فرق كثيرة انقرض اغلبها ولم يبق ظاهرا منها إلاّ (الاباضية) في عمان، وقد شذت بعض هذه الفرق في عقائدها، فبعضها كالبدعية قصروا الصلاة على ركعة في الصباح وركعة في المساء، بينما اجازت (الميمونية) نكاح بعض المحارم كبنات البنين وبنات البنات وبنات بني الإخوة.
    إن انتشار ثقافة التكفير في المجتمع سوف لن تستثني احد من شرورها لان انتشارها سيجعل الجميع يكفّر الجميع، والجميع يستحل دماء الجميع.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    الخطابية[1] والنصيرية[2] والأغاخانية[3] وغيرها العشرات قديما، والشيخية[4] والبابية[5] والبهائية[6] وغيرها حديثا وأخيراً (اليماني والقحطاني والرباني والصرخي وقاضي السماء الكرعاوي) وغيرها الكثير من الامتدادات المشبوهة والمنحرفة والمرتبطة بالأجنبي.

    هامش
    -----------------------
    1 ـ الخطابية: ـ فرقة مغالية تنسب إلى (أبي الخطاب ـ محمد ابن أبي زينب الأجدع) والذي كان يغالي في الإمام الصادق عليه السلام ويؤلهه وهو القائل إله في السماء وإله في الأرض ويقصد الإمام الصادق عليه السلام، وهذا مصداق ما تقول به عقيدة الاتحاد والحلول.

    2 ـ النصيرية: ـ حركة مغالية ظهرت في القرن الثالث الهجري، أسسها (محمد بن نصير النميري البصري) الذي اشتهر بالخلاعة والفجور، وكان يقول بإباحة اللواط، ويعتبره من التواضع والتذلل، وانه احد الشهوات والطيبات.
    رفع الإمام الهادي عليه السلام إلى درجة الإلوهية، وادعى لنفسه مرتبة النبوة والرسالة، انقسم أتباعه بعده إلى عدة فرق وبقاياهم موجودين اليوم في سوريا وتركيا ويسمون أنفسهم بالعلويين.

    عقائدهم: ـ
    1 ـ الغلو في الإمام علي عليه السلام، والاعتقاد بأنه إله ورب، إله في السماء وإمام في الأرض، وهو ما يفلسفونه من خلال اعتقادهم بنظرية (الاتحاد والحلول)، وان الله قد حل في جسد الإمام علي عليه السلام واتحد به.

    2 ـ يزعمون بان للعقيدة ظاهراً وباطناً وأنهم وحدهم العالمون ببواطن الأسرار.
    3 ـ تأثروا بالأفلاطونية الحديثة، ونقلوا عنها نظرية الفيض النوراني على الأشياء ووحدة الوجود.
    4 ـ يؤمنون بالتناسخ (تكرار المولد) وهو الاعتقاد بأزلية الروح، فالروح لا تفنى فناءا كاملاً بل إذا خرجت من جسم حلت في جسم آخر، وهكذا تنتقل من هنا إلى هناك، ويكون نوع انتقالها حسب صلاحها أو فسادها، فالصالحة تنتقل بصورة تصاعدية ارتقائية حتى تتصل (بالروح المطلقة للإله) وهو ما يسمى بـ (النرفانا) في العقيدة الهندوسية، والنصيرية يضيفون إلى ذلك ان الروح المؤمنة قد تنسخ إلى كوكب في السماء، لذا يعتقدون أن جميع ما في السماء من كواكب إنما هي (أنفس المؤمنين الصالحين)، أمّا الروح الفاسدة فإنها تتسافل حتى تتمثل في هياكل الحيوانات ثم الحشرات.
    فالتناسخ عندهم وسيلة للتكامل أو التسافل، وهي العقيدة الرئيسية للديانات الشرقية الآسيوية (البوذية والجينية والسيخية والهندوسية وغيرها).

    3 ـ الأغاخانية: ـ فرقة مغالية انشقت عن الشيعة الاسماعلية (البهرة) الذين يقولون بإمامة إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام، بدل الإمام الكاظم عليه السلام، وقد اختصت الأغاخانية بطقوس وممارسات وعقائد أخرجتها من دائرة الإسلام ووضعتها في خانة الفرق المغالية، خاصة بعد أن أسقطت التكاليف الشرعية المتعارفة عند المسلمين وهم موجودون الآن في باكستان وأفغانستان وسوريا.

    أهم عقائدهم:
    1 ـ إن الذات الإلهية قد حلت في الإمام علي عليه السلام، وكذلك فإنها تحل في بعض أئمتهم المتوفين وحتى الأحياء (عقيدة الاتحاد والحلول).
    2 ـ يؤمنون بعقيدة التناسخ الهندوسية.
    3 ـ يؤمنون بعقيدة وحدة الوجود.
    4 ـ يؤمنون بان الدين ظاهر وباطن وان الشريعة الظاهرة ما هي إلاّ مجموعة قوانين ونظريات وضعها الفقهاء بعد النبي صلى الله عليه وآله بقرون، وأنها جاءت لزمانها، وقد حدث تطور كبير يحتاج فيه الناس إلى شريعة جديدة، ولذلك فهم يؤمنون بفكرة (نسخ الشريعة) وبديلهم هو التأويل الباطني للقرآن وللشريعة، ومثال على ذلك:

    ـ إن القيامة: هي قيامة الأرواح والنفوس بدون الأجساد (نظرية البعث الروحاني) والذي قالت به أيضا الفرقة الشيخية فيما بعد.
    ـ إن الصلاة: موالاة الأئمة، والصلاة عندهم مجموعة من السجدات.
    ـ وان الزكاة: إخراج العلم الباطني لمن يستحق.
    ـ وان الحج: زيارة الإمام وإدمان خدمته، وكعبتهم حيث يوجد زعيمهم.
    ـ وهم لا يقيمون الصلاة مع المسلمين، وأماكن عبادتهم تسمى (بيت الجماعة)، ولا يحجون إلى الكعبة.
    ـ والصوم: هو الستر والكتمان: أي ستر الأسرار وعدم كشفها.
    وباختصار فان نسخ الشريعة معناه (إسقاط التكاليف).

    4 ـ الشيخية: ـ فرقة مغالية أسسها الشيخ (احمد الاحسائي)، يعتقدون بان الخلق والرزق والإحياء والإماتة أمور فوضها الله إلى الأئمة عليهم السلام، والتفويض نوع من أنواع الغلو، وكذلك فإنهم يعتقدون بـ (الركن الرابع) فيقولون (لابد في كل زمان من شخص ظاهر، غير إمام الزمان الغائب يكون عالما بكل شيء وله الوساطة بين الناس والإمام، ويجب على الجميع الدعوة له، وليس لغيره من أهل العلم أن يتصدى للأمور العامة إلاّ بإذنه وسموه بـ الناطق، والنائب الخاص والقطب، والركن الرابع والباب)، وان البعث يوم القيامة (بعث روحاني) وليس جسماني، وان المعراج كان بروح النبي وليس بجسده.

    5 ـ البابية: ـ فرقة مغالية انشقت من الشيخية، لديها كتاب مقدس اسمه (البيان) يؤمنون بضرورة الاهتمام بالجانب الباطني (جانب القلب) وتطهيره من حب الدنيا، وكذلك إهمال الجانب الظاهري، وإسقاط التكاليف الشرعية، يدعى زعيمهم (علي محمد الشيرازي) انه هو الباب الموصل للإمام المهدي عليه السلام، فكان أول من استعمل هذا المصطلح في العصر الحديث فسموا بالبابية.

    6 ـ البهائية: ـ وهي امتداد للبابية، زعيمهم (الميرزا حسين علي النوري) البهاء (المهدي الموعود)، وكتابهم المقدس هو (الأقدس)، يؤمنون إضافة لما سبق من عقائد البابية في الاهتمام بعلم الباطن وإسقاط التكاليف، بإجازة الزواج بالمحارم وكذلك يدعون بان الله تعالى قد تجلى لعباده من خلال أشخاص هم (براهما ـ بوذا ـ موسى ـ عيسى ـ محمد) وأخيراً البهاء، فهو مظهر من مظاهر التجلي الإلهي وكذلك اعتبروا قبره في يافا كعبة ومقصداً لحجاجهم. وقد أصبحت البهائية فيما بعد ذراع من اذرع الحركة الماسونية الصهيونية، ورفعت شعار الماسونية (وحدة الأديان) وقد أفتى العلماء في إيران بكفر أتباع هاتين الفرقتين فرد زعمائها بتكفير جميع علماء الدين، بل جميع الشيعة.




  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    واليوم وحيث يعيش العراق واحدة من اخطر المفاصل التاريخية في وجوده، وحيث يتم التأسيس لعراق جديد على أنقاض الدكتاتورية والطائفية والعنصرية، وحيث يتعرض الكيان العراقي لأخطر هجمة دموية حاقدة، نعم اليوم وفي ظل هذه الظروف المأساوية بدأت بالانتشار هذه الحركات المشبوهة مستغلة حالة الفوضى التي تعم البلاد وتدني المستوى الثقافي للأمة بعد عقود من التجهيل والمسخ والتدمير المنهجي للعقل العراقي، إضافة إلى توظيف حالة التذمر الشعبي من نقص الخدمات وفقدان الأمن، باتجاه إسقاط العملية السياسية وتسقيط الأحزاب والمرجعيات الدينية، في عملية تسطيح وتبسيط للإحداث، وعدم ربطها بمسبباتها الحقيقية، (إضافة إلى إغماض العين) عما تحقق من مكتسبات يحاول أعداء الأمة إجهاضها بشتى السبل.
    إن الخطر الأكبر القادم على سكان الوسط والجنوب ليس من الخارج فحسب، وإنّما هو من الداخل أيضاً، من هذه الحركات التي بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم والتي هي في الحقيقة طابور خامس للعدو الخارجي.
    إن حركات محمود الصرخي، واحمد الحسن اليماني، وفاضل الرباني، وحيدر القحطاني، وقاضي السماء الكرعاوي وحركة الممهدون، وعشرات المجاميع من السلوكية[1] ودعاة المهدوية، الموجودين في اغلب مدن الوسط والجنوب إنّما هي في الواقع وجوه لحقيقة واحدة وحركات وفرق ضمن تيار واحد، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم (التيار السلوكي ـ المهدوي) باعتبار أن الحركات ضمن هذا التيار مهما اختلفت ومهما تقاطعت مصالحها ومصالح زعمائها، ورغم تميّز إحداها على الأخرى في بعض الخصوصيات، إلا أنها تلتقي على الكثير من الثوابت والقواسم المشتركة عقائديا وسياسيا وإعلاميا ومنهجيا، وجميعها تنضوي تحت خيمة واحدة وضمن إطار واحد، كما وأن قواعدها الشعبية متداخلة بصورة كبيرة وواسعة، وهناك تعاون وتنسيق فيما بينها.
    وفيما يلي سوف نستعرض عددا من هذه الحركات الظلامية المنحرفة، ونفصّل القول في أخطرها وأكثرها خفاءاً، ألا وهي حركة الممهدون (المولوية)، ولكن وقبل هذا وذاك سنمر مروراً سريعا مختصراً على أهم المحطات في مسيرة (الحركة السلوكية المهدوية) في النجف، كي نربط الماضي بالحاضر ونفهم حقيقة المقدمات التي أدت إلى انتشار هذا البلاء في بلاد الرافدين.

    هامش
    --------------
    1 ـ السلوكية : ـ وهو مصطلح مشتق من كلمة (السالك) أي الشخص المنتمي للفرق الصوفية و(السائر) في طريق الحقيقة والعرفان للوصول إلى (اليقين)، فالسلوك هو الطريق إلى الله والذي يختاره العارفون والمتصوفة بالعبادة والزهد في الدنيا، لأجل التقرب إلى الله تعالى.
    وقد تَسمّى بهذا الاسم أصحاب الحركات (الصوفية ـ السياسية ـ التكفيرية) الموجودة اليوم في الساحة العراقية.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    أضواء على الحركات السلوكية المعاصرة
    في بداية التسعينات ومع ظهور نجم السيد محمد الصدر (سقراط الفكر المهدوي المعاصر)، وفتحه لأبواب الدراسة الحوزوية على مصراعيها، وقيامه شخصياً بالتدريس، كان رحمه الله يلقي على بعض تلامذته دروس في (العرفان والسلوك) أو (علم الباطن والحقيقة) الذي يقابل (علم الظاهر والشريعة)، وذلك حسب تصنيفات المتصوفة[1] وأهل العرفان، ويبدو أن الخلاف والجدال والصراع الدائر بينهما منذ قرون، بين مرجّح للباطن على الظاهر أو بالعكس وبين جامع بين الاثنين، قد عاد ليطل برأسه من جديد، ولكن هذه المرّة وهو يحمل معه نذر الموت ومشاعل الفتنة ودعاوى التكفير.
    وبالعود إلى موضوعنا يبدو أن بعض تلامذة السيد الصدر رحمه الله قد خرجوا عن سياق البحث الذي يلقيه، وخالفوا المنهج العرفاني الشرعي المعتدل الذي كان يبثه بينهم والذي يجمع بين آداب السلوك وآداب الفقه، فانفتحوا على علوم وأبحاث هذا العلم وهي كثيرة وغاصوا في بحاره وهي عميقة، ولم يأخذوا للأمر أهبّته ولم يستعدوا له كما ينبغي، فخاضوا فيه من غير حصانه وهم في بداية الطريق فغرقوا واغرقوا معهم خلقاً كثيراً، هذا فيما لو أحسنّا الظن، ولكن هناك أرقام وأدلة تؤكد ارتباطهم بمخابرات النظام السابق.
    وقد عرفوا في حياة السيد الشهيد بـ(المنتظرون) أو (حركة جند المولى)، والمولى هو السيد الصدر رضوان الله عليه، إذ كانوا يعتقدون أن الإمام المهدي عليه السلام قد تجلى وظهر به، وكان على رأسهم اثنين من طلبته رحمه الله، هم (منتظر الخفاجي) و(فرقد معز الدين القزويني)، فهؤلاء هم طليعة السلوكية في النجف، ثم تبعهم خط ثانٍ من السلوكيين من طلبة السيد الصدر، انتشروا في كل محافظات العراق الوسطى والجنوبية، كان أشهرهم (حيدر مشتت ـ القحطاني) و(احمد إسماعيل كاطع ـ اليماني) و(فاضل عبد الحسين ـ الربانيوقد فسّقهم رحمه الله وفسّق من يتعاون معهم.
    ثم دارت عجلة هذا الفكر المنحرف لتجرف في طريقها الآلاف من البسطاء والجهلة وأنصاف المتعلمين والموتورين، وطلاب الجاه والمال، ثم لتتحول فيما بعد إلى مجاميع تكفيرية لا تؤمن بأي شيء، حيث تماحتوائها من قبل المخابرات الأجنبية والجهات الطائفية والوهابية التي تريد شراً بالعراق وأهله، فانهالت عليهم الأموال، وتم اختراقهم بعناصر مخابراتية محترفة وخطيرة، بدأت تسّير هذه الحركات من خلف ستار، وتتحكم بقراراتها وتملي عليها عقائدها، وترسم لها خط سيرها.
    وكانت اخطر حلقة من حلقات هذه المؤامرة هي (واقعة الزركة) وما يسمى (بجيش الرعب) و(جند السماء) والذي كان يتهيأ لاحتلال النجف وقتل جميع المراجع وعلماء الدين وكل من يقف في طريقه، على أمل أن تهب باقي المجاميع السلوكية للنصرة، فيختل حبل الأمن ويسود الهرج والمرج، وهنا ستتدخل قوى خارجية وقوى داخلية غير منظورة لقلب الأوضاع بما يؤدي إلى إسقاط الحكومة وانتشار الفوضى الشاملة في البلاد ولكن الله والغيارى والمخلصين كانوا لهم بالمرصاد.
    هذا ما كان من أمر السلوكيين في النجف والعراق، أما في خارج العراق فهناك مجاميع مختلفة من السلوكيين في إيران وباكستان ولبنان، لا يسعنا حصرها واستعراضها لكثرتها من ناحية ولضعفها وعدم أهميتها وعدم تأثيرها من ناحية أخرى، عدا الدور الذي قام ويقوم به المدعو (أبوهدى الغزّي)، حيث ساهم في نفخ الروح في هذا الفكر والسلوك المنحرف وتأجيجه داخل العراق، وخاصة بعد سقوط النظام.

    هامش
    ---------------------
    1 ـ الصوفية ليست مذهبا أو دينا بل هي منهج وطريق يسلكه العبد للوصول إلى الله تعالى كما يعرفها أصحابها أمّا معارضيها فيعتبرونها ممارسات عبادية لم تذكر في القرآن أو السنّّة، ولا يوجد أي سند في إثباتها. "راجع الملحق ـ2ـ". [سيأتي لاحقا]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    فمن هو (أبوهدى الغزّي) ومن هم أساتذته وتلامذته؟

    إن القصة باختصار شديد ومضغوط كالتالي:
    في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وبعد الحملة التي قادها النظام البائد لاستئصال الإسلاميين، هاجر الكثير منهم إلى خارج العراق، وكان من ضمن هؤلاء المهاجرين شيخ حديث العهد بالانضمام إلى حزب الدعوة الإسلامية اسمه (محمد علي اليعقوبي).
    هاجر الشيخ محمد علي اليعقوبي إلى الكويت ثم إلى إيران حيث اختص بالسيد (عبد الكريم الكشميري) العرفاني المعروف، واخذ عنه بعض أسرار العرفان (كما يعبّر العرفانيون) وأصبح من حوارييه المقربين، ثم أصبح فيما بعد عنواناً للأفكار السلوكية المهدوية في أوساط العراقيين في إيران، واستطاع مدّ الكثير من العلاقات مع شخصيات مهمة ومؤثرة في إيران، وأخيرا اعتقل بتهمة نقل أموال من الخليج إلى جهات مشبوهة في إيران، وقضى سنة واحده في السجن، وبعد أن خرج ذهب إلى الهند وباكستان، وانقطعت أخباره منذئذ.
    أما الشيخ (عبدالحليم الغزّي ـ أبوهدى) من ناحية الشطرة في الناصرية، فهو داعية، اعتقل عام 1979 بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة، لكنه انهار في التحقيق واعترف اعترافاً تفصيلياً، وبعد أن خرج في العفو، هرب إلى الكويت ثم إلى سوريا ثم إلى إيران، لكنه تعرّف في الكويت بالشيخ محمد علي اليعقوبي واستمرت العلاقة بينهما بعد سفرهما إلى إيران، ثم انضم إلى معسكر (الشهيد الصدر) للمجاهدين العراقيين من الدعاة، ولكنه كان على عكس الجميع (متخاذل ـ متردد ـ جبان)، ثم ترك المعسكر عائدا إلى مدينة (قم) هاربا من الجهاد، متفرغا للدراسة، ومروجا لثقافة الانسحاب من سوح الجهاد ومثبطاً الناس عن الذهاب للجبهة، ثم ما لبث أن استقال من حزب الدعوة، بعد أن بدأت أفكاره، وأطروحاته السلوكية تصطدم مع أفكار الدعوة وأجوائها.
    أما عن علاقته باليعقوبي، فقد بقي ملازماً له متأثراً بأفكاره السلوكية، ثم انفصل عنه ليستقل بذاته، وقد اخذ يجمع الناس من حوله بإطروحاته العرفانية والسلوكية والتي تتميز بالمبالغة في الممارسات الشعائرية، فتحلّق حوله العشرات من الشباب العاطلين عن العمل، والذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على ما يدفعه لهم من أموال (مجهولة المصدر)، وهو ما يؤشر حجم إمكانياته المادية التي تمكّنه من الصرف على هكذا أعداد من الشباب العاطل.
    وفي أواسط التسعينات جرت محاولة لاغتيال الشيخ الآصفي، وبعد التحقيق مع الشخص المكلّف بالاغتيال إدّعى بان (الغزّي) كان وراء المحاولة، فاعتقل، ثم أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة حيث هاجر إلى الغرب متنقلاً بين كندا وهولندا وبلجيكا، استراليا وأخيرا باكستان.

    بعض أفكار وسلوكيات عبدالحليم الغزّي:
    1ـ يدّعي أن الأرض تطوى له، وانه يسمع رفيف الملائكة.
    2ـ يثقف أتباعه على أن ينادونه بـ (ابن الإمام).
    3 ـ انتهى في أفكاره إلى إسقاط التكاليف وإكثار الفساد للتعجيل بالظهور.
    4 ـ وأخيرا كان يدعو إلى تبادل الزوجات.

    في الفترة التي قضاها (الغزّي) في إيران تعرّف (بالسيد محمد)، وهذا الشخص أصبح فيما بعد من المروجين لأفكاره، رافق الغزّي بعد خروجه من إيران، في حركته وأسفاره، وأصبح من المعتمدين لديه، دخل عدة مرات إلى العراق بصورة غير رسمية، وأخيرا القي القبض عليه في عام 1997، وحكم في أبوغريب بتهمة (دخول البلاد بصورة غير رسمية) فقضى حوالي خمسة أعوام في السجن (الخاصّة) ليخرج عام 2002م.
    وفي (الخاصّة) التقى بضياء الكرعاوي (قاضي السماء)، وشكّلوا معا (تنظيم سلوكي)، واستطاعوا جذب العديد من السجناء إلى صفوفهم، حيث كانوا يقضون أوقاتهم (بالذكر والأوراد)، وكذلك فقد شوهد بعضهم وهم يمارسون ممارسات لا أخلاقية داخل السجن، ظن السجناء وقتها أنها تصرفات لها علاقة بالسلوك والخلق الشخصي، ولم يعرفوا حينها بأنها مستلزمات العقيدة الجديدة، وفيما بعد كان أكثر أفراد هذا التنظيم من المشاركين في معركة الزركة.
    ومن ناحية أخرى، فان وجود (الشيخ الغزّي) في أوربا وأمريكا وأخيرا في استراليا، قد جعله مطلق اليد في الدعوة لأفكاره بين الشباب المؤمن في هذه البلدان، ومن ضمن الأشخاص الذين تأثّروا به شخص يدعى (صفاء جاسم عيدان)، وهذا الشخص يعيش في استراليا مهاجراً من قبل العام 1998، وبعد سقوط النظام كثرت زياراته للعراق، وكذلك اتصالاته بـ (احمد الحسن اليماني) وليتحول بعد ذلك إلى الممثل الرئيسي لليماني في استراليا ومنطقة الخليج العربي، حيث يروّج لأفكار (اليماني) في أوساط شيعة الخليج بعلم وتسهيل الشخصيات الحكومية في السعودية والإمارات، وخصوصاً (أمير الرياض). وهو في دعوته، لا يلمّح ابدأ لأي علاقة مع أستاذه (أبوهدى الغزّي)، فالدعوة مقتصرة على (اليماني) فقط.
    الغريب والملفت للنظر أن المدعو (أبوهدى الغزّي) بعيداً جداً وبصورة شبه كاملة عن الأضواء ـ وحتى تاريخ كتابة البحث هذا، بل إن هناك شبه تعتيم على أخباره وأماكن تحركه ووجوده ونشاطاته من قبل أهله وأقربائه وأصدقائه، مما لا يمكن أن يكون مصادفة ـ فيما يكتفي بتحريك الأحداث من خلف الستار، وان ما ترشح من معلومات حول علاقاته بكل من (ضياء الكرعاوي واحمد الحسن اليماني)، لسبقه في هذا المضمار، فان أصابع الاتهام تتوجه إليه باعتباره (العقل المدبّر) من وراء هذه الحركات المشبوهة في ارتباطاتها الخارجية وانحرافاتها الفكرية.
    وبعيداً عن نظرية المؤامرة، فان الدلائل والمؤشرات تدل وبما لا يقبل الشك أن خيوط الحركات والمجاميع السلوكية وبمختلف اتجاهاتها ومشاربها إنّما تصدر عن عقل مخابراتي صدامي زرع هذه الخلايا السرطانية في الجسد الشيعي، كما زُرع من قبل خلايا الوهابية والقاعدة في الجسد السنّي، ليوقضها في الوقت المناسب، وهو ما بدت معالمه تتضح وتبين.

    والخلاصة:
    فإنّ هناك الكثير من الشكوك حول دور المدعو (أبو هدى الغزّي) في قيادة وتوجيه هذه الجماعات، وخاصة علاقته بجماعة (جند السماء) التي أثبتت التحقيقات ارتباطها بالبعث والقاعدة والسعودية، وكذلك علاقاته الخفية مع (احمد بن الحسن اليماني) زعيم جماعة (أنصار المهدي).

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    المبحث الأول
    الفرق المهدوية المعاصرة

    فيما يلي خلاصة مفيدة بأهم الحركات السلوكية الموجودة في الساحة العراقية هذه الأيام، عقائدها، خطابها السياسي وأماكن انتشارها.

    1 ـ حركة حيدر مشتّت:
    يقودها أبو عبد الله الحسين القحطاني، يدّعي انه هو اليماني وقد قُتل على يد جماعة احمد الحسن اليماني، انخرط اغلب أتباعه مع جند السماء، وقتل الكثير منهم معهم. مكان انتشارهم في العمارة وبغداد.

    2 ـ حركة أنصار المهدي:
    يقودها احمد إسماعيل كاطع السويلم، المعروف بأحمد الحسن اليماني، يدّعي انه هو اليماني وانه ابن ووصي الإمام المهدي، مكان انتشارهم في البصرة.

    3 ـ حركة جند السماء:
    يقودها ضياء عبدالزهرة الكرعاوي (قاضي السماء)، يدّعي انه هو المهدي وانه ولد من بيضة مخصبة للزهراء من الإمام علي، قتل في معركة (الزركة) في النجف، مكان انتشارهم في الحلّة.

    4 ـ حركة الموطئون:
    يقودها فاضل عبدالحسين المرسومي (الإمام الرباني)، يدّعي انه هو المهدي الموعود، وان الله قد تجلى وظهر به، يدعو إلى وحدة الأديان، مكان انتشارهم في ديالى.

    5 ـ حركة الممهدون:
    قيادتهم مجهولة، يدّعون إن المهدي قد ظهر منذ ستة أشهر، وأن اليماني هو الوسيط بينهم وبين الإمام، مكان انتشارهم في محافظات الفرات الأوسط وبغداد.

    6 ـ حركة المختار:
    يقودها الشريف حبيب الله (أبوعلي المختار)، ودعوة هذه الحركة مزيج من الأفكار الصوفية والتبشيرية المسيحية، نشطت في بغداد في الآونة الأخيرة، زعيمها من أهالي الطالبية، والده شيوعي سابق كان يعمل في السحر وقراءة الفأل.

    7 ـ حركة أصحاب القضية، وهم جماعتين:

    الأولى: (حركة روح الله) وتعتبر أن السيد الخميني هو المهدي، وأنه لم يمت بل غاب وسيظهر، مكان انتشارهم في العمارة.

    الثانية: (حركة النبأ العظيم) وتعتبر أن السيد مقتدى الصدر هو المهدي، مكان انتشارهم في العمارة.
    كما وان التسمية (أصحاب القضية) تطلقها على نفسها كل من حركة (الممهدون) وحركة (اليماني) وحركة (القحطاني) وهو ما يؤشر منطلقاتهم الفكرية المشتركة.

    8 ـ حركة محمود الصرخي (الحوزة الصادقة) وهي حركة (مهدوية ـ مرجعية) وتعتبر معتدلة فكريا (غير سلوكية) ولكنها تحمل بذور الفكر المنحرف، حيث يدّعي زعيمها انه يلتقي بالإمام المهدي، (سألت الناحية المقدسة)، وانه (الأعلم) ويبطل تقليد باقي المراجع، مكان انتشارهم في الديوانية وكربلاء.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    تمويلهم:
    إن أصابع الاتهام في تمويل هذه الحركات إنما تشير إلى (حزب البعث، الحركة الوهابية، دعم خارجي/ خليجي).

    مشتركاتهم العقيدية:
    في البدء لابدّ من معرفة أن اغلب هذه الحركات إنما تنهج نهجا صوفيا في أدبياتها وأفكارها وسلوكياتها، حيث توظف المفاهيم الصوفية توظيفاً سياسياً[1].


    هامش
    ---------------------
    1 ـ التوظيف السياسي للتصوف: ـ إن القضية في العمق هي مؤامرة تكفيرية بعثية لتمزيق الساحة الشيعية عبر تسويق المنهج الصوفي وتحت عباءته، ونشره بين الناس كبديل عن المنهج التشريعي الفقهي وبالتالي لاستبدال المراجع والفقهاء المجتهدين بدعاة التصوف والعرفان، ولكن ليس بصيغته الشرعية المعتدلة والمتسالمة مع الفقه والفقهاء والمتكاملة مع الشريعة، إنما بصيغة تكفيرية مغالية رافضه لكل ما يتعلق بالفقه والشريعة وحدود الحلال والحرام.

    لان الشريعة وفقهها وفقهائها أصبحوا عقبة كأداء في وجه هؤلاء الأدعياء في سعيهم لخداع واستغفال الامة وتنفيذ مخططات العدو المتربص بها.
    لقد وجد دهاقنة الشر وشيوخ الطائفية وضباط المخابرات الأجنبية، إن خير وسيلة لاختراق الجسد الشيعي والعقل الشيعي والهيمنة عليه هي عن طريق هذا المنهج الذي سبقهم النظام البائد في محاولة توظيفه لتمزيق الساحة الشيعية آنذاك عندما زرع عناصره في حاشية السيد محمد الصدر رحمه الله، والذين لعنهم رحمه الله بعد ان كشف انحرافاتهم وشك بتوجهاتهم.
    لقد تم تطوير هذه النسخة المحسنة من المنهج (العرفاني) لتلبي إحتياجات المرحلة في إحداث خرق (عقائدي ـ اجتماعي ـ سياسي ـ امني) للواقع الشيعي.
    ولكن لماذا وقع الاختيار على (المنهج العرفاني) ليوظف في هذه المهمة المشبوهة، والجواب هو أن منهج العرفان لا يعتمد في استدلالاته على المبادئ والأصول العقلية، لكي تحاكم الأشياء فيه على مدى اقترابها وابتعادها عن العقل، بل إن استدلالاته تعتمد على المكاشفات، وما يشاهد بالبصيرة وليس بالبصر، فالأدوات المعرفية التي يعتمدها هذا المنهج هي (البصيرة والمجاهدة وتزكية النفس ـ والحركة والصراع الباطني) وكلها غير قابلة للإثبات ولا تحدها حدود أو تقيدها قيود من علم أو فقه أو كفائه أو غيرها، انه منهج مشرع الأبواب لكل من يريد، وبهذا أصبح فرصة للمندسين والأعداء للنفوذ إلى الامة من خلاله.
    فضلاً عن أن (القضايا الروحانية) والمناهج (غير العقلية) والتصوف منها، تناسب طريقة تفكير العامة من الناس، التي تحاول أن تفسر الدين وتفهمه بصورة عاطفية مشاعرية مغالية.
    انه منهج بسيط لايستلزم التوفر على معارف خاصة او مقدمات معقدة، فهو يحتاج الى جهد ذهني وجسدي (غير نوعي)، وكذلك فهو يناغم الأوتار الحساسة في النفس البشرية وما يستهوي البسطاء من الناس وذوي الثقافة المحدودة.
    فما لم يكن الإنسان محصناً بالثقافة الشرعية والعقائدية المناسبة، وما لم يكن ممن يعتمد الدليل العقلي في فهمه للدين، فأنه سيكون لقمة سائغة لهذه الدعوات.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    أما أهم عقائدهم فهي:

    1 ـ عقيدة الاتحاد والحلول [1] :

    حيث يعتقدون بان الله تعالى قد حل في بدن الإمام المهدي واتّحد به، وهي كما أسلفنا من عقائد النصارى والمتصوفة.

    2 ـ عقيدة وحدة الوجود[2] :
    وأن الله تعالى يتجلى للناس من خلال بعض عباده الصالحين، وهي من عقائد فرق الغلاة المنقرضة، وكان آخر من ادعاها (البهائية).

    3 ـ الإيمان بنظرية الظاهر والباطن:
    أي تطهير الباطن وإهمال الظاهر، والذي ينتهي إلى (إسقاط التكاليف) و(إكثار الفساد) تمهيداً لظهور الإمام المهدي عليه السلام.

    مصادرهم في الاستدلال على عقائدهم:
    أ‌ ـ التفسير الباطني للقران.
    ب‌ ـ الأحلام والإلهامات والمكاشفات.
    ج‌ ـ انتقاء الروايات المتشابهة التي تخص قضية الإمام المهدي عليه السلام وتفسيرها بصورة موجهةوتوظيفها للاستدلال على مدعياتهم.
    د‌ ـ ادعاء اللقاء بالإمام المهدي عليه السلام من قبل زعمائهم وسؤاله والتعلم منه والأخذ عنه.


    هامش
    ----------------------------
    1 ـ الاتحاد والحلول: ـ معناه أن الله يحل في بعض مخلوقاته ويتحد معها، كاعتقاد النصارى حلوله في المسيح عيسى بن مريم، وقد ابتدع هذا القول في عالم المسلمين (الحلاّج)، وادعى أن الله قد حل به، وهو احد أشهر زعماء المتصوفة، فالتصوف في جوهره ودلالته الاولى والدقيقة لا يعني إلا الاتحاد مع الخالق عند صوفية الأديان السماوية، ومع (النفس الكلية ـ الكونية) في غيرها فالتصوف في دلالته التاريخية الدقيقة لا يخرج عن كونه (سلوك طريق الاتحاد مع المطلق) فهو فن الاتحاد مع الواحد.


    2 ـ وحدة الوجود: ـ وحدة الوجود انحراف قديم ظهر في العالم، فقد امن بها الهندوس والصينيين والإغريق وهي (اعتقاد أن الله هو الوجود المطلق الذي يظهر بصور الكائنات والادعاء بان الله تعالى والعالم شيء واحد، فليس هناك ـ بزعمهم ـ خالق ومخلوق، بل العالم ـ عندهم ـ هو مخلوق باعتبار ظاهره، وهو خالق باعتبار باطنه، والظاهر والباطن في الحقيقة شيء واحد، هو الله تعالى.
    وقد نشأت وحدة الوجود في الأمة الإسلامية مقترنة بنشأة التصوف، وأقوال أئمة التصوف المتقدمون كلها تدور حول وحدة الوجود، فهي عندهم أهم العقائد وغاية الغايات ومنتهى الطلبات، وقد تبلورت هذه الفكرة على يد (محيي الدين بن عربي).
    والطرق الصوفية وان اختلفت في بعض الشعارات والطقوس الظاهرة، ولكنها متفقة في الغاية والنهاية،وهي (إيصال المريد إلى وحدة الوجود).
    فمن سار في طريق التصوف إلى نهايته وتعمق في أسرار العقيدة الصوفية، ووصل إلى مرتبة الكمال عندهم، فهو من أهل وحدة الوجود.
    وقد وضع أئمة التصوف طريقة ليوصلوا بها أتباعهم إلى الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي في مجملها (تعذيب النفس والبدن بالرياضات المختلفة كالجوع والسهر والانعزال عن العالم، والصمت الطويل وترديد الأذكار الصوفية آلاف المرات)، ويكون ذلك كله بإشراف (شيخ صوفي)، ويتدرج بالمريد المسكين عبر مقامات، بعضها أعلى عندهم من بعض حتى يصل إلى (مرتبة اليقين) (وحدة الوجود).
    إن المرتكز الجوهري لعقائد الصوفية هو القول (بوحدة الوجود) والتي هي غاية التصوف والعقيدة الأساس عند الصوفية، هذه العقيدة مناقضة للإسلام، هادمة لأصول الإيمان، وهي كفر وشرك بالله تعالى، ولها آثار خطيرة على دين من آمن بها لأنها تتضمن جحود الإلوهية والربوبية.
    أما الفيض الإلهي فهو شكل من أشكال القول (بوحدة الوجود) فالإله هو النفس الكلية التي فاضت على الموجودات الحية عن طريق ما يسمى بـ (العقول العشرة)، فتكونت عنها نفوس الكواكب والبشر وسائر المخلوقات وهي نظرية تمت أسلمتها عن أصولها الإغريقية.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    قراءة في بعض أفكارهم ومشتركاتهم السياسية والاجتماعية:

    1 ـ إن الإمام المهدي عليه السلام ظهر أو على وشك الظهور، وان كان بعضهم (ابنه) والآخر (وصيه) والثالث (نسيبه) والرابع (المهدي نفسه).

    2 ـ يتدرجون مع إتباعهم في تلقين الأفكار المنحرفة وكالتالي:
    أ‌ ـ يبدؤون بالدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن ظهور المعصوم، (إغلاق عقل المتلقي).
    ب‌ ـ تسقيط المرجعيات الدينية، والمناداة ببطلان تقليدهم، فهم يسعون إلى هدم ثقة الناس بعلماء الدين ثم عزلهم ثم تصفيتهم إن تطلب الأمر.
    ج‌ ـ ثم الدعوة لإسقاط التكاليف الشرعية (صلاة ـ صوم ـ حج ـ زكاة)، واعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة، واستبدالها بتطهير الباطن وتنقية القلب مما علق به من حب الدنيا.
    د‌ ـ وأخيرا ضرورة الإكثار من الفساد للتعجيل بظهور الإمام المهدي عليه السلام.
    3 ـ ممارسة السحر والشعوذة والادعاء بأنها كرامات، ليخدعوا بها السذج والبسطاء.
    4 ـ تكفير المجتمع، والمفارقة الغريبة والخطيرة في فكر هذه الجماعات أنها تكفّر المجتمع بكل شرائحه وطبقاته، بما فيه علماء الدين والمراجع ونزولا إلى البسطاء والاميين، والغريب أن التكفيريين من الجانب الآخر إنّما يكفّرون الطائفة التي لا ينتمون إليها، أما هؤلاء فأنهم يكفّرون طائفتهم وأهلهم وإخوانهم، وهو ما يكشف حقيقة الدور الذي تقوم به (القاعدة) في تسيير وتوجيه هذه الحركات.
    5 ـ معاداة الديمقراطية ونظام الانتخابات.
    6 ـ معاداة العملية السياسية.
    7 ـ رفض الدستور.
    8 ـ لأغلبهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية وبعض القوى السياسية المعادية للحكومة، من داخل وخارج الحكومة.
    9 ـ إيمانهم بمبدأ العنف المسلح، ولدى اغلبهم ميلشيات مسلحة.
    10 ـ تجويزهم استهداف الشرطة والجيش.
    11 ـ تنظيماتهم عنقودية وعلى مستوى عالي من الدقة.
    12 ـ يؤكدون على قضية (الطاعة المطلقة) ويدربون عناصرهم عليها وبصورة غير طبيعية وبوسائل غريبة وقاسية، حتى يتحول المنتمي لهم إلى (بيدق شطرنج) فاقد لأي وعي أو إرادة أو رأي، وهو ما يفسر لنا الولاء الأعمى لأعضاء هذه الحركات (إنها عملية غسل دماغ تمارسها جهة محترفة).
    13 ـ كشفت التحقيقات مع تنظيم (جند السماء) أن هناك علاقة إستراتيجية مع حركة (احمد الحسن اليماني) وقد اعترفوا بأنّه في حالة الاستيلاء على النجف من قبلهم فإن هناك (مجموعة الألف) سوف تلتحق بهم، وهي مجموعة اليماني، وكذلك فان حركة (قاضي السماء) كانت تقوم بتمويل حركة (احمد الحسن اليماني)، على خلفية العلاقات المتينة التي كانت تربط بين زعيمي الحركتين.

    أسباب الظهور والانتشار:

    إن أهم أسباب ظهور وانتشار هذه الحركات هو:
    1 ـ الفراغ الفكري والعقائدي.
    2 ـ تسيّد الجهل الثقافي.
    3 ـ الظروف القلقة والمأساوية واختلال الأمن ونقص الخدمات والذي ولّد الحاجة اللاّشعورية لوجود المنقذ.
    4 ـ تدخل المخابرات الأجنبية، وشراء الذمم والضمائر واستغلال الحاجة المادية للناس.
    5 ـ وجود طلاب الجاه والمنصب والمال، الذين لا يتورعون عن تنفيذ مخططات الأعداء مقابل المصالح الشخصية.
    6 ـ الإحباط العام الذي أصاب الأُمّة بسبب كثرة الجهات السياسية والدينية وصراعاتها على مناطق النفوذ ومصادر المال ومواقع القرار.
    7 ـ عدم وجود الفهم الصحيح لـ(عقيدة المهدي عليه السلام) وحدودها مما سمح للأدعياء باستغلالها لخداع الأُمّة وتمرير المخططات الخارجية الخبيثة بحقها من خلال هذه العقيدة السامية.
    8 ـ انشغال النخب السياسية والدينية والأمنية في القضايا الكبرى (وضع أُسس الدولة الجديدة)، ومواجهة التحديات الكبرى (البعث ـ الوهابية ـ الإرهاب ـ التآمر الإقليمي ـ توفير الخدمات)... وغيرها، عن التفرغ لمواجهة هذه الحركات الهدامة.
    9 ـ انحسار وضمور وابتعاد وعدم تفعيل (الفكر الواعي) في الأُمّة بسبب انشغال ممثليه في الساحة بالمعركة الأمنية والسياسية.
    10 ـ عدم وجود القوانين (الرادعة)، التي تضع العقوبات المناسبة لهكذا حالات وظواهر مدمرة.
    11 ـ الضعف الإعلامي الرسمي وغير الرسمي في مواجهة هذا الطاعون الخطير.
    12 ـ وأخيرا وليس آخرا فإنّ تنامي وتأجج حالة الاستشعار والوعي بـ(الخطر الخارجي) لدى الأُمّة بكل شرائحها (مرجعيات دينية وثقافية وسياسية وأمنية) قد اوجد حالة من (التراخي والغفلة والإهمال وتدنّي الوعي) إزاء الخطر الداخلي الذي تمثله هذه الحركات، والتي هي في الواقع (الطابور الخامس وحصان طروادة والخلايا النائمة للعدو الخارجي المتربص).

    أسباب الدعم الخارجي والداخلي:
    هناك أسباب كثيرة تدفع بالآخرين (داخليين وخارجيين) لدعم هذه الحركات وتقويتها.. ومن أهمها: ـ
    1 ـ لقد وجدوا أن هذه الحركات هي السلاح المناسب، لضرب التشيع من الداخل، وإفشال التجربة التي يقودها الشيعة في العراق، بعد أن عجزوا عن إسقاطها من الخارج على أمل إضعاف سيطرة الأغلبية على مقاليد الأمور في البلاد.

    2 ـ سعي الجهات الطائفية الحاقدة ـ من خلال الإيحاء بان هذه الحركات هي المصداق العملي لـ(التشيع) ـ إلى اتهام الشيعة بالانحراف عن خط الإسلام وجعلهم في مواجهة مع العالم الإسلامي، الذي ستصدمه عقائد الاتحاد والحلول وإسقاط التكاليف وإكثار الفساد، وكذلك تشويه صورة (التشيع) في العالم وأمام المسلمين، وقد بانت حقيقة هذا الدعم في الجانب الإعلامي، وذلك عندما قضت الدولة على إحدى هذه المجاميع المنحرفة في معركة (الزركة) حيث قامت القنوات (الزوراء ـ الرافدين ـ الشرقية) بتغطية الأحداث بصورة منحازة 100% لصالح (قاضي السماء) والمغرر بهم من أتباعه، وبما يؤكد تخندقهم مع هذه الجهة واستعدادهم جميعا لساعة الصفر، والتي كانت عليهم ولم تكن لهم.

    3 ـ السعي لتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي والفكري في الوسط والجنوب، وإثارة الفتنة والاقتتال الداخلي الذي سيأتي على الوحدة الداخلية، (مصدر قوة الأُمّة)، وكذلك على كل بناها المادية والحضاريةوالعمرانية والخدمية، ويؤسس لصراع طويل الأجل يتركها عاجزة عن الوقوف على قدميها لعشرات السنين، ويحرمها من الحصول على حقوقها وتامين مصالحها، ويجعلها أُمّة واهنة، مشلولة أمام الآخرين.

    4 ـ وخارج حدود المنطقة وتداعيات الصراع فيها، وبعيداً عن إسقاطات الوضع العراقي، فأن هناك مخطط عالمي في الترويج للإسلام الصوفي، مقابل الأنواع الأخرى من الإسلام (الأصولي أو السياسي) بل مقابل حتى الإسلام المعتدل غير الصوفي، باعتبار أن الإسلام الصوفي يختزن القابلية للاندماج والذوبان في المجتمعات كافة وليس التعايش فقط، بسبب الأصول المشتركة مع باقي الديانات، مع قدرته على التنازل عن أي ميزة للهوية الإسلامية سواء كان في مجال السلوكيات الاجتماعية أو الفكر والعقيدة أو الرؤى والقيم العامة.
    والحركات السلوكية امتداد طبيعي للنهج الصوفي الذي يراد له أن يعمّم في العالم الإسلامي.

    خطرهم على الأمن الوطني
    يضن البعض بأن خطر هذه الحركات مبالغ فيه، وإنه لا يستحق أن يعطى أكثر من حجمه الحقيقي، وهو ظن لا يمكن تفسيره إلا بأحد أمرين أو بهما معاً، الأول انه دليل عدم الاطلاع والإحاطة بالحجم الحقيقي ومدى الانتشار الواسع لهذه الحركات جغرافيّاً، والثاني انه دليل عدم الوعي بحقيقة الأفكار والعقائد المنحرفة والرؤى السياسية المتطرفة التي تؤمن بها هذه الحركات.
    إنّ خطر هذه الحركات إنما يكمن:

    أولا: في المنهج:
    يمكن القول أن كل تيار يستبطن التطرف في حركته السياسية والاجتماعية والفكرية، ويتخذ من القوة وسيلة لتحقيق أهدافه فانه يحمل درجة خطورة بنسبة معينة؛ لان ادعاء امتلاك الحقيقة الكاملة, وجعل الباطل هو نصيب الآخر، إنما هو ادعاء وجود مع نفي وجود الآخر، كذلك فإن التثقيف باتجاه استعمال القوة لتحقيق الأهداف إنما هو بمثابة الإخضاع القسري للطرف الآخر، والخلاصة (فإنها رؤية تريد فرض نفسها بالقوة على الآخرين) وهكذا حركات تهدد الأمن الوطني والسلم الاجتماعي وتوفر الأرضية المناسبة للتدخل والتغلغل الأجنبي، أن لم يكن اليوم فغداً قطعاً.
    أن الخطر الذي تمثله هذه الحركات على الأمن الوطني وأن بدا ضعيفاً إلاّ انه ينمو مع الأيام وينتظر الفرصة المناسبة.

    ثانياـ في السلوك:
    1‌ ـ السماح بالتغلغل الأجنبي المعادي.
    2‌ ـ تمزيق وحدة المجتمع وزرع العداوات والأحقاد.
    3ـ‌ ـ استغفال المئات من أبناء الأُمّة البسطاء والزجِّ بهم في أتون حرب ضد أنفسهم وإخوانهم وأوطانهم.
    4‌ ـ الإساءة لعقيدة الأمة ولفكرة المهدي عليه السلام ولموضوع الدين بصورة عامة.
    5‌ ـ تنفيذ أجندات أعداء العملية السياسية في الداخل والخارج ومحاولة إسقاط الحكومة بعد إضعافها.
    6 ـ إضعاف الأُمّة واستهلاك طاقتها وإلهاءها عن معاركها الحقيقية بمعارك جانبية.
    7‌ ـ الإخلال بالأمن المجتمعي ونشر الفوضى وإشاعة أجواء العنف.
    8‌ ـ ضرب حالة الاستقرار والبناء والعمران، مما يؤدي للإضرار بالناس اقتصادياً واجتماعياً وعرقلة مسيرة الحياة.
    9 ـ إشاعة الأفكار والعقائد المنحرفة والمخالفة لحركة التاريخ وللعقل وللفطرة وللدين في أوساط الناس
    10 ـ الترويج للتخلف في المجتمع.

    إن هناك شبحاً يجول في قرى ومدن الوسط والجنوب اسمه (السلوكية)، وخطورته إنّه يخرج الناس من الدين بإسم الدّين، ويمسخ عقولهم ويحوّلهم إلى أداة تنفّذ كل ما يُطلب منها، وان كان قتل الأهل والإخوان وتدمير البلاد وتنفيذ مخططات الأعداء، وكذلك تحويلهم إلى طابور خامس يتولى إرباك الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية من الداخل وخنجراً لطعن الأُمّة من الخلف.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    المبحث الثاني
    حركة الممهدون ـ المولوية ـ (نموذجاً)

    تنظيم (صوفي سياسي) ظهر بعد سقوط النظام البائد، واعتمد على السرية والتكتم الشديدين، وكانت انطلاقته الأولى من محافظة بابل ثم راحت تنتشر شيئا فشيئا حتى شملت كربلاء والنجف والديوانية والسماوة وظهر لها أتباع في المحافظات الجنوبية في السنوات الأخيرة إلا أنهم ليسوا بمستوى محافظات الفرات الأوسط من ناحية العدد، وقد سميت الحركة بالمولوية لأن أتباعها يكثرون من استعمال مصطلح (المولى) واشتقاقاتها فيما بينهم وبصورة لافتة، ليس لهم أي مكاتب ظاهرية، يعتمد نشاطهم الفكري والتبليغي على أتباع الحركة حيث يقوم كل فرد منهم بالتبليغ من خلال التحدث إلى أصدقائه ومعارفه ومن خلال المجالس في البيوت أو ما شاكل، وقد ظهرت لهم في الفترة الأخيرة منشورات تثقيفية يتداولونها فيما بينهم، ويوزعونها على الناس.

    عقائدهم:
    في الواقع إن اغلب عقائد هذه الحركة ومثيلاتها إنّما هي مأخوذة من المدرسة الصوفية ومن عقائد الفرق المغالية المنقرضة وغير المنقرضة، كالخطابية والنصيرية والبابية والبهائية وغيرها، وقد قسّمناها إلى قسمين أساسية وثانوية:

    أ ـ العقائد الأساسية:
    1 ـ إن أساس عقيدة هذه الحركة هو نظرية (الاتحاد والحلول) ويبدو إن الحركات المهدوية المعاصرة قد وجدت بغيتها في هذه النظرية فادّعوا بان الله جل وعلا يحلُّ في شخص الإمام المهدي عليه السلام بحيث يكون وجوده هو وجود لله تعالى في الأرض، وبذلك يكون توحيد الله تعالى بوليِّه.

    أي هناك اله في السماء هو (الله) وإله في الأرض هو (الإمام المهدي) عليه السلام وهي نفس دعوى الخطابية في الإمام الصادق عليه السلام، حيث يفسّرون آية {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} تفسيراً مخالفاً لكل قوانين اللغة وضوابط التفسير، فتكون (إنّا) بمعنى الجمع، أي أن هناك إلهين، إله في السماء وهو الذي خلقك، وإله في الأرض وهو الذي يخلقك من إنسان ضال إلى إنسان مهتدي، وهذه الفكرة لا تقتصر على المهدي بل إن كل (مولى) ـ مسؤول حزبي ـ هو إله ثاني، وهكذا عادوا بنا إلى نظرية تعدد الآلهة، ليحرفوا ديانة التوحيد إلى ديانة (شركية) بإسم التوحيد..
    ومن ناحية أخرى فان الإنسان يتوفر على الصفات الجلالية والصفات الجمالية الأولى للأفعال الظاهرية والثانية للكمالات الباطنية، (الإرادة والقوة والنية)، ومادام متوفرا على هذه الصفات الكمالية وان كانت نسبية، إلا انه كلما ارتقى بها سيقترب من المعصوم حتى يتحد به، وتوحده بالمعصوم هو توحد بالله تعالى فتكون المعادلة (الله ـ المهدي ـ الموالي) وهم ذاتٌ واحدةٌ بثلاثة وجوه.
    وهذه العقيدة تقترب كثيرا من عقيدة التثليث الهندوسية[1] ومن العقيدة المسيحية (الأقانيم الثلاثة) [2].
    إن هذه العقيدة وكما هو واضح قد غلت في الإمام المهدي عليه السلام لترفعه إلى درجة الإلوهية حيث جعلته إلها ثان في الأرض.



    هامش
    --------------------------
    1 ـ عقيدة التثليث الهندوسية: ـ

    يعتقد الهنود بالثالوث من الآلهة الذين تسند لكل منهم مهمة بعينها والثالوث يتكون من (براهما ـ فيشنو ـ شيفا).
    براهما / الخالق / وجه الحق المطلق ـ وهو أصل الوجود ـ نور الأنوار.
    فيشنو/ الحافظ، الإله الممتلئ بالحب الذي يغذي العالم.
    شيفا / إله القسوة والتدمير ـ المفني والمدمر والمهلك للعالم.
    فاله الهندوس يرمز له بتمثال له ثلاثة وجوه، هي في الحقيقة ثلاثة صفات، ويعتبرونها ثلاثة آلهة متحدة في إله واحد، وقد انتقلت هذه العقيدة فيما بعد من الديانة الهندوسية إلى الديانة النصرانية.

    أهم عقائد الهندوس:

    أ‌ ـ الاتحاد والحلول:
    فمن لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء واطمأنت نفسه فانه لا يعاد إلى حواسه بل تنطلق روحه لتتحد بالآلهة (ابراهما).

    ب‌ ـ وحدة الوجود:
    بما أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات كما يستطيع الحفاظ عليها أو تدميرها، فهو بهذا يتحد مع الآلهة لأنه يشبهها، فتصير النفس هي عين القوة الخالقة.، فالروح كالآلهة أزلية سرمدية مستمرة غير مخلوقة كالعلاقة بين شرارة النار وبين النار ذاتها وكالعلاقة بين البذرة والشجرة فهذا الكون كله ليس إلاّ ظهور للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.

    جـ ـ تناسخ الأرواح.

    2 ـ الأقانيم الثلاثة: ـ
    وهي (الأب ـ الابن ـ الروح القدس)
    فالأب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل.
    والابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود.
    والروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق.

    أمّا طريقة الجمع بين الثلاثة فتتكفل بها عقيدة (الاتحاد والحلول) بين الرب والعبد.
    وسنعرض أدناه جملة من هذه الممارسات المشينة على نحو المثال لا الحصر:

    أ‌ ـ عملية إلغاء الذات أو نزع الذات: حيث يؤمر التابع بان يصلي عريانا، وهو هنا ينزع ذاته ويتوجه إلى الله عاريا من كل شيء، وهو يجب أن يطيع لان (المولى) ـ المسئول الحزبي إذا أمره فعليه الطاعة فلو قال له إن الشمس تشرق من المغرب فيجب عليه التصديق، وفي بعض الأحيان فان الإمام هو الذي يصلي عاريا بالمأمومين، وان على المأمومين أن يختبروا أنفسهم في تلك اللحظات فكل من يشك أو يستغرب أو ينفر من هذا المشهد فهنالك خلل في إيمانه عليه إصلاحه.

    ب ـ يجيزون الزنا، والشذوذ الجنسي (اللواط والسحاق) وأخيرا تبادل الزوجات والزنا بالمحارم، وهو حديث شاع بصورة واسعة جدا عنهم، ويعتبر من أعلى مراحل التضحية للتعجيل بظهور الإمام.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    ـ المعلم الأساسي الثاني في عقيدة هذه الحركة هو ادعاؤها بأن الإمام المهدي عليه السلام قد غاب عن الناس بشخصه لكنه ظهر بنائبه (السيد الممهد ـ اليماني) والذي هو سيد وزعيم هذه الحركة، وهنا أيضا طبّقت نظرية (الاتحاد والحلول) بين الإمام المهدي ونائبه اليماني، بل زادوا على ذلك إذ ادعوا إن الإمام المعصوم يتجلى في خمسة أشخاص هم علي بن الحسين، محمد ابن الحنفية، واليماني، وشخصان سرّيان وهؤلاء موجودون وهم يحرّكون الموالين للوصول إلى الإمام المعصوم، وهذا عين ما ذهبت إليه الفرقة (البهائية) المنحرفة المغالية إذ ادعت بان الله يتجلى لعباده من خلال أشخاص هم (برهما، بوذا، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد، وأخيرا (البهاء) زعيم البهائية)، وعقيدة التجلي من لوازم عقيدة (وحدة الوجود).
    ويدّعي هؤلاء بان اليماني لا يظهر لأغلب أتباعه ومريديه إلا للخاصة منهم، وهذه الخاصة القليلة يقولون أن كبيرهم (اليماني) هو في طور الدعوة السرية، وانه لو أعلنها حاليا سوف يحارب من قبل علماء السوء حسب تعبيرهم والمقصود بهم (المرجعيات الدينية).
    وعلى ضوء ذلك ستكون طاعته (السيد الممهد) طاعة للإمام المهدي، وبما إن وجود الإمام وجود لله تعالى إذاً ستكون النتيجة (طاعة اليماني هي طاعة لله)، وبما أن السيد الممهد وهو القائم مقام المهدي ففي هذه الحالة لا يجوز التشكيك والجدال والرد عليه لأنه بمثابة رد على الإمام الذي هو ظاهر بوليّه وهو الله تعالى.

    3 ـ ولكن كيف يمكن للإمام المهدي ولليماني أن يحرّكا الأحداث؟ هنا يأتي دور (الموالين أو الأولياء) حيث يقولون، لابدّ من وجود معصوم يسيّر أمور العباد، ولابدّ لهذا المعصوم من نائب يمهد له الأمور وهو (اليماني) فلابد أذن من أن يكون لليماني (موالين) مؤيدين له يأخذون الأوامر والتعليمات منه, وهؤلاء الأشخاص الذين يلتقون باليماني هم (15) شخصاً وهم من الأولياء الذين قطعوا شوطا كبير في محاربة النفس وجهادها، ونظفوا قلوبهم من أدرانها ومن الهواجس والذنوب والأوهام، ويستدلون على ذلك بالآية الكريمة {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [سورة النساء: 59] حيث يذهبون إلى أن أولي الأمر هم (الأولياء) الذين نصل من خلالهم إلى المعصوم، فالآية في نظرهم غير مختصة بالأئمة عليهم السلام فقط، بل تشملهم، هم، أيضاً فكل شخص منهم لديه مجموعة من الأتباع يعدّونه من (أُولي الأمر).
    بل إنّهم يربطون معرفة المنهج (الأطروحة الإلهية) بقضية (الطاعة والتسليم) المطلق للموالين من اجل الوصول إلى معرفة الإمام المعصوم وهو مظهر تجلي (الرحمة الإلهية) لان حكومة العدل الإلهي لا تتحقق إلا بالإتباع والموالاة من الموالين إلى الأولياء إلى الباب وهو اليماني إلى المعصوم.
    حيث لابدّ لكل موالي من مولى يكون هو المسؤول عنه من اجل أن يصل به كي يكون من القواعد الممهدة لظهور الإمام، وهو نفس نظام المرشد مع السالك في المدرسة الصوفية العرفانية.
    وبناءاً على هذه العقيدة وعلى هذا الشحن المتواصل بضرورة الطاعة العمياء والانقياد المطلق، فإنهم يقومون بإدخال أتباعهم في دورات (غسل دماغ)، وبأساليب غاية في القسوة والغرابة لتمرينهم على الطاعة، حتى يتحول المنتمي لهم إلى (آلة) فاقدة لأي وعي أو إرادة أو رأي أو انتماء ـ عداهم ـ بعد أن تمارس معه عمليات الترويض وغسل الدماغ وبطريقة محترفة وغاية في المكر والدهاء تحكي خطورة واحتراف المشرفين على هذه العملية وجذورهم المخابراتية والأمنية.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,103

    افتراضي

    4 ـ أما المَعْلم الرابع من معالم هذه العقيدة المنحرفة فهو الدعوة إلى الاهتمام بتطهير الباطن ورفع الأوهام من القلب وإتباع الحقيقة التي هي (طاعة المولى) لأنه المرتبط بالمعصوم، أما الأفعال الظاهرية للجوارح (كالعبادات والمعاملات) فإنها ليست ضرورية.
    حيث يستدلون هنا بالآية الكريمة {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر: 99] بمعنى أن الغاية من العبادة هي الوصول إلى لحظة اليقين ثم عدم لزوم العبادة بعدئذ؛ لأنه بحصول اليقين يتحقق المبتغى من العبادة وهذا هو المدخل الذي يدخلون منه في دعواهم لإسقاط التكاليف الشرعية (الصوم، الصلاة، الحج، الزكاة وغيرها) باعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة ويجب أن تستبدل بتطهير الباطن لنصل إلى طاعة المولى والتي هي طاعة للمعصوم وبه نصل لليقين، وهم يمهدون لذلك بالدعوة لترك طلب العلم، طبقا لحديث النبي صلى الله عليه وآله (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء) [1]، ثم العمل على ترويض النفس حتى تصل إلى درجة اليقين عن طريق أذكار خاصة، مع محاربة النفس وعدم الانقياد لملذاتها وشهوتها من أكل وراحة، فهم يخالفونها حتى في الحلال، ونسوا قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
    [سورة الأعراف: 32]، وبالمخالفة للمباحات يكونوا قد حصلوا على درجة اليقين، عندها يقذف الله العلم في قلوبهم فيحصلوا على كل ما يريدون عن طريق الإلهام الرباني كما هو عند الأئمة المعصومين عليهم السلام الذين كانوا يعبدون الله حق عبادته.
    ويكونوا بذلك مصداقا للحديث القدسي (عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون) وإذن فإن الضابط في قياس درجة الوصول لليقين، هي القدرة على محاربة النفس وحرمانها من (الملذات والشهوات والطيبات من الرزق التي أحلها الله) ونسوا قصة النبي صلى الله عليه وآله مع جملة من أصحابه ممن ترك أهله وعياله وآوى إلى كهف في الجبل يعبد الله، حيث قال لهم (إنّا معشر الأنبياء نأكل الطعام وننام الليل ونتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني) [2].
    وأن (لا رهبانية في الإسلام) [3]، ثم إن كان في ذلك كرامة فالأنبياء أحق بها.
    5 ـ الدعوة العلنية والواضحة لإسقاط التكاليف والأحكام الشرعية وبهذا يتحول الأتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين فقدوا ارتباطهم بمجتمعهم وتمردوا على كل انتماءاتهم وتخلوا عن كل المنظومة القيمية (الدينية والأخلاقية والوطنية وحتى العاطفية)، وبذلك يكونوا قد تأهلوا للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بظهور المهدي عليه السلام.
    6 ـ يؤمنون بضرورة (إرغام النفس على ما تكره) كنوع من أنواع التربية والترويض ويعتبرونه (الجهاد الأكبر) فالنفس المؤمنة تكره ارتكاب المعاصي، ولذلك لابدّ من مخالفتها بارتكاب هذه المعاصي. وذلك للتعجيل بظهور الإمام المهدي عليه السلام وكلما كانت المعاصي اكبر كان الظهور أسرع، وهذه هي فلسفة إكثار الفساد.
    وفي هذا يلتقون مع فرقة الإسماعيلية الأغاخانية (الحشاشين) ومع عقائد (البابية والبهائية) ومع جماعة الحجتية في إيران، والتي كانت تدّعي إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيؤخر ظهور الإمام، وعليه فلابدّ من استفزازه ليظهر سريعا.
    إن الثمرة النهائية لكل ما سبق في الوصول إلى درجة اليقين ثم ترك التكاليف، وإكثار الفساد في الأرض مع جملة من الرياضات الروحية هو رؤية الإمام المهدي عليه السلام.
    (فإنّ من يؤمن ويصفّي نيته فسيؤهل لرؤية الإمام المهدي عليه السلام، فلا داعي للعلماء والمراجع والتقليد والشريعة).


    هامش
    ------------------
    1 ـ حديث قدسي معروف. وفي مستدرك الوسائل ج11 ص259 ب18 ح11 عن الديلمي في ارشاد القلوب: يا بن آدم، أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك، حتى أجعلك حيا لا تموت، يا بن آدم، أنا أقول للشئ كن فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشئ كن فيكون. وفي عدة الداعي لابن فهد الحلي ص 291: يا ابن آدم أنا فقير لا أفتقر أطعني فيما أمرتك أجعلك غنيا لا تفتقر يا ابن آدم انا حي لا أموت أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت يا ابن آدم أنا أقول للشئ: كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشئ: كن فيكون.


    2 ـ جاء في زبدة البيان للمحقق الأردبيلي ص622: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه وصف يوم القيامة لأصحابه يوما وبالغ في إنذارهم فرقوا فاجتمعت جماعة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون واتفقوا على أن لا يزالوا صائمين قائمين، وأن لا يأكلوا اللحم ولا يناموا على الفراش، ولا يقربوا النساء والطيب ويرفضوا لذات الدنيا ويلبسوا المسوح أي الصوف ويسيحوا في الأرض أي يسيروا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فقال لهم: إني لم أومر بذلك إن لأنفسكم عليكم حقا فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني، والرواية مشهورة.

    3 ـ مستدرك الوسائل ج14 ص155 ح2 نقلا عن دعائم الإسلام ج2 ص193ح701.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني