"انقلب السحر على الساحر".. جملة تلخص ما حدث لقطر، بعد تصريحات أميرها تميم بن حمد، بعد خروج تصريحات تدعم إيران على حساب دول الخليج نشرت عبر وكالة الأنباء القطرية، ويهاجم في تصريحاته كل من أمريكا ومصر والسعودية والإمارات، قبل أن تخرج الصفحة الرسمية للوكالة نفسها على "تويتر" لتنفي كل هذه التصريحات، زاعمة أن هجمة إلكترونية تعرض لها موقعها من قبل جهات غير معلومة.


وأعلن مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، سيف بن أحمد آل ثاني، أن "الجهات المختصة بقطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام به"، فيما انتقد عبدالرحمن بن حمد، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، سرعة تداول المواقع الإخبارية للتصريحات التي وصفها بـ "غير الصحيحة"، مضيفًا، عبر حسابه على "تويتر": "التزامن بين اختراق وكالة الأنباء القطرية ونشر الخبر من بعض الوسائل مستغرب".


وفق التصريحات المنقولة عن الوكالة القطرية، انتقد أمير قطر -في حديث بعد حفل تخريج دفعة عسكرية- "ما تتعرض له بلاده من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع"، وقال: "سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليميًا ودوليًا، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها".


وقال تميم: "إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش.. إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تُجرم كل نشاط عادل".


وأضاف: "لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله"، مطالبًا مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بـ "مراجعة موقفهم المناهض لقطر"، ووقف "سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة".


كما أشار تميم -وفق التصريحات التي نفتها لاحقًا الوكالة القطرية- إلى أن "قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره".


وقبل أن تهدأ عاصفة ردود الفعل التي صاحبت تلك التصريحات، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي انفجرت بالهاشتاجات المنتقدة لتلك التصريحات، نُشر على صفحة الوكالة القطرية بـ "تويتر" أيضًا، ونقلاً -هذه المرة- عن وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إعلانه سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، فضلاً عن مطالبته بمغادرة سفراء هذه الدولة أراضي قطر خلال 24 ساعة، وهو ما نفته بعد ذلك الصفحة ذاتها، نافيةً أن يكون وزير الخارجية القطري صرح بسحب أو طرد سفراء، مضيفةً أن "تصريحه أُخرج من سياقه"، ولا يزال موقع وكالة الأنباء القطرية إلى الآن خارجًا عن الخدمة.


ونفت وزارة الخارجية القطرية، صدور أية تصريحات من محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، مؤكدة أن التصريحات المنسوبة له عبر حساب وكالة الأنباء القطرية "مفبركة".


وأفاد حساب الوزارة الرسمي، بأنها "تنفي صدور أي تصريحات للشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، وتؤكد على أن التصريحات التي نسبت له في حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر مفبركة، وذلك على إثر الاختراق الذي تعرض له حساب وكالة الأنباء القطرية من جهة غير معلومة".


وكان حساب وكالة الأنباء القطرية، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أفاد بأن "وزير الخارجية يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت"، على حد ذكر التغريدة.


وذكرت الوكالة في تغريدة ثانية، أن "وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب قطر مغادرة سفراء هذه الدولة خلال 24 ساعة"، حسبما ورد في الحساب.


وعاد حساب وكالة الأنباء القطرية، للتغريد من جديد بعد نحو ساعة نافيًا هذه المرة التغريدتين السابقتين، وكتب: "وزير الخارجية يؤكد أنه لم يقل سحب أو طرد السفراء وأن تصريحه أخرج من سياقه".


قبل أن يعود حساب وكالة الأنباء القطرية بحذف التغريدات التي تفيد بسحب سفراء الدوحة من مصر والسعودية والكويت والإمارات والبحرين.