الطريقة التي وصل بها العبادي لرئاسة الوزراء جعلتنا نتوقع فشله كون من جاء به اشخاص يميلون لبناء مصالحهم شركات ومتاجر واسهم لكن يوما بعد يوم يخرج هذا القصير المدلل المدني الحضري ابن بغداد الكرادة من شرنقة الاولياء السياسيين ليكون لنفسه امارة الثقة بالنفس ويتجاوز كل الصعاب بعقلية طبيب خبر هندسة المباني وعقلية لندنية تتمشى وسط الابراج هدوء غير معهود ولغة غير قبلية متعصبة وسعة صدر غير حزبية جعلت الرجل يتفوق على اقرانه المالكي الذي مسك عصي (بني مالج) وظن ان بهم ينتصر والجعفري( بلغته التي لايفهمها الا مؤسسي قواميس اللغة) وعلاوي (الغادر بالعراق والمتلون بلا دين او مذهب او حزب) وعادل عبد الدينار الذي خرج ولم يعد وعمار الصبي الباحث عن مجد الاجداد ومقتدى الخارج عن القانون كل هؤلاء فشلو مع مهندس السياسة العراقية الهادئة ففي عهده علاقات متوازنة مع العرب والاجانب وعقلانية استوعبت الاحزاب والحركات بما فيهم من ذكرتهم وبذلك اصبح العبادي عصى العراق التي تضرب وتوجع وترش الورد والعنبر على الناس بلا رتوش او نعيق او شعارات