17 تموز 2017


الخطابة موهبة كالريادة وقد يتقنها الانسان بالتدريب والممارسة , ولكن المتدرب عليها لايصل الى مستوى الخطيب الموهوب والى مستوى صاحب البداهة وقوة الصوت والتأثير في الجماهير..

المؤمن بمبدأ ومن رسخ حياته للعيش في سبيله تجتمع قواه وشجاعته وايمانه لينطق بكلمات تهز السامعين, فالكلمات الصادقة تخرج من القلب لتدخل القلوب وتهز الجماهير هزا, أما القائد المزيف وإن امتلك قدرة الخطابة فأن الضعف يحاصره , والكذب عمره قصير كما يقال .
لايمكن تجاهل سمة الخطابة في القائد الناجح, أما القائد العيي الذي يفتقر الى موهبة الخطابة يبقى متأخرا عن غيره من القادة الخطباء..
هناك قادة امتلكوا الخطابة وسحرها وشعت كلماتهم في نفوس الجماهير فأستمات الناس حبا بهم ..وهناك قادة لم يمتلكوا الخطابة وعانوا من عقدة النقص في هذه الموهبة ..


أمثلة على القادة الخطباء في تاريخنا القريب وان اختلفت قوة خطاباتهم :

الالماني النازي ادولف هتلر,
الايطالي موسوليني,
رئيس الوزراء الانكليزي تشرشل
....وغيرهم قد لانعلمهم ,
امتلك هؤلاء زخما جماهيرا ولقدرتهم على الخطابة دور في ذلك الزخم ..



الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية امل المستضعفين ومحطم غرور الاستكبار العالمي ,
في خطاباته كان الناس يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير ,
ومثله المعاصر السيد الولي علي خمنئي , بساطة في التعبير , جاذبية في الاداء , من القلب والى القلب ..

السيد القائد حسن نصر الله خطيب مفوه لايجاريه خطيب في عهدنا المعاصر , يغيض الاعداء بكلماته الصادقة القوية ويلهب الجماهير حماسا وولاء, وكم يحسده اعداءه على جاذبيته في الخطابة وقدرته على التأثير في الجماهير . رصيده الاولي في سحر خطاباته هو صدقه وايمانه بدربه وليس هناك اكثر تأثيرا من كلمات تخرج من القلب صادقة لتدخل القلوب..

الرئيس المصري جمال عبد الناصر امتلك صوتا جميلا ونبرة قوية وظفها في خطاباته ونجح بخطاباته الجذابة الى شد الجماهير اليه ,

الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم كلمات قصيرة وحماس واخلاص لم تشوبه اكاذيب ولم يلبسه تمثيل ...

, الرئيس المصري انور السادات , بكلاماته اللاذعة ووصوته الجهوري وصراحة مقذعة احيانا وهزل ممزوج بالجد , فصحى الكلمات وعامية احيانا , استطاع ولو حينا ما من امتلاك اندفاع الجماهير ..

..وغيرهم قد لانعرفهم ..



امثلة على القادة السفهاء الذين حاولوا ان يكونوا خطباء ولكن!

الليبيمعمر القذافي , كان يحاول ان يكون خطيبا مفوها ولكنه لم يكن اكثر من مضحكة للامم والاستماع الى خطابته يغني عن وصفها ووصف شخصيته,
ومثله

العراقي العفلقي صديم بن صبحة التكريتي ( عار الامة) , كانت تلتبس عليه الكلمات فينطلق الى العامية ليتحرر من قيود الفصحى التي لايقدر على التعبير بها, ولاعجب فهو تربى في الشوارع بين الفاسدين والوضيعين امثاله ..
واحمد حسن البكر الذي سبقه كان مملا عييا ومن نفس المزبلة ..


عقدة النقص عند بعض القادة المعاصرين بخصوص موهبة الخطابة ...

يعاني بعض الذين تسدوا منبر الخطابة من ضعف في التعبير وتلكأ في التعبير وافتقار الى الثقافة والادوات اللغوية , ومن المعاصرين في العراق في ذلك :
-مقتدى الصدر : الذي يقرأ خطاباته من ورقة امام جماهيره واحيانا يقول هذه خطبة أبي رحمه الله اعيدها لفائدتها, وحتى عند قراءته لخطبة والده يتلعثم ويتعرق ولايقدر ان يرفع عينيه عن الورقة المكتوبة امامه , ثم يستنجد بتغيير مسار الخطبة بنداء كلا كلا امريكا مثلا فيرد الجماهير خلفة وكأنه ملا يقرأ امام تلاميذه , فيزيح عن نفسه عناء القراءة والخطابة , لتتحول الخطبة الى هتافات و(طربكة)..والسبب في ضعف الاداء عنده يعود بطبيعة الحال الى افتقاده للملكة التي تأتي من القراءة والثقافة ..

- عمار الحكيم : يلقي خطاباته بنغمة مملة احادية تخرج الكلمات من انفه وليس من فمه , يمطي بالكلمة ويطيلها ويقصرها ظنا منه بان ذلك من قوة الخطابة وتأثيرها , ولكنه كما يقول المثل العراقي ( يريد يكحلها يعميها) , فلو التزم بالنص بدون تمطي وتقصير لكان افضل ولو اغلق فمه لكان افضل مائة مرة ,

قوة الخطابة وتأثيرها على الجماهير

بلاشك ان القائد الخطيب يستطيع ان يختزل ويختصر مساعي كثيرة بكلمات ساحرة تخرج مفوهة الى قلوب الجماهير , ويستطيع نيل ولاء الناس بخطاباته الجذابة والاصيلة غير المزورة وغير الكاذبة , ويستطيع ان يلهم الجماهير حماسا وولاء منقطع النظير , ولكن القائد العيي الضعيف يعاني من نقص ذلك ..
في العراق اليومرئيس الوزراء العبادي مثلا , يفتقر الى قوة الخطابة , ويفتقر الى شد الجماهير بكلماته , فخطاباته كأنها خبر صحفي او قراءة جريدة , تخرج باردة لا تأثير فيها, ولو امتلك قوة الخطابة وشجاعة التعبير لاختزل خطوات كثيرة , ولكن !

كم تحتاج هذه الامة الى قائد خطيب , يكسب الجماهير باخلاصه ويهزهم هزا ويعيدهم الى وعيهم , ويمدهم بالثبات, يلهمهم الشجاعة والاخلاص , ويجمعهم بلكماته , يفضح الاعداء بشجاعة , ويربت على الملخصين بعز وثقة ..

أين انت ايها القائد العراقي الشجاع؟
المخلص الجرئ,
الصادق القوي,
الخطيب المفوه ؟
الجماهير في انتظار ..




سلام عليكم