دكة بن حمود !!
كثيراً ما نسمع عن (دكةالمحبوب..دكة خزعلية)، وخصوصاً بالأغاني القديمة أذ يكون مطلع الأغنية : يدكة المحبوب دكة خزعلية !! فماهي هذه( الدكة ) التي يتغنى الشعراء والمطربين . هناك تفسير عن هذه الدكة إذ يقول بعض العارفين أنها وشم تتزين بها النساء ويسمى (الدكة) وتمتاز بعض النساء بالتميز بهذه (الدكة ) .وهذا لا ينسجم مع التفسير الصحيح والمنطقي لهذه الحالة ، أذ أن (الدكة ) الكثير من النساء ومن عشائر شتى يرسمنها على خدودهن أو في الحنك، وخصوصا النساء البدويات قديماً والى الآن يوشمن هذه ( الدكة) بطرق بدائية وذلك باستعمال أبرة الخياطة ووضع سخام من قاعدة قدور الطبخ ويبدأن بوخز الأبرة حتى يمتزج السخام مع الدم ويتموضع داخل الوخزات التي تكون على الجلد ،وبعد تركها مدة يتحول السخام بعملية كمياوية مع الدم الى اللون الأزرق أو اللون المائل الى الخضرة . اما اليوم فلم يعد لهذه ( الدكة ) وجود ، واستبدلت بالوشم . والتفسير المنطقي والصحيح لهذه (الدكة ) أنه في زمن الأمير حمد آل حمود شيخ الخزاعل في العراق - الذي كان معارضا للأحتلال العثماني، وطالما حدثت مع الجيش التركي حروب كثيرة في زمنه، وكانت سجالاً بين كر وفر ، إلا أنه في معركة مع العثمانيين حقق أنتصاراً باهراً وقتل الكثيير من الجند والدرك العثماني ، واستولى على مخلفات الجيش المهزوم من أسلحة وخيام ومطابخ وخيول وغيرها من عدة الجيش الذي تركها وأنسحب من حيث أتى . وقد تغنى الشعراء بهذا النصر ،ويقول عن هذه المعركة الرحالة لو نكريكم: قاد علي باشا حملة على الخزاعل في ربيع 1764م ولم ينجز في هذه الحملة شيئاًحتى أنه كما قيل دحر أيضاً ، فوصلت أهازيج النصر التي كانت ترددها قبائل الاهوار الى بغداد ./ اربعة قرون من تاريخ العراق /تعريب جعفر الخياط.
وأصبحت هذه المعركة التي انتصر بها الخزاعل بقيادة حمد بن حمود موضع فخر لكل القبائل وكما هو معلوم يطلق على كل موقعة عظيمة باللهجة العراقية بـ ( الدكة )فكانت دكة بن حمود دكة عظيمة ألحقت الهزيمة بالجيش العثماني . فقالوا الشعراء في بادىء الأمر( يدكة بن حمود دكة خزعلية) فحورت فيما بعد بــ ( يدكة المحبوب دكة خزعلية ) .
الباحث والكاتب حميد رحيم الخزعلي /النجف الأشرف .