(نظرية الفستق)/تأليف:فهد الأحمدي

تقييم :السيد كامل الهاشمي

كتاب جميل وممتع.. ستصدّق ما كتب على صفحة الغلاف من أنه (كتاب سيغيّر طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء)، لو اقتنيته وأحسنت قراءته والاستفادة منه، والكتاب هو عبارة عن خلاصة تجارب شخصية ومباشرة عاشها الكاتب واستطاع أن يستخلص الدرس المطلوب استخلاصه من كل تجربة عاشها ومرّ بها، وعلى سبيل المثال فهو يكتب تحت عنوان: "لا تفكر بالنجاح بل بخلق عادة ناجحة" ما يلي: (في سن الثانية والعشرين من عمري تعلّمت درساً مهماً في صناعة النجاح.. ففي ذلك الوقت قررت مراسلة الصحف السعودية والمجلات العربية على أمل الكتابة في إحداهن.. وكي أثير إعجاب رؤساء التحرير "وأدخل عليهم بقوة" قررت أولاً كتابة 20 مقالاً مميزاً أقدمها لهم في ملف واحد..
كنت واثقاً من قدرتي على كتابة العشرين مقالاً خلال أربعة أيام، ولكنني في الحقيقة احتجت إلى ستة أسابيع لإنجاز خمس عشر مقالاً فقط.. ببساطة.. أعماني الغرور عن استحالة كتاب عشرين مقالاً خلال هذه الفترة القصيرة "خصوصاً فيما يتعلق بالمقالات المنهجية التي تعد بمثابة أبحاث صغيرة".
ومن يومها أدركت أن النجاح لا يتعلق بالكمية بقدر ما يتعلق بالاستمرارية.. لا يتعلق بالمجهود الضخم والهدف النهائي بقدر ما يتعلق بخلق عادة يومية صغيرة تستمر معنا طوال العمر.. بدل شغل نفسي بكتابة عدد كبير من المقالات أو تأليف كتب ضخمة قررت خلق عادة يومية تقتصر على كتابة مقال واحد كل يوم فقط! واليوم حين أراجع أرشيفي الإلكتروني أفاجأ قبل أيّ شخص آخر بامتلاكي لأكثر من 8000 مقال وأنا الذي عجزت عن كتابة 20 فقط "وكنت أقسم حينها أن ما من إنسان يمكنه تحمل الكتابة بشكل يومي).
هذه الفقرة من أحد المقالات التي حواها الكتاب ذكرتني بقصة "طالب علم" درس سنوات قليلة وصار "رجل دين" بعد ذلك، ثم تخلّى عن العلم والدين معا، وصار بلا علم ولا دين، كان معنا في مرحلة من مراحل الدراسة في قم المقدسة، وبمجرّد أن انتمى إلى الحوزة كان يقول أنه سيواجه المشروع النقدي للدكتور المغربي "محمد عابد الجابري" والمعروف بمسمى "نقد العقل العربي" بأجزائه الأربعة، والتي تربو على 2000 صفحة بمشروع ثقافي يكتبه هو، وحينما عاد إلى البحرين أطلق الكثير من المشاريع الدينية والسياسية والثقافية والمعيشية، أهمها مشروعه في تغيير مسار وواقع إدارة الأوقاف الجعفرية، ولكن لم يتحقق من تلكم المشاريع ولا مشروع واحد بعد كل هذه السنوات...


....