فحين كان أتباع الحسين الشهيد (ع) يواجهون رصاص البعث ودباباته وطائراته؛ خلال انتفاضة النجف الكبرى في صفر ( ذكرى أربعينية الإمام الحسين) في العام 1977، والتي انطلقت مشياً على الأقدام من النجف الأشرف..عاصمة الثورة الدائمة ضد الحكومات العلمانية الطائفية العنصرية؛ باتجاه كربلاء الحسين؛ كان الشيوعيون يساهمون مع عناصر الأمن والمخابرات في التجسس والوشاية والقبض على المشاة المنتفضين.
وقد أصدر الحزب الشيوعي حينها تعليمات وبيانات تحريضية شديدة اللهجة ضد مشاة أربعينية الإمام الحسين؛ بل أشد من تعليمات بيانات حزب البعث وإعلامه. وما يلي نموذج لبيانات الحزب الشيوعي بمناسبة الإنتفاضة الأربعينية:
(( الى جميع اللجان الحزبية ..
الرفاق الأعزاء..
يشهد الوضع الداخلي تفاقماً في النشاطات التآمرية الموحى بها من قِبل الأوساط الإمبريالية والرجعية والأحتكار البترولية .. نشاطات معادية للسلطة الوطنية ولمسيرة قطرنا الثورية، ويتجسد هذا التفاقم في الوقت الحاضر باستغلال المشاعر الدينية والطائفية، ومحاولة أثارة الجماهير للقيام بأعمال أستفزازية تحت هذه الواجهات بمناسبة أربعينية الامام الحسين .
ويبدو من الوقائع التي جرت خلال الايام السابقة، أن هذا النشاط ( الديني الطائفي) المعادي للسلطة الوطنية ماهو إلا ستار لمؤامرة رجعية امبريالية تستهدف المسيرة الثورية لبلادنا، ومكتسبات شعبنا، وكل انجازات ثورة 17 ـ 30 تموز التقدمية.
إن حزبنا الشيوعي العراقي يقف بحزم الى جانب السلطة الوطنية وحزب البعث العربي الإشتراكي الحليف. ويَعتبر هذه النشاطات التآمرية المعادية؛ تحت أية صورة ظهرت، وبأي شعار تسترت؛ موجهة الى جموع شعبنا المناضل وجماهيره الكادحة ومكتسباته التقدمية.
إن المكتب السياسي يدعو منظمات حزبنا والرفاق كافة الى رفع اليقظة ومراقبة النشاطات التآمرية، والإتصال بمنظمات حزب البعث العربي الإشتراكي الحليف،
وتنشيط لجان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لغرض التنسيق للقيام بأعمال مشتركة ضد التآمر واعمال التخريب والاستفزاز وفضحها على نطاق جماهيري وبهدف تبصير الجماهير بحقيقة هذه التحركات و أهدافها وارتباطاتها بالامبريالية والرجعية والأضرار الجسيمة الناتجة عنها.
الحزب الشيوعي العراقي
في 8 / 2/ 1977. )).
——————————————————————-
للمزيد حول موقف الحزب الشيوعي العراقي وغيره من الأحزاب العلمانية العضوة في الجبهة الوطنية التقدمية؛ أنظر: كتاب “سنوات الجمر” للدكتور علي المؤمن.