توظيف الحمض النووي لمكافحة رسائل الانترنت المتطفلة



قام فريق بحث من مركز واطسن للأبحاث التابع لشركة «آي. بي. إم» بتطوير تقنية تحليل متواليات الحمض النووي وتوظيفها في تصميم فلتر حماية من البريد الإلكتروني غير المرغوب.وطور الباحثون لوغاريتم حاسوبي باسم «تشنغ كواي»، وله قدرة على تعقب ووقف 97% تقريبا من الرسائل غير المرغوبة.


وتم صياغة لوغاريتم تشنغ كواي على أساس لوغاريتم «تيريسياس» الذي صممه سابقا فريق بحث المعلوماتية الحيوية بمركز واطسن للقيام بغربلة مختلف متواليات الحمض النووي DNA والأحماض الأمينية، بحثا عن أنماط متكررة، تدل على بنى جينية (وراثية) لها دور حيوي مهم. وبدلا من سلاسل الحروف والأرقام المستخدمة عادة للتعبير عن متواليات الحمض النووي .


قام فريق البحث بتغذية لوغاريتم «تشنغ كواي» ب65 ألف مثال من رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوبة. وعوملت كل رسالة كسلسلة DNA طويلة مكونة من حروف وأرقام. وتعرّف لوغاريتم تشنغ كواي على 6 ملايين نمط متكرر في هذه المجموعة، يمثل كل نمط متوالية مشتركة (متكررة) من الحروف والأرقام التي ظهرت في أكثر من رسالة غير مرغوبة.


ثم قام الباحثون بتغذية اللوغاريتم بمجموعة من رسائل البريد الإلكتروني العادية، وقاموا بالعملية نفسها لاكتشاف الأنماط المشتركة بين المجموعتين (العادية وغير المرغوبة) وأزالوها من قاعدة بيانات اللوغاريتم.


ثم صنفت رسائل البريد القادمة وأعطيت قيما رقمية طبقا لعدد الأنماط غير المرغوبة التي تحتوي عليها. فالرسالة الطويلة


المشتملة على عدد قليل من الجمل غير المرغوبة أعطيت رقما منخفضا نسبيا. لكن الرسالة التي تنتشر فيها عدة أنماط غير مرغوبة أخذت رقما أعلى.


ونجح اللوغاريتم في التعرف على 56,96% من الرسائل غير المرغوبة التي قام بفحصها، ومن بين كل 6000 رسالة إلكترونية عادية قام بفحصها، أخفق اللوغاريتم في تمييز واحدة فقط، واعتبرها رسالة غير مرغوبة. لكن فقد رسالة بريد عادية واحدة عبر فلتر البريد الإلكتروني هو بالطبع فشل أكبر من السماح بمرور رسالة واحدة غير مرغوبة.


وتنوي شركة «آي. بي. إم» تضمين لوغاريتم تشنغ كواي في منتجها التجاري «سبام جورو» ، وهو فلتر حماية من البريد الإلكتروني غير المرغوب. ويرى جوستن ماسون الذي طور برنامج «قاتل الرسائل المتطفلة» (أحد أشهر فلاتر الحماية مفتوحة الكود) أن نتائج لوغاريتم تشنغ كواي تبدو واعدة، على الرغم من أنه مازال هناك الكثير الذي يمكن عمله. لكن المثير ليس هو اللوغاريتم بالذات، بل أظهرت تجربة «آي. بي. ام» أن تقنيات المعلوماتية الحيوية مجال يستحق الاستكشاف في سياق مقاومة البريد الإلكتروني غير المرغوب.


http://www.albayan.ae/servlet/Satell...Article&c=Page