عدنان يصف حسين كامل بالناقص

روى اللواء نايف يقول عن تصرفات حسين كامل وخزعبلاته غير المقبولة ومنها أنه جاء إلى الخطوط الأمامية لتنفيذ خطة لعبور نهر صغير يسمى نهر جاسم.. كانت الخطة مستحيلة التحقيق وهي تؤدي إلى خسائر بشرية فوق الطاقة، وهذا أدّى إلى رفضها من قبل القادة العسكريين ذوي الخبرة والممارسة وأدى الرفض إلى أن أصدر حسين كامل أوامر بإعدام كل من: آمر لواء المشاة وتسعة من خيرة الضباط على أن يتم إحراق المعدومين بتفجيرهم في سياراتهم. وعندما تسربت أنباء هذه المجزرة جن جنون قادة (الفيلق الثالث) وصرخ أحد آمري الألوية قائلاً: سأعلن العصيان إذا استمر هذا التافه بأعماله الإجرامية، وسحب حسين كامل مسدسه الشخصي وأطلق النار على هذا الضابط الشجاع فأصابه في كتفه.

اشتد الخلاف فاتصلت أنا شخصياً – الحديث مازال لنايف – بوزير الدفاع، كان عدنان في تلك الساعة في مقر قيادة الفيلق السابع وبالتحديد في المقر الخلفي وشرحت له خطورة الموقف إثر التصرفات الصبيانية التي قام بها حسين كامل وبعد نحو ساعة ونصف الساعة اصطحبنا عدنان خير الله ليطلع بنفسه على المأساة: كانت الجثث المحروقة تثير الشجون وكان صراخ الضباط والجنود الموجودين يبعث على الآلام وتخيل كل منا مناظر أطفال الضحايا وأسرهم.. احتقن وجه عدنان وكان الألم واضحاً على معالم وجهه وسرعان ما تحول إلى غضب حقيقي.. وكان حسين كامل لا يزال موجوداً بعد أن أشرف على إحراق جثث القادة العسكريين الأبرياء وكانت علامات الارتياح تعلو وجهه دون أن يكترث لبكاء من حوله من الضباط أو ضباط الصف والجنود.

ولم يتمالك عدنان نفسه بل توجه إلى حسين كامل قائلاً له: حسين أنا أعرفك منذ صغرك أنت نذل وساقط أخلاقياً وناقص، وطلب منه أن يترك غرفة العمليات. طرده قائلاً: اخرج وإلا أمرت بقتلك هذه اللحظة غسلاً للعار.. إنك عار على العائلة منذ أن كنت صغيراً ويبدو أنك مازلت تشكل عاراً عليها حتى الآن!

غادر حسين الموقع وقبل أن يتركه قال: عدنان سوف يأتي اليوم الذي تدفع فيه الثمن غالياً.

رد عليه عدنان قائلاً: اخرج وافعل ماتشاء فالعمر بيد الله لا بيدك. وعقب حسين قائلاً: سوف ترى!.



وعندما ترك حسين المكان نهائياً استمر عدنان في غضبه قائلاً ما خلاصته: الذي يؤسفني أن يتحكم بالقادة العسكريين العراقيين أشخاص لاقيمة لهم ولا أي وزن خلقي، وسيأتي اليوم الذي ينتقم فيه الله لهؤلاء الأبرياء الذين قتلهم هذا المجرم ظلماً وعدواناً وبطريقة بشعة لا إنسانية.

وعقب ماهر عبد الرشيد قائلا: إنه ساقط خلقياً، لديه شعور بالنقص، لقد أحرق هؤلاء الأبرياء بطريقة شنعاء وجاء إليه الجنود يخبرونه أن الضحايا كانوا يصرخون: الرحمة، الله أكبر.. ارحموا أطفالنا فلم يكترث حسين لتوسلاتهم بل جعلهم يذهبون طعمة للنار.

وأضاف قائلاً :لقد قلت لوزير الدفاع إنني أخشى عليك من هذا المراهق أعني حسين كامل، فضحك وقال: الله موجود والأعمار بيده، والله أفضل للإنسان أن يموت قبل أن يرى ظلم أخيه الإنسان.. إنها أعمال بربرية لم يفعلها عدو من قبل!