بقلم : سليم الحسني.
بسفره خارج العراق قبل يوم واحد من استجوابه أمام البرلمان، يكون رئيس الوقف الشيعي قد سجل خيانة أخرى للمرجعية العليا. لقد رشحته الى هذا المنصب الذي يمثل الواجهة الشيعية الرسمية في الحكومة، الأمر الذي يفرض عليه أن يتصرف وفق القانون والدستور فلا يحيد عنه، ولا يخالف فقراته، لأن أي مخالفة منه ستحسب على المرجعية العليا، وبالتالي ستشكل إدانة لها، بأن من رشحته لهذا المنصب من بين حشد الطاقات والكفاءات والتخصصات الشيعية، لم يكن جديراً بالموقع ولا بالمسؤولية.
يستطيع علاء الموسوي ومعه صاحبه في السرقة وصفقات الفساد السيد أحمد الصافي إضافة الى الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي فتح أبواب الفساد لصهره ومدير مكتبه ليتصرف بما يطيب له. يستطيع هؤلاء الوكلاء أن يجندوا مجموعة من المعتاشين الالكترونيين مهمتهم خداع البسطاء بأن الكلام الناقد للوكلاء يعني تهجم على المرجعية العليا، ويستطيعون زيادة أجر المعتاشين فيشنون حملات التهجم والاتهام وما أسهلها. لكن هذه المحاولات لا تعدو أن تكون ضجيجاً في غرفة مغلقة، فلا يسمعها إلا عدد محدود من البسطاء، أما غالبية الشعب العراقي، فهو يميّز بين المرجعية وبين الوكلاء. ويعرف ما أكثر ما شكى المراجع من وكلائهم الفاسدين، وكم من مرجع عزل الوكلاء الخائنين عبر التاريخ.
يعرف الانسان الواعي أن بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام خانوا الأئمة وسرقوا المال العام، والامام معصوم بينما المرجع غير معصوم.
إن القضية هنا لا تحتاج الى إيضاح، فمن يحاول أن يوهم البسطاء بوحدة المنزلة بين المرجع والوكيل، فأنه يبذل جهداً عبثياً، ولا يملك الانسان الشيعي الذي يفهم مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ويحترم مكانة المرجعية ويعرف منزلتها وقدرها، إلا أن يشعر بالأسف على هؤلاء المعتاشين، وربما بالحزن عليهم، لأن الحاجة المادية دفعتهم القبول بوظيفة أجير لدى هذا الوكيل السارق وذاك الوكيل المخالف لتعاليم المرجعية ومكانتها السامية.
إن هروب علاء الموسوي من الاستجواب، يعني أنه تحدى المرجعية العليا التي أوصت وأكدت على ضرورة احترام القوانين والدستور والالتزام بها. وشكت مرّ الشكوى من المسؤولين الذين يخالفون ذلك. فاذا بمرشحها ووكيلها علاء الموسوي يوجه لها طعنة في منطقة القلب، ويجعلها في وضع حرج، حين رفض المثول أمام البرلمان، وأصر على الهروب منه قبل يوم واحد من الموعد المحدد، وعن طريق مطار النجف الأشرف من صالة الـ (vip) وكأنه يريد أن يبعث رسالة الى البرلمان والقانون والدستور والمواطن الفقير بأن كل ذلك تحت قدمي هاتين، وهذه هي رحلتي الى تركيا آمنة مطمئنة وسط حمايتي وحملة حقائبي.
نعم، وضع علاء الموسوي ذلك تحت قدميه، وترك المعتاشين يشتمون المواطن، ويدافعون عن فساده. لكن الأمر الجارح أنه لم يكن متوقعاً أن تصل به الجرأة أن يوجه هذه الطعنة للمرجعية، ويضعها في هذا الموضع الحرج.
لقد خان المرجعية، وخان مراجع الدين، وقدّم خدمة كبيرة لأعداء المرجعية والتشيع، بأن المسؤول الشيعي بعمامته السوداء، لا يحترم القانون والدستور والبرلمان والقانون والشعب والوطن.
كلمة فاصلة في هذا الخصوص، ننتظرها ممن يعنيهم الشأن، إذا كانوا يحرصون حقاً على سمعة المرجعية والتشيع.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نحن ضد استهداف اي انسان فكيف للعلماء والوكلاء والخطباء وفي نفس الوقت لايوجد خط احمر في الحساب والتدقيق فالكل محاسب امام القانون ويوجد فيتو ضد اي فساد مستشري في اي هيئة او وزارة