لماذا نقاطع الانتخابات؟ ... لأن الفاسدين اقوياء
الجزء1/3
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
سؤال يجب ان يطرح:
لماذا الفاسدون اقوياء؟
فلا يمكن ان يجبروا على الاستقالة او يسجنوا او يعدموا او تسقط حكومتهم.
هل الفاسدون يمتلكون جهازا قمعيا شاملا يجعل الشعب خائفا وخاضعا لحكمهم؟
العكس، فالمواطنون ينتقدون ويتذمرون بحرية ضد الفاسدين وعلى الفضائيات.
فرغم انف الشعب ومظاهراتهم واقتحاماتهم، الفاسدون باقون.
وان تم استجواب واقالة او تهريب بعض الفاسدين، فيستبدلون بفاسدين غيرهم.
اذا لماذا هم اقوياء وجاثمين على صدر العراق ... لسنوات مضت ... ولسنوات ستأتي؟
السر في هذه القوة، هو الانتخابات ... فهذه الطبقة الفاسدة قد وصلت للحكم عن طريق انتخاب الشعب لها.
فطالما يشارك الشعب في الانتخابات، فكل ما ينتج عنها سيكون قويا محصنا. حتى ان كانت النتائج مزورة ومتلاعب بها، فالمشاركة تعني القبول والرضا.
لذلك لو قاطع الشعب الانتخابات فسترتفع الحصانة (الشعبية) عن اي حكومة قادمة، وان كانت حكومة شرعية "قانونيا" ودستوريا.
وكل حكومة فاقدة للشرعية الشعبية، ستكون حكومة ضعيفة.
والحكومة الضعيفة سوف لن تجرؤ ان تسرق وتفسد كما لو كانت قوية ومحصنة.
وحينها ستتحول الى حكومة تصريف اعمال ... مؤقتة.
فالمقاطعة هي اول خطوة نحو تغيير حقيقي للعملية السياسة.
يتبع ...
ملاحظة1: تتوازى نسبة ضعف الحكومة مع نسبة المقاطعة. فكلما زادت نسبة المقاطعة، زادت نسبة الضعف.
ملاحظة2: البعبع الكبير الذي يلوح به الفاسدون ضد المقاطعة هو فسح المجال للـ "البعثيين" والارهابيين بالتسلق للحكم. وهنا نؤكد، بانه حتى لو فاز ابو بكر البغدادي او العجوز عزة الدوري او اي بعبع اخر، فحكومته لن تدوم ساعة واحدة. لان الشعب المقاطع للانتخابات سيقتحم قصر الحكم بعد دقائق من اعلان فوزه في انتخابات ... غير شرعية ... شعبيا.
وهنا قد نجازف ونتنبأ بالقول بأنه مع المقاطعة قد يضطر الفاسدون بالتنازل وتقديم النزيه والمصلح حتى لا تثار حفيظة الشعب وغضبه.