لقد نُصب لكم فخ كبير للغاية، فافتحوا أعينكم.. إنّ ما يحدث هو مساومة القرن الحادي والعشرين وتقاسمه وتصفية حساباته يأيها الأمير. نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرّفات. فمن يستخدمكم كسلاح ضدّ إيران لم يفعلوا شيئًًا لطهران على مدار 30 عامًا، بل أهدوها دولًا، لكنهم ساقوكم أنتم وأقاربكم إلى الحرب على الدوام”.
هذا ماقاله الكاتب التركي “إبراهيم قراغول” في مقال له بصحيفة “يني شفق” أمس الأربعاء، على تصريحات ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” التي قالها من القاهرة ووصف فيها تركيا بأنها “محور الشر”.

ووجه الكاتب كلماته في المقال إلى ولي العهد السعودي، الذي وصفه بأنه ” حجز لنفسه مقعدًا في المحور المضاد لبلدنا تركيا وصار يدعم كل شيء معاد لها”.

وفي ختام مقاله أكد على أن بلاده وجدت على مر العصور الطريق للخروج من أزماتها الكبرى، واليوم أيضًا ستجد طريقًا للخروج، مشيرًا إلى أن هدف المحور الجديد الذي انضمت إليه السعودية مع أمريكا وإسرائيل والإمارات ومصر ليس إيران كما يدعون، بل توجيه الضربة القاضية للعالم الإسلامي عن طريق مكة والمدينة.
وقال: ” إن منطقتنا تشهد تصفية حسابات القرن. فهم يجربون أعتى الهجمات والاستيلاءات منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى. الدول تمزق، ويخترعون تهديدات مفبركة لتشكل جبهات وفقًا لذلك. كما ينتزعون فتيل الحروب الأهلية، وينهبون الأراضي العربية”.

وأوضح أن الحدود بين الدول العربية وإيران كانت تنتهي عند شرق العراق وأصبحت الآن تنتهي عند الحدود السورية العراقية، بعدما وقعت العراق في أيدي إيران عن طريق تسليمها لها من الأمريكان والبريطانيين، اللذان احتلاها في 2003 بموافقة السعودية.

الفخ
وأضاف في رسالة تحذيرية: “إن جميع حالات الفوضى والصراع دائمًا ما تحدث في الأراضي العربية من اليمن جنوبًا إلى سوريا شمالًا، ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، ومن يفعل ذلك هم الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا الذين أسستم “محورًا بالتعاون معهم اليوم. وإذا استمر هذا الوضع، ستتراجع الحدود العربية حتى البحر المتوسط، وستقترب تلك الحدود من حدودكم”.

وتابع: ” لقد نُصب لكم فخ كبير للغاية، فافتحوا أعينكم.. إنّ ما يحدث هو مساومة القرن الحادي والعشرين وتقاسمه وتصفية حساباته يأيها الأمير. نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرّفات. فمن يستخدمكم كسلاح ضدّ إيران لم يفعلوا شيئًًا لطهران على مدار 30 عامًا، بل أهدوها دولًا، لكنهم ساقوكم أنتم وأقاربكم إلى الحرب على الدوام”.

وأكد أن السبيل الوحيد للارتقاء هو الابتعاد عن نظام الوصاية الذي ظهر بعد الحرب العالمية الأوى، كما ترتقي الدول الإسلامية غير العربية بالتقدم الاقتصادي والسياسي والعسكري، بينما تبقى الدول الإسلامية العربية وتتأخر بسبب استمرار تبعيته.

وأكمل في رسالة إلى الأمير: ” لا تدعموا حركات الشر المضادّة لتركيا، ولا تستسلموا لأجندة الإرهاب التي يتبنّاها محمد بن زايد، فسوف يأتي اليوم الذي تخسرون فيه. انظروا إلى الوضع في المنطقة اليوم، حاولوا النظر إلى المستقبل، وستدركون ما أقول”.

وأكد قراغول: ” لن تستطيعوا حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس ويضعونه قيد الرهن يا سيادة الأمير!”.

قائلًا: “لن تستطيعوا إدارة أيّ دولة وفق أولويات الاستخبارات الإسرائيلية كما لن تستطيعوا ضمان استقرار المنطقة وسلامها أو أمن الخليج. ولن تقدروا على حماية المسلمين تحت رعاية اللوبي اليهودي يا سيادة الأمير!”.

وضرب مثلاً بمحاولة الانقلاب داخل تركيا التي حاول حاكم أبو ظبي “محمد بن زايد” القيام بها بتمويل الجماعات الإرهابية، قائلًا أن “المنطقة بأكملها تتعرض لمحالة التمزيق وليس دولتكم فقط، من يفعل ذلك هم أصدقاؤكم وشركاؤكم الحاليون”.

الضربة القاضية

وأشار إلى أن بلاده تراجعت عن التحالف مع إسرائيل بعدما تأكدت أنها تطلق سهامها نحو الشعب التركي، متابعًا: ” فإن ربطكم لأنفسكم بيد الاستخبارات الأمريكية – الإسرائيلية يعتبر انتحارًا يا سيادة الأمير!”.

وقال: “إنكم بحاجة إلى تركيا التي لن تستطيعوا فعل شيء بدونها، وستدركون ذلك خلال بضع سنوات يا سيادة الأمير!”.