شركة تحليل للبيانات بريطانية متورطة في التلاعب بالرأي العام الأمريكي


تحولت قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يجري التحقيق فيها ضمن لجنة خاصة يترأسها المحقق مولر، إلى كابوس يطارد العديد من الفاعلين حول العالم.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة كامبردج أناليتكا، الفرع الأمريكي للشركة البريطانية “أس سي أل سوشيال ليميتد” المختصة في تحليل البيانات، آخر من كشف تورطه أمس الثلاثاء 20 مارس/آذار.
تلاعب بالبيانات ودعاية كاذبة

وكانت القناة البريطانية الرابعة قد بثّت لقطات من تحقيق سريّ يظهر فيه الرئيس التنفيذي للشركة ألكسندر نيكس وهو يتحدث إلى من كان يعتقده زبونا عن أساليب الشركة الرخيصة في إغواء السياسيين بالنساء والمال لتوريطهم في فضائح تفضي لخسارتهم الانتخابات.
وقد تحدث الرئيس التنفيذي إلى شخص قدّم نفسه على أنه سياسي سريلانكي يبحث عن آلية لهزيمة خصمه في الانتخابات.
ولكن تبين لاحقا أن مدير الشركة وقع في فخّ، فقد كان يتحدث لصحفي من القناة الرابعة البريطانية. وتمكن هذا الصحفي من تسجيل فيديو للمقابلة التي أحدثت ضجة كبيرة في الوسط السياسي في بريطانيا والولايات المتحدة.


وأعلنت شركة كامبردج أناليتكا، أمس الثلاثاء أنها أوقفت رئيسها التنفيذي ألكسندر نيكس عن العمل بعد أن تسبب في توريط الشركة في الدعاية الكاذبة وغير الأخلاقية، وسطا على بيانات مستخدمي فيسبوك للمساعدة في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وكان المتحدث الرسمي باسم الشركة قد أعلن أن ما قام به المدير التنفيذي لا يمثلهم وأنه تم إيقافه عن العمل لحين استكمال التحقيق في الموضوع.
وكان أليكس نيكس قد كشف خلال مقابلته مع “الزبون المزعوم” أنه التقى بترامب مرات عديدة وقام لفائدته بجمع وتحليل كل البيانات اللازمة لإدارة الحملة رقميا، وتولّى توجيه الاستراتيجية الانتخابية لترامب بناءً على ذلك.
ولم يقتصر الأمر عند التوجيه، فقد كشف سابقا موظفون في الشركة عن عملية اختراق بيانات 50 مليون مستخدم لموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” وتحليلها لمساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات.


التحقيق يطال فايسبوك مجددا


وفي نفس الإطار، وحسب تقرير لصحيفة “الغارديان “البريطانية، طلبت هيئة حماية خصوصية المعلومات البريطانية، استصدار أمر قضائي للوصول إلى قاعدة بيانات شركة كامبردج أناليتكا.
كما طلبت لجنة الثقافة في مجلس العموم البريطاني التحقيق مع مارك زوكربيرغ رئيس ومؤسس شركة فيسبوك بتهمة التضليل، نظرا لكون فايسبوك كان قد صرّح سابقا أن الشركة لا تعلم شيئا عن الاختراقات والتلاعب الذي يتم ببيانات المستخدمين.
وتسعى اللجنة لمعرفة تفاصيل العملية كاملة، وكيف استطاعت شركة كامبردج أناليتكا الاستيلاء على بيانات مستخدمي فيسبوك، واستخدامها للتأثير في الحملة الانتخابية الرئاسية لصالح ترامب على حساب هيلاري كيلنتون.
وطالب أعضاء في الكونغرس الأميركي بجلسة استماع لزوكربيرغ للحصول على تفاصيل أكثر بشأن هذا الخرق، وكيف تغافلت فايسبوك عنه، رغم تعلقه بحماية الخصوصية، حسب “الغارديان”.


وكان روبرت مولر الذي يتولى التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، طلب في وقت سابق من كامبردج أناليتكا تسليم جميع المعاملات والمراسلات لموظفيها الذين عملوا في الحملة الانتخابية لترامب.
وفي سياق آخر، أظهر التحقيق السري للقناة الرابعة البريطانية أن كامبردج أناليتكا هي الفرع الأميركي لشركة “أس سي أل سوشيال ليميتد” التي استأجرتها الإمارات لنشر معلومات مكذوبة لتشويه سمعة قطر.
وكانت شبكة “أن بي سي” الأميركية قالت في تقرير إن وثائق كامبردج أناليتكا كشفت أن الإمارات دفعت مبلغ 333 ألف دولار مقابل شن حملة في مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة قطر وربطها بالإرهاب عام 2017.