عقدة الجمهورية الاسلامية عند الامريكي واتباعه


لم تعاني ثورة في التاريخ الحديث من الاعداء والمتربصين كما عانت الجمهورية الاسلامية , عداء عسكري واعلامي واقتصادي لايوصف, تكالب لايصدق من جميع العالم على ثورة اطاحت بنظام طاووسي دكتاتوري عميل واعلنت في اول ايامها مبادؤها بلا تزييف ولا مجاملات , لقد قدمت الجمهورية الاسلامية في اول ايامها السفارة الاسرائيلية في طهران هدية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكأن رجال الثورة وقادتها عرفوا انهم منتصرون مهما كانت النتائج وهو ما كان.
تخطت الثورة كل تلك المؤامرات وهي في مهدها ضعيفة محاصرة , بدأت المؤامرات بمحاولة للامريكي أنزال قوات المارينز في صحراء طبس قرب طهران عام 1979 لانقاذ الجواسيس الامريكان الذين احتجزهم شباب الثورة المتحمس , ومن دون علم رجال الثورة انذاك بالمحاولة لتنتهي طائرات المارينز محترقة بجنودها في صحراء طبس ولتلعق امريكا جراحها وكبرياؤها في صمت ..
ثم جاءت حرب القادسية المشؤومة من ارعن العراق لتبدأ اطول حرب في التاريخ الحديث , ثمان سنوات عجاف من حرب طائلة جهز لها الامريكي وعملاؤه كل ما يستطيعون , واتى المتطوعون من دول الاردن واليمن والخليج وغيرها للمشاركة في حرب حسبوها ستدوم اسابيع قليلة ليتوجوها بنصر مزعوم واسقاط للثورة ,ولكن الحرب دامت ثمان سنوات , السعودي والخليجي يجهز العراق بالمال الوفير حتى ان المقبور السعودي فهد ردد اكثر من مرة لطاغية العراق مقولته الشهيرة ( منا المال ومنكم العيال) , اي المال والتجهيز من عندنا ووقود الحرب البشري من ابناء العراق المظلوم, كانت طائرات الاواكس الامريكية تجوب العراق والسعودية وتقدم كل العون لنظام العراق البائد في تلك الحرب , بينما كانت الجمهورية تعاني نقصا في العتاد وتفتقر حتى للاسلاك الشائكة التي صرح مسؤولها ان دول العالم اجتمعت على مقاطعة الجمهورية في اي تجهيز لتلك الحرب المفروضة.
لم تتوقف تلك الحرب الا بانقاذ الامريكي حين اسقط طائرة الايرباص الايرانية المدنية عام 1988 ميلادية وبدم بارد تم قتل 400 راكب مدني , كانت حجة الامريكي هو خطأ فني ولكن في الحقيقة كانت العملية من اجل ان تستجيب ايران لايقاف الحرب المفروضة ليحتفظ طاغية العراق وحلفاؤه بماء وجههم من حرب لم يجنوا فيها الا الخيبة .
وخرجت الجمهورية من تلك الحرب اقوى مما كان يظن الاعداء. اما اعلاميا فكانت حرب التشويش لاتتوقف وظهر كتاب الايات الشيطانية لسلمان رشدي المشوه لدين محمد ص ليقف السيد الخميني وقفة المؤمن المخلص ويدين الكاتب ويصدر فتوى باباحة دمه لتشويهه لدين محمد ص , بينما وقف كل المسلمين في العالم وكأن الامر لايعنيهم, واصدرت بريطانيا ودول الغرب وثيقة تدين الجمهورية لتلك الفتوى وتعتبرها دولة لاتعترف بحقوق الانسان وحرياته في الكتابة والتعبير ,فيا للعجب.
بعد نهاية الحرب المشؤومة ارسل السيد الخميني رسالة الى الاتحاد السوفييتي يدعوهم لمراجعة حساباتهم بخصوص نظامهم الشيوعي, وهاج العالم وماج وقال المتحذلقون ان السيد الخميني رجل خرف , كيف يجرأ على توجيه هكذا رسالة لاقوى دولة في العالم وهو لم ينتهي بعد من مخلفات حرب دامت ثمان سنوات, ولكن الامور تمضي وفق ما يتوقع المؤمنون , فلم تمض اشهر حتى سقطت روسيا الشيوعية الى الابد وتشظت الى 15 دولة لتقول وداعا للشيوعية كما توقع السيد الامام..
تذرع الامريكي بعد ذلك في حرب الكويت ان المنطقة بحاجة الى وجود قوى عسكرية لحماية منابع البترول وحفظ توازن المنطقة من ارعن العراق ولكن في الحقيقة كان قدوم القوات الامريكية هو لمراقبة الجمهورية الاسلامية وتهديدها, والدليل ان حرب الكويت انتهت ونظام صديم انتهى ولازالت القوات الامريكية تحتفظ بقواعدها الجوية والعسكرية في السعودية ودول الخليج تترقب وتراقب الجمهورية عن كثب.
ثم جاءت مؤامرة العصابات الوهابية السعودية ( داعش) لتدخل سوريا والعراق في حرب لاهوادة فيها غايتها تشويه دين محمد ص و اقامة دولة اسلامية كما يزعمون , وفعلا اطلقوا اسم ( الدولة الاسلامية ) على تجمعاتهم الهمجية وتشويها لاسم الجمهورية الاسلامية في اذهان العالم , فهناك الجمهورية الاسلامية , وهناك ايضا الدولة الاسلامية وكلاهما يحملان نفس الاسم فتختلط الامور على العالم بهذا الاسم ( الاسلامية), وزادت العصابات الوهابية في ذلك بان اعتمر زعيمها العمامة السوداء تشويها للعمامة السوداء التي يعتمرها السيد الامام الراحل ويعتمرها السيد الخميني اليوم ويعتمرها السيد حسن نصر الله ايضا , فالعمامة السوداء هي المشكل عند الامريكي وحلفائه الوهابيين , فكان لزاما اختراع من يلبس تلك العمامة السوداء ايضا ويذبح العباد ويخرب البلاد باسم دين محمد ص, فتختلط الامور على الناس في ذلك التشابه بالاسم والعمامة وحتى في الرايات والشعارات, ولكن !
وقفت الجمهورية الاسلامية بكل ثقلها في العراق وسوريا لتولد كتائب المقاومة من وصايا الامام الراحل وتسحق عصابات الوهابية داعش ولتفشل المشروع الامريكي في خلق دويلات ضعيفة مقسمة تمهيدا لقادسية ثانية ضد الجمهورية..
الامريكي وحلفاؤه في المنطقة ( اسرائيل والسعودية) في عقدة وكابوس لايستطيعون به تنفيذ مشاريعهم التخريبية في المنطقة ,ولايستطيعون تشويه دين محمد ص كما يريدون, فان كانت الوهابية السعودية ساهمت بشكل كبير في ذلك التشويه فان الجمهورية الاسلامية يقظة لتلك المؤامرات حتى خارج حدودها.
السيد جهانكيري نائب رئيس الجمهورية الاسلامية صرح اليوم قائلا للامريكي بومبيو الذي يهدد الجمهورية الاسلامية : (اين كنت قبل اربعين عاما من الجمهورية الاسلامية التي قامت حتى لاتأخذ اوامرها من احد.).!
نعم , ان المؤامرات التي حيكت ضد الجمهورية الاسلامية وهي نبتة صغيرة في مهدها فشلت امام عزيمة وايمان المؤمنين ولم تقدر حرب الثمان سنوات عن اسقاط الجمهورية الاسلامية وخرجت اقوى من قبل تمتلك اليوم ترسانتها العسكرية وتصنع الصواريخ والنووي وتطلق اقمارها الصناعية وتمد يد العون لمستضعفي العالم رغما عن انف الامريكي وحلفاءه.
انكم عجزتم عن اسقاط الجمهورية وهي دولة فتية ضعيفة محاصرة منهارة الجيش وليس لها طيارين ولا حتى طائرات جاهزة للصيانة وللقتال , اما اليوم فشتان بين النبتة الصغيرة قبل اربعين عاما التي لم تستطيعوا قلعها وهي ضعيفة صغيرة , وبين شجرة اليوم الباسقة القوية الممتدة الجذور اليانعة الثمار الوارفة الظلال على مستضعفي العالم والساكنة في قلوبهم, لم تقدروا قبل اربعين عاما , فكيف اليوم؟





مروان