الحرب على الجمهورية الاسلامية , هل من جديد؟




(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّالنَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًاوَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ...)173 آل عمران..

الزمان: 1979 ميلادي


المكان: الجمهورية الاسلامية الايرانية ,
الحدث: اجتماع الناس من شرق الارض وغربها على حرب الدولة الفتية , الجمهورية الاسلامية في اول سنة بعد اسقاطها للنظام الطاووسي الفاسد و اعلانها عن قيام الجمهورية..
المتفقون على حرب الجمهورية : امريكا , بريطانيا , اسرائيل واذنابهم من شرق الارض وغربها السعودية ودول الخليج ونظام العراق البائد..

الاحداث
تتسارع :


-مسألة الرهائن الامريكية واحتجازهم في طهران بيد قوات الثورة الفتية ( اكثر من 300 جاسوس امريكي من موظفي السفارة الامريكية في طهران)

- هجوم امريكي على درجة عالية من السرية ومحاولة انزال طائرات امريكية تحمل رجال المارينز الامريكان في صحراء طبس بالقرب من طهران..


النتيجة : اصطدام الطائرات الامريكة بالارض من دون تدخل الدفاعات الجوية الايرانية المنهارة انذاك , لتعلق امريكا جراحها خائبة و لتحترق الطائرات في صحراء طبس وتنتهي عملية الانزال الفاشلة وتستمر مسألة احتجاز الرهائن الامريكية لسنوات حتى رضوخ القيادة الامريكية وموافقتها عن التخلي عن الاموال الايرانية في بنوك امريكا ..استعادت ايران بكرامة اموال الشعب المنهوبة من قبل الشاه المقبور من البنوك الامريكية مقابل اطلاق سراح الرهائن, فيا للنصر المؤزر ويا لقلوب المؤمنين الصابرين..

- 1979 العراق يشن حربا عسكرية على طول الجبهة العراقية الايرانية والطائرات العراقية تدمر المطارات الايرانية بغارات مدعومة بطائرات الاواكس الامريكية في المنطقة , تبعتها غارات اخرى على الدولة المنهارة عسكريا بعد سقوط الشاه , وتستمر الحرب لمدة ثمان سنوات عجاف املا باسقاط النظام الجديد في ايران ولكن من دون جدوى..



-السعودية ودول الخليج تناولت مهمة اذكاء الحرب المشؤومة القادسية بالاموال الطائلة وصرح المقبور السعودي فهد في اكثر من مرة لحاكم العراق الارعن بقوله ( منا المال ومنكم العيال)..



- متطوعون مرتزقة من الاردن واليمن والسودان وحتى من فلسطين وباقي دول العرب يذهبون الى العراق للمساهمة في حرب الجمهورية الاسلامية مقابل دولارات وضمانات اجتماعية وحاكم العراق يصرح بزهو انه حارس البوابة الشرقية لدول العرب وكأن اسرائيل وراء ظهره صارت دولة صديقة مسالمة, فيا للحمق..



- النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي لايشارك في حرب الثورة ولكنه يشارك بالايديولجيات ومحاربة الفكر الاسلامي الرسالي ليواجه رسالة من قائد الثورة الايرانية السيد الخميني يدعو فيها السوفييت الى حوار ايديولوجي لمقارعة الشيوعية مبينا فساد العقيدة الشيوعية , وقال السيد الخميني بأن النظام الشيوعي نظام آيل للسقوط لمخالفته الفطرة الانسانية وايام سقوطه معدودة ,ليجابه استهزاء الناس في كل العالم لوقوفه متحديا اكبر قوة آنذاك , حتى قيل ان هذا الشيخ المسن رجل خرف, كيف يقارع الشيوعية وهو خارج من حرب طاحنة مع العالم يمثلها نظام صدام الارعن آنذاك ..ولكن الامور تمضي وفق ما قدرت له الاقدار, ولايدرك العالم ماذا حال المؤمنين الصابرين, ثم أيام ويسقط النظام الشيوعي كما توقع الامام.



- الحرب الاعلامية والاقتصادية مستمرة , ومنها كتاب الايات الشيطانية لسلمان رشدي الذي يستهزأ بالدين وبالنبي ص وبالصحابة وينشر كتابه في بريطانيا من دون معارضة اي معمم او سياسي من دول العرب والمسلمين , ليقف السيد الخميني وقفته المشرفة انذاك ويصدر فتوى اباحة دم سلمان رشدي الكافر , ليقف العالم كله ضد ايران بحجة حقوق الانسان وحريته , ولكن الامور تمضي , فالمؤمنون يرون بشائر النصر والضائعون يظنون انهم منتصرون .. اما الحصار الاقتصادي فحدث ولاحرج , لم تملك ايران في بداية الحرب المفروضة حتى اسلاك شائكة لحربها ضد نظام العراق انذاك في حربه المفروضة ,فقد امتنعت كل دول العالم شرقها وغربها عن مساعدة الجمهورية وعانت الجمهورية من حصار اقتصادي وحرب اعلامية وحرب على طول الجبهات زائدا مؤامرت الخونة كحزب المنافقين الايرانيين وغيرهم , ولكن الامور تمضي ..والمؤمنون لايلويهم اجتماع الناس فالقافلة تسير, والمؤمنون في انتظار الفرج ..



-بعد سنوات خفت كل شئ وجاءت ضربة امريكا لطائرة الايرباس المدنية الايرانية لتقتل بدم بارد اكثر من 300 مدني ايراني كأشارة لايقاف الحرب المفروضة على الجمهورية وانقاذا وحفظا لماء وجه العملاء والمتآمرين , وخرجت الجمهورية الاسلامية المحاصرة من حربها قوية شامخة تصنع اسلحتها وتطلق اقمارها الصناعية وتملك النووي السلمي , المصانع تصنع الالات والاسلحة , والايمان يصنع رجال الثورة الصابرين , وسقط السوفييت وانهارت اوربا الشيوعية , وانتهى صدام في حفرة الجرذان بل قام قبل ذلك بالانتقام من دول الخليج التي سلطته على ايران لتكون حرب الكويت وماجرى ..


.............................
.............................
2012 ميلادية,المؤامرات لم تنتهي فجاءت العصابات الوهابية السعودية ( داعش ) لتحرق البلاد في سوريا والعراق املا بتفتيت البلاد وتقسيمها وتهيئتها للتطبيع مع اسرائيل , واملا في تجهيز الاجيال الفتية في قادسية جديدة بعد فشل القادسية الاولى , ولكن الجمهورية وقفت وقفة المبادئ وساعدت سوريا المحاصرة وساعدت العراق في حربه للعصابات التكفيرية , العراق الذي حارب الجمهورية لثمان سنوات عجاف ينال اكبر المساعدات والتجهيزات من الجمهورية فهكذا حال المؤمنين الصابرين , ولتولد كتائب المقاومة وتحيا بقوة ولتسحق العصابات الوهابية في سوريا والعراق ..
اليوم ,الحروب بالنيابة عن امريكا واسرائيل ضد الجمهورية الاسلامية لم تعد تجدي , ولم تعد تطاول وعي الشعوب التي عشقت الثورة وعرفت مالم تكن تعرفه من قبل , لقد صارت كتائب المقاومة الظافرة الكابوس المرعب للامريكي واذنابه , فكان لابد من المواجهة المباشرة وليس الامر جديدا عند المؤمنين فأربعون عام لم تتوقف المؤامرات على الجمهورية التي تخرج بعد كل مؤامرة اقوى واكبر , فلا جديد والقافلة تسير والصابرون ينتظرون..

................


اليوم تعاد الحبكة من جديد بحجة النووي ويعلم العالم كله ان النووي الايراني هو للسلم وليس للحرب, وينسى الغرب ويتناسى العالم انه عجز عن اسقاط الجمهورية وهي دولة فتية ضعيفة محاصرة منهارة الجيش وليس لها طيارين ولا حتى طائرات جاهزة للصيانة وللقتال , ثورة المستضعفين قامت بدماء الشهداء المخلصين ولازالت الدماء الزكية زيت وقود الثورة المستمرة الناهضة .
اليوم يعلن الامريكي انه ناكث لمعاهدة النووي وحتى لو كان ذلك مشوها لسمعته ومكانته بين العالم , فالاقنعة تتساقط وتتحقق توجيهات الامام وكما علمنا وقال من هم اعداء الشعوب فهم انفسهم كانوا ولايزالون..
اليوم هل يظن العالم انه قادر على مواجهة الجمهورية وهي باسقة قوية تعيش في قلوب المؤمنين , يا للحسابات الحمقاء,
اجمعوا عدتكم وأتوا بجيوشكم وقواتكم , جددوا الحصار , تهيئوا للنزال , استمروا في مؤامراتكم, فليس الامر بجديد ولن تنالوا غير الخيبة والخسران , فشتان بين النبتة الصغيرة قبل اربعين عاما التي لم تستطيعوا قلعها وهي ضعيفة صغيرة , وبين شجرة اليوم الباسقة القوية الممتدة الجذور اليانعة الثمار الوارفة الظلال على مستضعفي العالم والساكنة في قلوبهم..