جامعة بدون كتب وبلا حاسوب.. ومن الذي قتل الاستاذ؟
لم تبق الايام من مبنى ادارة جامعة المستنصرية سوى اطلال.. نواقذ مكسرة.. حيطان محترقة.. ارض مغطاة بالحجر المتكسر.. مباني اتحاد الطلاب والمساكن الداخلية تعرضت للتخريب كذلك.. اما غرف المختبرات والكمبيوتر، فالمفروض ضمها الى قوائم الاثار التي تدل على حضارة ازدهرت في زمن باد.. حجرات الدراسة سُرقت منها الكراسي.. والمكتبة نُهب منها حوالي 5000 كتاب..

تواجه الجامعات العراقية هذا العام ، بعد مرور 16 شهراً على التحرير مصاعب وهموم لا حصر لها.. فقد تم نهب 80 % من بنيتها الاساسية بعد الحرب، ويمكن وصف وضعها بالكارثي..

وقد بدأت محاولات اعادة اعمار الجامعة بعد التحرير، ولكن الميزانيات كانت بائسة.. مثلاً، جامعة بغداد التي يدرس فيها 70 الف طالب تعمل بميزانية قدرها 2 مليون دلار..
وهكذا، بدأت وزارة التعليم بتسول المال من الدول المجاورة..الشغيقة..قطر قدمت كتباً وكمبيوترات وبعثات بقيمة 15 مليون دولار.. الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا قدمت بعثات كذلك.. ولكن الحاجة ملحة..
يدرس في ال 20 جامعة وال 50 معهداً اكاديمياً في بلادنا حوالي 350 الف طالب.. هذه السنة يتجاوز عدد من يبدأون الدراسة ال 90 الفاً..
الجامعة العراقية كذلك تحتاج لتكوين روابط مع الهيئات التعليمية في الدول المجاورة.. فالمناهج لم يتم تحديثها منذ اواخر الثمانينات..
اما القشة الاخيرة، فهي العثور على الاساتذة.. فالراتب للمدرس الجامعي حالياً لا يتجاوز ال 150 دولاراً.. وهو قد يتعرض للاختطاف والقتل..ومن المعلوم ان حوالي 40 استاذاً عراقياً قُتلوا منذ نهاية الحرب.. وبالطبع لم يتم القبض على اي متهم بارتكاب الجريمة..

ودمتم.
المحجوب
.