صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    V4 و رحل"ڪآظًم عٍبَدِآلُِحٍسين"..ثقة المراجع الذي قال فيه المرجع فضل الله(ٵ̷ ن̷ت̷ أخ̷ي̷)


    ��️
    ثقـــــة المراجع العظام و رجل الخير والإحـــسان
    الوجيــــــه الكبيـــــــر و
    المحســــن الإنســــــــان
    والمؤمــــــن العامـــــل الحــــــــــــــاج الفاضــــل
    "
    ڪآظًم عٍبَدِآلُِحٍسين"
    فــــــي ذمة الله
    ��


    - الرّجل الّذي قضى عمره في خدمة الإسلام والفقراء -

    السيد جعفر فضل الله
    9 صفر 1440هـ / ١٨/١٠/٢٠١٨


    بالأمس، توفي أحد الوجهاء الخيريّن العاملين للإسلام في الكويت، وهو الحاج كاظم عبد الحسين (رحمه الله). طبعاً، هذا الإنسان نتحدَّث به الآن في الحوزة، لأنه فعلاً لبعض من عرفه في سيرته، هو ثقة المراجع، من السيّد الخوئي وما بعده.

    كان له علاقة وطيدة مع سماحة السيد فضل الله(رض)، وكان السيّد يعتبره أخاً له. وهو مؤسِّس حملة "التوحيد الكويتية"، هذه الحملة الّتي كانت تحمل الفكر والوعي في وقت مبكر جداً، وهو الذي تحرّك في خطّ كلّ الرموز الواعية الحركيّة الإسلاميّة التي تؤمن بالإسلام حركةً على الأرض.

    فعليّاً، ما أريد أن أتوقّف عنده، هو حجّة علينا، وأيضاً عبرة لنا، وهو أنَّ هذا الإنسان مبكراً، كان يذهب إلى المناطق التي لا يذهب إليها أحد، فكان مع من معه، يعبرون الأنهار في أفريقيا، وهذه الأنهار فيها تماسيح وحيوانات متوحّشة، ليصلوا إلى الأماكن التي فيها الفقراء والمساكين والمحرومون الذين لا يصل إليهم أحد في هذا المجال، وباسم الإسلام.

    طبعاً، يستحضر الإنسان في مثل هذه الشخصيّات قول الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى}.

    السابقون عادةً هم الذين يؤسِّسون، بمعنى يحرثون الأرض، ليأتي من بعدهم من يكمل الطريق ويجد الأرض سهلة... نعي ذلك جيِّداً، لأنّنا نعرف ما صنعه سماحة السيِّد(رض) في هذه الأرض وفي هذه الحالة. لذلك، عندما يأتي الإنسان ليكمل، يجد أنّ هناك شيئاً مهيّأً، هناك أرض محروثة، هناك بذار وأشجار وثمر على أكثر من صعيد.

    الفكرة الأساسية أنّ جيل هؤلاء، هو الجيل الذي جاء وكلّ الدنيا ضدّه؛ التيارات ليست تيارات إسلاميّة، الخطوط الإسلامية غريبة، بمعنى أنّ الناس الذين يصلّون أو يجهرون بصلاة أمام الملأ قليلون... فكيف تتحدّث عن حركة إسلاميّة تريد أن تتحرّك على الأرض؟!

    لذلك، فإنَّ جهد هؤلاء، في الزمن الذي عاشوا فيه حركة التّأسيس، هو جهدٌ يبقى لهم ذخراً وأجراً إلى كلّ الأجيال القادمة، وستبقى الأجيال تأكل من فتات ما تركوه، إذا صحّ التّعبير.

    ما هو حجَّة علينا نحن كأناسٍ تعمل في خطّ الدعوة للإسلام، هو أن لا نشعر بأنَّ علينا أن نتحرَّك فقط في الخطوط السهلة، يعني إذا أراد الواحد منا أن ينطلق إلى درس فيه موعظة دينيّة، فيسأل عادةً كم عدد من يحضر؟ فإذا كان المجلس مثلاً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، يعتبر الأمر غير مناسب، يجب أن يكون عنده على الأقلّ 500 شخص في القاعة ليحضر!

    هذا الأمر لم يكن يفكّر فيه هذا الجيل الرّساليّ، سواء من كانوا يعملون في العمل الديني من حيث التخصّص، أو الذين كانوا يعملون بالعمل الديني الإسلامي، كالحاج كاظم عبد الحسين، من الموقع الأهمّ، وهو موقع الشعور بالمسؤولية أنّ عنده طاقة معيّنة، أو فكراً معيّناً، ولو كان محدوداً بطاقة معيّنة، فهو ليس رجل دين، لكنّه كان يوازي في همّه وفي حركته الكثير من رجال الدين.

    لذلك، أعتقد أنَّ ما هو حجّة علينا اليوم، وجود مثل هؤلاء الأشخاص، أن نشعر بأنّ ما قدَّموه، لا يترك لنا عذراً بين يدي الله عزّ وجلّ... أن نشعر كما قال النبيّ(ص) لعليّ(ع) عندما بعثه إلى اليمن، وكان حزيناً لفراق رسول الله(ص): "لأنْ يهْدِيَ الله بِكَ رجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مما طلعت عليه الشمس".

    لا ندري أين هو هذا الإنسان، قد يكون في قرية نائية، ونذهب إلى هذه القرية، ونساعده على أن يهتدي إلى خطِّ الإسلام الأصيل.

    وطبعاً، مثل هذه الشخصيات، قد لا تعرفها النّاس في كثير من المواقع، نحن عرفنا الحاج كاظم لأنه كان قريباً من سماحة السيّد، وكان جزءاً من هذه الرموز الأساسية في العمل الإسلامي التبليغي والدعوي، ونعرف أنّ هذه الشخصيّة لها تأثير كبير في موقعها، وأسّست لما بعدها.

    نسأل الله سبحانه وتعالى لفقيدنا الرحمة والمغفرة وعلوّ الدّرجة، وأن يجعله عبرةً لنا لنتحرّك في الخطّ التبليغي للإسلام، بالطريقة التي نعذر فيها أمام الله، بما نجده من هذه النماذج من حولنا، والحمد لله ربِّ العالمين.
    ____________________________

    * كلمة ألقاها سماحته في الحوزة العلميّة التّابعة لسماحة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، بتاريخ: 17 تشرين أوّل 2018م.

    http://arabic.bayynat.org.lb/ArticlePage.aspx?id=27417








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي

    ��️...............وداعاً.." ثقة المراجع"،،، وداعاً" أبا الأيتام"..
    وداعـــاً ........... ڪآظًم عٍبَدِآلُِحٍسين...��

    الصلاة على الجثمان الطاهر من قبل آيــــة الله العظمــــى الشيخ الفياض "دام ظله"
    وتشييعه الى مثواه الأخير بجوار آمير المؤمنين "ع" بعد أداء الزيارة والدعـــــــاء
    من جموع العلماء والمؤمنين...
    رحمك الله ورحم من قرأ له سورة المباركة الفاتحة.















  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي




    ... الوجيه المحسن الحاج كاظم عبدالحسين رحمه الله كان وكيل المرجعية في النجف الأشرف منذ عقود، الإنسان المؤمن صاحب الأعمال الخيرة الإنسانية الكبرى التي بذرها في أنحاء المعمورة في العراق ولبنان وسوريا وأفغانستان وباكستان وإيران وأفريقيا والهند والذي خدم الإسلام والمذهب وأبناء الطائفة في محنهم ومصائبهم.

    بذل كل عمره الشريف في خدمة الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل متحملاً الصعاب والمحن.

    كان يتشرف لزيارة النجف الأشرف وزيارة المراجع وبالخصوص مرجع الطائفة الإمام السيد أبو القاسم الخوئي طاب ثراه الذي كان وكيله في دولة الكويت وفيه من الصفات التي طالما لن تجدها عند الآخرين عقليته المنفتحة وشخصيته المتواضعة والأخلاق والبساطة ونكران الذات والعقل المؤسساتي وإشراك الآخرين في العمل الخيري.

    وكان رحمه الله من الأوائل في تأسيس دار التوحيد لنشر معارف آل البيت عليهم السلام والتفاني والدفاع عن حقهم ومواقفه بالدفاع عن مراجع النجف وما يتعرضوا له من ظلم حزب البعث المقبور من قتل وسجن وتشريد ومواقفه المشهودة في أيام المِحنة التي مر بها الشعب العراقي وبذل كل ما يملكه في الوقوف مع محنته في الداخل والخارج.

    أحد ابرز الداعمين للحركة الاسلامية ولمرجعيتي السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد فضل الله ...

    تواصلت مواقفه الكريمة مع المرجع السيد فضل الله، فقد وظّف كافة إمكاناته وعلاقاته وجهوده لرعاية مؤسساته الخيرية، وانبرى للدفاع عنه بشجاعة وصرامة، فرفض كل ما ألصقه به المزورون والمهرجون من اتهامات مبتذلة.





    "حملة التوحيد"، مشروع رائد يرمز لبصمة الروح التطوعية لهذا الرجل الذي يبتهج بما يهبه للآخرين، ويجسّد الشخصية المثالية، لما شدّد عليه رسول الله (ص): "خير الناس من نفع الناس".يميزها
    أنها هي الوحيدة التي تفردت ببرنامج تثقيف ديني مختلف، يتولاه المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان جسورا صريحا في دعوته لتحديث التفكير الديني، وتشديده على ضرورة إصلاح المؤسسة الدينية، والمنبر والشعائر الحسينية.حيث عظاته الدينية بعد الصلوات في "حملة التوحيد"،ونقده الجريء ودعوته الإصلاحية، واهتمامه ببناء علاقة ودية مع الشباب الحالمين بالتجديد . لا يكفّ السيد فضل الله عن الثناء على حماس الشباب، والتفاؤل بما سيؤول اليه نمط التدين ومصائر عالم الإسلام لو تنامت مجالات النقد، واتسعت مساحة المنخرطين في الدعوة للإصلاح.





    ▫وهكذا تواصلت مواقفه الكريمة مع المرجع السيد فضل الله، فقد وظّف كافة إمكاناته وعلاقاته وجهوده لرعاية مؤسساته الخيرية، وانبرى للدفاع عنه بشجاعة وصرامة، فرفض كل ما ألصقه به المزورون والمهرجون من اتهامات مبتذلة.





    ▫لم يكن كاظم عبدالحسين مليارديرا ولا مليونيرا عظيما، لكنه كان يمتلك تأثيرا معنويا كبيرا على جماعة من رجال الأعمال والتجار المعروفين في الكويت، كانوا يثقون به قدر ثقتهم بأنفسهم، ويضعون تحت تصرفه ما تتطلبه مشاريعه الخيرية من أموال.


    رحل رجل العطاء والوفاء، رحل رجل الإخلاص والتقوى والإيمان، رحل وهو يتطلع إلى خدمة الإسلام أكثر وأكثر وأكثر، رحل وهو يرجو أن يشافيه الله كي يكون خادمًا للدين، رحل وهو يستذكر كل حركة كانت لأجل الإنسانية، رحل وهو يرفع يديه للسماء مبتهلًا لله عزوجل بأن يطيل بعمره حتى يكمل مسيرة الأنبياء والصالحين...

    الحاج كاظم عبدالحسين، رجل البر والإحسان، وراعي آلاف المشاريع الخيرية التي اتسعت لتصل إلى القارات الخمس، وينتفع منها ملايين البشر. ورجل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الذي أكرمه الله بإسلام الآلاف - خصوصا في أفريقيا -.

    اختصر التعريف به: كان ممن يصرفون مالهم واتعابهم على الدين والانسان وكان ابا للايتام...

    يرحل هذا الرجل الكبير عن الدنيا ليترك خلفه كل أنواع الخيرات التي ينتفع بها الإنسان المؤمن بعد موته:

    - ترك (العلم النافع)؛ حيث ساهم بطباعة الآلاف - إن لم يكن الملايين - من الكتب النافعة التي تهدي إلى الله.

    - وترك (آلاف الصدقات الجارية)؛ تلك المشاريع الخيرية؛ من مساجد وحسينيات ومدارس ومستشفيات ودور أيتام ومبرات.

    - وترك أولادا صالحين، وأحفادا طيبين، على نهجه سائرين؛ يدعون له، فينال ثواب تلك الدعوات.

    رحمك الله يا أبا ميثم، وتغمد روحك في عليين، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

    وبهذه المناسبة الحزينة أتقدم بخالص العزاء إلى أولاده المؤمنين؛ الحاج ميثم، والحاج عمار، والحاج محمد جواد، وبقية الأبناء والأحفاد، والأسرة الكريمة، وكل ذويه ومحبيه. وأسأل الله أن يعظم لنا ولهم الأجر، وأن يلهمنا جميعا جميل الصبر.

    رحم الله الفقيد الكبير وتغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    ورحم الله من قرأ واهدى اليه لروحه الطاهرة سورة المباركة الفاتحة ...





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي





    �� صديقي المرحوم كاظم عبدالحسين...

    ضمير أخلاقي وروح رحمانية تتألم لآلام الآخرين.��



    ✍�� عبدالجبار الرفاعي



    رحل صباح يوم الثلاثاء 16-10-2018 عن عالمنا الصديق الحاج كاظم عبدالحسين، الرجل الذي نذر حياته وماله ووجاهته وعلاقاته لمداواة جراح الفقراء والبؤساء... الرجل الذي لم ينس خلق الله فلم يُنسِه اللهُ نفسَه... الرجل الذي لم يسكره ترفُ الأغنياء والوجهاء وذوي السلطان كما أسكر غيرُه ممن نسى الله فأنساه الله نفسَه.



    ▫تعرفت على الأخ كاظم عبدالحسين قبل أكثر من 45 عاما، حين كنت في زيارة للكويت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وأنا فتى لم أتجاوز المرحلة المتوسطة في الدراسة، ولفرط ثناء شقيقي أبي عادل "شريف القحطاني" على كاظم عبد الحسين، وتبجيله لروحه الخيرية وتطوعه في رعاية خلق الله، صار لقاؤه أمنية في نفسي، وألححت على أخي أن نبادر فورا لزيارته في اليوم الثاني من وصولي للكويت قادما من العراق، ربما سنة 1971، فذهبنا الى شركته مع صديقه المرحوم أحمد ملا رضا، في منطقة "الشرق" في مدينة الكويت. ظننت أن كاظم عبدالحسين رجلا متكلفا في حديثه وجلوسه ولغة جسده، حسب الصورة المتخيلة في ذهني للوجهاء والبشر الأغنياء، غير أني فوجئت حين وجدته شخصية عفوية، متفائلة، طموحة، مهذبة، دافئة، حميمية، صادقة، أصيلة، حقيقية، تلغي المسافات الشاسعة بينك وبينها بسرعة، ولا تشعرك بفارق في العمر، أو المقام، أو أية ميزة اضافية حقيقية أو زائفة.كان يتحدث معنا ويوجه حديثه لي؛ وكأننا أصدقاء منذ سنوات طويلة. ترك ذلك اللقاء ذكرى لن تمحوها الأيام في ضميري، بالرغم من أني لم أتفاعل مع شريكه أحمد ملا رضا، الذي لم تكن لغةُ جسده وتعبيرات وجهه وكلماته الشحيحة، وطريقته البروتوكولية في التعامل جذابةً لي للوهلة الأولى.



    ▫أنا أنتمى الى الجيل الذي تخلص بأعجوبة من زنزانات صدام وحروبه المزمنة، وبالنسبة لي وجماعة من معارضي نظام صدام الفاشي من جنوب العراق والفرات الأوسط، لولا الملاذ الذي توفر لنا في الكويت، لأفنتنا آلة القتل والتعذيب الصدامية، لم يكن بوسعنا أن نصل الكويت عبر الحدود بجوازات سفر، لأننا كنا مطاردين من السلطة، فاضطررنا أن نأتي للكويت عام 1980 ليلا، هربنا نتخبط في الصحراء، عبر مسالك وطرق عشوائية فوضوية في الصحراء، تحملنا فيها سيارة حديثة "وانيت GMC"، كدسونا في حوضها المكشوف، ونحن 25 شخصا، كما السردين المعلب. أمضينا ليلة مرعبة، نكاد كل ساعة أن نسقط في فخ كمائن الشرطة الخافرة للمناطق الحدودية وما يتاخمها، لكن خبرة مغامرين ثلاثة من شباب البادية الجنوبية أنقذتنا، فقد كانوا يتناوبون على قيادة السيارة، فيجازفون في التخبط بالسير في ظلام الصحراء الحالك، دون إضاءة المصابيح الأمامية للعربة أو غيرها، ولولا مهارتهم في المراوغة والاختباء عن الشرطة التي أوشكت أن تصطادنا غير مرة، لسقطنا في الفخ، وأمسى مصيرنا في زنزانات اعدام صدام.



    ▫كنا غرباء في الكويت لا نمتلك أية وثيقة رسمية تمنحنا حق الإقامة، ما اضطرنا أن نلبث لسنوات في أقبية وبيوت عتيقة في مناطق شعبية، مثل: خيطان وجليب الشيوخ وصيهد العوازم والفروانية... وغيرها. أمضيت أكثر من سنة حتى حصلت على جواز سفر من سفارة دولة عربية، تكفلت رعاية المعارضة العراقية، ثم استطعت تأمين إقامة على هذا الجواز، حتى غادرت الكويت للمرة الأخيرة في الأيام الأخيرة من عام 1983، بعد أن مكثت فيها أربعة أعوام تقريبا.



    ▫لم يكن متاحا لي ولا لزملائي التواصل مع الكويتيين بيسر وسهولة، بحكم وضعنا السياسي الخاص، بوصفنا معارضين لنظام صدام، لكن منذ وصولنا ارتبطنا ببعض الشخصيات بعلاقة وثيقة، لعل عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا أنهم تضامنوا معنا تضامنا إنسانيا أخلاقيا، في ظروف بالغة الحرج والحساسية الأمنية والسياسية، لم تكن لنا أية علاقة سياسية بهؤلاء الأصدقاء، ذلك أننا غير معنيين بالشأن السياسي والأمني الكويتي، ولا تهمنا سياسة حكومة الكويت، كافة جهودنا مكرسة لتحرير بلدنا من نظام صدام الفاشي. منحنا الكثير من الثقة والاحترام والرعاية والدعم؛ الأخوة: كاظم عبدالحسين، فزاع الحسون، حسن حاجي، المرحوم محمد خضير "أبو مصعب"، حسن فالح.



    ▫لكن كاظم عبدالحسين كان ملاذنا في كل مأزق، أو أزمة، أو مهمة عاجلة ملحة، طالما بادر في مواقف كريمة، قبل أن يسمع منا سؤالا، أو طلبا لحاجة. العراقي بطبيعته فائق الحساسية، ينفر من الشخصيات اللامسؤولة أو الباردة أو البطيئة الاستجابة، وميزة كاظم عبدالحسين أنه يستبطن حدسا أخلاقيا وروحا رحمانية تكتشف آلام الآخر وتتوجع لما يعانيه، فيبادر لإسعافه وإغاثته. إنه لا يمنّ على شخص بإشارة أو قول أو فعل أو حركة تفسد إحسانه.



    ▫كاظم عبدالحسين وجيه محترم، يمتلك شبكة علاقات استثنائية بمراجع الشيعة في النجف وقم، ورجال الدين والخطباء في الحوزات الشيعية، ورجال الأعمال المعروفين في الكويت، يحظى بدعم وثقة كلّ من عاصرهم من المراجع، فهو وكيلهم ومعتمدهم الذي لم تتصدع ثقة أحد منهم به على طول حياته. مثلما يحظى بثقة معظم من يعرفه من الشيعة، بوصفه متطوعا للعمل الخيري والخدمة الاجتماعية.



    ▫لم تتوقف مبادرات وآثار حاج كاظم عند الكويت، بل توطنت مجتمعات أخرى، فهو يسهم في بناء مبرات الأيتام بلبنان، ويرعى "مؤسسة البلاغ" في طهران، ويدعم العمل الخيري والتعريف بالإسلام في افريقيا، ويتنقل على الدوام في بلدان عديدة، بحثا عن فرص لبناء مشاريع الخدمة الاجتماعية التي تتكفل تأمين متطلبات الناس الأساسية، وتوفير فرص مناسبة للتربية والتثقيف والإغاثة.



    ▫"دار التوحيد"، و "حملة التوحيد"، مشروعان رائدان يرمزان لبصمة الروح التطوعية لهذا الرجل الذي يبتهج بما يهبه للآخرين، ويجسّد الشخصية المثالية، لما شدّد عليه رسول الله (ص): "خير الناس من نفع الناس".



    ▫"دار التوحيد"، مؤسسة تهدف لنشر ثقافة إسلامية للناشئة والشباب، تعرّف بالإسلام، ومعتقداته، ومفاهيمه، وأحكامه، بأسلوب ميسر يفهمه الجميع، ويبتعد عن إثارة وترويج أي شكل من التعصبات الطائفية، وما يشي بكراهيات تكفيرية أو مغالية. بادر هو بمعية مجموعة من رجال الأعمال بتأسيسها عام 1974، ورصدوا لها ميزانية تؤمن نفقات التأليف والطباعة والنشر والتوزيع، على أن توزع إصداراتها مجانا. تتخذ إصداراتها شكل كراسات لا تتجاوز صفحاتها 100 صفحة في الغالب، تعاقب على إدارتها في الكويت: المرحوم داود العطار، حسن حاجي، عبدالجبار الرفاعي، عمار كاظم عبدالحسين.



    ▫تسلمتُ إدارة "دار التوحيد"سنة 1983 من الصديق حسن حاجي، الذي لبث يعمل لسنوات مديرا متطوعا لها، وقتئذ كنت بعمر 29 عاما، ولم تكن لدي خبرة متراكمة في إدارة المؤسسات ثقافية، غير أني وجدت التنظيم الذي أرسى تقاليده السيد داود العطار، وكرسه حسن حاجي، يتكفل تسييرا ذاتيا للدار وضبط إايقاع العمل فيها، بالرغم من غزارة إنتاجها يومذاك، وقلة فريق العمل فيها، فقد كانت توزع من كل كراسة بحدود 10000 - 20000 نسخة عبر البريد لمختلف بلدان العالم الإسلامي في آسيا وافريقيا. حدثني حاج كاظم أنه كان يرى مصابيح "دار التوحيد" مضاءة أحيانا خارج أوقات دوام فريق عملها، في منتصف الليل، ليكتشف لاحقا أن داود العطار يعمل ليلا مع بناته لإنجاز ما لم يستطع العاملون في الدار إنجازه لزحمة مهامهم وتنوعها.



    ▫حين كنت أدير اجتماعات مجلس أمناء "دار التوحيد" المؤلفة من نخبة رجال أعمال، أدركت أن "دار التوحيد" هي كاظم عبدالحسين، وكاظم عبدالحسين هو "دار التوحيد"، كل منهما يعبّر عن الآخر ويمثله. إنها مؤسسة مشبعة بأحلامه ورؤيته المشرقة المتبصرة، ومتطلعة الى ترسيخ ايمان يحرّر روح الإنسان من اغتصاب المعتقدات المتطرفة العنيفة، وبناء تدين أخلاقي إنساني، ينشد التسامي بإنسانية الإنسان.



    ▫كما أن "حملة التوحيد" لم تكن قافلة تقليدية لأداء مناسك الحج، مثلما هي قوافل الحج الأخرى، انما هي مشروع أغنى وأشمل وأرحب من ذلك، لا أتذكر أني تشرفت في موسم الحج ولم أحل ضيفا على "حملة التوحيد"،كان يبهرني فيها التنظيم في كل شيء، ومجموعة من الشباب الكويتيين المتدفقين حيوية؛ ممن يبادرون الى توفير كافة المتطلبات الضرورية والكمالية للحجاج، كل حسب المهمات الموكلة اليه. مع أن أولئك الشباب يفتقرون لمثل هذه الحيوية في بلدهم، ذلك أنهم يعتمدون في إعداد متطلبات حياتهم ومنازلهم على العدد الفائض من الخدم والخادمات، لكن تطوع كاظم عبدالحسين بالخدمة المجانية هو وأولاده، وتشديده على شعار يتلخص بقوله: "لا وقت للراحة، الراحة هي وقت العمل"، ورفضه الارتزاق من ريع "حملة التوحيد". كل ذلك عمل على إشادة فضاء تربوي روحاني أخلاقي في موسم الحج؛ يتدرب فيه الشباب على تعزيز روح المبادرة لخدمة الناس، والمسارعة للتسابق لفعل الخيرات.



    ▫مما يميز "حملة التوحيد" انها هي الوحيدة التي تفردت ببرنامج تثقيف ديني مختلف، يتولاه المرحوم السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان جسورا صريحا في دعوته لتحديث التفكير الديني، وتشديده على ضرورة إصلاح المؤسسة الدينية، والمنبر والشعائر الحسينية.كنت أحرص على الإصغاء لعظاته الدينية بعد الصلوات في "حملة التوحيد"، وأتعطش لنقده الجريء ودعوته الإصلاحية، واهتمامه ببناء علاقة ودية مع الشباب الحالمين بالتجديد أمثالي. لا يكفّ السيد فضل الله عن الثناء على حماسنا، والتفاؤل بما سيؤول اليه نمط التدين ومصائر عالم الإسلام لو تنامت مجالات النقد، واتسعت مساحة المنخرطين في الدعوة للإصلاح.



    ▫بالرغم من أن كاظم عبدالحسين يفتقر الى التكوين الأكاديمي والثقافي النظري، ولا يقرأ أو يتابع الإنتاج الفكري إلا أنه كان يتمتع بحس ثقافي، ورؤية إصلاحية، وإرادة يقظة للتغيير، وروح حرة، وعزيمة لا تتراجع، وإصرار لا يتراخى، ومثابرة لاتهدأ. فهو على الدوام ينحاز للإصلاح ولا يتردد في دعم أية محاولات للبناء الهادف، ويتضامن بشجاعة واصرار مع رواد الإصلاح في الحوزات الشيعية، ولا يكترث بما يثيره مناهضوهم من تهم وافتراءات ظالمة. هكذا كانت علاقة كاظم عبدالحسين بالمرجع السيد محمد باقر الصدر، الذي انتدبه وكيلا عاما له في الكويت، ومنحه ثقته التامة، وتعمقت علاقتهما بمرور الأيام، فقد حدثني الحاج كاظم انه ذهب بنفسه الى الشهيد الصدر، وقال له: سيدي لي اليك حاجة، أرجو أن تقضيها؟ فأجاب الشهيد الصدر: تفضل، قال الحاج كاظم: لدي أمنية أن أشتري لك داراً من أموالي الخاصة لا من الحقوق الشرعية "الخمس"، فتبسم الشهيد الصدر،ثم قال: اشتر؛ لكن بشرط أن تشتري دارا لكل طالب علوم دينية في النجف لا يملك داراً، وأنا أحد هؤلاء، يقول الحاج كاظم، فقلت له سيدنا: إن هذا الشرط غير مقدور!



    ▫وهكذا تواصلت مواقفه الكريمة مع المرجع السيد فضل الله، فقد وظّف كافة إمكاناته وعلاقاته وجهوده لرعاية مؤسساته الخيرية، وانبرى للدفاع عنه بشجاعة وصرامة، فرفض كل ما ألصقه به المزورون والمهرجون من اتهامات مبتذلة.

    ▫لم يكن كاظم عبدالحسين مليارديرا ولا مليونيرا عظيما، لكنه كان يمتلك تأثيرا معنويا كبيرا على جماعة من رجال الأعمال والتجار المعروفين في الكويت، كانوا يثقون به قدر ثقتهم بأنفسهم، ويضعون تحت تصرفه ما تتطلبه مشاريعه الخيرية من أموال.



    ▫لا تعرف اهتمامات أغلب رجال الأعمال والأغنياء الشيعة المتدينين في البلاد العربية إلا اعطاء الخمس للمراجع ووكلائهم، والإنفاق على الحسينيات ومتطلبات وطعام العزاء وقراء التعزية. ونادرا ما نجد أحدا من رجال الأعمال والأغنياء الشيعة في بلادنا من يبادر للاهتمام بالتنمية العلمية والثقافية ومؤسسات التربية والتعليم والثقافة، فيعمل على إنشاء جامعات أو مؤسسات فكرية أو مراكز أبحاث، أو ينفق على مطبوعات علمية وثقافية رصينة، أو يساهم بتمويل ما هو جاد منها. ولم نجد أحدا منهم يبادر لتأسيس جائزة على غرار جائزة الشاعر الإمارتي سلطان العويس، أو يتبنى مؤسسة ثقافية كمؤسسة عبدالحميد شومان في الأردن. أتذكر أني طالعت حوارا مع رجل الأعمال الاماراتي الشيعي مهدي التاجر نشرته مجلة "سوراقيا" التي كانت تصدر في لندن قبل نحو ثلاثين عاما، قال فيه انه "يمتلك خمسة مليارات دولار"، وان كنت أشك في امتلاكه لهذه الثروة وقتئذ، لكن المشهور أن مهدي التاجر كان مليارديرا، غير ان ذلك الملياردير لم يترك في عالمنا بصمة ثقافية تخلده، مثلما فعل مواطنه سلطان العويس، الذي صار الكبار من المبدعين العرب يفتخرون بتتويجهم جائزته الرائدة.



    ▫يبقى كاظم عبدالحسين علامة فارقة بين كل من أعرف من رجال الأعمال والتجار الشيعة المتدينين العرب، لأنه بذكائه الفطري أدرك الأهمية الكبرى للفكر مبكرا، فأسس دار التوحيد سنة 1974 وكفل تأمين تمويل اصداراتها عبر علاقاته الواسعة.



    رحم الله الصديق النبيل كاظم عبدالحسين، الضمير الأخلاقي والروح الرحمانية اليقظة التي تتألم لآلام الآخرين، والذي كرّس حياته لخدمة الناس وإسعادهم، وأدرك أن حقيقة "السعادة هي أن تسعد الآخرين". يظل المرحوم كاظم عبدالحسين ملهما لأخلاقيات الإيمان والصدق والإخلاص والأمانة والشجاعة والوضوح وعدم المراوغة. تعلمت منه شعارا طالما بعث طاقتي وقت التعب: "لا وقت للراحة، الراحة هي وقت العمل".



    http://www.almothaqaf.com/a/b5/931620







  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي















  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي


    تغمد الله روحه الطاهره واسكنه فسيح جناته - من زيارة سماحة المرجع الديني
    الشيخ اليعقوبي حيث تشرف بزيارة امير المؤمنين عليه السلام وتوجه لتقديم العزاء لذوي
    الفقيد نسأل الله تعالى ان ينال رحمة ورضوان مع الاتقياء والصالحين





  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي



    مقطع فلمي عن جميع مراحل الصلاة والتشييع والعزاء في فقيد العمل الخيري والرسالي
    الحاج كاظم عبدالحسين ، اعلى الله مقامه ..وحشره مع من تولاهم محمد واله الطيبين الطاهرين .





  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي



    العلامة المرجع فضل الله
    متحدثاً عن العبد الصالح
    ..ڪآظًم عٍبَدِآلُِحٍسين..













  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي



    الشيخ علي حسن غلوم

    وترجل فارس التـــوحيد

    ..ڪآظًم عٍبَدِآلُِحٍسين..





  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي



    الشيخ الصفار:
    الحاج
    ڪآظًم عٍبَدِ آلُِحٍسين
    نموذج العطاء





  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي




    الشيخ علـي حسن غلوم
    آَهٍ يَـــــــــــــــــــــــــاَ دَاَر
    دار الزهـــــــراء (ع) ..
    درة مشاريــــع الحجـي

    ڪآظًم عٍبَـــــدِ آلُِحٍسين





صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني