مسعود .. بملمسٍ ناعم وجلدٍ جديد ؟

بعد سنّي العنجهية والتعالي والعصيان والتلويح بالحرب والانفصال، وعند الاصطدام بواقع الاستفتاء المؤلم والرفض الإقليمي والدولي الواضح وتحركات الحكومة العراقية المدروسة بحنكة وبتنسيق امريكي وأقليمي ودخول كركوك المفاجىء من قبل قواتنا المسلحة بهدوء وتعقل وبدون صخب أعلامي .

نرى أن أحلام مسعود ذهبت أدراج الرياح ليكتشف وبذهول انهُ ليس سوى عصا لوح بها [العم سام] للحصول على ما كان يخطط له من خلال الضغط على حكومة بغداد بأوراق عدة ومن بينها هذه الورقة ورقة خلاف المركز والأقليم (والتي استغلها مسعود)
لصالحه ليتوهم انه الأبن المدلل لأمريكا متكئاً على علاقات غير معلنه ومشبوهه مع الإسرائيليين !

لكن ما أن عرف مسعود حجمه الطبيعي بعد أزمة الاستفتاء والخلاف الحاد بين الأحزاب السياسية داخل الأقليم وضياع وغياب شخصه تدريجياً من على الساحة السياسية وفقدانه لمفاتيح القرار السياسي بسبب توهمهُ نيل حلم الدولة الكردية،
عاد ليخلع جلباب العنجهية والخطب الرنانة والتكبر والتعالي ليرتدي ثوب المكر والدهاء عارضاً بضاعتهُ لمن يدفع أكثر في سوق الخلاف الشيعي وهو يرى التصارع والاختلاف بين أقطابه ليناور بما يملك من برلمانين فيعرضهم في سوق المكاسب كي يرجحون كفة التصويت لجهة وطرف على أخر ويكون بذلك سكيناً بيد أحدهم حتى ينقض على أخيه الاخر فيقتله في ضل صراع كسر العظم الواضح بين الأحزاب الشيعية ، مستغلاً هو وبدهاء الطرف الذي يقدم تنازل أكثر ليحقق ما عجز عن تحقيقه في مناسبات مضت كالمادة ١٤٠ ونسبة ال١٧% ونفط كركوك ورواتب البيشمركه وغيرها من طلبات .

ربما أختلف قليلاً مع من تناول هذه الزيارة بمحتوى فارغ من خلال الزي الذي يرتديه البارزاني والرسالة التي أراد إيصالها من خلال هذا الزي ، أو مع من أشكلْ على بعض الأطراف السياسية والتي كانت لها مواقف معروفة من البارزاني مستخدماً الزيارة لأغراض تسقيطية وحتى الذين اعلنوا الأعتراض على هذه الزيارة بسبب مواقف مسعود القومية والانفصالية .
اختلف مع هؤلاء جميعاً لان الزيارة خطره جداً وكل هذه التفاصيل لا تساوي شيئاً أمام السم الذي ربما ينفثه مسعود في الجسد الشيعي في حال نيله مبتغاه بالمكر والدهاء .

وما يدعوا للقلق والريبة هو أن مسعود ومن يخطط لهُ يعرف جيداً كيف يوجه الأعلام وكيف يجعل من زيارته لبغداد محل أهتمام كبير وأخشى من ان ينال مسعود مايصبوا اليه ؛ فمظهر التسابق على أستقبال مسعود ينبىء عن خطر قادم ،الفائز فيه (مسعود) بمقابل تقوية أحد أقطاب التحالف الشيعي على الآخر ويكون بذلك قد حصل على أمرين أولهما أضعاف الجبهة الشيعية وثانيهما نيل ما جاء من أجلهِ.
.
.
المقال كما نشر ...
على صفحات جريدة المساء الغراء
وجريدة الدستور العراقي الجديد
وجريدة الناصرية الألكترونية
وجريدة الناصرية .
http://www.nasiriaelc.com/2018/11/153311
ومواقع إلكترونية أخرى.