قامت جريدة في اوهايو بتحليل طلبات التعويض التي قدمها ضحايا من المدنيين المتضريين في العراق ضد جيش الولايات المتحدة، واكتشفت ان 75 % منها قد تم رفضه.
جريدة ديتون ديلي نيوز قالت ان تحليلها ل 4611 حالة - مئات منها تشتكي من سوء المعاملة والاضطهاد abuse- ضد اشخاص في الجيش الامريكي، اوضح ان ربع هذه الشكاوى فقط، نتج عنها دفع تعويضات.
وقد انتقد البنتاجون هذه النتيجة، واكد ان المعلومات المتاحة للمجلة ناقصة.
ونظراً لاستحالة رفع قضية ضد قوات التحالف، لا يستطيع العراقي المتضرر سوى طلب تعويض. ولكن الولايات المتحدة لا توافق على دفع اي تعويض ينتج عن مواجهة عسكرية. وهذا يشمل اطلاق النار من مواقع التفتيش في الطرقات على العربات المارة. وغيرها من الحوادث المتعلقة بالمدنيين.
بالنسبة لرجل يشتكي ان اخويه قتلا ووالديه جرحا خلال قصف في مارس 5 2003 ، كتب محامي الجيش ما يلي: "قوات التحالف اطلقت القذائف على اهداف مشروعة .. وهكذا كانت اسرتك في منطقة تم قصفها لهدف مشروع. ولذلك اصيبت بضرر مع الاسف."
قضية اخرى تعلقت برجل اطلق عليه الجنود النار من نقطة تفتيش وهو يذهب لجلب ابنته الصغيرة فاردوه قتيلاً. اسرته قدمت شكوى، وتم رفض هذه الحالة كذلك.
احد الضحايا، امير شلمان، قتل الامريكان اخوه. فقال للمجلة: "تغيرت افكارنا عن امريكا. صرنا نحقد عليهم. لو عاملونا كبشر، لما اطلقنا عليهم النار."
في يوم قتل اخيه، ترك الجنود 2000 دولار بجوار سرير الارملة. وقالوا انها لتعويض الاسرة عن تكاليف اجراء الدفن. اما طلب التعويض لمساعدة اطفال القتيل على اتمام التعليم، فقوبلت برفض قاطع.
مما سُمح للمجلة بالاطلاع عليه، كان هناك 437 طلب لتعويض في احوال قتل، و468 في احوال جروح خطرة. ولكن المجلة تؤكد انها لم تطلع سوى على غيض من فيض.
اكثر من الف حالة نتجت عن حوادث سير. وهي اعلى نسبة من احوال التضرر. حوالي 400 حالة تعلقت بتدمير محاصيل زراعية. واشجار.. او قتل ماشية. او تدمير موارد مائية.
متوسط ما يدفعه الامريكان لاسرة العراقي القتيل هو 3421 دولاراً. واحياناً كثيرة ، تم تقديم مبلغ تعاطف غير رسمي بحدود 2500 دولار.
78 % من الطلبات تتعلق باحداث تمت بعد نهاية المعارك في مايو 2، 2003 .
يقول مسئول رفيع المستوى في ادارة دفع التعويضات: ان المعلومات المتاحة للمجلة ناقصة. وان الولايات المتحدة دفعت خلال عام 2004 11 الف تعويض، ورفضت 3 الاف. ولكنه لا يعرف نسب الموافقة والرفض قبل يونيو الماضي.
واكد ان الولايات المتحدة دفعت حتى الساعة 8 ملايين دولار، منذ يوليو 2003. واعدت 10 ملايين لمساعدة ابناء الرافدين في التعامل مع خسائر الحرب العام المقبل.
اما سبب التاخير في الدفع، فهو المراجعة للتاكد ان المال سيذهب لمن يستحقه.

تعليق..
اكبر رقم في طلبات التعويض ينتج عن حوادث السيارات.. وما يعنيه هذا هو ان الامريكي لا يحترم قوانين المرور. وليس بالشيء اللطيف البتة ان تفاجيء وانت تذهب لعملك في الصباح بدبابة تسير عكس طريق السير مسرعة.. وتصدم بعربتك فتدمرها..
ولذلك قلنا لابد من خروج القوات الامريكية من المدن. ليس مكان الدبابة هو الشارع الذي يستخدمه الموظف للذهاب الى عمله في الصباح.
وكما لاحظ كاتب التقرير، احياناً كثيرة يتم تقديم تعويضات بحدود 2500 دولار بشكل غير رسمي. وهذا ربما اعتراف بالخطأ، ولكن رفض لتحمل المسئولية القانونية.
بشكل عام، اشعر ان مجموع التعويضات حتى الساعة، 8 ملايين دولار، قليل للغاية بالنسبة لما حدث من دمار في البلاد..
وعسى الا يحوج الله احداً من وطننا لاموالهم.
المحجوب.