النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي قرأت لك : الهنود قادمون

    يواجه الأوربيون مشكلة جديدة هذه الأيام يمكن تلخيصها بمسألة نقل الخدمات من أوروبا إلى الهند على غرار ما حصل عندما قررت شركات كبرى نقل معاملها الإنتاجية الضخمة إلى مناطق أقل كلفة على مستوى التصنيع والأيدي العاملة. الشيئ تالجديد في الأمر هو أن الهند أصبحت من المناطق الأكثر جباً للمؤسسات التي تفكر في توفير التكاليف الإدارية وغيرها من تكاليف الخدمات هذه المرة. وتتوقع كثير من الجهات الإحصائية المتخصصة أن ملايين الوظائف ستختفي في أوربا بسبب نقل إنتاج القطاع الإداري إلى الهند. هذه الظاهرة الإقتصادية الجديد أصبح يطلق عليها BPO أو عملية البحث عن مصادر الأعمال فيما وراء الحدود. حيث أصبح من الممكن لمؤسسات أو شركات تعمل في أميركا أو أوربا الإستعانة بمستخدمين هنود في الهند، كي يؤدوا الكثير من المهام الإدارية الهامة لها. ومن أهم هذه المهام، تطوير برامج الحواسيب، والبرمجة.

    من أهم الأمور التي جعلت الهند تكون في الصدارة

    يتخرج في الهند سنوياً مليونا إختصاصي في كافة المجالات من الجامعات والمعاهد الأكاديمية الهندية، حيث يشكل المهندسون وإختصاصيو الحاسوب من هؤلاء الخريجين ما يقارب 650 ألف شخص. ويعمل حالياً حوالي 800 ألف هندي في قطاع الخدمات الموجه إلى الخارج. ويقدر الوارد السنوي من هذا القطاع أربعة مليارات دولار ويتوع أن يرتفع الرقم إلى ستين مليار دولار سنة 2010. ويقارب معدل الراتب للإختصاصي الهندي في علوم الحاسبات ما يقارب عشر الراتب الذي يستلمه السويدي بنفس الإختصاص.

    تعتبر الشركات الهندية المتخصصة في الحواسيب من أهم الشركات العالمية حالياً، وتجدر الإشارة إلى أن مكتشفي الهوتميل وشذرة بنتيوم الإكترونية هم من الهنود.

    تشير الإحصائيات إلى نمو قطاع الخدمات الإدارية وقطاع الأعمال الهندي، حيث بدأنا نرى إنتشاراً لشركات تتخصص في خدماتقطاع الأعمال والتجارة، وتطوير المنتجات، وبحوث الأسواق، وتجارة الأوراق المالية، والإستثمار، والتأمين، والإتصالات، والتسويق. ويتوقع الأوربيون أن مليوني وظيفة سيفقدها الأوربيون في هذا القطاع لصالح زملائهم الهنود الأكفأ والأرخص سنة 2010.

    أمام هذا التقرير... أتساءل،
    هل سنستطيع أن ننطلق بقوة إلى المستقبل في العراق، مع ملاحظة حرفية العراقي، ومهارته، ومستوى تعليمه، أم أننا سنستمر في عملية الجدل السياسي، والتطاحن، دون الوصول إلى هدف، فيما نستمر نحرق الأخضر واليابس، وبالتالي إحراق أنفسنا.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    الحسيني غير متواجد حالياً مشرف واحة المضيف والتراث الشعبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    خير البلآد ما حملك
    المشاركات
    1,868

    Angry

    أمام هذا التقرير... أتساءل،
    هل سنستطيع أن ننطلق بقوة إلى المستقبل في العراق، مع ملاحظة حرفية العراقي، ومهارته، ومستوى تعليمه، أم أننا سنستمر في عملية الجدل السياسي، والتطاحن، دون الوصول إلى هدف، فيما نستمر نحرق الأخضر واليابس، وبالتالي إحراق أنفسنا.
    للأسف الشديد أ ُرجح الخيار الثاني لأمور عديدة ليس بخافية عليك أخي العقيلي


    [blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    على إعتبار اني عشت في الهند سنتين ودرست فيها .. سألخص بعض ما رأيته هناك ففيه بعض الفائدة .. في الهند ورغم الإنفجار السكاني الحقيقي .. والتفاوت الطبقي الكبير والصارخ .. فلا شئ من المواد الإستهلاكية الا وتجده متوفرا وبأنواع متعددة .. وليس هذا ما يلفت الإنتباه انما .. لا بضاعة اجنبة على الأطلاق .. وكل ما موجود إما صنع في الهند او زرع في الهند .. لقد ذهبت الى هناك وفي خاطري المثل العراقي " قابل انا هندي " فوجدت ان المفروض ان تنعكس الصورة تماما ويقال " قابل انا عربي " لأن الفرق او الهوة بيننا كبلدان عربية وليس كعراق وحده في التكنولوجيا والتقدم والتطور والخدمات شاسع ولايمكن ان يقارن .. يكفي ان اشير هنا الى ان دلهي بشقيها الجديدة والقديمة اكبر من بغداد ربما بعشر مرات مع ذلك فكل الخدمات متوفرة فيها ولاينقصها شئ .. وهناك نموذج في الهند ربما غير موجود خارجها الا نادرا وهو العمل اربع وعشرين ساعة .. فحتى في البناء ترى ورشة عمل تستمر اربع وعشرين ساعة بدون توقف وبوجبات عمال متلاحقة ..
    في الجامعات العربية يلقن الطالب العربي تلقينا محفوظات يؤديها في الإمتحان .. وتنمسح من ذاكرته بعد إسبوع منه .. والأنكى من ذلك ان مقررات الجامعة في بلداننا كما رأيت في جامعة بغداد ثم في جامعة دمشق تنطوي على معلومات ونظريات عفى عليها الزمن وباتت شيئا من التأريخ .. وأذكر ان مكتبة كلية الادارة والإقتصاد في بغداد كان فيها من مؤلفات عفلق والعيسمي والياس فرح فضلا عن كراسات صدام اكثر مما فيها من كتب الإختصاص .. اما الكتب العلمية فكانت فخا لإصطياد الطلاب ومعرفة ميولهم .. فمن يقرأ الكتب الماركسية على سبيل المثال لابد ان يكون شيوعيا لهذا يعزف الطلبة عن قراءة كتب مكتبة الكلية واستعارتها .. فضلا عن انها فقيرة اصلا .. اما مكتبة كلية الاقتصاد بجامعة دمشق فمكتبتي الشخصية اثرى منها .. لو قسنا هذا الامر بأني كنت الاحظ يوميا على رفوف الكتب الحديثة ما لا يقل عن ثلاثين كتابا صادرا حديثا من الكتب الغربية التي تتناول مختلف الإختصاصات .. فضلا عن مكتبة عامرة يذهل المشاهد امامها .. بكلمة أخرى ان الهند كانت تتابع آخر ما يكتبه العالم في مختلف العلوم وتستوعبه .. وتفتح امام طلابها مجالات البحث وتزودهم بوسائله ..
    ورغم تفشي الفساد المالي في دوائر الدولة .. الا ان هناك دولة ومؤسسات مستقلة عمن يحكم .. ومن يحكم لابد ان يأتي بطريق ديمقراطي عن طريق الإنتخابات .. مع كل ما يشوب الانتخابات من لعب خاصة في المناطق الريفية الا انه تبقى ديمقراطية حقيقية لا مجال للتزوير فيها ..
    هل يصبح العراق مثل الهند مثلا .. أشك في ذلك لأن لدينا سوسة تنخر في واقعنا وهي سوسة السياسة .. وهي عندنا تخرب كل شئ .. وتجعل الدولة مجرد اداة لها .. وما لم تعزل تأثيرات السياسة عن الدولة والمجتمع .. ويكون لدينا مجتمعا مدنيا حقيقيا يسود فيه القانون وتتحقق في المساواة والتكافؤ .. لا يمكن ان نخطو خطوة الى الأمام ..
    وهناك امر مهم جدا .. الهند بلد متعدد الاديان .. والهندوسية هي الدين السائد .. لكن الهند بلد علماني لا يحكمه دين الأغلبية .. والتعدد الديني والمذهبي معضلة حقيقية في بلداننا .. ومالم تُحل هذه المشكلة في بلداننا لن نتقدم خطوة واحدة الى الأمام ..
    الجدل السياسي سيستمر .. لأن الأمور عندنا غير محسومة .. ولأن هناك من يستخدم قوة الدولة لفرض رأيه وبرنامجه وسياسته .. على المجتمع كله .. هذا ما جرى في عهد البعث .. وهذا للأسف ما يجري بعد عهد البعث .. ومفتاح الحل بلا شك هو الديمقراطية الحقيقية خاصة وان العراق يمتلك من الامكانات البشرية والعلمية فضلا عن الثروات الطبيعية ما يجعله في مصاف الدول الغنية .. ولكن كيف للعراق ان يتقدم وإغتيال طاقاته العلمية يجري على قدم وساق .. وثرواته تنهب بالإحتلال والفساد الداخلي .. وهناك امر لا يمكن ان نغفله وهو ان العراق ممنوع كبلد عربي من التقدم .. ولابد ان تكون الفجوة بينه وبين " اسرائيل " سحيقة .. وهكذا نرى ان المسألة معقدة ومتشابكة .. وليس في الأفق أمل ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    [email protected]


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني