[align=center][glint]تقرير إخباري...[/glint]
السؤال الذي لم يجد إجابة لدى بوش أو كيري: متى ستخرج القوات الأمريكية من العراق؟ [/align]



بعد كل ما سبق من حديث حتى الآن في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية من جانب الرئيس جورج بوش او منافسه الديمقراطي جون كيري عن العراق، بقي سؤال أساسي لم يقدم أي منهما اجابة عنه وهو: كم سيستغرق الأمر بوش او كيري لإعادة القوات الأمريكية كلياً ونهائياً من العراق الى أمريكا؟

ورغم التعهد الصلب من المرشحين بهزيمة المسلحين المقاومين المناهضين للاحتلال وبناء قوة عراقية قادرة على الدفاع عن العراق ووضعه على طريق الديمقراطية إلا انه ما زال من غير الواضح ما الذي سيفعله كل منهما ما لم تتحقق هذه التعهدات والوعود بالكامل فهل ستنسحب القوات الأمريكية حتى إذا لم تسحق المقاومة؟ وهل ستكون القوات العراقية قادرة على الدفاع بفاعلية عن العراق؟ وإذا لم تشمل الانتخابات العراقية كل المناطق هل سيكون ذلك كافياً لايجاد حكومة عراقية مستقرة منتخبة؟

وثمة قضية أخرى لا يرغب أي من المرشحين في التطرق إليها وهي الأسباب الحقيقية التي تؤدي الى تصعيد العنف، لكن الفائز في الانتخابات سيجد نفسه على الأرجح مضطراً للتحدث بجدية عن هذه القضية إذا ما وصلت الأمور الى حد من التفاقم والتدهور لا يرجى معه أي أمل، الأمر الذي سيخلق رأياً عاماً أمريكياً ضاغطاً يحمل الرئيس الأمريكي الجديد على التفكير جدياً وبسرعة في سحب القوات الأمريكية او إعادة نشرها في العراق.

وقال جيمس ليندسي من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ان أي رئيس أمريكي لا يرغب في انتهاج سياسة اضرب واهرب لكنهم يدركون جيعاً انك إذا خسرت التأييد والدعم فقد تضطر الى عمل ما ترفضه.

ولدى إدارة بوش جواب جاهز دائماً للسؤال المتعلق بمدة بقاء القوات الأمريكية في العراق، فهي تردد باستمرار ان تلك القوات ستبقى ما دام ذلك ضرورياً لإنجاز مهمتها، لكن هذا الجواب مطاطي وفضفاض الى حد كبير. ويحدد ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي تلك المهمة بتشكيل حكومة عراقية منتخبة بطريقة ديمقراطية ومساعدة العراقيين في الوصول الى وضع يكونوا قادرين من خلاله على تحمل مسؤولياتهم الأمنية.

وتشهد أوساط إدارة بوش جدلاً وخلافاً حول أفضل السبل لضمان اجراء انتخابات حرة ناجحة في العراق في يناير/ كانون الثاني المقبل. إذ يقول وزير الدفاع دونالد رامسفيلد انه إذا تعذر الوصول الى بعض المحافظات والمناطق العراقية للانتخابات والاقتراع بسبب العنف وتدهور الوضع الأمني فإن اجراء الانتخابات الجزئية في المناطق الأخرى أفضل من لا شيء، في حين يقول وزير الخارجية كولن باول ان أي انتخابات عراقية لن تكون لها مصداقيتها وستفقد الثقة ما لم يشارك فيها العراقيون جميعاً.

وقالت باثشيبا كروكر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان حالة الفوضى في العراق عامة وشديدة ويمكن تأمين الحد الأدنى من المناخ اللازم للتصويت في الانتخابات من خلال تضافر الجهود لدمج عناصر ايجابية أمنياً وسياسياً وقد يؤدي الجو الذي يسود بعد الانتخابات الى تفكير امريكي جاد وعملي في البدء بسحب تدريجي للقوات الأمريكية.

وقال كيري انه سيعمل بصورة أفضل وأكبر للمساعدة في تحقيق الديمقراطية في العراق ومساعدة العراقيين في تحمل مسؤولية أمنهم وان جهود إدارة بوش بهذا الشأن لم تكن كافية وانه سيعمل على تأمين مساعدة دولية لتخفيف العبء عن الولايات المتحدة في العراق وان هدفه هو البدء في سحب القوات الأمريكية خلال ستة أشهر من وصوله الى البيت الأبيض واستكمال الانسحاب نهائياً في غضون اربعة أعوام.

وقال لورين ثومبسون من معهد ليكسنجتون للدراسات ان الفارق الذي يفرضه نفسه بحكم الواقع بينه بوش وكيري هو ان الأول ينزع الى التحرك والتصرف عملياً بحكم وجوده في السلطة في حين ان الثاني لا يملك غير التفكير والدراسة وان نجاح بوش في الوصول بالعراق الى وضع سياسي وأمني يساعد في بدء سحب القوات الأمريكية قد يحقق له رصيداً سياسياً كبيراً داخل الولايات المتحدة ويعزز الثقة فيه حتى في أوساط التيار المحافظ من الجمهوريين الذين يرغبون بشكل متزايد في الاسراع في الخروج المنظم والمنطقي من العراق.

ويقول توماس كيني استاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة جون هوبكنز ان توقيت سحب القوات الأمريكية من العراق قد لا يكون في بعض الأوقات والظروف بيد الرئيس الأمريكي.

(أ.ب)