صدام حسين رجل الدولة المفترى عليه

بقلم : ياسين الموصلي أستاذ جامعي ومؤرخ

قد يتفاجئ العراقيون للوهلة الأولى من العنوان ، ولكن قد نراه طبيعياً كعناوين لبعض المؤلفات التاريخية بعد عشرات السنين عندما يأتي البعض ليقيم فترة حكم الدكتاتور وبدوافع قومية أو طائفية أو فردية. فكما كتب البعض مثل هذا العنوان عن طواغيت مروا في سالف الزمان أمثال الحجاج ويزيد بن معاوية وغيرهم ، وبرروا لهم أفعالهم وجرائمهم ، فسنجد من يبرر لصدام جرائمه بدعوى أنَه كان رجل دولة يدافع عن الأمة ، وأن كل ما قام به من قتل الملايين من البشر من العراقيين وغيرهم كان في مصلحة الدولة والأمة ، وكل الذين قتلوا هم الخارجون عن إرادتها. وسنجد من يكتب عنه القصص والمواقف البطولية حتى يصبح خطأه صواب ليصبح المعصوم المختوم.

إنَ كتابة التاريخ أمانة ومسؤولية ، وحتى لا تترك الأجيال القادمة في غياهب التشوش والحيرة. ولكي لا يصبح المضحون من أجل الحق والعدالة خارجين عن القانون ، ولا يكون الطاغية وأعوانه يوماً ما أبطالاً عادلين. نقول علينا أن نعمل من أجل إبقاء الذاكرة العراقية حافظة لكل المآسي والآلام التي سببها النظام البائد وفق المنظور الآتي:-



1- تدوين الروايات الشفوية والتسجيلية ، وحفظ الوثائق في دور خاصة للأرشيف ، والتي تشمل ضحايا النظام والسجون والمعتقلات والجرائم والوقائع وكل ما له صلة بذلك.

2- الاهتمام بالمقابر الجماعية ، وتدوين أسماء الضحايا ، وتحويلها إلى نصب تذكارية ومزارات يتردد إليها أطفال المدارس وكل أبناء العراق والزائرين من الخارج حتى تبقى شاهدة على عصر الظلم والطغيان جيلاً بعد جيل.

3- تحويل قصور الطاغية وكل ما أراد أن يخلد به اسمه إلى أماكن ودوائر خدمية للشعب ، لأنها بنيت من دمائهم وجماجمهم.

4- التكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن من أجل بنائه ودفن الأحقاد والضغائن وكل ما أفرزه النظام البائد ، مع ضرورة تحقيق العدالة وإرجاع الحقوق للمظلومين.

5- تخليد القادة والمفكرين الذين ضحوا بأنفسهم في عهد النظام البائد، وتكريم أسرهم ، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تتناول أفكارهم ونضالهم.

[email protected]m



--------------------------------------------------------------------------------