الشعلان ينتحر سياسيا .. والسيستاني يشطب مستقبل علاوي !!

[نصير المهدي]

في خضم حمى الانتخابات .. اطلق الشعلان تصريحاته الصبيانية حول قائمة السيستاني .. وايران وسوريا .. التركيز على دور ايران وسوريا مطلب امريكي يقوم الشعلان فيه كما علاوي وغيره من اعضاء الحكومة التي نصبها الاحتلال بدور المترجم .. لهذا فسنترك الامر لأنه خارج سياق الموضوع .. هاجم الشعلان السيستاني وقائمته ووصفها بأنها ايرانية .. وتوعد بمواجهتها .. وسماها بالزحف الأسود .. وقال ان حرس الاحتلال سيقوم بمهمة التصدي لها .. تصريحات الشعلان تعكس عصبية وانفعال نابع من احساسه بأن مهمته قد وصلت الى نقطتها الاخيرة .. وسيحال على التقاعد .. ليلقى بعد ذلك مصيرا مجهولا .. فقد تتم تصفيته انتقاما لضحايا اجرامه خاصة في النجف ومدينة الصدر والفلوجة .. او يُفتح ملف فساده ونهبه .. وهو من المتميزين بالطمع والشراهة في هذا المجال .. او يقوم أهل ضحاياه الذين امر باطلاق النار عليهم يوم كان محافظا للديوانية بمقاضاته .. او على اقل تقدير سيعود الى لندن كسلفه علي علاوي .. لكنه يختلف عنه بأنه سيكون يوما ما مطلوبا في العراق ..
لم يكن للشعلان اي مستقبل لأن علاقته برئيسه علاقة جفوة وعداء قديم مستحكم مذ كان حازم الشعلان يعمل مع صلاح عمر العلي التكريتي في حركة الوفاق شريكا وخصما لأياد علاوي انتهى بالوفاق الى وفاقين احدهما ضم حازم الشعلان .. واياد علاوي اشترط في مناسبتين هما مؤتمر نيويورك ومؤتمر لندن عدم اشتراك حازم الشعلان كي يشارك هو .. وربما تخيل حازم الشعلان انه قد حقق نجاحا باهرا بحيث جعل الامريكان يفرضونه على اياد علاوي خصمه اللدود .. لكن استحقاق الانتخابات .. سيكشف وهم الشعلان .. الذي لم يجد الا غازي الياور ليضعه في قائمته .. مع ان الكتلة المستقلة بزعامة غسان العطية التي فاوضها غازي الياور على تشكيل قائمة انتخابية رفضت ضم الشعلان اليها .. فأضطر الياور الى قطع مفاوضته معها وإن لغف منها اسمها " عراقيون " .. وبما ان ناخبي الياور سيكونون على الاغلب من السنة .. والشعلان على قائمته .. وهذا ما يفسر بعض تصريحات الشعلان .. محاولة لكسب الاصوات بالعزف على بعض اوتار الإثارة التي كان يروج لها صدام حسين ونظامه ..
وقد يحلم الشعلان بأنه والتنسيق مع قوات الاحتلال سيقوم بإنقلاب عسكري على طريقة بكر صدقي ولهذا توعد بحرس الاحتلال قائمة السيستاني وأكد انه سيمنع مرشحها الاول حسين الشهرستاني من تولي اي منصب قيادي في الدولة العراقية ..
بدون هذا الحلم يبدو الشعلان وقد انتحر سياسيا .. وعبر عن هذا الانتحار بصورة جلية بتصريحاته الهوجاء .. والتي تنكر بها لأفضال اهل القائمة عليه يوم شكلوا له ستارا شرعيا لجرائمه التي ارتكبها في النجف ومدينة الصدر ..
ففما لا شك فيه ان قائمة السيستاني ستنال اغلبية الاصوات الشيعية .. ولن يبقى للشعلان وغيره شيئا .. والسنة لن ينتخبوا الشعلان حتى وان زكاه غازي الياور .. فهو وزير دفاع حكومة علاوي التي بطشت بالفلوجة .. وهو الذي يوجه حرس الاحتلال الذي تقدم قوات الاحتلال في اقتحام الفلوجة .. ولن يجد من ينسى له فعله هذا ..
أما رئيسه وخصمه اياد علاوي وأن مازال لم يتورط بمثل هذه المواقف والتصريحات .. الا ان مستقبله السياسي لن يكون بأفضل من وزيره .. وهذا ما نحاول تناوله في القسم التالي من الموضوع ..

[السيد الهاشمي]

ربما وجهة نظر صحيحه لكن امريكا لن تفرط في الشعلان وعلاوي لان برنامجها لم ينتهي بعد خصوصا اتجاه ايران وسوريا ولعل هناك مؤامره ما تطبخ على نار هادئه حاليا سنتشر فتيلها قريبا لتاكل وتحطم الاحلام والتخطيط المستقبلي وان من مصلحة امريكا ان يكون هناك عداء لعلاوي والشعلان حتى لايبقى لهم ملجى سوى الامريكان. حتى يبقون ينفذون الاوامر الامريكيه وان ورقتهم لم تنتهي بعد والذي سيتاهل للحكم هي ورقة شيعيه اسلاميه اصحاب لحى وعمائم..نحسبهم اخيارا وهم !!!!!!!!!!!!!!!!!................................. .....

[نصير المهدي]

سبقتني الاخ السيد الهاشمي الى واحدة من الاستنتاجات التي كنت سأصل اليها في الجزء المتعلق بعلاوي .. لنأتي الى الانتخابات .. او بالأحرى آلية الانتخابات .. وهي كما هو معلوم ستجرى على اساس القوائم الانتخابية والدائرة الواحدة .. لتنتج المحاصصة المقررة سلفا بين الشيعة والسنة والاكراد .. مع هامش تعديل ضئيل بين نسب المحاصصة في حال تغير اتجاهات الناخبين وتحولهم من الاصطفاف في التجمعات الثلاثة المحددة لهم .. كأن يصوت الشيعي لمن يراه مناسبا من السنة .. والعكس بالعكس .. واحتمال مثل هذا التحول غير وارد في الجانب الكردي .. وهذه المحاصصة بدورها ستلعب دورها في توجيه الناخبين في تحديد الاختيارات .. ومما لاشك فيه ان للمرجعية دورها الحاسم في حمل الشيعة العراقيين للتصويت للقائمة التي نالت تأييد المرجعية ونقصد هنا المؤسسة والإسم وليس بالضرورة المرجع نفسه .. وستلعب دعاية التحريض الطائفي والعمليات التي تستهدف الشيعة دون سواهم بصرف النظر عمن يقف وراءها دور العامل الاضافي في انطواء الشيعة على انفسهم وعلى قائمتهم .. بحيث سيكون من المستبعد جدا ان تنال اصوات الشيعة غير قائمة السيستاني او على ادنى تقدير تنال الغالبية العظمى والساحقة من اصواتهم ..
هنا سيتبادر الى الذهن سؤال .. ماذا سيكون مصير الشيعة الذين حملتهم امريكا معها منذ قبل الاحتلال وهيأتهم لتبوأ المراكز الاولى في الدولة لبناء مشروعها في العراق والمنطقة .. ومنهم على سبيل المثال علاوي والشعلان وغيرهما .. على اعتبار ان الجلبي قد ضمن موقعه ضمن قائمة المرجعية .. وبالتالي سيصعد مع صعودها .. ومما لا شك فيه في ظل ظروف التخندق الجارية في العراق فأن علاوي لن ينال اصواتا تذكر من اصوات الشيعة في حملته الانتخابية .. وقد ينتهي الى فشل ذريع .. او ربما سيفوز هو واسماء قليلة من قائمته بحيث لايشكل اي تأثير على تطور الوضع في العراق في المرحلة المقبلة .. ولن يزيد من حظوظه في اختراق قائمة المرجعية ابرازها لعضو الوفاق رجل الدين الشيعي حسين الصدر في قائمته .. لأن الناس بشكل عام لا تميل الى عمامة تقف وراء حاكم .. ولا يرونها جديرة بالإحترام .. والدور الذي لعبه حسين الصدر اثناء العدوان على النجف ومدينة الصدر قد يشكل عامل فشل لقائمة علاوي اكثر منه عامل نجاح ومن ثم سيقود الى نتائج عكسية مما يتوخى علاوي من وضعه على صدر قائمته .
إزاء هذا الواقع اين سيصبح المشروع الامريكي في العراق .. او بكلمة اخرى كيف يعالج المأزق الظاهري لهذا المشهد .. حيث سينهزم اصدقاء امريكا المخلصين .. او الاصليين .. ليتصدر السباق غيرهم ..
نجاح قائمة المرجعية سيجعل من قضية ما سماه الملك الاردني عبد الله بالهلال الشيعي .. مسألة واقعية .. ليس بالمعنى الذي ذهب اليه عبد الله بصرف النظر عن دوافع تصريحه .. ولكن بمعنى ان ايران ستكون على حدود " إسرائيل " من خلال هذا القوس الممتد من ايران الى سوريا ولبنان عبر العراق .. وهو امر حتى لو افترضنا جدلا ان امريكا ستقبل به فإنه مرفوض اسرائيليا .. وبشكل لا يقبل التأويل .. وكلنا يعرف دالة الكيان الصهيوني في السياسة الامريكية ..
ولسنا ممن يعتقدون بسذاجة بأن امريكا جاءت لتبني الديمقراطية في العراق .. فعلى الأقل ان لا احد من حلفاء امريكا في المنطقة قد خطا قيد انملة نحو الديمقراطية بعد غزو العراق وشعارات بوش عن بناء الديمقراطية .. تونس جدد حاكمها عقد عمله للمرة الرابعة او الخامسة .. مبارك يستعد للتمديد في العام القادم ومازال يرفض حتى تعيين نائب له لان تعيين النائب قد يذكره بالفناء والموت .. دول الخليج بقيت على حالها كما كان قبل الاحتلال .. وامريكا ترفع شعار الديمقراطية في وجه اعدائها فحسب .. وهي نفسها التي اقامت بعد غزو العراق الديمقراطي اوثق العلاقات مع نظام القذافي الذي لايختلف مع نظام صدام الا بالنسبة ..
كما ان امريكا لم تأت الى العراق كي ترحل .. لأن رحيلها هزيمة منكرة لها .. ولم تقدم حتى الان مائتي مليار دولار ومئات ان لم يكن الآف القتلى واضعافهم من الجرحى ثمنا لرحلة سياحية في العراق ..
ولن تكتفي بمسألة اقامة قواعد ونهب نفط وما الى ذلك .. بل لديها مشروع اعادة صياغة المنطقة انطلاقا من العراق .. وحكومة ما بعد الانتخابات يجب ان تكون اداة امريكا في تنفيذ سياساتها .. والا ستكون الانتخابات وبالا عليها وهذا مستبعد ..
كيف ستحل امريكا هذا المأزق .. بالتزوير مثلا او بإحداث انقلاب عسكري وبذلك ستوجه ضربه ماحقة الى مصداقيتها دوليا وفي المنطقة وتضيف الى اعدائها رصيدا جديدا ..
ام انها استطاعت ترتيب الوضع بحيث لن يصل الى الفوز الا من اختارته هي سلفا .. بكلمة اخرى انها استغنت عن اصدقائها القدامى .. لمصلحة اصدقائها الجدد .. هذا ما سنراه في نتائج الانتخابات .. لنعرف من ستعتمد امريكا في المرحلة القادمة ..

[مرج البحرين]

تحليل جميل وهو يدعم وجهة نظر المرجعية الداعية للمشاركة في الانتخابات...