حكاية (8) معدومين في انتفاضة زوار الاربعينية عام 1977
[align=justify]ما بين (سري وشخصي) و(سري للغاية) نظام البعث كان يلاحق حتى المعدومين في قبورهم حكاية (8) معدومين في انتفاضة زوار الاربعينية عام 1977
بغداد - المؤتمر :
مازال الشعب العراقي يراقب باعصاب مشدودة محاكمة صدام واعوانه في قضية الدجيل، وفي الوقت الذي يرى فيه عموم العراقيين ان اعتراف صدام بانه هو صدام حسين وليس غيره كاف لتجريمه ، نسعى بنشر هذه الوثائق الى اعطاء صورة عن طبيعة المحاكمات الصورية التي كان يقوم بها ازلام صدام خلال العقود الثلاثين من حكمه وكيف كان الاعدام يطوق الاعناق لمجرد الاتهام.. هذا الامر الذي يجعل تساؤل العراقيين في مكانه الطبيعي.. لقد كانت الاحكام تصدر في غرف مظلمة ، وليس من صوت لمحام ولا حتى لمتهم يدافع فيه عن نفسه ليس سوى صوت واحد هو صوت القاضي (الحاكم) هذا الصوت الذي يعلو لكي يسمعه (الحاكم المطلق المستبد) لهذا ليس غريبا تعديل الاحكام من سجن مؤبد الى اعدام ، فرضى الحاكم لايدرك الا بحجم وسعة انهار الدم المراق، وكلما كان القاضي اكثر اجراما وابتعادا عن الانسانية كان اقرب الى قلب الحاكم الدموي.ملفات قتل هي كل مخلفات النظام البعثي الدموي، ملفات تتقابل فيها الذئاب مع الحملان، بالاسماء والتواريخ والاحداث التفصيلية والمحاكمات التي لا تزيد ولا تنقص في حكم صادر قبل الاعتقال ملفات ام حكايات انها رواية موثقة لسنوات المحنة العراقية ربما ستفتح بابا واسعا امام من استوت عنده الانوار والظلم، وهذا ما نأمله من نشرها، في حين انها تمثل للعراقيين حكايات ابنائهم الذين اختفوا مع حركة عجلات سيارات الامن في شوارع مازالت تحن لاقدامهم.
كشفت وثائق صادرة من (وزارة الداخلية) للنظام الصدامي المخلوع عن ان جهازه الامني كان يستهين بكل المعايير السياسية والاجتماعية والدينية - الخ - في تعامله مع (مواطنيه).
وتتمحور الوثائق، التي تعود الى سبعينيات القرن الماضي، حول من اعدمتهم (المحكمة الخاصة) التي شكلها صدام حسين عقب (انتفاضة صفر) عام 1977. الغريب ان اولى هذه الوثائق، التي حصلت (المؤتمر) على نسخها الاصلية، تبين ان الجهاز الامني قد طلب (اهم المعلومات) عن هؤلاء المعدومين، وعددهم ثمانية، بعد اعدامهم لا قبل محاكمتهم!!!
ففي مطلع تشرين الاول (اكتوبر) 1977 كتب (مدير امن محافظة النجف) الى (السيد العام) - اي (مدير الامن العام - يقول (في ادناه اسماء المجرمين الذين اعدموا في احداث الشغب في النجف ابان زيارة الاربعين لعام 1977 واهم المعلومات عنهم). ويتضح من هذا الذي (في ادناه) ان ثمة مفارقة عجيبة سياسيا بين التهمة التي اسندت الى معظم المعدومين وبين (الآيديولوجية) التي كان يعتنقها كل واحد منهم.
اذ ان المعدوم الاول (م. س. ج. ب) هو (نصير في صفوف الحزب القائد) والمعدوم الثاني (ع. هـ. ح. ع) هو (شيوعي) والمعدوم الثالث (ص. ر. س. أ) كان (يتعاطف مع الشيوعيين)!!.. اما المعدومون الرابع (يوسف ستار عبد الحسن الاسدي) والخامس (ناجح محمد كريم المشهداني) والسادس (غازي جودي محمد خوير) والسابع (كامل ناجي مالو الخالدي) فكل واحد منهم (مستقل)!!.. في حين ان الاستثناء الوحيد - من هذه المفارقة - هو المعدوم الثامن (وهاب عزيز حميد الطالقاني) كونه (من عناصر حزب الدعوة) حيث (سبق واوقف... لهذا السبب) فضلا على انه كان (يلتزم المناسبات الدينية).
واذا كان الذي قيل عن المعدومين السبعة، الاوائل، يظهر استهانة جهاز امن صدام بالمعيار السياسي، الآيديولوجي، فإن ما قيل عن المعدوم الثامن، الاخير، كان يظهر استهانة ذلك الجهاز بالمعيار الديني، العقائدي، ايضا. وهذه الاستهانة، الثانية، اذ تظهر في ما قاله (مدير امن محافظة النجف) عن (وهاب عزيز حميد الطالقاني) فإنها تظهر كذلك في ما قاله عن المعدومين الآخرين، السبعة، متزامنة معها استهانة بالمعيار الاجتماعي، السلوكي، واضحة. فبحسب هذه الوثيقة، هذه المطالعة (الموجهة الى السيد العام)، ان معظم المعدومين الثمانية ذوو التزامات دينية ومواقع اجتماعية.. محمد سعيد جواد البلاغي وافراد عائلته (موقعهم الاجتماعي جيد).. عباس هادي حسين عجينة (موقعه الاجتماعي معروف كعائلة في الوسط الاجتماعي).. صاحب رحيم سماوي ابو كلل وشقيقاه (موقعهم الاجتماعي كعائلة - البو كلل - مؤثر في الوسط النجفي).. يوسف ستار عبد الحسن الاسدي (موقعه الاجتماعي معروف من خلال التزامه القضايا الدينية).. كامل ناجي مالو الخالدي (موقعه الاجتماعي من خلال والده جيد)..
ويبدو ان الالتزام الديني والموقع الاجتماعي اللذين يتمتع بهما كل واحد من هؤلاء المعدومين قد اقلق (السيد العام) فكتب الى (النقيب نوري) وسط المطالعة، حال ما وصلته، هامشا جد (مستعجل).. قال فيه (لاعلامنا عن كيفية التحرك على عوائل المذكورين والطريقة التي يجب اتباعها في التحرك عليهم كمساعدتهم او الالتفات الى قضاياهم الخاصة واعداد دراسة بذلك).. ثم ان (النقيب نوري) - وهو (ضابط المكتب الخامس) - ما لبث ان بدأ في (اعداد دراسة بذلك) فقدم عريضة الى (الشعبة الخامسة) - عنها - وهذه بدورها قدمت خطوطه العريضة الى (الشؤون السياسية)..
من هنا، لكي تكون الخطوط دراسة، ارسلت (مديرية الامن العامة) في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) 1977 الى (مديرية امن محافظة النجف) كتابا لطلب (معلومات) راجية فيه منها (بيان ما يلي بالسرعة الممكنة).. تضمن هذا الـ (ما يلي) خمسة بيانات: اسماء اشقاء المعدومين واعمالهم وكذلك ذويهم/ المعلومات المتوفرة عن سيرة وميول وعلاقات المذكورين ووضعهم المادي / تشخيص العناصر التي يخشى منها ان تستغل للاخلال بالأمن / الموقف العائلي الحالي لعوائل المعدومين وذويهم من السلطة / الاسلوب الافضل للتحرك لكسب المذكورين وتشخيص من يمكن الاستفادة منه.. بعد خمسة ايام، تحديدا في الخامس عشر من الشهر نفسه، زودت (مديرية امن محافظة النجف) امها (مديرية الامن العامة) بـ (المعلومات المتوفرة عن موضوعي البحث) وهي (معلومات) تكشف عن استهانة الجهاز الامني الصدامي بالمعيار الاخلاقي، العرفي، عند تعامله مع آباء المعدومين واشقائهم.
فثمة اطمئنان الى ذوي الاخلاق والعلاقات السيئة وخشية من ذوي الاخلاق والعلاقات الجيدة.. ان (ف)، شقيق المعدوم (ص. ر. س. أ)، لان (اخلاقه سيئة كونه يحتسي الخمر بكثرة وعلاقته في المجتمع غير جيدة) فهو (لا يخشى منه على الامن).. لكن (صباح)، شقيق المعدوم (وهاب عزيز حميد الطالقاني)، لان (اخلاقه جيدة) و(علاقته في المجتمع جيدة) يجب ان (يخشى منه على الامن).. كذلك عزيز، شقيق المعدوم (ناجح محمد كريم المشهداني)، و(رضا)، شقيق المعدوم (يوسف ستار عبد الحسين الاسدي)، و(سعيد)، ابو المعدوم (محمد سعيد جواد البلاغي)، و(ناجي)، ابو المعدوم (كامل ناجي مالو الخالدي)، وسواهم.. اذ ان كل واحد منهم (اخلاقه جيدة) و(علاقته في المجتمع جيدة) لذا (يخشى منه على الامن)!!!
غير ان خشية الجهاز الامني الصدامي من آباء المعدومين واشقائهم لا يقتصر سببها على ما يتمتعون به من اخلاق وعلاقات جيدة، وان كانت السبب الاكبر، بل ثمة اسباب اخرى.. ان (صباح)، شقيق المعدوم (وهاب عزيز حميد الطالقاني)، انما (يخشى منه على الامن كون الناس يعتبرونه بديل اخيه).. و(سعيد)، والد المعدوم (محمد سعيد جواد البلاغي)، انما (يخشى منه على الامن) لانه (ذو تأثير كونه محترم - كذا - في المنطقة).. اما (ناجي)، والد المعدوم (كامل ناجي مالو الخالدي)، فـ (يخشى منه على الامن) كونه (يتردد على قبور المجرمين)!!! هذا فضلا على ان كل واحد من اغلب آباء المعدومين واشقائهم (موقفه من السلطة معادي) بحيث (لا يمكن الاستفادة منه) على الرغم من ان البعض منهم (وضعه المادي غير جيد) او (وضعه المادي متوسط) او (وضعه المادي فقير)..
هذه الـ (معلومات)، وغيرها، تسلمها (ضابط المكتب الخامس) فاعتمدها منتهيا في التاسع عشر من تشرين الاول (اكتوبر) 1977 الى (اعداد دراسة بذلك) يستهلها بقوله (اجري التحقيق بواسطة مديرية امن النجف عن عوائل المعدومين بحوادث الشغب الاخيرة للوقوف على اوضاعهم وتحركاتهم).. وقد (استوضح من خلال ذلك) عدة امور اجملها في ثماني فقرات لا يمكن الا ادخالها في عداد الذي هو (شر البلية ما يضحك).. اذ تؤشر الفقرة الاولى عدم ثقة (مديرية الامن العامة) بـ (مديرية امن محافظة النجف) حيث كانت المديرية الثانية قد قالت عن (ف)، شقيق المعدوم (ص. ر. س. أ)، بأنه (لا يخشى منه على الامن)، لان (اخلاقه سيئة كونه يحتسي الخمر بكثرة وعلاقته في المجتمع غير جيدة)، فاذا بالمديرية الاولى تقول عنه (يخشى منه القيام بأعمال غايتها الاخلال في الامن)!!.. في حين تشي الفقرة الثانية عما يتملك الجهاز الامني الصدامي من حذر شديد ازاء ذوي المعدومين بما فيهم بعض الذين ادعت (مديرية امن محافظة النجف) استعدادهم للتعاون معها .. ففي الوقت الذي تقول هذه المديرية (يخشى منه على الامن كون الناس يعتبرونه بديل اخيه) و (موقفه من السلطة معادي) ، يقول (ضابط المكتب الخامس) عن (صباح)، شقيق المعدوم (وهاب عزيز حميد الطالقاني) انه (ابدى استعداده للتعاون ولا يمكن الوثوق به) راجيا (الموافقة على احضاره بصفة متعاون وتحديد لقاء له بأحد مسؤولي - كذا - هذه الدائرة لتوجيهه وتحذيره حيث ان ذلك سيكون له تأثير على نفسيته لضمان احكام السيطرة عليه)!! .. سلاح الـ (تأثير على نفسيته) سوف يكرر (ضابط المكتب الخامس) مطالبته به في فقرات لاحقة.. اولاها الفقرة الثالثة المتعلقة بـ (عزيز)، شقيق المعدوم (ناجح محمد كريم المشهداني)، حيث يرجو فيها (الموافقة على تحديد لقاء معه بواسطة امن النجف لتوجيهه وتحذيره وكسبه والتأثير على نفسيته للحد من نشاطه وتحركه ان فكر في ذلك).. ثم الفقرة الرابعة المتعلقة بكل من (علي) و (عبدالله) و (رضا) ، اشقاء المعدوم (يوسف ستار عبدالحسين الاسدي) ، وفيها يرجو (الموافقة على تحديد لقاء بهما - كذا - بواسطة امن النجف لمحاولة كسبهم وتحذيرهم وتوجيههم بغية التأثير على وضعهم النفسي والحد من سوء نواياهم ان فكروا بذلك).. وفي الفقرة الخامسة المتعلقة بـ (سعيد) والد المعدوم (محمد سعيد جواد البلاغي) وشقيقه (قيس) يرجو (الموافقة على تحديد لقاء معهما بواسطة امن النجف للغرض المذكور اعلاه)!!.. وثمة سلاح اخر ، غير(التأثير على النفسية )، يطالب (ضابط المكتب الخامس) به هو السلاح الابتزازي.. ففي الفقرة السادسة المتعلقة بـ (ناجي) ، والد المعدوم (كامل ناجي مالو الخالدي) ، يقول انه (كان .. ينقل بعض العناصر المشبوهة الى مقبرة النجف)، ثم (تم استدعاءه - كذا - وتعهد بالمحافظة على الامن والنظام وفعلا لم يبدر منه شيء يستوجب الذكر) لهذا يرى ان (من الضروري زيارته لكسب وده اكثر وتحقيق ذلك في مكتبه بالنجف)..
ما ورد في هذه الفقرات الثماني من (معلومات) سلمها (ضابط المكتب الخامس) الى (مدير الشعبة الخامسة) الذي كتب الى (مدير الشؤون السياسية) راجيا منه (التفضل بالاطلاع والموافقة على ما جاء بالمقترحات الواردة في الفقرات (1، 2، 3، 4، 7، 8) من الدراسة المقدمة من قبل امن النجف وبناء على طلبنا، حيث سبق واوعز السيد العام لاعداد هذه الدراسة بقصد احتضان ذوي المعدومين).. ثم اعلمه (ان موضوعي بحث الفقرتين (5، 6) لايمكن الاستفادة منهما في الوقت الحاضر).. اما (موضوع بحث الفقرة (6) ناجي مالو فقد سبق وان استدعي الى هذه الدائرة بناء على ورود معلومات عنه اشارت في حينها الى تحريضه الى قيام - كذا - التكتلات والتجمعات في المقبرة كل يوم خميس).. واضاف (سيتم التحرك باتجاه موضوع بحث الفقرة (5) (سعيد جواد) في وقت لاحق ).. وخلص الى (ان ناجي مالو ابدى استعداده للحفاظ على الامن والنظام)!!.. بدوره كتب (مدير الشؤون السياسية) الى (السيد العام) راجيا اياه (للتفضل بالاطلاع على الدراسة التي تقدمت بها مديرية امن النجف عن عوائل المعدومين بحوادث الشغب للوقوف على اوضاعهم وتحركاتهم واحتضان العناصر التي تبدي تعاونها مع السلطة)!!.. اما (السيد العام) فقال - اخيرا - ان (لا مانع من الاستفادة من العناصر الجيدة بأي اسلوب ومراقبة العناصر السيئة )!!!
وفي التاسع والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) 1977 كتبت (مديرية الامن العامة) الى (مديرية امن محافظة النجف) تقول (كتابكم/ 1759 في 15/ 10/ 1977 نرفق بطيه مذكرة مرفوعة بخصوص الموضوع راجين تنفيذ هامش السيد العام المشار عليها واعلامنا باجراءاتكم).. و (هامش السيد العام/ المشار عليها) هو - كما ذكرناه انفا - قوله (لا مانع من الاستفادة من العناصر الجيدة بأي اسلوب ومراقبة العناصر السيئة ).. وقد كتب (مدير امن النجف) على كتاب (مديرية الامن العامة) هامشا تحت بند (مهم) يقول (يؤشر ذلك في الاضابير الخاصة بجميع الاسماء الواردة ويفتح - قيد - لمن ليس له قيد منهم)..
لكن هذه القضية لم تنته عند هذا الحد.. اذ ان (مديرية امن محافظة النجف) كانت في الثاني والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) 1977 قد ارسلت الى (مديرية الامن العامة) كتابا موضوعه (معلومات).. يقول (وردتنا معلومات تفيد بأن ذوي المعدومين بحوادث الشغب التي حدثت في الاونة الاخيرة اخذوا يشكلون تكتلا ويجمعون حولهم / اخرين/ لدفعهم في بث الروح الطائفية ويدعوهم في - كذا - التمسك بـ ((العادات الحسينية)) حسب تعبيرهم) .. وتضيف (انهم يجتمعون بالاجماع في احد البيوت التي يحددونها وتقوم بنقلهم السيارة المرقمة 111/ مثنى سائقها المدعو صاحب الخاقاني - يسكن النجف حي الحسين نوع (او. ام) وان المدعو صاحب تبرع بنقلهم بدون اجرة حسب ادعائه الى كربلاء في كل ليلة جمعة والى السهلة في يوم الثلاثاء).. ثم تختم (انهم سوف يقومون بحفل تأبيني في الايام القليلة القادمة على ارواح المعدومين ويكون مكان الحفل في بيت المعدوم يوسف ستار الاسدي في محلة البراق)..
لقد ارسلت (مديرية امن محافظة النجف) من كتابها هذا نسختين الى معاونيتي (امن السراي) و (امن الجديدة) وذلك (لوضع المذكورين تحت المراقبة السرية وكذلك دار يوسف ستار الاسدي والتحرك على هذه العناصر لكسبها للعمل الامني).. اما (اهم العناصر النشطة من هؤلاء ) فكانوا: عزيز محمد كريم المشهداني - مكي ناجي مالو - عباس سدر - قيس سعيد البلاغي - عبدالرسول البلاغي - احمد حسن الكهنجي - علي حسن الكهنجي - صادق الخاقاني - صباح عبدالعزيز الطالقاني - صباح سعد راضي.. وواضح، هنا، ان ضمن هؤلاء الملاحقين الثمانية اربعة ، ملاحقين، هم اشقاء لاربعة من اولئك الذين اعدمهم نظام البعث في العراق عقب انتفاضة (صفر) عام 1977...
واذ وصل كتاب (مديرية امن محافظة النجف) الى (مديرية الامن العامة) ارسلت هذه الثانية في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1977 كتابا الى الاولى تقول لها فيه (كتابكم س / 1791 في 22/ 10/ 1977 يرجى ملاحظة كتابنا 43602 في 29/ 10/ 1977 واعلامنا).. وكان هذا الكتاب - 43602 في 29/ 10/ 1977 - قد جاء فيه (نرفق بطيه صورة مذكرة مرفوعة بخصوص الموضوع راجين تنفيذ هامش السيد العام المشار عليها).. فيما كان (هامش السيد العام المشار عليها) هو (لا مانع من الاستفادة من العناصر الجيدة بأي اسلوب ومراقبة العناصر السيئة ).. وهذا ما يعني انه كان على (مديرية امن محافظة النجف) ان تظل تلاحق المعدومين حتى في قبورهم!!![/align]