الطابور الخامس فى الاتجاه المعاكس!
من حسنات ذلك البرنامج أنه يعتبر مصيدة فئران للعملاء والخونة ... فمن خلاله تخلع الأقنعة عن وجوههم الكالحة وهم يعرضون أطروحات تنصب عليهم بسببها اللعنات من مختلف القارات ... انهم يكشفون أوراقهم ويظهرون خستهم ونذالتهم ولكنهم من حيث لا يشعرون يزيدون الناس فهما و وعيا بما يراد لهذه الأمة الجريحة فتبصر طريقها وترصد أعداءها ... وفى كل مرة يدخلون حلبة المناظرة يبرزون غباءهم باختيار الاتجاه المعاكس لارادة الشعوب و يخسرون الرهان حين تعلن نتيجة التصويت ... انهم لا يستحون حين يضعون أنفسهم فى صف الأعداء معلنين بلسان الحال والمقال أنهم الطابور الخامس ... انهم يريدون اقناعنا بأن أمريكا ليست سوى فاعلة خير أرادت رفع الظلم عن الشعب العراقى باسقاط نظامه ويتغافلون عن القواعد العسكرية الضخمة التى أنشئت على أرض العراق ... انهم لا يأبهون بخسران الدنيا والاخرة ولعنة الشعوب والتاريخ ... انهم لا يستنكفون أن يكونوا أبواقا تردد ما يمليه عليهم المحتلون ... بل اننا نراهم فى دفاعهم عن الباطل أشد تحمسا من المحتلين أنفسهم !
العالم كله يقف مذهولا وهو يرى المقاومة تمرغ أنف قوات الاحتلال فى الأوحال ... وقادة العدو يعترفون بشراسة المقاومة ويستدعون المزيد من القوات وهؤلاء السفهاء يرددون فى بلاهة وبلادة : ليس هناك مقاومة انها عصابات ذبح !!! ... العالم كله يرى انتهاك حقوق الانسان بتعذيب الأبرياء فى السجون و اجرام ووحشية قوات الاحتلال فى قصف المدنيين بالأسلحة المحرمة دوليا وهم لا يرون الا سكين الزرقاوى التى تذبح عملاء الاحتلال ومرتزقته ... العالم كله يرى الخراب والدمار الذى ألحقه الصليبيون الجدد بمختلف مدن وقرى العراق وهم يرون أن ( الارهابيين ! ) يروعون الامنين و يستهدفون البنية التحتية ويعيقون عملية اعادة الاعمار !!!
الأمة كلها تدعو الله أن أن يذل الأمريكان و ينصر المجاهدين وهم يطبلون لمؤتمر الخزى الذى يشرعن وجود المحتلين ... الأمة كلها تعلن غضبها من استكانة الحكام لأوامر الأمريكان وهم يرون أنه ليس فى الامكان أفضل مما كان ... الأمة كلها ترى حكومة العميل الذى يفتخر بعمالته علاوى دمية فى أيدى الأمريكان وهم يعتبرونها حكومة شرعية تعترف بها الأمم المتحدة ... الأمة كلها ترى أن مجلس الأمن لعبة فى أيدى الأمريكان و لا تطبق قراراته الا علينا ويضرب بها عرض الحائط فيما عدا ذلك وهم يتكلمون عن الشرعية الدولية وكسب الرأى العام العالمى !!! ... الأمة كلها ترى أن المقاومة قد فرضت وجودها بسلاحها و أخذت زمام المبادرة وزادت من عدد عملياتها و حدة ضرباتها وهم يحذرون من قوة أمريكا ومن بطش ( قوات التحالف المهترئ ) ... الأمة كلها ترى الفلوجة رمزا للصمود للعزة والكرامة وهم يرونها مدينة مارقة تؤوى الارهابيين والمتمردين ...
انهم لا يرون بديلا للركوع والخنوع والخضوع للهيمنة الأمريكية ويعتبرون ذلك تحكيما للعقل وحكمة بالغة ... بل ان البعض من رموز الطابور الخامس كان يرفع عقيرته مطالبا الأمة أن تتوسل لأمريكا كى تعفو عنا وترحمنا وتوقف زحفها وهجومها على العراق ... فأين هؤلاء ممن تركوا الفراش الوثير ورخاء العيش و بادروا الى دخول العراق حتى يقاوموا الاحتلال الصليبى ؟ ... ثم بعد ذلك يلمزون المطوعين من المجاهدين ويسمونهم ( العصابات الارهابية ) ... هل يظنون أن الناس لا تملك عقولا تستطيع أن تميز بها بين المجاهدين الصادقين وبين المعوقين المثبطين ؟ ( أم حسب الذين فى قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) ... انهم ليسوا الا حشرات ضارة وجراثيم تحمل سمومها و نبتة شيطانية خبيثة ... ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )
