الفرزدق
اسمه همام بن غالب بن صعصعة وينتهي نسبه الى قبيلة تميم كان عالي الصدر اذا هجا أحدا لم يعد ليمدحه مرة ثانية وابوه من اشراف وكبار رجال قبيلة تميم وكان موالياً لإهل البيت عليهم السلام ،إلاّ انه مدح أيضا بعض رجالات الأمويين ولم يبلغ تشيعه وميلهُ لإهل البيت (ع) مرتبة الكميت ودعبل الخزاعي ، جاء به أبوه الى أمير المؤمنين علي (ع) فساله أمير المؤمنين (ع) من هذا الغلام ياغالب قال هذا ابني ويقول شعرا فقال لإبيه ياغالب علمه القرآن فهو احسن له من الشعر، فعمل الفرزدق بجد ليل نهار وحفظ القرآن عن ظهر قلب،وقد أثرت وصية وشخصية أمير المؤمنين (ع) على الشاعر الناشئ تأثيرا كبيرا، اشتهر الفرزدق ايما شهرة في القصيدة التي ألقاها بمحضر هشام بن عبد الملك عندما أنفرج الحجيج سماطين للإمام علي بن الحسين (ع) والتي مطلعها
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته** والبيت يعرفه والحلُ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهمُ** هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ
الى اخر الابيات
وقد هاجا جريرا فغلبه وبإعتراف جرير نفسه، بهذا البيت المنقطع الروعة اذ يقول الفرزدق:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** اذا جمعتنا ياجرير المجامعُ
وله بيتاً رائعاً أيضا مفتخراً
ترى الناس ماسرنا يسيرون خلفنا** وان نحنُ أومأنا الى الناس وقفو
فضله على شعراء عصره الكثير والكثير ولاحصر لهم واغلبهم شعراء العصر المعاصرين له، ومنهم الحطيئة، والكميت، والجاحظ الذي قال عنه
(إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يُسمَع بمثله، فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره). وقول الحطيئة والحطيئة شاعر فحل اذا يقول عنه ( ادركت من قبلك ،وسبقت من بعدك)،مع أنه مدح بعض الولاة الامويين إلا انه كان قادحا ومنتقدا للبعض منهم كمعاوية ،والوليد وغيرهم ،، وقيل (لولا شعره لذهب ثلث لغة العرب، ونصف أخبار الناس.كان بارعاً في مختلف فنون وألوان الشعر كالنسيب والغزل والفخر والهجاء والمدح وغيرها ويكفي الدلالة على أنه اشعر اقرانه قول أحدهم لجرير عندما سألهُ جرير من الأشعر أنا أم ذاك الغريم ويقصد به الفرزدق فقال له الرجل ( ياجرير أنت اشعر منه عامة، وهو أشعر منك خاصة) فقال له كأنك تقول لي اشعر منك فأين العامة من الخواص فإغتم جرير من قول الرجل، وقول ابن سعد في طبقاته عندما لذكر الفرزدق فأما الفرزدق فلايقارن به أحدا قط. وهذا يكفي،، احترامي لكم، لاتذهبوا بعيدا فللحديث بقية/ القادم مسكين الدارمي الأموي الهوى والمنطق