المفكرالاسلامي المصري د.كمال الهلباوي:فضـل الله نادرة يصعب تكرارها لدى الشيعة أوالسنة
(شبكة الفجر الثقافية) - (2010-09-26م)
تحدث المفكر الاسلامي المصري الدكتور كمال الهلباوي ضمن حفل التأبين الذي اقامه مركز الابرار الإسلامي في لندن يوم الخميس الموافق 8 يوليو 2010م بأن الراحل شكل ظاهرة يندر أن تتكرر سواء بين السنة أو الشيعة لأنه عالم نذر حياته بشكل كامل لله.
وقال الهلباوي: نحن لا نتكلم عن عالم له اجتهادات وترك آثارا وله تلاميذ، بل نتحدث عن ظاهرة يندر أن يتكرر سواء بين السنة أو الشيعة، نتكلم عن عالم نذر حياته بشكل كامل لله.
وأضاف: هناك الكثير من العلماء والعمائم والطرابيش يحمل علما ولكن ماذا ينفع ذلك العلم إذا لم يتحول إلى مواقف في أيام الصعوبات، وما قيمة هذا العلم إن لم يتحول إلى رؤية وموقف.
ويضيف: ولذلك عندما قرأت ما كتبه السيد حسن نصر الله حول السيد فضل الله شعرت أنني أمام جبل صامد، وأمام تحديات تسعى لاقتلاعه وباقتلاعه تقتلع الإسلام.
وتحدث الهلباوي عن لقاءه بالسيد الراحل ،قائلا: عندما التقيناه وجلسنا معه وجدنا روحا من التسامي والأخوة والأبوة وهي روح عظيمة لا توجد لدى الكثيرين ممن يحمل العلم ، فهو وقف شامخا بين العلماء بعلمه وموقفه.
ويضيف: عندما تدرس تاريخ حركة المقاومة الإسلامية مثل حزب الله في لبنان وترى السيد حسن يتحدث عن السيد فضل الله ويقول بأنه: أستاذنا الكبير، تتلمذنا على يديه، وتحت منبره .... إلخ. تعرف أنه حقا رجل عظيم.
ويضيف: وعندما نقرأ حديث رسول الله (ص): "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به". ونحن نشهد أن السيد فضل الله حصل على الأمور الثلاث، فالعلم النافع هو ما تركه من آثار وعلوم ينتفع بها طلبة العلم من بعده.
وقال الهلباوي: هناك الكثيرين ممن ألفوا كتبا وحصلوا عليها جوائز من الحكام والملوك، بل حتى جائزة نوبل، ولكن ما هي فائدة تلك الكتب، أنها توضع على الرفوف.
ويضيف: أما الصدقة الجارية هي تلك المشاريع الخيرية التي خلفها وراءه، والولد الصالح ما رأيناه من أبنائه الصالحين الذين هم على درجة من الفضل والعلم والصلاح.
وأضاف: إن أحسن تحريك للمجتمع هو مقاومة الظلم والعدوان، فعندما يتمثل العالم أو الشيخ في حركة من أبرز حركات المقاومة في العصر الحديث، فإن ذلك يكفيه.
وفي ختام حديثه ، قال : نحسب أن الرجل قد فاز بفضل الله عليه بخدمته للأمة الإسلامية، وإعداده الرجال الأشداء، فعندما يتمثل الإنسان مصاديق ذلك في مشاريع وكيانات ورجال، فإنه يكون قد حقق مقولة رسول الله (ص)..ندعو الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يملأ مكانه بمن يخلفه سواء من أهل بيته أو من طلابه.