محرك السكون | في الذكرى السنوية العاشرة لرحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله
https://scontent.ffjr1-3.fna.fbcdn.n...8a&oe=5F27BCC2
https://scontent.ffjr1-3.fna.fbcdn.n...54&oe=5F255235
https://scontent.ffjr1-4.fna.fbcdn.n...2c&oe=5F26D2C8
https://scontent.ffjr1-4.fna.fbcdn.n...7f&oe=5F24EE65
https://scontent.ffjr1-3.fna.fbcdn.n...d1&oe=5F260564
(في ذكرى الرحيل العاشرة)..
الاستاذ : خليل المرخي
كم فضل الله يحتاجُ واقعُنا الشيعي كي يصِلَ إلى تجسيد حُلم التغيير الذي ينهض بنا كأمّة لا تُبارى بينَ الأمم؟!إنّ الإجابة على هذا السؤال، يمكن أنْ تؤخذ من خلال استقراء تاريخ الأنبياء عليهم السلام في مجتمعاتهم..
كلُّ نبيٍّ تُكلِّفُه السماء برسالةٍ إلى قومهِ، إنمّا يظهر في الوقت الذي تكون الحاجة فيه إلى المُصلح غير قابلة للتأجيل.. ومع ذلك نجد أنّ هؤلاء الأنبياء والرُّسُل إنما يواجِهونَ التحدياتِ الخطيرة بأيدٍ عزلاء، وليس معهم إلّا الدعم الغيبي المشروط بالسعي الجاد، والخضوع للامتحانات الصعبة، والصبر على أداء الرسالة رغم العقبات.. هنالك تأخذ رسالةُ السماء امتدادها في الواقع ولو أبى من أبى..هذه المشاهِد التاريخية لحركة النبوّة، أراد القرآن الكريم من خلال استعراضه لها أن تكونَ إطارًا عامًا لجميع الحركات الإصلاحية للمُصلحين الذين يجدون أنفسهم منفردين في مواجهة أمواج رفض الإصلاح من داخل المجتمع الذي يشكّل ظرفًا مكانيًا لحركتِهم.إنّ خضوع المقارنة لمبدأ النسبة والتناسب، يؤكّد أنّ شخصيّةً كشخصيّةِ السيّد فضل الله (رضوان الله عليه) لم تكُن بحاجة لنُسَخٍ متعددةٍ منها كي تحقِّق هدفها الإصلاحي في المجتمع الشيعي على مستوى الفِكر والثقافة والممارسة، وصناعة الرؤية الشاملة الحركية لدور المرجعيّة الدينية، وصياغة الوعي الجديد في العقل الشيعي تجاه الكثير من المسائل النظرية والعمليّة خارج الإطار التقليدي المتوارث.كان السيد فضل الله بحاجة إلى ما كان يحتاجه الأنبياء لينجحوا، وهو التوفيق الإلهي، وذلك بعد أن يؤدّي متطلبات الحصول على ذلك والمتمثلة في السعي الجاد، واجتياز الامتحانات الصعبة، والصبر على أداء الرسالة رغم العقبات..
وقد لبّى سماحتُه (رضوان الله عليه) هذه الاشتراطات بكفاءة واقتدار فكانَ لا بد لمشروعه أن يجد مساحته في الواقع ولو أبى من أبى..إنّ الرؤية التفاؤلية لمستقبل المشروع الإصلاحي للسيد فضل الله لا تتجاوز واقعية تقييم مستوى نجاح الأنبياء في إحداث التغيير في مجتمعاتهم التي استهدفوها.. وكلُّ من يستوعب قوانين التاريخ، وقوانين علم الاجتماع يُدرِك أن قياس أثر الحركات الإصلاحية لا يتمّ بأدوات قياس أثر العقاقير الطبيّة في الأجسام المريضة، وإلّا لكانت النتيجة أنّه لم يُفلح أي نبيّ أو إمام معصوم في تحقيق أي إنجاز يستحق أنْ يُذكر، ولجاز اعتبار جميع تلك التضحيات مجرد خسائر غير مُجدِية وبلا أيّة نتيجة، وعليه يكون استمرار سلسلة الأنبياء والأوصياء على هذا المنوال مجرد عبث بلا طائل.!!لم يكن السيّد فضل الله خارجًا عن هذا الإطار؛ لذلك كانَ وجوده كمُصلِحٍ وجودًا مباركًا على الأمّة وإنْ تنكّر جزءٌ كبيرٌ من أبنائها لذلك، كما هو حال من انتفعوا من بركة الأنبياء والمعصومين رغم معارضتهم لحركتهم الإصلاحية.