الإقليم السني.. فزاعة أمريكية
كثر الحديث هذه الايام في داخل الغرف المظلمة وخارجها في العراق عن "الاقليم السني" الذي تحاول امريكا تشكيله في غرب العراق بمساعدة بعض السياسيين السنة، وذلك بالتزامن مع مصادقة مجلس النواب العراقي على قرار اخراج القوات الأمريكية من العراق، بعد الجريمة الجبانة التي ارتكبتها هذه القوات والتي اسفرت عن استشهاد القائدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس وسط بغداد.
العالم - كشكول
من الواضح ان الحديث عن الاقليم السني هذه الايام لم يأت صدفة، فالجهة الرئيسية التي تقف وراء الترويج لهذه القضية، وهي امريكا وسفارتها وجيوشها الالكترونية، بعد ان تلقت صفعة مدوية اثر قرار مجلس النواب العراقي باخراج القوات الامريكية من العراق، ودعوة قادة فصائل المقاومة الى تظاهرات مليونية لاخراج المحتل الامريكي اثر تماديه في سفك دماء ابطال الشعب العراقي الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن ارض وعرض ومقدسات العراقيين.
امريكا التي وجدت نفسها امام اجرائين لا يمكنها ان تتهرب من تداعياتهما، الاول قرار مجلس النواب العراقي باخراج قواتها من العراق، والثاني التظاهرات المليونية التي سيشهدها العراق يوم الجمعة القادمة احتجاجا على جرائمها ضد العراقيين ودعما لقرار مجلس النواب، لم تجد سوى العزف على الوتر الطائفي والحديث عن تشكيل الاقليم السني، مهربا من مأزقها، فهي تحاول الايحاء كذبا بان اهالي المناطق الغربية على استعداد لاحتضان قواعدها وقواتها.
ان موضوع الاقليم السني ليس بالموضوع الجديد فامريكا اعتادت على استخدامه كورقة ضغط من اجل تحقيق اهادفها في العراق كلما وصلت مخططاتها ومؤامراتها الى طريق مسدود، فعندما لمست امريكا ارادة قوية لدى قوات الحشد الشعبي على تطهير كل الاراضي العراقية من عصابة "داعش"، وهو هدف يعني من بين ما يعني سلب امريكا اخطر اسلحتها لفرض نفسها على شعوب المنطقة، خاصة في العراق وسوريا، وتنفيذ اجندتها لصالح الكيان الاسرائيلي، فبدات هي والكيان الاسرائيلي باستهداف مواقع الحشد الشعبي على الحدود بين العراق وسوريا، وسقط على اثره العديد من الشهداء كما حصل في منطقة القائم.
امريكا التي كانت تعتقد ان هذه الضربات ستجبر الحشد الشعبي على ترك الساحة لعصابات "داعش" لتعيث في الارض فسادا وتعطي المبررات لامريكا للبقاء في العراق، الا ان تطورات الاحداث لم تات كما تشتهي امريكا ، فالتفت الجماهير العراقية حول الحشد اكثر فاكثر، كما اعلنت قيادات الحشد ومن بينها القائد الشهيد ابو مهدي المهندس ان امريكا ستدفع الثمن غاليا لاستهدافها معسكرات الحشد على الحدود مع سوريا.
هنا عملت امريكا على مستويات عدة لمواجهة الغضبة العراقية، منها الحرب النفسية ضد الحشد الشعبي عبر عصابات الجوكر ووسائل اعلامها وجيوشها الالكترونية، الامر الذي ادى الى وقوع عمليات القتل الوحشية التي تعرض لها ابطال الحشد على يد عصابات الجوكر التي ركبت موجة التظاهرات المطلبية، حينها اعتقدت امريكا ان الفرصة سانحة لتوجيه ضربة قاصمة للحشد ولمحور المقاومة عبر استهدافها القائدين الشهيدين سليماني والمهندس.
الجريمة الغبية التي ارتكبتها امريكا في العراق وحدت الحكومة والبرلمان والشارع فالجميع بدا يطالب بطرد الامريكيين من العراق فورا واغلاق سفارتها سفارة الشر، وامام هذه المطالب فجأة بدانا نسمع مرة اخرى عن محاولات تبذل في الخفاء لتشكيل " اقليم سني" من قبل الامريكيين لا حبا بالعراقيين السنة بل ليكون ملاذا للقوات الامريكية.
مهما كانت الاهداف وراء الحديث عن الاقليم السني، وخاصة بعد الاخبار التي تحدثت عن ان دولة الامارات العربية وشخص ولي عهد دبي محمد بن زايد اشرفا على اجتماع ضم قيادات سياسية سنية عراقية في إمارة دبي يومي 10 و11 من شهر يناير كانون الثاني الحالي ناقش فيه المجتمعون الخطوات التي يجب اتخاذها من اجل تشكيل إقليم سني في غرب العراق، الا ان القول الفصل سيبقى للعراقيين شيعة وسنة واكرادا، وعلى راسهم فصائل المقاومة، فالجميع ينتظر ما ستسفر عنه الوسائل القانونية من نتائج كقرار اخراج القوات الاجنبية التي صادق عليه البرلمان ، وكذلك ما ستسفر عنه التظاهرة المليونية التي ستشهدها بغداد يوم الجمعة المقبل والمطالبه بطرد الامريكيين، فاذا قرأ الامريكيون رسالة العراقيين بدقة وتركوا العراق لاهله، فهو قرار سيكون في مصلحتهم قبل مصلحة العراقيين، والا فان القوات الامريكية بعد هذا التاريخ ستعتبر قوات احتلال ، وللشعب العراقي ولفصائل المقاومة وللحشد الشعبي وللقوات المسلحة العراقية ولكل انسان عراقي وطني شريف الحق في ان يتصدى لهذه القوات بكل ما يملكون من قوة، وفقا للقوانين الدولية والشرائع السماوية والوضعية، وعندها لن يجد الامريكيون من يحتضنهم في العراق، ولم تنفعهم حينها فزاعتهم .. الاقليم السني.