بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة رحيل المرجع اية الله السيد محمد حسين فضل الله
بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة رحيل المرجع الديني اية الله السيد محمد حسين فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلا )) صدق الله العلي العظيم
تسليما بقضاء الله وقدره، وبقلوب ملؤها الاسى ويعتصرها الالم، تلقينا نبأ رحيل المرجع الديني الفقيد اية الله السيد محمد حسين فضل الله (قدس الله نفسه الزكية) الى جوار ربه ، الذي كان علما من اعلام الدين ورائدا من رواد الوعي الاسلامي وركنا من اركان العلم والتقوى .
لقد كان الفقيد ملهما للحركيين الرساليين وهم يتعاطون مع القضايا الكبيرة في العالم الاسلامي في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من البقاع الاسلامية ، كما انه كان شعلة للوعي الاسلامي وهو يتصدى للافكار التي تواجه الاسلام بما يجود به فكره الاسلامي الاصيل فيما يستجد من قضايا فكرية معاصرة بحيث شكل مدرسة واضحة المعالم عميقة الجذور تنهل من الاسلام وفكره وتضيء الطريق للسائرين على دربه .
وبرحيل اية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله خسر العالم الاسلامي بل الانسانية رجلا قل نظيره في وعيه وتصديه وعطائه الذي لم يتوقف ، وسيبقى في سجل الخالدين منارة حق تتناقلها شفاه المصلحين المخلصين، حيث ترك من الاثار العلمية والمشاريع الفكرية والسياسية والاجتماعية ماسيبقى منارا تهتدي به الجموع المؤمنة في ذودها عن الاسلام وتعميق وعيها الرسالي وتفجير طاقاتها دفاعا عن الامة ومقدساتها .
كما ان الفقيد رضوان الله عليه انتصر للقيم والمبادي والاخلاق الاسلامية ودافع عن المحرومين والمستضعفين والمظلومين في كل ارجاء العالم ، وكانت له بصماته الواضحة في نشر الفكر الاسلامي الرافض للتمييز الطائفي والعنصري كما انه كان من دعاة الاخوة والوحدة الاسلامية ونبذ الفرقة والتناحر بين ابنائها .
وفي العراق كان الفقيد من اوائل الذين دعموا وساهموا في بناء ونشر الوعي الاسلامي مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر والدعاة الاوائل، وجاهد ضد النظام الصدامي البائد ، وكان له دور بارز في ترسيخ دعائم حزب الدعوة الاسلامية في داخل العراق وخارجه من خلال مساهماته الفكرية وترشيده لحركة الدعاة العاملين، وكان نهج فقيدنا الغالي امتدادا لنهج مدرسة اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر .
وبعد سقوط النظام البائد كان للفقيد الغالي الدور البارز في ترشيد العملية السياسية ودعم بناء العراق الجديد والتأكيد على مبدأ المصالحة الوطنية بين العراقيين و توحيد جهود القوى السياسية لبناء العراق وتطويره واستقلاله.
تغمد الله فقيدنا المرجع اية الله السيد محمد حسين فضل الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته والهم ذويه ومحبيه والسائرين على نهجه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
حزب الدعوة الاسلامية
21 رجب 1431 هـ/ 4 تموز 2010