قرة العين ومنهاج الثائرين ( في رثاء سيد الشهداء (ع) )
ياحبيب الثائرين وذرات التراب
ونبراس المثاني بفاتحة الكتاب
يا ثلة الرسل الكرام على المدى
واخوا الصحيفة والصحائف والخطاب
هل كان الاعراب في كبد الضحى
تبكي الحسين بما تجرع والقباب
او تدري ما يباغتها قريشٌ
كيف التجنّي بالاشاوسة الغضاب
او تعلم بالطفوف تقطعت
درر الصدور واسدلت الرقاب
او يعلم الانسان ان حياته
باتت هشيماً حين صادفها الضباب
هل جاء بالتورات صبر اضحيةٍ
مثل الحسين وفي الانجيل بالعزاب
ولا يحيى صريع بعد معضلةٍ
الا واخفق بالمسائلة الجواب
افردتُ قلبي على علانه دنفاً
من ذا يشاطر بالمعادلة الحساب
ان لم اكن متطرفاً لرثائهم
فمن المؤكد يحتكم العتاب
حطّت امية من عشواء فعلتها
نطوي الفضائل او تقاسمها الذئاب
لكل حرٍّ جدارا يستضل به
وجدار عبدالشمس هاتكة الحجاب
ما كان فيها للجواد بقيتاً
ولا هي عند الموت تعتصر الثواب
اشياخهم نطفٌ في رحم فاجرةٍ
من عبدهم وطرٌ تضاجعهُ الكلاب
هاذي اصولكم وتلك فروعكم
بيد المنون فأيكموا الغراب ..؟
هاذي قبوركم وتلك قبورهم
تحف الزمان يعانقها السحاب
وانت يافرات مادهاك وقد
شربَ التّردّي وسال فيك اللعاب
او ما تستحي يافرات وتمضي
ان بعد الذنوب ينهمر الخراب
تصد بمائك يافرات لمن
لصيحات الحسين وطفل الرباب ...؟
خرجت من القُربى يافرات كئيبٌ
عفنٌ غليظٌ لمقبرة الذباب
تمرغت الامهات وانت البخيل
على ابوابك فافتح لجودك باب
مات التوسل يافرات وقد
يكفي التذلل للشقي اللباب
ما قامت القيامة والساعة فيها
ان الحسين قيامته عُجاب
لا ينمحي ذكر الحسين وكربلاء
فللحرِ حب سخيٌ كريم الشعاب
الشاعر
فالح الحاج حميد العبودي