السلام عليكم
نهنئ المسلمين جميعاً بمناسبة ذكرى الأمر الإلهي باستخلاف علي بن أبي طالب ونصبه أميرا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليهما وآلهما.
وأقدم لكم هذه الأبيات التي أعبر فيها عن بعض حبي وولائي, وإن كان الكلام كله نثره وشعره لا يفي أن يرقى لمقام سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام... ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله...
فأقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين, وصلاته على نبيه المصطفى وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين, والرحمة والرضوان على الصحب الكرام الأبرار وسائر الشيعة الأخيار.
وكيفما كان فهذه الخاطرة مستوحاة من زيارة أمير المؤمنين "عليه السلام" في ذكرى تلك البيعة العظيمة التي تجسدت في ذلك المشهد الفريد من تاريخ الإسلام, لتنصيب الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" أميراً مفروض الطاعة على المسلمين بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بأمر الله تعالى. وجاءت بعنوان:
نفحة من زيارة الغدير
قَصِّرِ الخطوَ إذا زُرتَ الأميرْ
فابنُ طاووس روى فضلَ المسيرْ
كلُّ خطوٍ عمرةٌ مبرورةٌ
بعد حجِّ البيت للمولى القدير
روضة فاحت بأنفاس الشذا
فتزودْ صاحِ من نفح العبير
يا لها من نعمة موفورةٍ
قد حباها اللهُ للعبدِ الشكور
فاقصد المولى بقلبٍ خاشعٍ
لتنلْ من كفه الخير الوفير
من عطاء الله يجري سيبه
مثلما فاضت على الأرض البحور
وهو للقاصدِ حصنٌ وحمىً
من أتاه من هموم مستجير
وهو مولى الإنس والجنّ معاً
وأمير النحل أعظِم بالأمير
زرهُ في الأيام طراً ولتكن
زورةٌ مخصوصة يومَ الغدير
إنه يومٌ عظيمٌ خالدٌ
غمر الدنيا سروراً وحبور
فهو عيدٌ سطعت أنواره
في مسار الدهر يبقى والعصور
إذ أتى جبريل عن ربّ السما
يأمر المختارَ في أمر خطير
بَلِغِ الأمر ولا تخشَ الورى
إنما أنت بشيرٌ ونذير
عندها قام النبيُّ المصطفى
خاطباً بالناس في حرِّ الهجير
رافعاً كفَّ عليٍّ للعلى
كيفما دارَ فذا الحقُ يدور
هاتفاً من كنت مولاهُ فذا
هو مولاهُ على الناسِ الأمير
وهو منّي مثلُ هارون غدا
عند موسى مستشاراً ووزير
ربّ عادِ من يعاديه وكنْ
لمواليه ولياً ونصير
بَخْبَخَ القومُ له لكنّما
بعضهم أضمرَ في النفسِ الشرور
يا لها من بيعة قد نُكِثتْ
من ذوي الأحقادِ في وقت قصير
فتَوَلَوا, وقفا من بعدهم
زُمَرٌ تاهوا بوهم وغرور
وتناسوها فيا تعساً لهم
يومَ يُجزونَ بذا سوءَ المصير
فسلام لوصي المصطفى
رغم ذاك الظلم قد كان صبور
يا أبا السبطين يا من حبّه
حبُّ طه ذلك البدر المنير
نفسُه نفسُكَ قد شرَّفَها
بالمؤاخات فأصبحت الأثير
فعليُّ الدرِ مَن ذا مثلَهُ
خصّهُ الرحمنُ بالشأن الكبير
أين مَنْ يرقى إلى مدحته!؟
بابُ علم المصطفى بحرٌ غزير
حيّرَ الأفكار فيه فغدا
نوره يغشى بصيرا وبصير
بعليِّ الطهرِ يشدو خافقي
لحنُه جمَّلـَهُ صدقُ الشعور
أكثرَ العاذلُ فيه لومَه
فهو لا يعلمُ ماذا في الضمير
لا تَلُمْهُ فهو صبٌّ عاشقٌ
حيدرٌ يسقيه من ماءٍ نمير
وهو يسقي لمَواليه غداً
حين يأتون على الحوض الكثير
جنةٌ حبُّ عليِّ المرتضى
إذ يقينا في غدٍ نارَ السعير
سيدي عذراً إذا ما عَجزَتْ
قافياتي وبدا منّي القصور
وترفـَّقْ (بلطيفٍ) إنّه
عبدكم ما زال فيكم يستجير
وهو منكم وإليكم ينتمي
وبكم عُدَتُهُ يومَ النُشور
النجف الأشرف-لطيف السيد فرج الحسني
