مستقبل مشرق ينتظر مطار البصرة
مستقبل مشرق ينتظر مطار البصرة
BBC- 09/05/2006
لا يختلف مطار البصرة الدولي -نهارا فقط- عن أي مطار مدني آخر، ولكن القادم إليه ليلا لا يرى سوى مبان مظلمة ويفرض عليه ارتداء سترة واقية وخوذة حماية للرأس والتحرك بسرعة خشية التعرض لأية هجوم.
وهبطت 73 رحلة تجارية الشهر الماضي في المطار الذي كان يوما ثاني أهم مطارات العراق.
وتنتقل السيادة على المطار شيئا فشيئا من البريطانيين، الذين يسيطرون على مدينة البصرة في جنوب العراق، إلى العراقيين، الذين يديرون الآن حركة الملاحة الجوية فيه.
وبني مطار البصرة عام 1989 على أنقاض مطار قديم يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، وكان يعتبر من اول المطارات في المنطقة.
لكنه سلم من الدمار خلال عملية غزو العراق علم 2003 باستثناء برج المراقبة الذي دمره القصف.
وتستخدم القوات البريطانية ممر الإقلاع البالغ طوله 13 ألف قدم لتامين أجواء المطار.
ويؤخذ أي تهديد لأمن المطار بجدية بالغة منذ أن أصابت قذيفة طائرة شحن تابعة لشركة دي إتش إل (DHL) في مطار بغداد الدولي سابقا.
وغادر نحو 5,000 مسافر مطار البصرة نهاية العام السابق وبداية العام الجاري متوجهين للمملكة العربية السعودية لقضاء مناسك الحج.
مدينة مزدهرة
ويخشى العاملون في المطار، مثل أي متعاون مع قوات التحالف في العراق، الكشف عن هوياتهم خشية أي عمليات انتقام، ولكنهم موقنون أن مستقبلا مبهرا ينتظر هذا المطار.
ويقول علي، الذي عمل كمراقب جوي لمدة 26 عاما، إن نمو الحركة في المطار يعتمد أساسا علي استقرار الأمن في البلاد.
"قبل قيام الحرب وفرض العقوبات (عام 1991) كانت البصرة هي أهم مدن العراق لثرائها بالنفط. كانت مدينة مزدهرة تزخر بالعديد من الفنادق والسياح.
"يزور البصرة حاليا بعض السياح من شمال البلاد ونريد لهذا أن يزداد ولكن استتباب الأمن له الأولوية القصوى،" يضيف علي.
وتعتقد السلطات البريطانية والعراقية بأن للمطار أهمية قصوى في جهود إعادة إعمار جنوب العراق.
ولكن يصعب العمل على زيادة الرحلات التجارية القادمة إلى المطار حاليا خصوصا أنه لا يمكنها الهبوط بعد حلول الظلام.
وتلزم استثمارات كبيرة لإعادة تأهيل نظام الإضاءة وخدمات الإطفاء في المطار.
استثمارات
ويقول عبدالأمان منصور - الذي عمل لمدة 35 عاما في مقاومة الحرائق- إنه تعلم كثيرا من التدريبات التى تلقاها حديثا في سلطنة عمان.
وتلقى الرجل مع 4 من زملائه تدريبا احترافيا في بريطانيا على مواجهة الحرائق ومراقبة سلامة الطيران في شهر مايو/آيار الماضي.
وأبدى المدربون البريطانيون تذمرا من عدم رغبة المتدربين العراقيين في العمل خلال أيام الجمع.
يقول أحد المدربين إن على العراقيين ان يدركوا أن عمليات الطيران لا يمكن أن تتوقف لمجرد أنهم يودون تأدية صلاتهم.
ويؤكدون انه من الأهمية بمكان أن يتمكن العراقيون من إدارة عمليات السلامة والإطفاء بأنفسهم حتى يتمكن البريطانيون من تسليمهم إدارة مطار البصرة.