المرجع نوري الهمداني وفتواه مع (ضد) فضل الله !!!
الرسالة التي بين يديك اخي الكريم كنت قد سلمتها شخصيا لسماحة اية الله العظمى نوري الهمداني بعد ان وقع في تناقض غريب وعجيب ... فهو اصدر فتوى بحق السيد محمد حسين فضل الله يعترف بانه مجتهد وفقيه ومجاهد و... ومن بعد ستة اشهر ونتيجة للضغوط المالية التي تعرض لها من بعض المتنفذين في حوزة قم وأعني بهم الشيخ جواد التبريزي والسيد الوحيد الخراساني اضافة الى (الاخطبوط) جواد الشهرستاني تراجع الرجل عن فتواه بل وناقضها تماما ... والرسالة بالغم من انها قديمة لكن رأيت من الواجب ان يطلع عليها الاخوة ويتركوا التقليد الاعمى الذي نحاول ان نعيش به مقلدين اخواننا اهل السنة بالعدالة التي فرضوها للصحابة ولكنا نريد ان نفرضها للمراجع مرددين نفس المقولة التي قالوها بحق الصحابة ... اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ... مغيرين بعض الالفاظ وقائلين : فقهاء الشيعة كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ...
رسالة مفتوحة
إلى سماحة آية اللَّه العظمى الشيخ نوري الهمداني دام ظلّه
قيصر الركابي 5 / جمادى الاُولى / 1419
قال تعالى في محكم كتابه العزيز :
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ)
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إلَّا ظَنَّاً إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)
وقال الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)في توضيح العلاقة بين الراعي والرعية:
أمّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلَايَةِ أمْرِكُمْ، وَلَكُمْ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذي لِي عَلَيْكُمْ،فَالْحَقُّ أوْسَعُ الأشْيَاءِ فِي النَواصُفِ ، وَأَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِ .. - إلى أن يقول (ع) -:
وَأَعْظَمْ مَا افْتَرَضَ سُبْحَانَهُ مِنْ تِلْكَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالي عَلَى الرَّعِيَّةِ وَحَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْوَالي .فَرِيضَةً فَرَضَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلَى كُلٍّ ، فَجَعَلَهَا نِظَاماً لاُلْفَتِهِمْ وَعِزّاً لِدِينِهِمْ . فَلَيْسَتْ تَصْلُحُالرَّعِيَّةُ إلّا بِصَلَاحِ الوُلَاةِ ، وَلَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إلّا بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ . فَإذَا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إلى الْوَالِي حَقَّهُ ،وَأَدَّى الْوَالي إلَيْهَا حَقَّهَا ، عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ ، وَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّينِ ، وَاعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ ، وَجَرَتْعَلَى أذْلَالِهَا السُّنَنُ ، فَصَلَحَ بِذلِكَ الزَّمَانُ ، وَطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ ، وَيَئِسَتْ مَطَامِعُ الأَعْدَاءِ . وَإذَاغَلَبتِ الرَّعِيَّةُ وَالِيهَا وَأَجْحَفَ الْوَالي بِرَعِيَّتِهِ اخْتَلَفَت هُنالِكَ الكَلِمَةُ ، وَظَهَرَت مَعَالِمُ الجَوْرِ ، وَكَثُرَالإدْغَالُ فِي الدِّينِ وَتُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ ، فَعُمِلَ بالهَوى ، وَعُطِّلَت الأحْكَامُ ، وَكَثُرتْ عِلَلُ النُّفوسِ،فَلَا يَسْتَوْحَشُ لِعَظِيمِ حَقِّ عُطِّلَ ، وَلَا لِعَظِيمِ بَاطلٍ فُعِلَ ، فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الأَبْرَارُ وَتَعِزُّ الأَشْرَارُ، وَتَعْظُمُتَبِعَاتُ اللَّهِ عِنْدَ الْعِبَادِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالتَّناصُحِ فِي ذلِكَ وَحُسْنِ التَّعَاونِ عَلَيْهِ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ وَإِن اشْتَدَّ عَلَىرضَاءِ اللَّهِ حِرْصُهُ وَطَالَ فِي العَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغِ حَقِيقَةَ مَا اللَّهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ ، وَلكِنْ مِنْ وَاجِبِحُقُوقِ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ النَّصِيحَةُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ ، والتَّعَاوُنُ عَلَى إقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ ، وَلَيْسَ امْرُؤٌ وَإِنْعَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ ، وَتَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِ فَضِيلَتُهُ بِفَوْقِ أنْ يُعَانَ عَلَى مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ ، وَلَاامْرُؤٌ وَإِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَاقْتَحَمَتْهُ العُيُونُ بدُونِ أنْ يُعِينَ عَلَى ذَلِكَ أو يُعَانَ عَلَيْهِ...«(1).
سماحة المرجع الديني آية اللَّه العظمى نوري الهمداني دامت بركاته.
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته وبعد ؛
ما إن انتهيتُ من قراءة الفتوى التي اصدرتموها بتاريخ 10 / ربيع الثاني / 1419 وذلكبحقّ آية اللَّه العظمى السيد محمد حسين فضل اللَّه حتى أحسستُ بضرورة ملحّة إلى كتابة هذه الكلمات إليكم ، وذلك التزاماً بقول الإمام علي (ع) الآنف الذكر وقوله كذلكمخاطباً شيعته : (... فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ أو مشورة بعدل)(2) ، وكذلك لاعتقاد منّيبأهمية النقد وضرورته ووجوب تبنّيه وتحكيمه وتحويله إلى ثقافة راسخة في حياتنااليومية بمختلف جوانبها السياسية والإجتماعية والثقافية.
هذا أولاً، وثانياً، إن من أكبر السلبيات التي يعاني منها أكثر ابناء مدرسة أهل البيت (ع) اليوم هي افتقادهم إلى الشجاعة الكافية لممارسة النقد وتحويله إلى ظاهرة ايجابية في حياتهم اليومية، الأمر الذي أدّى إلى تراكم الأخطاء في مسيرة هذه الطائفة المحقّة وضياع بل خنق الأصوات المخلصة الداعية إلى التصحيح والترشيد والتسديد، وقد كان من نتائجذلك شيوع روح الإحباط والخيبة في نفوس العلماء المخلصين والشرائح المثقفة الاُخرى منأبناء هذه الطائفة.
فالنقد - وأقصد البنّاء منه - ليس ضرورة تقنية يفرضها تعقيد الواقع الاجتماعي والسياسي الذي نتعاطى معه فحسب، بل أنه قيمة أخلاقية عالية ووسيلة لبناء الذاتواصلاحها وتكاملها فرداً أو كياناً.
وانّ الاعتراف بهذا الحقّ ، واحترام الرأي الآخر هو تعبير عن احترام الإرادة الانسانية فيتنوعّها وتباين أذواقها ومشاربها العقلية والجمالية، فضلاً عن كونه تعبيراً عن الاستعدادللإعتراف بالخطأ واستقبال الصواب.
وبالمقابل ، فإن تغييب النقد أو النفور منه، إنما هو تعبير عن الإصرار على تزييف هذهالإرادة من خلال فرض رأي شخص أو مجموعة أشخاص ، بدعوى أن هذا الرأي هو رأيالأمّة، وأن هذه الرؤية هي رؤية الشريعة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
لقد أدى شيوع هذه الظاهرة ، وهي ظاهرة تغييب النقد وعدم احترام الرأي الآخر فيساحتنا الشيعية إلى بروز تصرفات لاأخلاقية ونماذج من السلوك الاجتماعي لا تبرز عادة -وللأسف - سوى في المجتمعات المتخلّفة الخاضعة لحكم الطاغوت. فلقد صرنا نرى صوراًعديدة من الظواهر اللااخلاقية أو غير المألوفة لدى عدد كبير من الناس، من قبيل التملّقوالتزلّف والخوفوالوصولية والنفعية والقمع الفكري والتسقيط والتشهير والبهتان والتشكيك بالآراء والنوايا التي لا تنسجم في هذه النقطة أو تلك مع رأي الشخص الفلاني أو المجموعة الفلانية، واتهامكل حالات التفكير الحر المستقل ومحاولات التجديد والاصلاح بالخروج عن الاجماع ومخالفةالمشهور، بل ملاحقة ورصد وتطويق هذه الظواهر الايجابية ومن ثمّ محاولة إلغائها وحذفها وإقصائها من الساحة...
هذه الحالة أدّت إلى خلق أنماط متباينة من الاستجابة وردود الأفعال بل الانفعالاتأحياناً، فثلّةٌ ركبت الموجة وزايدت أهلها على شعاراتها، ولا نتحدث هنا عن المؤمنين حقاًبهذه الشعارات ، لأننا نقدّر ونحترم كل أصحاب القناعات الصادقة والنوايا الحسنة بلا استثناء مهما كان رأيناً الشخصي في قناعاتهم، وثلّة أخرى لجأت إلى المداورة والمناورة والعمل بالتقية والتعبير الخجول عن الرؤى والقناعات ، فيما آثر آخرون الانسحاب والعزلة وراحوا يجترّون آلامهم ويعيشون أقسى مشاعر الغربة والإحباط والألم.
إنّ إيماننا العميق بأنّ الاختلاف في الرأي لا ينبغي له أن يحول دون كفالة حقوق متساوية لأطراف الخلاف في طرح رؤاهم وما يعتقدونه حقّاً يدافعون عنه.
ونتيجة لهذه الاُمور مجتمعة وجدت من الواجب عليّ كتابة هذه الكلمات إليكم عسى أنتجد آذاناً صاغية وتتساروعوا لانقاذ هذه الاُمّة المنكوبة والمغلوبة على أمرها .
سماحة المرجع الديني آية اللَّه العظمى نوري الهمداني دامت بركاته.
كُنّا قد اطّلعنا سابقاً وبالتحديد بتاريخ 6 / رمضان / 1418 على الفتوى التي اصدرتموها بحقّ آية اللَّه العظمى السيّد محمد حسين فضل اللَّه حفظه اللَّه ، وقد استبشرنا خيراً بتلكالفتوى المباركة بعد أن انتشرت الأوراق الصفراء وفتاوي بعض العلماء (غفر اللَّه لهم) ، بينمؤيّد للسيّد فضل اللَّه وبين ناقم عليه ، وبين وصفه بالمجدّد والمصلح (والعالم العامل الفقيه الواعي المجتهد البصير) - كما ذكرتم أنتم في فتواكم الآنفة الذكر - ، وبين وصفه (بالضالالمضل) و (المرتد الذي يجوز هدر دمه) .
واطّلعنا كذلك على فتواكم الثانية بحقّ السيد فضل اللَّه والمؤرّخة بتاريخ 10/ربيع 1419/2 أي بعد حوالي مرور (6) أشهر على فتواكم الاُولى وقد فوجئنا بما ورد فيها ، خصوصاً التناقض الواضح بين الفتوى الاُولى والثانية والذي نذكره لكم من خلال النقاط التالية :
1 - كان السؤال الموجّه إليكم في الفتوى الاُولى من شخصيات علمائية معروفة فيساحات العلم والجهاد ، بل انّ بعضهم لا زالت آثار التعذيب الوحشي الذي تعرض له فيسجون الطغاة بادية على جسمه الشريف ، بينما حملت الفتوى الثانية تواقيع واسماءمجهولة وقد تكون مدفوعة من اشخاص باتوا معروفين لابناء الاُمّة .
2 - ابتدأت فتواكم الاُولى بعبارة : (ان شخصيّة ووجود آية اللَّه السيّد محمد حسين فضلاللَّه (حفظه اللَّه تعالى) من الأهميّة بمكان وهو كما وصفتم...( أي كما وصفه لكم أصحابالرسالة الاُولى حيث قالوا عنه : ) ... من وجوه الطائفة المتألّقة في دنيا العلم والدين ... كاتباً بارعاً ... مؤلّفاً محقّقاً في مجالات التفسير والفقه والحديث والتاريخ والأدب ... حضوره الفعّال لخدمة الاسلام العظيم وتعريف العالم بمدرسة أهل البيت عليهم السلام ... العالم المتواضع المخلص... شهدت له - أي للسيد فضل اللَّه - سوح الجهاد بالنشاط المتميّز والحضور الفعّال في مواجهة الكفر العالمي والصهيونيّة الغاصبة...الخ« وقد أيّدتم أنتم هذه الصفات في مطلع فتواكم الاُولى كما ذكرنا آنفاً ، ولكن !!! فتواكم الثانية ابتدأت - بعد ذكر رواية زرارة - بالعبارة التالية : (كان تأييدي للشخص المزبور لشخصيّته السياسية فقط !!!بسبب وقوفه في مقابل الاستعمار العالمي والصهيونية ... فلم أر من المصلحة في تلكالمرحلة أن اضعّفه...) ونحن نترك لسماحتكم حلّ هذا التناقض الواضح بين العبارتين .
3 - وصفتم السيّد فضل اللَّه في فتواكم الاُولى بأنه عضو مهم من أعضاء الجسد الاسلاميوذلك حينما قلتم : (...لا أرى في التفريط بمثل هذه الشخصية المهمّة مصلحة للاسلام والمسلمين لأنّ ذلك يمثّل قطع عضو مهمّ من أعضاء الجسد الاسلامي وما أحوجنا اليوم إلى الوحدة والاتّحاد خاصّة بين علماء المسلمين ...« واستمعتم إلى » خطبه الرائعة وما تضمّنته من معارف اسلاميّة أصيلة ومواعظ هادفة وذكر لأهل البيت عليهم سلام اللَّه عليهم وتجليل وتعظيم لمقامهم ... والدفاع المتين عن الاسلام والثورة الاسلامية المباركة...ونظراً ( لكونه عالماً عاملاً وفقيهاً واعياً ومجتهداً بصيراً ومجاهداً يقف بوجه الأخطاروالمخطّطات والمكائد الاستكباريّة والصهيونية ونظراً لتأكيده على كلّ عقائد الشيعةالإماميّة فإنّني أرى من اللازم احترام سماحته وإكرامه)!!! وللأسف لم يلتزم سماحتكم بتلك التوصيات التي أوصيتم الاُمّة بها وذلك عندما ناقضتم كلامكم هذا وذكرتم في فتواكم الثانيةبأنّ (أصل إجتهاده عندي موضع شكّ ، ولذا فإني من هذا التاريخ لا اؤيّده ولا أرى جواز تأييده أو مساعدته في نشر أفكاره...) .
4 - كان موقفكم الأول نابع من تتبّع وتحقيق شخصي لسماحتكم حول السيّد فضل اللَّه وأفكاره وذلك عندما ذكرتم : (ونظراً لمعرفتي الخاصّة بسماحته - أي السيد فضل اللَّه -وارتباطي المستمر معه وبناءً على الاتّصالات الهاتفيّة معه والمراسلات العديدة التي جرتبيني وبينه ومن خلال أجوبته على رسائلي التي وجّهتها إليه في هذا الصدد وبعد التقائي بهشخصياً وحديثي المباشر معه فقد أكّد لي ما كتبه في رسائله الجوابيّة من ردّه ما نسب إليهمنها ... ولذلك لم يثبت عندي ما نسب إليه من اشكالات...) .
أي انّكم تتبّعتم ميدانياً وضع الرجل (المتّهم) واتّبعتم مختلف الطرق للوصول إلىالحقيقة (وهذا من أبسط مبادىء القضاء في الاسلام حيث يجب استجواب المتهم واعطائه فرصة للدفاع عن نفسه) وبالتالي خرجتم بنتيجة ايجابية بحقّه ، وهذا هو الطريق السليمللحكم على الرجال وأفكارهم ، ولكنّكم للأسف في فتواكم الثانية استندتم على (عدداً منعلماء الحوزة العلمية من أهل التحقيق والتتبّع قرأوا كتبه مثل كتاب الندوة وكتاب وحيالقرآن وغيرهما وجاؤوني بآراء ومسائل عقائدية وفقهية فوجدتها مخالفة للأحاديث الاسلامية الصحيحة المعتبرة وإجماع الطائفة المحقّة...) !!! ولا نعرف الحديث الذي دار فياتصالاتكم الاُولى ومعرفتكم القديمة بالسيّد فضل اللَّه وبأفكاره ، ولماذا لم تطّلعوا أنتمشخصياً على كتابي الندوة ووحي القرآن بدل الاعتماد على أهل التحقيق والتتبّع و...
شيخنا الجليل :
ألا تلاحظون انّ هناك نوعاً من (الغلو) في محاربة السيّد فضل اللَّه ، وانّ المسألة ليستمسألة دفاع عن مظلومية الزهراء (ع) أو عن بعض العقائد الشيعية ؟ بل هي أبعد منذلك بكثير .
وألا تلاحظون أن قضية مصادرة الرأي والتي يتعرّض لها سماحة آية اللَّه العظمى فضلاللَّه والتي تتبنّاها مؤسّسات وهيئات ورموز وتيارات معروفة تهدف في الاساس إلى تقويضمذهب أهل البيت (ع) وجعل الشيعة يعيشون على الهامش من خلال الانشغال بصراعات وهمية وترك العدو الحقيقي لمذهب أهل البيت (ع) المتمثّل بالاستكبارالعالمي والوهابية الحاقدة يصول ويجول في الساحة وحده !!
وبالتالي فهل آراء فضل اللَّه (المتطرّفة) - كما يقول البعض - أو (التي خالف فيها المشهور)- كما يرى آخرون - تعتبر أشدّ (تطرّفاً) أو (خروجاً عن الاجماع الشيعي) من آراء الشيخ الصدوق عليه الرحمة ، أو أراء المفيد رضوان اللَّه عليه في مسائل سهو النبيّ والعصمةوغيرها من العقائد التي طرحت ونوقشت ولم يجرأ أحد من العلماء أو من الغوغاء باتّهامأصحابها ب (الضالّ المضلّ) أو (المنحرف) أو (المرتد) وغيرها من الكلمات التي باتت تطلقجزافاً دون ورع أو تقوى أو خوف من اللَّه .
فالشيخ الصدوق مثلاً أحد أعلام الطائفة ولا زال كتابه (من لا يحضره الفقيه) أحد الكتب الأربعة الاساسية عند الشيعة طرح أفكار ومعتقدات خالف بها معظم علماء عصره سوىشيخه ابن الوليد ، نجده يلعن من لم يقول بسهو النبي (ص) ، وينقل رواية تناقلها أبناء العامّة ويدافع عنها بقوّة ، فقد قال الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه)(3) بعد نقل رواية عن الصادق (ع) انّ اللَّه تبارك وتعالى أسهى النبي (ص)في صلاته حيث قال:
قال مصنّف هذا الكتاب : ان الغلاة والمفوّضة لعنهم اللَّه ينكرون سهو النبي (ص)، ويقولون : لو جاز أن يسهو (ع) في الصلاة جاز أن يسهو في التبليغ ؛ لأنّالصلاة عليه فريضة ، كما أن التبليغ عليه فريضة ، وهذا لا يلزمنا ؛ لأن جميع الأحوال المشتركة يقع على النبي (ص) فيها ما يقع على غيره ، وهو متعبّد بالصلاة كغيره ممن ليس بنبيٍّ، وليس كل من سواه بنبيٍّ كهو ، فالحالة التي اختص بها هي النبوّةوالتبليغ ولا يجوز أن يقع عليه في التبليغ ما يقع في الصلاة؛ لأنّها عبادة مخصوصة ،والصلاة عبادة مشتركة ، وبها تثبت له العبودية، وباثبات النوم له عن خدمة ربّه عزَّ وجل منغير إرادة له وقصدٍ منه إليه نفي الربوبية عنه؛ لأن الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو اللَّه الحيالقيوم ، وليس سهو النبي (ص)ل كسهونا؛ لأن سهوه من اللَّه عزّ وجلّ ، وانما أسهاهليُعلم أنه بشرٌ مخلوق ، فلا يتّخذ ربّاً معبوداً دونه...« .
وقال شيخه محمد بن الحسن بن الوليد رحمه اللَّه : (أوّل درجة في الغلو نفي السهو عنالنبي والإمام).
وقال الشيخ المفيد رحمه اللَّه في (تصحيح الاعتقاد)(4) متحدّثاً عن عصمة الأئمة عليهم السلام ما نصّه : »...والوجه أن نقطع على كمالهم عليهم السلام في العلم والعصمة في أحوالالنبوّة والإمامة، ونتوقّف فيما قبل ذلك ، وهل كانت أحوال نبوّة وإمامة أم لا ؟ ونقطع علىأنّ العصمة لازمة لهم منذ أكمل اللَّه تعالى عقولهم إلى أن قبضهم عليهم السلام) .
وقال في ذكره لمن يدّعي انّ جميع الأئمة عليهم السلام ماتوا ما بين مسموم أو مقتول :(...والمقطوع به أنّ أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالقتلولم يمت أحداً منهم حتف أنفه ، وممّن مضى بعدهم مسموماً موسى بن جعفر عليه السلامويقوى في النفس أمر الرضا عليه السلام ، وإن كان فيه شكّ ، فلا طريق إلى الحكم فيمنعداهم بأنّهم سمّوا أو اغتيلوا أو قتلوا صبراً ، فالخبر بذلك يجري مجرى الإرجاف ، وليسإلى تيقّنه سببل«(5).
ولا زالت كتب مثل الكافي والبحار وغيرها من اُمّهات الكتب الشيعية مملوءة بعشراتالروايات الموضوعة ، بل أن الكثير من الرواة الذين يُحتجّ برواياتهم الآن على أفكار السيدفضلاللَّه هم من الملعونين والمغالين والكذّابين على لسان الأئمّة عليهم السلام من أمثالأحمد بن مهران ويونس بن ظبيان وعلي بن حسان وعلي ابن اسباط وعلي بن حمزة البطائنيوأحمد بن هلال وغيرهم العشرات ، بل انّ هذه الكتب لا زالت مملوءة بأحاديث تأباها العقولالسليمة وخصوصاً الأحاديث التي تؤكّد على تحريف القرآن الكريم أو نقصانه ، فأين ذهبالمدافعون عن المذهب ، ولماذا لم يعملوا على تنقية التراث الشيعي من الخرافات والأوهامالتي يرفضها الاسلام الأصيل بدلاً من اشغال ابناء الطائفة بمتاهات هنا وهناك .
وبالرغم من الشيخ الصدوق رحمه اللَّه طرح العديد من العقائد الاُخرى التي خالف فيهاالمشهور في زمانه ولكن... لم نجد من علماء زمانه من اتّهمه في دينه، واعتبره (ضالّ مضلّ)وترك الغوغاء الذين ينعقون مع كلّ ناعق تنهش في لحمه وتثير التهم والأكاذيب حوله ، بلوجدنا اسلوباً اسلامياً حضارياً نابع من الاسلام الأصيل وقد تمثّل في الشيخ المفيد العكبريّرحمه اللَّه عندما كتب (تصحيح الاعتقاد) حيث ردّ باسلوب علمي رصين حول اعتقادات شيخه الصدوق رحمه اللَّه ، فلم يفسّقه ، ولم يشكّك في علميّته ولم.... وكذلك نجد العلّامة الكبير الحر العاملي صاحب الوسائل يردّ على الشيخ الصدوق حول مسألة سهو النبي صلّى اللَّه عليهوآله ردّاً علمياً رصيناً دون أن يشهّر به أو يتركه بيد الجهّال يقولون فيه ما شاؤوا أو ما أملتهعليهم أطراف معينة وعناصر مفضوحة تضمر لمذهب أهل البيت عليهم السلام الحقدوالسوء .
ولماذا لم يقم أحد بتأليف كتاب خاص يردّ فيه على الشهيد الثاني الذي احتمل - كما فيرسالة الايمان والكفر (تحفة الغري) للسيد محمد البروجردي - الاكتفاء في الإيمانبالتصديق بإمامة الأئمّة عليهم السلام والاعتقاد بفرض طاعتهم ، وإن خلا عن التصديقبالعصمة عن الخطأ . وادّعى : أن ذلك هو الذي يظهر من جلّ رواتهم وشيعتهم ، فإنّهم كانوا يعتقدون أنهمّ عليهم السلام علماء أبرار ، افترض اللَّه طاعتهم ، مع عدم اعتقادهم العصمة فيهم ، وأنّهم عليهم السلام مع ذلك كانوا يحكمون بإيمانهم وعدالتهم - قال: »وفي كتاب أبيعمرو الكشي جملة من ذلك«(6)؟
ولماذا لم يهاجم الشيخ كاشف الغطاء رحمه اللَّه الذي يقول : »ولكن قضية ضرب الزهراءولطم خدّها ممّا لا يكاد يقبله وجداني ويتقبّله عقلي ويقتنع به مشاعري ، لا لأنّ القوم يتحرّجون ويتورّعون من هذه الجرأة العظيمة ، بل لأنّ السجايا العربية والتقاليد الجاهليّةالتي ركزتها الشريعة الاسلامية وزادتها تأييداً وتأكيداً تمنع بشدّة أن تضرب المرأة«(7) ؟
ولماذا لم يردّ على الامام الخميني قدّس سرّه عندما خالف المشهور وأفتى بحليّة الشطرنج إذا خرج عن صفة القمارية ، بينما المشهور يرى الحرمة حتى مع الخروج عنالقمارية ، بل أنّ السيّد الخوانساري - صاحب جامع المدارك - لا يشترط حتى الخروج عنالقمارية .
وهل يستطيع أحد أن ينكر أن أوّل دولة شيعية اسلامية في العصر الحديث وأعني بها -الجمهورية الاسلامية الايرانية - والتي أسّسها وقاد نهضتها الإما الخميني العظيم قد قامتعلى مبدأ الولاية المطلقة للفقيه ، واعتمد الإمام في ذلك على رأي قلّة من العلماء كالنراقيوالشيخ جعفر الكبير في هذه المسألة ، ودعم رأيه هذا بمقبولة عمر بن حنظلة؟
ولماذا لم يُردّ على السيد محسن الحكيم قدّس سرّه الذي يعتبر أوّل مرجع يفتي بطهارةالكتابي ؟
ولماذا لا يردّ على السيّد الخوئي قدّس سرّه الذي يقول : »ومن هنا يُحكم بإسلام الأولين الغاصبين لحقّ أمير المؤمنين عليه السلام ظاهراً لعدم نصيبهم - ظاهراً - عداوة لأهلالبيت وإنما نازعوهم في تحصيل المقام والرياسة العامّة«(8) ؟
ولماذا لم يُردّ على السيّد هاشم معروف الحسني الذي أورد الروايات التي تتحدّث عمّا جرى للزهراء عليها السلام ثمّ قال ما نصّه : »إلى كثير من الروايات التي لا تثبت أسانيدهافي مقابل النقد العلمي«(9) ؟
ولماذا لا يردّ على الشيخ محمد جواد مغنية الذي يقول : »ويكفي من النبوّة والايمان بأنّ محمداً أيضاً صلّى اللَّه عليه وآله ، رسول من اللَّه صادق فيما أخبر به ، معصوم في تبليغ الأحكام ، فإن الرسول قد يخبر عن الشيء بصفته الدينية المحصنة أي كونه رسولاً مبلغاًعن اللَّه تعالى ، وقد يخبر عنه بصفته الشخصية ، أي كونه إنساناً من البشر ، فما كان من النوعالأوّل يجب التعبّد به ، وما كان من النوع الثاني فلا يجب ، أما التصديق والايمان بأنّ النبيّكان يسمع ويرى وهو نائم ، كما يسمع ويرى وهو مستقيظ ، وأنّه يرى من خلفه كما يرى منأمامه ، وأنّه عالم بجيمع اللغات ، وأنّه أوّل من تنشق عنه الأرض ، فليس من ضرورياتالدين ولا المذهب«(10)؟
والحاصل أنّ كلّ هذه الاُمور وغيرها ممّا صدر من أعاظم علماء الامامية لم تثر التكليف الشرعي لدى البعض ولم تعطهم المبرر لاتهامهم بالخروج عن حقائق الدين أو المذهب ، وأماعدم الجزم بكل ما يقوله قرّاء العزاء حول ما جرى للزهراء عليها السلام فهذا خروج عنحقائق الدين وثوابته ومخالفة للمشهور !!! تلك قسمة ضيزى.
للأسف - يا سماحة الشيخ الجليل - فإنّنا أصبحنا نأخذ ديننا وعقائدنا من قرّاء التعزيةو (الرواديد) بل وحتى (الملّايات) هؤلاء الذين يخلطون الحابل بالنابل ولا يهمهم سوى إبكاءالحاضرين والحصول على الأموال بالدولار والدينار (الكويتي طبعاً وليس العراقي) ولهذا لإ يقرأون إلّا في دول الخليج حيث أموال النفط تلعب دورها هناك وصدق الشاعر الشعبي الظريف الذي يقول :
يحسين يا عزّي ودلالي يَچَتلْتَكْ عَيْشَتِ عيالي«(11)
شيخنا الجليل الهمداني دامت افاضاته :
إذا فرضنا جدلاً (وفرض المحال ليس محال) بانّ السيّد فضل اللَّه منحرف وضال ومضل ، وقام بطرح اعتقادات تخالف المشهور ، فلماذا لم تكونوا أنتم (الشيخ المفيد) في زماننا هذا وتقوموا بتصحيح (اعتقادات فضل اللَّه) باسلوب علمي هادىء ، أليس هو هذا الاسلوبالصحيح ، وهل عدم مجيئه إلى ايران لمحاورة البعض دليل على ضلاله وانحرافه !!!
ويا ترى من هم الذين يجب على السيّد فضل اللَّه أن يحاورهم ؟
أليسوا هم من وقف ذلك الموقف المخجل من الإمام الخميني قدّس سرّه وثورته العملاقة؟ ذلك الإمام العظيم الذي عانى من هؤلاء ما لم يعانيه عالم آخر في زماننا الحاضر ، نعم - ياشيخنا الجليل - هو الخميني ذلك الينبوع المتدفّق في أعماق الصحراء، والذي استعاد زمامالركب الاسلامي في عصرنا الحاضر بعد أن تناوب عليه الزائفون والمنتفعون والطفيليّون ،أو ما شابههم من أشباه الرجال ، واشباح القادة ، ليوجّه بعينيه وساعديه واحتدامات التجلّيالروحي في مهب الإعصار ، شراع القدر الإسلامي، المتوحّد في ذات اللَّه وذات الشوكة والذاتالتوّاقة إلى الانعتاق الأبدي من قيود العبودية السافلة والركوع الدائم على أبواب السلاطينوعتبات الحكّام .
لقد وعى الامام الراحل المؤامرة التي اُحيكت على المذهب الحقّ ، ولهذا نجده يخاطبالحوزة العلميّة التي خرّجت ورثة الأنبياء ، وباعتبارها تمثّل الحصن الذي تحوم حولهخفافيش الاستكبار الماكرة الخبيثة ، لتُحدث فيه شرخاً أو خرقاً تنفث من خلاله أفكارها المسمومة الحاقدة في أذهان المغفّلين ، والمخدوعين ، وأصحاب النفوس المريضة لمنحُسِبوا - قهراً - على حوزة أهل البيت ، يوجّه النداء لكلّ من يستمع القول فيتّبع أحسنه ، كي لايخدعوا بمظاهر الزيف التي يتلبّس بها أنصاف العلماء وأشباههم فيقول :
(إنّ ما تلقّاه الاسلام من ضربات هؤلاء المتلبِّسين بزيِّ العلماء المرائين بظاهر القدسيّةلم يتلقَّ أمثالها من أيّة فئةٍ اُخرى) .
لقد خلَّفت هذه الفئة في قلب الإمام جرحاً لا يندمل ، وجعلته يتجرّع السم ، حتى قال عنهإ؛االإمام مخاطباً المخلصين من أبنائه :
»ما قطعته هذه الفئة المتحجّرة من نياط قلب أبيكم الشيخ هذا ، لم تستطع - أبداً - أن تقطعه كلُّ ضغوط الآخرين« ويضيف قدّس سرّه :
»... وما هو بالضئيل خطر المتحجّرين والحمقى من المتظاهرين بالقدسيّة في الحوزاتالعلمية ، فلا يغفل الأعزاء طلبة العلوم الدينيّة ولا للحظة عن هذه الأفاعي ذات الظاهرالمغري والخدّاع ، فهؤلاء مروِّجوا الاسلام الأمريكي ، وأعداء رسول اللَّه ، ألا ينبغي صوناتحاد الطلبة الأعزّة في مواجهة أفاع كهذه ؟!...« ويعبّر الامام الراحل عن ضيقه وتبرّمهبهؤلاء »الثعابين« فيقول متبرماً جريحاً:
»... فلو أردتَ في بداية التحركات الإسلامية أن تقول إنّ الشاه خائن، لكنتَ تسمعالجواب فوراً بان الشاه شيعي، وقد كان عدد من المزيفين يعتبرون كل شيء حراماً ، فلميكن هناك من يستطيع أن يُعلن عن وجوده في مقابلهم...« .
»... ويقيناً انّ ما أصاب العلماء المجاهدين من جراح سهام المتسلِّلين يزيد عن غيرها ،ولا تظنُّوا أنّ الأجانب - وحدهم - هم الّذين وجّهوا تهمة العمالة وفرية الزندقة للعلماء ،ففاعليّة ضربات العلماء غير الواعين أو الوعين كانت - وما تزال - اشدّ تأثيراً أضعافاًمضاعفة...« .
».... وعلى حدّ زعم البعض فانّ عالم الدين يكون جديراً بالاحترام والتكريم عندمايكون غارقاً في الحمق بشكل كلّي ، وإلّا فإنّ عالم الدين المعنيّ بالسياسة أو المدبِّر والذكيّهو ذو أهداف ومطامع مشبوهة - في نظر أصحاب هذا الزعم - وأمثال هذا الزعم كان رائجاًفي الحوزات الدينيّة ، ووفق مقياسها ، فمن كان منحرفاً كان أشدّ تديّناً ، وكان تعلّم اللغاتالأجنبية يُعدُّ كفراً ، ودراسة الفلسفة والعرفان تُعدُّ معصية وشركاً . في مدرسة الفيضية شربولدي المرحوم مصطفى - وكان صغيراً - ماءً من زير خزفي (دنّ) في تلك المدرسة ، فقامبعضهم بغسل الزير الخزفي بالماء لتطهيره ! لماذا ؟! لأنّني كنت اُدرّس الفلسفة!!« .
».... وطائفة اُخرى من المتلبّسين بزيِّ العلماء والّذين كانوا قبل انتصار الثورة يرونفصل الدين عن السياسة ، وكانوا يتحمّسون بأكمام البلاط الملكي، تحوّلوا - فجأة - إلىمتديّنين يوجِّهون تهمة الوهابيّة وما هو أسوأ من الوهابيّة لعلماء الدين الأعزاء الشرفاءالّذين تحمّلوا أشكال الأذى والتشريد والنفي .
وبالأمس كان المتظاهرون بالقدسيّة عديمو الشعور يقولون بعزل الدين عن السياسةويحرِّمون معارضة الشاه ، لكنّهم اليوم يقولون بأنَّ مسؤولي النظام الاسلامي أصبحواشيوعيّين، وإلى الأمس كان هؤلاء يرون الخمر والفساد والفحشاء والفسق ووجود سلطةالظالمين ، يرون كلَّ ذلك أمراً مفيداً يفتح الطريق أمام ظهور الإمام الحجّة المنتظر )أرواحنإ له الفدا) ، أمّا اليوم فهم يطلقون صرخات (وا إسلاماه) ، لأنّ مخالفة بسيطة للشرع وقعت فيزاوية ما في هذا البلد .
والحجّتيون الذين حرَّموا الجهاد بالأمس وبذلوا كامل جهدهم لإفشال الإضراب عنإنارة الأضواء في الخامس عشر من شعبان ، قاموا بذلك في أوج تصاعد الكفاح والمواجهةخدمة للشاه ، هؤلاء صاروا - اليوم - أكثر ثوريّة من الثوريين أنفسهم .
ودعاة الولاية الذين أهانوا بالأمس كرامة الاسلام والمسليمن بسبب موقفهم التقاعسيّالصامت وتحجّرهم ، وقصموا بأعمالهم ظهر النبيّ الأكرم صلّى اللَّه عليه وآله وأهل بيتهالطاهرين عليهم السلام ، هؤلاء الذين لم يخرج تعاملهم مع شعار الولاية عن إطار استغلالهللكسب ووسيلة للترف يطرحون اليوم أنفسهم باعتبار أنّهم هم بناة الولاية ووارثوهاويتحسّرون على حال الولاية في حكم الشاه .
وحقّاً ، فمن أين تصدر الاتّهامات بالعمالة لأمريكا وروسيا ، وبالتلفيقيّة وعدم الأصالة ،واتّهامات تحليل المحرّمات وتحريم المباحات وقتل الحوامل وتحليل القمار والموسيقى ؟! هل تصدر اتّهامت كهذه من اُناس لا دين لهم أم من مرائين بالقدسيّة ومتحجّرين عديميالإحساس ؟ !
ومن هو الذي يطلق صرخات حرمة محاربة أعداء اللَّه ، ويسخر من فكرة الشهادةوالشهداء ، ويقوم بإعلان التجريح والطعن صراحة أو اللَّمز كناية بشرعيّة النظام ؟ ! هل هذامن عمل العامّة أم الخاصّة ، والخاصّة من أيّة فئة أمن المعمَّمين المتلبِّسين بزيِّ علماءالدين أم غيرهم ؟ لنكتفِ بهذا ، فالحديث هنا طويل وطويل ...«(12) .
وللشهيد السيّد محمد باقر الصدر قدّس سرّه الذي يُعتبر من الشخصيات العظيمة فيالحوزة العلمية والذي تحمّل لسعات ولدغات (الثعابين) بل أن بعضهم تعاون مع البعثيين(باخلاص) من أجل الاسراع في اعدام السيد الصدر حتى (لا يظهر خميني آخر في العراق)على حدّ قول هذا العالم !!! وهؤلاء هم أنفسهم وحواشيهم الذين يقفون اليوم ضد أي حركة تسعى إلى تطوير الحوزة وتجديدها ، لذا اتّخذ السيد الشهيد منهم موقفاً واضحاً فنجده يقولفي احدى محاضراته :
(لماذا تعيش الحوزة العلمية في هذا البلد مئات من السنين، ثم بعد هذا يظهر إفلاسهافي نفس البلد الذي تعيش فيه... واذا بأبناء هذا البلد أو بعض أبناء هذا البلد يظهرونبمظهر الأعداء والحاقدين والمتربّصين بهذه الحوزة!!« ويضيف: »ألا تُفكّرون في أنّ هذههي جريمتنا قبل أنْ تكون جريمتهم، وأنّ هذه مسؤوليتنا قبل أنْ تكون ؤوليتهم...
ثمّيقول :...لابدّ لنا ، مثلاً ، أن نتحرّر من نزعة الاستصحاب... من نزعة التمسك بما كانحرفياً... هذه النزعة الاستصحابية جعلتنا نعيش دائماً مع اُمّة مضى وقتها... مع اُمّة ماتتوانتهت بظروفها وملابساتها أننا نعيش في اُمّة ذات أفكار أخرى واتجاهات أخرى...وحين نتعامل مع اُمّة ماتت فمن الطبيعي أن لا نُوفّق... .
وأخير نراه ينقد حالة التحجّر والجمود الذي يعيشه بعض علماء الحوزة ويوضّح العلاقة بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة والعلاقة باللَّه تعالى فيقول:
»... إنّ مطالب الفقه والاُصول تملأ عقل الانسان ولكنها لا تملأ ضميره ولا تملأ وجدانه،ولئن امتلأ عقله علماً فإن ضميره ووجدانه قد يبقى فارغاً، كما كان فارغاً حينما كان ابنالقرية أو ابن المدرسة او ابن المعمل الذي جاء منه الى هذه الحوزة... وهذا الفراغ فيالضمير والوجدان الذي يعيشه سوف يميّع بالتدريج شعوره بالارتباط باللَّه سبحانه حتى وإنْأصبح ثرياً من الناحية العقلية... وانتم تعرفون أن من ينسى اللَّه ينساه اللَّه، ... نحن اليومنرى أن الوجوه كلها ساخطة علينا متبرّمة بنا، لأنّنا لم نصانع وجهاً واحداً...« ويضيف :
»نحن بحاجة الى أخلاقية التضحية بدلاً من أخلاقية المصلحة الشخصية، لا بد لنا منأخلاقية التضحية بالمصالح الخاصة فيغ سبيل المصالح العامة...«(13)
أمّا الشهيد مرتضى المطهّري فيصف هؤلاء قائلاً : »... إلّا إنّ المواضيع التي لم يَلتفتاليها المجتهدون ، بقي فيها الجمود الفكري الإخباري لحد الآن، وما أكثر المجتهدين الذينيجتهدون بعقلية إخبارية...« ويضيف بألم:
»إن الكثير من القضايا التي نراها في السوق باسم )معارف أهل البيت( وتطعن أهل بيتالنبوّة بالخنجر من الخلف، ليست في الحقيقة سوى بقايا أفكار )أمين الاسترابادي(«(15) .
اضافة إلى هذه الأصوات الجريئة التي نادت بها هذه الشخصيات العظيمة كان صوتسماحة آية اللَّه العظمى السيد محمد حسين فضل اللَّه الذي وصف الحوزة قائلاً :
»... ومن نقاط الضعف، هو أن المرجعية لا تزال شخصاً وليس مؤسسة في الوقت الذيتطورت فيه أوضاع المرجعية في العالم الاسلامي الشيعي بحيث أصبحت القضايا السياسيةتقتحم مسؤولية المرجع.. كما أن التحديات الكبيرة التي يعيشها الواقع الإسلامي صارتتواجه المرجع في مسؤوليته...« .
وفي إشارة اُخرى :
»... وهذا.. ما يجعل المرجعية في عزلة عن تطور الأحداث وبعيدة وعن مواكبةالمتغيّرات في العالم... وهذه المسألة هي من نقاط الضعف الكبيرة التي جعلت الواقعالإسلامي يعيش في واد والمرجعية تعيش في وادٍ آخر... إنّ هناك تململاً ، ولكن هذاالتململ لا يزال جانبياً... ويعني أن هناك إرهاصات يمكن أنْ تنفتح ولو بعد حين علىوضعٍ جديد يهزّ كل هذا الواقع الفكري والشعوري والعملي الذي يطبق على مسألةالمرجعية« .
سماحة آية اللَّه العظمى الشيخ الهمداني دام ظلّه :
انّ ذكرنا لهذه الصيحات الجريئة لا يعني ان الحوزة العلمية مفلسة تماماً من العلماءالواعين والمجاهدين ، فشخصيّتكم العظيمة وجهادكم الطويل وموقفكم الراسخ في دعمالثورة الاسلامية المباركة ، اضافة إلى ثلّة مؤمنة من العلماء الواعين ، تعتبر ركناً أساسياً منأركان هذه المؤسّسة الدينية ، بل من أركان الطائفة الشيعيّة المحقّة .
أمّا الذين يتباكون على المذهب الشيعي اليوم وعلى مظلومية أهل البيت عليهم السلام ،هؤلاء الذين لم يرف لهم جفن أمام مئات الآلاف من الشيعة الذين يذبحون يومياً في العراقوافغانستان ولبنان وفي انحاء اُخرى من العالم ، هؤلاء الذين لم يستنكروا ولو بكلمات قليلةجرائم الشاه المقبور والطاغية صدام والتي ارتكبت بحق علماء الاُمّة ، هؤلاء الذين يحرّكهم)الدينار الكويتي وغيره من أموال النفط( نسوا أو تناسوا ما فعله هذا الدينار اللعين بالشعبينالايراني والعراقي عندما حرّك الطاغية صدام وشنّ حربه المجنونة على ايران الاسلام ،هؤلاء الذين يصفهم أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : )وإنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها،ومُهطِعون اليها، وقد عرفوا العدل ورأوه، وسمعوه ووعوه، وعلموا أن الناس عندنا اُسوة،فهربوا إلى الأثرَة فبُعداً لهم وسحقاً«.
هؤلاء الذين يحاولون تضليل السذّج من الشيعة ، بأنّ المذهب في خطر عظيم، وعلىالجميع أن يقفوا بوجه فضل اللَّه الذي (لم يتفاعل) مع بعض الاحداث التي تعرضت لها فاطمةالزهراء عليها السلام على أيدي أحقر خلق اللَّه الذين اغتصبوا حقّ أهل البيت عليهم السلام ،وكأنهم نسوا أو تناسوا بأن شيخ الطائفة (المفيد) رحمه اللَّه لم يتفاعل هو كذلك مع هذه المسألة عندما أنكر انّ للزهراء عليها السلام ابناً اسمه (محسن) أي انّه (لميتفاعل) مع بعضهذه الأحداث .
هؤلاء يشجّعون ابناء الطائفة على القيام بالمعاصي والذنوب (فالقلم يرفع ثلاثة أيّام) عنذنوب الشيعة في التاسع من ربيع الأوّل وذلك بسبب مقتل عمر ، و (حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيئة) وكأنّهم نسوا أو تناسوا كذلك الصحيحة المرويّة عن الإمام الباقر عليه السلام فيحديثه لجابر :
قال : يا جابر ، أيكفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت ؟ فواللَّه ماشيعتنا إلّا مَن اتّقى اللَّه وأطاعه ، وما كانوا يعرفون إلّا بالتواضع والتخشّع وكثرة ذكر اللَّه ،والصوم والصلاة ، والبرّ بالوالدين، والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمينوالأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس إلّا من خير ، وكانوااُمناء عشائرهم في الأشياء.
فقال جابر : يا بن رسول اللَّه ، لست أعرف أحد بهذه الصفة.
فقال : يا جابر ، لا تذهبنّ بك المذاهب ، أحسب الرجل أن يقول : أحبّ علياً وأتولّاه ثمّلا يكون مع ذلك فعالاً ، فلو قال : أحبّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ، فرسول اللَّه خير منعلي عليه السلام ثمّ لايعمل بعمله، ولا يتّبع سنّته ما نفعه حبّه ايّاه شيئاً ،فاتّقوا اللَّه واعملوالما عند اللَّه فليس بين اللَّه وبين أحد قرابة، أحبّ العباد إلىاللَّه وأكرمهم عليه أتقاهم له،وأعملهم بطاعته .
يا جابر ، واللَّه ما يُتقرّب إلى اللَّه جلّ ثناؤه إلّا بالطاعة ، ما معنا براءة من النار، ولا علىاللَّه لأحد حجّة ، من كان للَّه مطيعاً فهو لنا وليّ ، ومن كان للَّه عاصياً فهو لنا عدو ، ولا تنالولايتنا إلّا بالورع والعمل«(16).
شيخنا الجليل :
لقد أصبحت الشيعة اليوم تعيش في وضع رديء بسبب هذه الفتنة التي تثيرها بين حينوآخر فئة معروفة بمواقفها المخجلة ، وهمّها الأوّل أن ينسى أبناء الطائفة العدو الأوّل لهمالمتمثّل بالاستكبار العالمي والوهابية الحاقدة على المذهب.
لقد أصبحنا كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام : »...وقد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلّا إدباراً ، والشرّ إلّا إقبالاً ، ولا الشيطان في هلاك الناس إلّا طمعاً...إضرب بطرفكحيث شئت من الناس فهل تبصر إلّا فقيراً يكابد فقيراً، أو غنيّاً بدَّل نعمة اللَّه كفراً ، أو بخيلاًاتّخذ البخل بحقّ اللَّه وفراً ، أو متمرّداً كان بأذنه عن سمع المواعظ وقراً...« .
فلماذا لم تلتزم - ايّها الشيخ الجليل - بما أوصيت به أبناء الاُمّة في رسالتكم الاُولى حينقلتم بحقّ السيد المظلوم فضل اللَّه : »لا أرى في التفريط بمثل هذه الشخصية المهمّة مصلحةللاسلام والمسلمين لأنّ ذلك يمثّل قطع عضو مهم من أعضاء الجسد الاسلامي« وهلاحترمت وأكرمت سماحة السيد فضل اللَّه حين قلت : »فانّني أرى من اللازم احترام سماحته وإكرامه« .
أولستَ القائل بحقّ السيّد فضل اللَّه بأنّ أفكاره (ما درج عليه علماء الطائفة المحقّة فيمسألة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام من أمثال الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخالطوسي والسيد الأمين والشيخ الأميني) .
أليس هذا التخبّط في المواقف واصدار الفتاوى العشوائية بحقّ المخلصين من علماءالطائفة يساهم في عملية التمزيق الذي تتعرّض له هذه الطائفة المحقّة من قبل أعدائها؟
لذا كانت رسالتنا هذه إليكم من أجل انقاذ ابناءكم من التخبّط الذي باتوا يعيشون فيهبسبب هذه الفتنة ، ومحاولة جمع كلمة الطائفة على البرّ والتقوى .
اللّهمّ هل بلّغت فأشهد ، اللّهمّ هل بلّغت فأشهد ، اللّهمّ هل بلّغت فأشهد .
ربّنا اغفر لنا ولاخواننا الّذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلّاً للّذين آمنوا ربّناانّك رؤوف رحيم.
وأدام اللَّه وجودكم الشريف ذخراً لشيعة أهل البيت عليهم السلام
والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته
قيصر الركابي
الحوزة العلمية / قم المقدسة
5 / جمادى الاُولى / 1419
فتوى سماحة الشيخ الهمداني
المؤيّدة لسماحة آية اللَّه العظمى السيد فضل اللَّه والصادرة بتاريخ 6 / رمضان /1418
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
بعد السلام والتحيّة ... انّ شخصيّة ووجود السيّد محمد حسين فضل اللَّه (حفظه اللَّهتعالى) من الأهميّة بمكان وهو كما وصفتم في رسالتكم وإنّني أعلن عن كمال أسفي لمانسب إليه من اشكالات وأسفي هذا نابع من كونه عضواً مهمّاً في كيان الاُمّة الاسلامية حيثيتصدّى سماحته بقوّة للاستكبار العالمي والخطر الصهيوني لذلك لا أرى في التفريط بمثلهذه الشخصية المهمّة مصلحة للاسلام والمسلمين لأنّ ذلك يمثّل قطع عضو مهم منأعضاء الجسد الاسلامي وما أحوجنا اليوم إلى الوحدة والإتّحاد خاصّة بين علماءالمسلمين ونظراً لمعرفتي الخاصّة بسماحته وارتباطي المستمر معه وبناءً على الإتصالاتالهاتفية معه والمراسلات العديدة التي جرت بيني وبينه ومن خلال أجوبته على رسائليالتي وجّهتها إليه في هذا الصدد وبعد التقائي به شخصيّاً وحديثي المباشر معه فقد أكّد لي ماكتبه في رسائله الجوابيّة من ردّه ما نسب إليه منها ما تلاحظونه في الصفحة التالية ولذلك لميثبت عندي ما نسب إليه من اشكالات كما انّني حضرت صلاة الجمعة في بيروت التييحضرها ما يقرب من ثلاثين ألفاً من المصلّين واستمعت إلى خطبه الرائعة وما تضمّنته منمعارف اسلامية أصيلة ومواعظ هادفة وذكر لأهل البيت )سلام اللَّه عليهم( وتجليل وتعظيملمقامهم ولزوم اتّباع نهجهم وكذلك التحليلات السياسيّة الرصينة والدفاع المتين عنالاسلام والثورة الاسلامية المباركة لذلك ونظراً لكونه عالماً وفقيهاً واعياً ومجتهداًبصيراً ومجاهداً يقف بوجه الأخطار والمخطّطاتوالمكائد الاستكباريّة والصهيونيّة ونظراً لتأكيده على كلّ عقائد الشيعة الإمامية فانّني أرىمن اللازم احترام سماحته وإكرامه .
والسلام عليكم وعلى سائر المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته
حسين نوري همداني
6 / رمضان المبارك / 1418
فتوى سماحة الشيخ الهمداني
التي أصدرها ضد سماحة السيد فضل اللَّه بتاريخ 10 / ربيع الثاني / 1419
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
روى زرارة عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام قال : )ذروة الأمر وسنامهومفتاحه، وباب الأشياء ، ورضى الرحمن ، الطاعة للإمام بعد معرفته ، أما لو أن رجلاً قامليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي اللَّه ومواليه ،وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على اللَّه حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الايمان( .
كان تأييدي للشخص المزبور لشخصيته السياسية فقط بسبب وقوفه في مقابل فيمقابلالاستكبار العالمي والصهونية ولأنّه أيد الثورة الاسلامية المباركة منذ قيامها وكان مدافعاًعنها من ذلك الوقت ، فلم أر من المصلحة في تلك المرحلة أن اضعّفه . وعندما كتب بنفسهصورة من عقائده وأظهر إيمانه بعقائد الشيعة الإمامية نشرت كا كتبه ، ثمّ تقرّر أن يأتي إلىإيران ليجيب بنفسه عن الإشكالات الموجهة إليه في العقائد في جلسات مع العلماء الأعلاموقد أكدت عليه أن يفعل وعلى المرتبطين به ، ولكنه بعد مدة طويلة لم يأت إلى إيران ، ومنجهة اُخرى فإنّ عدداً من علماء الحوزة العلمية من أهل التحقيق والتتبع قرأوا كتبه مثلكتاب الندوة وكتاب وحي القرآن وغيرهما وجاؤوني بآراء ومسائل عقائدية وفقهية فوجدتهامخالفة للأحاديث الاسلامية الصحيحة المعتبرة واجماع علماء الطائفة المحقّة ، الأمر الذيجعل أصل إجتهاده عندي موضع شك ، ولذا فإني من هذا التاريخ لا اؤيده ولا أرى جوازتأييده أو مساعدته في نشر أفكاره، وإني أقف بحزم إلى جانب علماء الحوزة العلمية فيردّ ومواجهة كل الأفكار والعقائد المخالفة للقرآن الكريم والأحاديث المعتبرة وتاريخالشيعة المسلم ، واللَّه ولي التوفيق .
حسين نوري همداني
10 / ربيع الثاني / 1419
المصادر :
..1) مصادر نهج البلاغة وأسانيده 124 : 3 ، الخطبة 214 .
2) نهج البلاغة : رقم النص 214 .
233 / 1 (3 ح 1031 .
4) تصحيح الاعتقاد : 150 وما بعدها .
5) تصحيح الاعتقاد : 152 .
6) رجال السيد بحر العلوم 220 : 3 دار الزهراء .
7) جنة المأوى : 135 .
8) فقه الشيعة 126 : 3 .
9) سيرة الائمّة الاثني عشر : 133 طبعة دار التعارف .
10) الشيعة في الميزان : 217 ، دار الجواد .
11) مع احترامنا وتقديرنا للكثير من القرّاء الحسينيين الذي أثروا المنبر الحسيني بالكثير من المفاهيمالاسلامية والذين ساهموا في الحفاظ على ثورة الإمام الحسين عليه السلام كالشيخ الوائلي وغيرهمن الشباب المخلص الذي قضى جلّ أوقاته في جبهات الحقّ وفي القرى والأرياف فكانوا بحق منالرجال )الذين صدقوا ما عاهدوا اللَّه عليه(.
12) كانت كل تلك النصوص مقتطفات من رسالة الامام الخميني »قدس سره« الى العلماء22 شباط 1989 الموافق 15 رجب 1409 ه .
13) المحنة - للسيد الشهيد )محمد باقر الصدر( ص90 - 80 .
14) خطاب السيد الخامنئي حفظه اللَّه( أمام فضلاء وأركان الحوزة العلميّة ألقاه فيمدرسة )دار الشفاء( بقم المقدّسة بتاريخ 12 رجب 1416 ه.
15) مبدأ الاجتهاد : 41 .
16) الأمالي للشيخ الصدوق : 625 ، المجلس «91» .