الأغلبية العراقية.. الصامتة
الأغلبية العراقية.. الصامتة
أحمدالربعي
من يفسر لنا الدور المتواضع لمؤسسات المجتمع المدني في العراق؟ من يفسر لنا غياب الصوت العراقي العقلاني والمسالم داخل العراق؟ ولماذا لا نسمع من العراق سوى صوت الزرقاوي وبعض أئمة الإرهاب في ظل صمت مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والقوى العراقية الفاعلة؟
هناك ملايين من العراقيين يريدون السلام والاستقرار ويرفضون الإرهاب والقتل. وهناك أحزاب كثيرة من كافة الاتجاهات مشاركة في الحكومة العراقية المؤقتة تشارك هؤلاء الملايين رأيهم. فلماذا هذا الصمت وغياب الدور السياسي لكل هذه الأحزاب؟ أليس من حق العراق ومن أجل رفع معنويات الناس تنظيم مظاهرة كبيرة في بغداد ضد الإرهاب ومع السلام؟ أليس من واجب الأحزاب والشخصيات الفاعلة والمؤسسات الشعبية أن تساهم في رفع الروح المعنوية للعراقيين، وتؤكد لهم أهمية الحياة والسلام والاستقرار؟
الفضائيات العربية، والذين يدافعون عن الإرهاب في العراق أصواتهم عالية حتى كادت تطغى على الجميع. وأخبار الإرهاب والقتل ارتفعت حتى كادت تقضي على وجود مجتمع عراقي مسالم. آباء وأمهات يربون أطفالهم. معلمون في المدارس. وأطباء في المستشفيات. وشباب يتزوجون. وعائلات تحتفل بالحياة. ومدارس يتم تنظيفها. وحرية ظهرت على أنقاض الدكتاتورية. كل هذا لا نسمع عنه. ولا صوت يعلو على صوت ممثلي الإرهاب والقتلة.
باستثناء مقاتلين أشداء من العراقيين والعرب يكافحون في بعض الفضائيات والصحافة ومواقع الإنترنت عن الحياة في العراق، يكاد الصمت أن يكون سيد الموقف. فلماذا الخوف والتردد؟ ولماذا لا يستفيد المجتمع المدني العراقي من أجواء الحرية ليعبر عن نفسه وعن أحلامه ؟!
صوت الإرهاب اختطف العراق، واختطف صورة العراق وشكلها على مزاجه وعلى مقاسه. ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات العراقية تمارس صمتا معيبا وكبيرا.
اكسروا حاجز الخوف أيها العراقيون. أخرجوا إلى الناس وقولوا انكم مصممون على بناء عراق مستقر. وان كل الإرهاب والقتل هو مرحلة مؤقتة. وانكم ضد كل هذا العبث.
حان للغالبية الصامتة أن ترفع صوتها.