يقال الكثير عما يحدث في اللطيفيّة، من قتل عشوائي و قتل على الهوية و آخيراً سبّ الأئمّة و لم أكن أود أن أروي قصتي إلّا بعد أن كثر الحديث عن هذه المنطقة...لا و بل أخبرني صديقي قبل قليل أن القتل على الهوية قد وصل بغداد في الغزالية و الدورة...
لا أريد التفصيل في رواية قصتي، و قد رأيت فيها الموت مرتين و نجوت بأعجوبة...و لكن أود القول أنها حصلت في الحادي عشر من سبتمبر و صادفت ذكرى وفاة الكاظم (ع) ...و أن من خطفوني عرفوا بأنني شيعي و من النجف و يكفيني اسمي حتى يدل على هذا...و قال أحدهم أن النجف مدينتنا و أهل النجف إخوتنا...لم يتعرض أحد لي بالضرب أو النهر أو الشتيمة...و بعد اتصالهم التلفوني مع "أبو سجاد" (لا بد أنه اسم مستعار) أطلقوا سراحي بعد أن تبيّنوا أن لا علاقة لي بالأمريكان أو الحكومة،بعدها ابتسموا في وجهي طالبين ألا أحلق شواربي و ..إلخ كي لا أبدو كالأمريكان!
لم يكونوا ملثمين و وضعوا سيارتنا التي تهشمت أمانة عند أهل المنطقة الّذين يعرفونهم...هل هذا يعني أنّهم غير إرهابيّين؟ بلى لأنني بكل بساطة كنت سأموت بسبب شكّهم أنّي أمريكيّ!
قتل أكثر من 15 مدنياً قبل ثلاثة أسابيع حصل في نفس اليوم الّذي عدت فيه من النجف إلى بغداد، شاهدت ثلاثة سيارات "كيا" و شاحنة تحمل تراباً و آثار الرصاص واضحة، و قد حصل هذا في "الحصوة"...و في نفس اليوم قرأت التحذير على جانب الطريق "إنذار إلى أهل الحلة...ممنوع الدخول إلى اللطيفيّة...المجاهدون"...