انقسامات شيعية بشأن الانتخابات..
نقسامات بين الشيعة بخصوص الانتخابات.
بينما يتناقش "السنة" بشأن مقاطعة الانتخابات، او تأجيلها لما بعد يناير 30، يعاني الشيعة إمكانيات انقسام قد يفقدهم الكثير من الأصوات.
السيد غازي الياور والسيد د. علاوي والسيد السيستاني جميعهم يحاولون أعداد قوائم انتخابية كل منها تشمل شخصيات عراقية شيعية ستتنافس فيما بينها يوم الانتخابات.
القانون الانتخابي لا يعترف بمناطق او طوائف: كل قائمة سيتم عرضها على الناخب في جميع أرجاء البلاد.
وهكذا ستحوي كل قائمة أسماء مرشحين من طوائف ومناطق متعددة.
تحدث مدير اللجنة الانتخابية السيد عبد الحسين هنداوي للاسوشيتد برس مؤكداً ان موعد الانتخابات لن يتغير طالما بقت قوى مؤثرة في السياسة العراقية تطالب بالالتزام به.
ويعتبر الشيعة صندوق الاقتراع بوابة للوصول للسلطة التي حرموا منها لقرون طويلة: في يناير، ستنتخب عامة الناس 275 عضواً يصنعون دستوراً دائماً للبلاد يتم عرضه على الشعب للتصويت لاحقاً. ثم ستتم انتخابات أخرى في ديسمبر 2005.
ونظراً لأهمية الانتخابات ، يسعى السيد السيستاني لتوحيد الشيعة لضمان الفوز.. وهو يحاول أعداد قائمة ب 165 عضواً.
مساعي السيد السيستاني لاقناع د. علاوي للانضمام لقائمته حتى اللحظة لم تنجح.. فد. علاوي، الشيعي العلماني، لا يزال مصراً على قائمته، بالرغم من ان السيستاني أرسل له سياسي معروف لإقناعه للانضمام للقائمة.
وقيل ان السبب هو وجود اسم السيد احمد جلبي في قائمة السيستاني. وقيل كذلك ان السيد د. علاوي يحاول ان يظهر بصورة وطنية تتجاوز التجمعات الطائفية.
وقد حاول السيد السيستاني جلب شخصيات سنية الى القائمة. ولكن لم يحالفه التوفيق بعد.
تقول شخصيات شيعية مطلعة انهم لا يزالون يأملون بانضمام السيد د. علاوي للقائمة.. "ربما يدرك احتياجه لدعم السيستاني ولكنه حالياً يعتبر نفسه منتصراً دبلوماسياً وعسكريا وربما يريد بعض التنازلات."
يقول السيد هنداوي، مدير اللجنة الانتخابية، ان 217 حزباً وحركة مسجلة للاشتراك في الانتخابات.
وقد واجهت مساعي السيستاني لتوحيد الصوت الشيعي كذلك مشاكل بسبب السيد الياور. فبالرغم من كونه سنياً، الا انه يقدر على جمع أصوات عشائر شيعية تتبع عشيرة شمر، وهو من اهم زعمائها.
والسيد الياور يصنع اليوم قائمة لحزب عراقي يحاول الوصول لأصوات الأكراد، والسنة والشيعة والمسيحيين.. وقد انضم لهذا الحزب السيد حازم شعلان.
من يمثل تيار السيد مقتدى الصدر يتفاوض مع مساعدي السيستاني. وتاييدهم للقائمة مشروط بعدد الكراسي التي ستقدم لهم. وبالطبع فانسحاب التيار الصدري سيلحق ابشع الضرر بالقائمة السيستانية، نظراً لشعبية السيد مقتدى: في منطقة مثل مدينة الصدر فقط، هناك 2 مليون شيعي غالبيتهم تؤيد التيار الصدري.
هناك شخصيات معروفة طالبت بتأجيل الانتخابات ل 6 شهور، غالبيتهم من السنة والعرب والأكراد، والأحزاب العلمانية . ولكن حكومة د. علاوي تؤكد على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة. السيد هوشيار زيباري قال ان الانتخابات انتصار محقق ضد المتمردين.
كما أيد فكرة الانتخابات دول لها ثقلها في مجلس الأمن.. في مؤتمر شرم الشيخ.
تعليق:
هذه انتخابات ينتج عنها حكومة محدودة الصلاحية لها هدف واحد فقط: وهو صياغة الدستور. والعمر الافتراضي لهذه الحكومة المنتخبة لا يزيد عن عام، أليس كذلك؟
حسب هذه المعطيات، يجدر بكل قائمة توضيح فلسفتها تجاه الدستور. حتى نعرف من ننتخب ليحقق ما يريده الناخب.
فالمفروض هو ان القائمة التي ستكسب ستصنع الدستور الدائم.. وبعد ذلك سيتم تقديم الدستور لاستفتاء (حسب المقالة).
سؤال صريح هنا: هل هناك ثمة فارق في الدستور الذي ستصنعه هذه المجموعة، او تلك؟ يعني: هل ستصنع قائمة السيد الياور دستوراً مختلفاً عن الذي تصنعه قائمة السيد د. علاوي؟ وهل هذه القوائم ستصنع دستوراً مخالفاً لذلك الذي قد تصنعه قائمة السيد السيستاني؟ هنا .. مربط الفرس.
صياغة الدستور في نهاية المطاف لا تقوم بها شخصيات سياسية.. بل شخصيات درست القانون، وتعرف شئونه.
باختصار: السؤال الذي اطرحه هنا: هل هناك ثمة فارق بين فوز هذه القائمة او تلك؟ ما دامت قوانين الدستور غالبها معروف سلفاً ومتفق عليه؟ واذا لم يكن هناك ثمة فارق يذكر، فلماذا كل هذا اللغط بشأن الانتخابات؟
ربما القضية تتعلق بهل سيكون الدستور اسلامياً ام علمانيا؟ والمفترض ان الولايات المتحدة تريد قانوناً يميل للاعتدال، وحتى للعلمانية في بعض الشئون.. والله اعلم.
وهكذا، أخشى ان يكون موضوع الانتخابات في هذا التوقيت لعبة يشغلنا بها الاحتلال.. بينما تتم هذه اللحظة صياغة الدستور الجديد في واشنطن..
اما موضوع الخلافات داخل البيت الشيعي، فقد يؤدي لخسارة اصوات كثيرة. ولكن يمكن تعويضها من مجموعات ااخرى لو قدمت القائمة الشيعية فكراً مستنيراً يعجب الناس، ويساهم في حل مشاكل البلاد المستفحلة؟
وفي نهاية المطاف، ربما يكون الهدف شغل الشارع العراقي بهذا الشأن، بدلاً من شئون أخرى؟ والله اعلم..
وفي آخر العام 2005 ستحدث انتخابات أخرى.. فيُشغل الناس بالهم الانتخابي مرة أخرى.
وكل انتخابات وانتم بخير..
المصدر:
Split Among Iraq's Shiites Could Cost them Chance to Determine Next Parliament
حمزة هنداوي
Associated Press
11 , 26, 2004-
المحجوب.