خطبة الجمعة للسيد الصافي .. في كربلاء
صلاة الجمعة في كربلاء
05-12-2004
--------------------------------------------------------------------------------
قال السيد احمد الصافي ممثل اية الله العظمى السيد السيستاني في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء:" لعلي اتسائل ، لماذا هذا الاهتمام باعاقة كل المشاريع التي تخدم العراق ؟ لماذا انعقدت المؤتمرات والندوات خارج العراق من اجل مناقشة وضع العراق؟ هل العراق يمر بازمة ؟ هل دول الجوار هي التي تمر بازمة بسبب العراق؟ هل العالم العربي والاسلامي يمر بحالة احتضار، ولاينفعه الا الدم العراقي لانقاذه، مالذي يجري في العراق"
واستطرد الصافي قائلا:"ان بعض المشاكل في العراق هي مشاكل حقيقية تحتاج الى حل وبعضها غيرحقيقية اصلا. بل من صنع صانع. اما المشاكل الحقيقية فتكمن في الذي حصل بعد سقوط النظام هو انهيار تام لدولة استمرت لاكثر من ثلاثين عام وهذا الانهيار يعني انهيار الاقتصاد والامن وجميع البنى التحتية فهو لم يكن انقلابا على راس النظام حتى يبقى كل ماهو عليه وتستمر الدولة كحالها من الدول التي تتعرض للانقلابات ، بل هو انهيار تام لجميع مفاصل الدولة . وهذه مشكلة حقيقية فالدولة كانت تخضع لحكم الحزب المنحل وللاجهزة القمعية وهذه انهارت بشكل مفاجيء فلابد ان تبقى الثغرات موجودة وهذا كان واضحا للعيان بعد سقوط النظام مباشرة فكثير من الفصائل قد تعطلت بشكل مباشر . الوضع الامني هو المشكلة الحقيقية وتحتاج الى حل سريع، اما المشاكل غير الحقيقية فهي : ان تركيبة العراق معقدة ومن الصعب التوافق بين الطوائف والاعراق في البلد فاغلب الدول لاتخلوا من تركيبة سكانية متباينة ولانجد فيها المشاكل التي تهددها، فالاكراد والسنة والشيعة والتركمان يعيشون في هذا البلد منذ مئات السنيين ، هناك ايدي خبيثة ونفوس مريضة تحاول ان توجد شرخا بين هذه الطوائف ن لكن حكماء هذه الطوائف لاتنطلي عليهم هذه المحاولات"
واضاف خطيب الجمعة :" مايقال عن العراق وقيل عن حرب اهلية ، ان مسالة الحرب الاهلية غير واردة ان شاء الله ولايسمح بها العراقييون على اختلاف مشاربهم ، نعم ممكن ان نصور المسالة على النحو التالي، ان اغلب الانظمة العربية هي انظمة خائفة ومرتجفة وهي لاتمثل الارادة الجماهيرية لشعوبها وبعد سقوط الدكتاتورية في العراق خشيت على نفسها في ان النوبة ستصل اليها لذلك خرجت ببعض العناصر المشبوهة داخل العراق لارباك الوضع وزعزعة الجانب الامني وكان الهدف منه افشال كل الخطط التي من شانها ان تبدا ببناء عراق جديد واشعار امريكا بان محاولاتها في العراق فاشلة وهي لاتستطيع السيطرة على العراق ن فاذن لابد ان تنسحب وتترك بعض المشاريع السياسية التي تهدف اليها في الشرق الاوسط"
واضاف السيد الصافي :" اما امريكا فهي ثعلب السياسة الماكر فقد غضت النظر عن الحدود مع الدول المجاورة تاركة بعض القطعان من الذئاب تدخل وتعبث بالبلد – خصوصا في الوسط الشيعي - ,وهذه الفضائيات وشبكات الانترنت تكيل التهم والشتائم وتغذي كل مامن شانه ان يمزق وحدة الصف الشيعي لالسبب عقلاني بل هو التحذير كل التحذير من اخذ الشيعة دورا مهما في صناعة القرار السياسي . ان الشيعة كانوا ولايزالوا يعيشون حالة الحكمة والتوازن ولايتعاملوا مع الاحداث بهذا المستوى الدنيء والخسيس وقد قيض الله لهذه الطائفة المباركة مرجعيات خبرت الامور وحركتها التجارب فزينت بسداد الراي وصواب الفكرة. ان السياسة الامريكية في جزء منها سياسة الاستدراج ن فترك الحدود مفتوحة معناه جعل العراق كوادي يصب فيه سيل في كل مكان فهي تجعل العراق بل جعلته ملجاءا امنا في الظاهر لبعض القتلة الارهابيين وليست مشكلة ان تضحي ببعض جنودها المرتزقه من اجل نفع اكبر وهو الظفر باعدائها من القاعدة وغيرهم ان امريكا لاتريد القضاء على القاعدة تماما بل لابد ان تغض النظر عنها وتفسح المجال لها لانها ستعطيها مبررا معقولا لغزو العالم فضلا عن الشرق الاوسط بحجة الارهاب بل ان احداث الحادي عشر من سبتمبر لاتخلوا من علامات استفهام كثيرة ، لم لاتكون امريكا نفسها هي التي هيئة المسالة بهذا الشكل ولو اردنا ان نجدول الفوئد والخسائر الامريكية منذ احداث ايلول لوجدنا ان امريكا ربحت الكثير من جراء هذا الفصل". .
فيما يخص الانتخابات اكد الصافي :" ان السيادة العراقية لابد ان تتحقق حتى نحصل على دولة قوية متراصة وهذا المعنى تحققه الانتخابات العامة التي نادت بها المرجعية الدينية بعد سقوط النظام مباشرة وكم من مشكلة اثيرت حول الانتخابات سواء من الناحية الفنية او العملية وكلها ذهبت ادراج الرياح اذا لم تتحقق الانتخابات فسيبقى العراق تتجاذبه اطراف النزاع ومااكثرها، فالاصرارالشيعي والديني على الانتخابات خصوصا في موعدها المقرر هو في الواقع لحفظ العراق كوحدة واحدة بجميع مكوناته من الوقوع في منزلقات اكثر خطرا
http://www.alnajafnews.net/news/news...llnews&id=1041