فضل الله اصيب بانتكاسة اثر هبوط ضغط الدم
فضل الله اصيب بانتكاسة اثر هبوط ضغط الدم
تسارعت نبضات قلوب المصلين امس عندما كان المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله يلقي خطبته في مسجد الحسنين في حارة حريك وتعرض لانتكاسة اثر هبوط في ضغط الدم،، مما دفعه الى قطع خطبته وهو في منتصفها، لكنه اصرّ على اكمال الصلاة.
كان يتحدث عن سياسات الرئيس الاميركي جورج بوش واطماع دولته في العراق والمنطقة. وقبل ان يتطرق الى الوضع في لبنان كعادته في نهاية خطبته، فاجأته الانتكاسة، وخصوصا انه اطلق كلاما قاسيا ومعبرا في الخطبة قبل الاخيرة في الاسبوع الفائت، توقف عندها المراقبون اذ انتقد تعاطي المسؤولين بعضهم مع البعض.
ولحظة شعور فضل الله بالتوعك، اعتذر من المصلين قائلا: "لا أستطيع اكمال الخطبة". فجلس على الكرسي وحاول ان يتابع الصلاة، لكن قواه خارت، فبادر فريقه الطبي الى اجراء اسعافات اولية له خففت من حدّة المشكلة.
كان وقع الحادث ثقيلا على المصلين الذين كانوا يتابعون الخطبة مباشرة عبر اذاعة "البشائر"، فخافوا على قلب مرجعهم واخذوا يهتفون بصوت واحد: "يا الله يا الله احفظ لنا فضل الله". وبعد معمعة وارتباك، اعتلى السيد شفيق الموسوي المنبر مطمئناً: "ان السيد في خير ولا داعي للقلق". وهدأ هذا الكلام من روع الجموع.
وسرعان ما اكمل الخطبة نجل فضل الله السيد علي وسط ترقب المصلين. وبعد اجراء الاسعافات المطلوبة، اصرّ المرجع على اقامة الصلاة رغم نصائح الاطباء ومن حوله بأن يخلد الى الراحة. وفور انهائه الصلاة اطلق التكبير في المسجد ونقل فضل الله لاحقا الى قسم الطوارىء في مستشفى بهمن الذي يبعد امتارا قليلة عن المسجد، واجريت له فحوص على عجل. وبعدما اطمأن الاطباء الى استقرار حاله الصحية غادر المستشفى.
وقد تلقى سلسلة من الاتصالات ابرزها من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، الوزير غازي العريضي، السيدة رباب الصدر شرف الدين، وشخصيات. وزاره في المستشفى النائب غازي زعيتر.
وبعد الوعكة، تلقت اذاعة "البشائر" ومكتب فضل الله اتصالات من لبنان والخارج للاطمئنان الى صحته. وتجمعت حشود من اتباعه امام منزله في حارة حريك.
وفضل الله البالغ 66 عاما، انهكه السهر والتعب وكثرة التأليف والرد على الاستفسارات، ورغم ذلك يستقبل يوميا عشرات المواطنين للوقوف على مشكلاتهم، علما ان مستشاريه ينصحون له بأن يرتاح لكنه لا يمتثل، ولا يفتأ يشدد على التواصل مع مقلديه حتى لو كان الامر على حساب صحته.
صدر فضل الله يتسع لمشكلات الامة لانه يغار عليها، ولعلّ الحملات الظالمة التي تتعرض لها مرجعيته من الاقربين والابعدين كانت وراء انتكاسته امس.
النهار 25/01/2003
