ستبقى خالدا يا خالد يشار جنكيز
[grade="00008B 8B0000 008000 4B0082 00008B"]ستبقى خالدا يا خالد يشار جنكيز
أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني العراقية
ودع الكركوكيون وعشرات الآلاف من التركمان الذين قدموا من بقية المحافظات والمدن والقصبات والقرى العراقية في التاسع من كانون الأول2004 إلى مثواه الأخير في مقبرة المصلى، مناضلا آخرا من مناضليهم البواسل الذي ناضل طويلا من أجل هوية كركوك العراقية ونيل حقوق التركمان المغتصبة من قبل النظام البعثي المجرم المقبور والتي لا زالت تغتصب اليوم من قبل بعض الأطراف الكردية العميلة للقوات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والتي تدعي بكردية المدينة وتحاول بكل الطرق الغير شرعية التغيير الديموغرافي للمدينة وإظهارها بصبغة أعلامهم الصفراء والخضراء . فيشار جنكيز أحد الذئاب الرمادية الذي ولد في حي المصلى أكبر الأحياء الكركوكية العام 1954 ونشأ ودرس وناضل فيها، دفن في أرضها أيضا.
كنت أزور المرحوم في السجن كلما كنت أزور شقيقي سعدون كوبرولو الذي كان هو الآخر محكوما بالسجن المؤبد لأسباب سياسية. وكنا نجلس معا ساعات الزيارة كاملة وأحدثه عن أوضاع التركمان خارج القضبان الحديدية، في سجن العراق الكبير الذي كان العراقيون يعيشون فيه. كان يسألني دائما عن كل صغيرة وكبيرة، عن محلة مصلى وأزقته القديمة، عن مقهى آصلان يواسى وعن السوق الكبير وسوق قورية، وأخبار الشعراء والفنانين التركمان ونشاطاتهم وكان يوصيني دائما بالعمل السري الدائم وعدم التخلي عن النضال أبدا. كان يقضي أوقاته في مطالعة المطبوعات السياسية التي كنا نحملها إليهم ويمارس الرياضة. كان إنسانا عظيما يحبه جميع السجناء ويقدرونه وله علاقات مميزة مع جميع السجناء الذين كانوا يمثلون التيارات السياسية المختلفة في العراق. فكان يلتقي ويتحدث ويناقش مع الشيوعيين وأفراد حزب الدعوة الإسلامية وأفراد الأحزاب الكردية والحركات اليزيدية والفيليين والمسيحيين والقوميين العرب والناصريين. إضافة أبناء قوميته الذين كان معهم دائما.
لم يكن مصير يشار جنكيز الذي أستشهد يوم 8 كانون الأول 2004 مختلفا عن مصير الذين سبقوه من قادة التركمان الذين لقوا حذفهم في حوادث المرور المدبرة والمخططة من قبل العملاء والجواسيس الحاقدين على الشعب التركماني والطامعين في أراضيهم وخيراتهم واغتصابها بقوة سلاح المحتلين. حيث كان المرحوم عائدا من بغداد إلى كركوك مع بقية رفاق دربه السيد رياض صار كهية رئيس حزب توركمن إيلي والسيد أنور بايراقدار رئيس حزب العدالة التركماني، بعد أن قدموا قائمة الائتلاف التركماني إلى المفوضية العليا للانتخابات في العراق، وأصدم سيارتهم بسيارة ثانية بالقرب من مدينة الخالص.
ولد الشهيد يشار جنكيز في محلة المصلى أكبر أحياء كركوك التركمانية عام 1952 ومن أبوين تركمانيين ونشأ وترعرع وسط عائلته وأصدقائه المعرفين بنضالهم السري ومنذ صغره انخرط في صفوف العمل السياسي السري والدفاع عن حقوق شعبه التركماني. ولتفوقه في الدراسة عمل المرحوم فترة قصيرة معيدا في كلية الآداب/ قسم اللغة التركية في جامعة بغداد التي تخرج منها. وإلى جانبه عمل معدا ومقدما للبرامج الأدبية في إذاعة بغداد القسم التركماني. وفي عام 1988 أعتقل مع العديد من زملائه من قبل جلاوزة صدام المجرمين أمثال الشهيد التركماني المرحوم مالك حميد والسيد جمال شان رئيس الحزب الوطني التركماني. وحكم عليه بالسجن المؤبد وأودع أبو غريب ليبقى فيه 14 عام، إلى أن أطلق سراحه عام 2002 لشموله بالعفو العام والشامل الذي أصدره النظام لأسباب سياسية ولا إنسانية. وخرج المرحوم ولم ينال الراحة والحرية في مدينته الجريحة ولم يتمكن التنقل فيها كما يشاء ويلتقي رفاق دربه. حيث كانوا عناصر الأمن الصدامي المشبوهين يراقبونه في كل مكان ويطالبونه الحضور إلى الاستجواب بين آونة وأخرى، مما أضطر إلى ترك كركوك والتوجه إلى أربيل وإكمال مسيرته النضالية مع زملائه في الحزب الوطني التركماني إلى أن سقط النظام البعثي المشئوم في 9 نيسان 2003 وعاد إلى كركوك ليبدأ حياته السياسي فيها من جديد.
في 19 مايس 2003 وبمشاركة العديد من إخوانه السجناء التركمان السياسيين الذي كانوا معه في أبو غريب أسس جمعية سجناء التركمان السياسيين وأصبح و رئيس لها وجاهد لجمع جميع السجناء السياسيين التركمان المظلومين فيها ومطالبة الدولة بحقوقهم التي اغتصبت من قبل النظام الصدامي البائد. كان له نشاطات فعالة ومثمرة في كافة المجالات السياسية ونضال دائم لنيل حقوق شعبه كاملة. وقبل أن ينال الشهادة كان سكرتيرا لحزب توركمن أيلي. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وأقاربه وجميع التركمان الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[/grade]