الحملة الانتخابية العراقية خطيرة وقذرة
الحملة الانتخابية العراقية خطيرة وقذرة
Sun January 23, 2005 2:22 PM GMT+02:00
بغداد (رويترز) - أثبتت حملة الانتخابات العراقية أنها بقدر ما هي خطيرة بقدر ما هي قذرة. فهي لم تتلطخ بالاغتيالات فحسب بل ايضا بالتشهير الذي يتسم به عالم السياسة في شتى أنحاء العالم.
فقد قتل العديد من المرشحين. وتخشى معظم الاحزاب السياسة القيام بحملاتها الانتخابية علنا غير أن المرشحين لم يسلموا من خشونة الخلافات العلنية وانضم رجال دين الى هذا النزاع.
كان اكثر النزاعات ضراوة ذلك الذي نشب بين حازم الشعلان وزير الدفاع وأحمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي وهو ضمن قائمة للشيعة وضعت بموافقة ضمنية من المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني ويتوقع أن تبلي بلاء حسنا في الانتخابات التي تجري في 30 يناير كانون الثاني الحالي.
وهدد الشعلان الشيعي الموجود ضمن قائمة علمانية منافسه الجلبي بتسليمه الى الاردن حيث هو مطلوب القبض عليه فيما يتصل بانهيار بنك البتراء.
وكان الجلبي قد اتهم الشعلان في وقت سابق بارسال ملايين الدولارات نقدا الى الخارج لشراء أسلحة دون تفويض من مجلس الوزراء.
وينفي الجلبي ارتكاب أي مخالفات في الفترة التي عاشها في الاردن في الثمانينيات وأقام دعوى في واشنطن ضد مسؤولين أردنيين سابقين متهما اياهم بالتشهير به ونهب البنك الذي أسسه.
وصرح مساعد للشعلان لرويترز بأن الوزير حول الاموال الى الاردن ولبنان وفقا لاجراءات قانونية.
وقال الجلبي انه يجب اجراء تحقيق في الامر. وقال المتحدث باسمه حيدر الموسوي "كل ما نطلبه هو اجراء تحقيق."
وكان وزير الداخلية فلاح النقيب قد قال يوم السبت انه لا يعلم باتخاذ أي اجراءات قانونية في العراق ضد الجلبي الذي كان ذات يوم المفضل لدى الولايات المتحدة والذي فقد دعم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) له.
وازدهرت حملة الجلبي الانتخابية اثناء جولته في جنوب العراق بفعل اثارته للجدل. فكلما زاد هجوم المسؤولين الامريكيين والعراقيين عليه بدا أنه يكتسب مزيدا من الشعبية.
ولم يسلم عدد يذكر ممن هم على قائمة السيستاني من انتقادات الشعلان المعارض للدور الذي يلعبه رجال الدين من طائفة الشيعة التي ينتمي لها في الحملة الانتخابية.
فقد اتهم حسين الشهرستاني وهو عالم بارز بأنه عميل للايرانيين وقال ان على رجال الدين الابتعاد عن السياسة. ونفى الشهرستاني هذه الاتهامات.
رجال الدين بدورهم ردوا هذه الانتقادات فنشرت جريدة الحوزة المرتبطة بالزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وثائق تزعم أن الشعلان كان عميلا مزدوجا حين كان في صفوف المعارضة في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ونفى مساعد الوزير أي صلات بصدام قائلا ان الشعلان كان خصما لدودا للحكومة البعثية.
والعلاقات مع حزب البعث الذي حكم العراق 35 عاما من القضايا الاساسية في الحملة الانتخابية.
ونشرت صحيفة حولاتي الكردية البارزة قائمة باسماء البعثيين الذين يزعم أنهم شاركوا في قتل الاكراد قبل الحرب وهم الان مرشحون ضمن تكتل كردي يخوض الانتخابات في الشمال.
وأنحت الحكومة باللائمة على البعثيين والمقاتلين السنة في معظم اعمال العنف في الفترة السابقة على الانتخابات الا أن مسؤولين يقولون ان العداوات والخصومات الشخصية قد تكون وراء بعض الاغتيالات.
وقد قتل تاجر في البصرة يخوض الانتخابات ضمن قائمة اياد علاوي رئيس الوزراء في الاسبوع الماضي وكذلك ابن رجل دين ضمن قائمة السيستاني حيث أردي قتيلا بالرصاص بينما كان يتصفح مواقع الانترنت في مقهى ببلدة في جنوب البلاد.
وانتشرت الانتقادات للدور الذي يلعبه رجال الدين الشيعة في الحملة الانتخابية بين العراقيين العلمانيين.
وعبر مالك دوهان الحسن وزير العدل العراقي لرويترز عن اعتقاده بأن على مساعدي السيستاني أن ينأوا بأنفسهم عن المشاركة في الحملة الانتخابية بدلا من أن يوجهوا الاصوات لصالح قائمة بعينها.
وأضاف الوزير أنه حث مساعدي السيستاني على أن ينأوا بنفسهم عن هذا وأن على القيادة الروحية أن تخدم الجميع.
من خالد يعقوب عويس