نزاهة الانتخابات العراقية
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082 0000FF"]نزاهة الانتخابات العراقية
أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني العراقية
إن عدم إجراء التعداد السكاني العام قبل الانتخابات في العراق كانت المؤامرة الأولى ضد تطبيق الديمقراطية الحقيقية في بلدنا الحبيب. ونتيجة تأجيله إلى شعار آخر مجهول لم يكن بوسع أحد من معرفة عدد سكان المحافظات العراقية والأقضية والنواحي والقرى التابعة لها. ونتيجة ذلك لم يكن بمقدور أحد من معرفة حجم مكونات الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين وأرمن وصائبة ويزيديين وشبك. وإن جميع الانتهاكات وأعمال التزوير والتلاعب التي حدث في انتخابات المجلس الوطني ومجالس المحافظات كانت نتيجة عدم إجراء التعداد السكاني ومعرفة الأعداد الحقيقية لمكونات الشعب وعدد الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات في كل محافظة ومدينة وقصبة وقرية.
ولو أخذنا الانتخابات التي أجريت في شمالنا الحبيب لوجدنا العشرات من أنواع التجاوزات وأساليب الخداع والتزوير والتلاعب وسرقة صناديق وبطاقات التصويت التي تدل على عدم نزاهة الانتخابات وسيطرة بعض الميليشيات الكردية المسلحة التابعة لحزبي مام جلال ومسعود البارزاني على جميع المراكز الانتخابية لتسيير نتائج الانتخابات لصالح قائمة التحالف الكردي. فقبل يومين فقط استلمنا تقارير من زملاء تركمان وكلدان وآشوريين في أربيل تفضح الميليشيات الكردية التابعة لمسعود البارزاني في إجبارهم الذهاب إلى كركوك والتصويت لصالح القائمة الكردية. كما ودخول عشرات الآلاف من الأكراد الموالين للحزبيين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني بعد غلق منافذ كركوك الخارجية قبل يوم من الانتخابات لدليل واضح على عدم نزاهة السيد محافظ كركوك الكردي وشرطة المحافظة وقوات الحرس الوطني الذين أغلب عناصرهم من الكرد في غلق الطرق الخارجية أمام آلاف الأكراد الذين دخلوا إلى كركوك بسياراتهم التي تحمل أعلام الحزبين الكرديين المذكورين.
جرت الانتخابات في محافظات أربيل وسليمانية ودهوك تحت رعاية وإشراف الحزبين الكرديين وحسب التقارير التي استلمناها من أشقائنا الأكراد الغير موالين لمام جلال ومسعود البارزاني بأنهم أجبروا التصويت على قائمة التحالف الكردي وإن الآلاف من المواطنين قد صوتوا لأكثر من مرة لزيادة عدد المصوتين لقائمة التحالف الكردي في المجلس الوطني وإن إعلان مام جلال بمشاركة مليون ناخب في الانتخابات في مدينة السليمانية وحدها التي هي أصغر المحافظات العراقية والتي لا تصل مجمل أعداد سكانها مليون نسمة وإعلان مشاركة أكثر من 11500 ناخب في ناحية التون كوبري التي لا تزيد عدد نفوسها على عشرة آلاف نسمة لوحداهما كافيتان على عدم نزاهة الانتخابات ومن أين حصلوا على 25% من نسبة مقاعد المجلس الوطني. وحسب شهادة المئات من أبناء أربيل من التركمان تم إجبار الناخبين التركمان في محافظة اربيل على التأشير بقلم الرصاص على أوراق الاقتراع لكي يكون بالامكان مسحها وتغييرها، في ظل غياب الرقابة الدولية أو أية رقابة أخرى مستقلة.
في مدينة تلعفر التابعة لمحافظة موصل(ذات الأغلبية التركمانية) تم فتح مركزين انتخابيين فقط على الرغم من الكثافة السكانية لهذه المدينة والبالغة تعدادها أكثر من 400000 نسمة، مما أدى إلى حرمان أعداد كبيرة من المواطنين التركمان من الإدلاء بأصواتهم نتيجة لطول المسافة بين مراكز الانتخاب ومناطق سكناهم وتعرض المدينة في ذلك اليوم بالتحديد إلى عمليات القصف التي أعاقت بدورها أيضا وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع. ولم يتمكن أكثر من 30000 ناخب تركماني في ناحيتي العياضـية والمحلبية التابعتين لمدينة تلعفر والقرى المحيطة بهما من الإدلاء بأصواتهم لعدم تخصيص صناديق اقتراع لهم.
أما في كركوك تلك المدينة العراقية التي نجت من تعريب صدام ليبدأ تكريدها من قبل الشوفينيين الكرد والتي يعيش فيها العرب والتركمان والكرد والكلدان والآشوريين والأرمن فشهدت المدينة أكبر التجاوزات والانتهاكات والاعتداءات على المراقبين وسرقة صناديق وبطاقات التصويت من قبل الميليشيات الكردية والمراقبين الكرد. حيث نزحت أعداد كبيرة من المواطنين الأكراد إلى محافظة كركوك من سكنة محافظتي أربيل والسليمانية، وتم إسكانهم في مدارس منطقة (رحيماوه) واستضافة الفائض منهم في البيوت بإيعاز وإشراف مباشر من قبل ( فرع الاتحاد الوطني الكردستاني ) في منطقة (رحيماوه). وقامت أعداد كبيرة من الناخبين في هذه المنطقة بالتصويت لأكثر من مرة (مرتان وثلاثة وأربعة وخمسة) من دون أن يلونوا أصابعهم بالحبر الخاص وأمام أنظار مسئولي وموظفي المراكز الانتخابية في المنطقة. وعلم أيضا ً بأن أعداد كبيرة من الناخبين في المنطقة ذاتها شاركوا التصويت على الرغم من عدم بلوغهم السن القانونية ( 18 سنة ) بعد أن تمت إضافة أسمائهم إلى القوائم الانتخابية من قبل الموظفين في تلك المراكز. على سبيل المثال مدرسة ( منجولي ) الواقعة خلف امن الكرامة سابقا ً ومركز (عرفة) الانتخابي . وقام بعض الأشخاص بالتصويت نيابة عن أشخاص متوفين منذ أكثر من سنة. على سبيل المثال، كما حدث في مدرسة ( أسيري ) الكائن في منطقة (رحيماوه) خلف مركز شرطة الأندلس، حيث قام المدعو ( حسين صابر ) بالتصويت نيابة عن والده المتوفي (صابر أبو الدجاج). علما بدأ عملية التصويت في منطقة (رحيماوه) منذ الساعة السادسة صباحا بدلا من الساعة السابعة في منطقة من اجل السماح للغرباء أولا ً بالإدلاء بأصواتهم دون مضايقة احد. وصوت حوالي ( 2000 ) من أفراد الحرس الوطني من القومية الكردية مرتين في مراكز الاقتراع، وذلك في مواقع واجباتهم ومن ثم في مناطق سكناهم. وقام الموظفين في المراكز الانتخابية في منطقة (رحيماوه) بمعارضة وزجر كل من يدلي بصوته لغير القوائم الكردية بحجة أنه لا يجوز قانونا ً للكردي أن يدلي بصوته لغير الكردي. كما وقام موظفي أكثر المراكز الانتخابية في المناطق الكردية بإعطاء الناخبين أكثر من استمارة ناخب كما هو مبين ومثبت في شهادات المراقبين في العديد من المراكز الانتخابية.
وفي كركوك أيضا تم استحداث ثمانية مراكز للاقتراع صبيحة يوم الانتخابات في المناطق الكردية من محافظة كركوك وأنيطت حمايتها لأفراد الحرس الوطني المستقدمين من محافظة السليمانية ومنع شرطة محافظة كركوك من الاقتراب منها، علما بان هذه المراكز ليست مدرجة في قوائم المراكز الانتخابية التي أصدرها مكتب المفوضية في كركوك، وهذه المراكز هي :-
1- مدرسة كوران
2- مدرسة آلاء
3- صناعة إمام قاسم
4- مدرسة الشهيد ماموستا رشاد
5- مدرسة مهابات
6- مدرسة إمام قاسم
7- متوسطة الإسكان
8 - مدرسة 11 آذار
كما شهدت المناطق التركمانية من كركوك غياب الاستمارات الانتخابية في أكثر من مركز انتخابي، مما أدى إلى حرمان أعداد كبيرة من الناخبين التركمان من الإدلاء بأصواتهم، وقد أغلقت مراكز أخرى قبل انتهاء الوقت الرسمي بحجة نفاذ الاستمارات الانتخابية، والتفسير الوحيد لهذه الحالة هو أن هذه الاستمارات قد سرقت من قبل جهات معينة لمنع الناخبين التركمان من الإدلاء بأصواتهم كما حدث في المركز الانتخــــــــابي في مدرسة (اتابكلر) في منطقة 1 آذار . كما وتم تغيير مواقع بعض المراكز الانتخابية في مدينة كركوك ونقلها من المناطق التركمانية إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية قبل يوم واحد فقط من بدء الانتخابات، فعلى سبيل المثال تم تغيير موقع مركز الوكيل محمد علي صادق من مدرسة ( مراكش ) إلى مدرسة أسيري بحجة الازدحام. وتم أيضا سرقة صندوقين للاقتراع من المركز الانتخابي في مدرسة (أبي تمام ) ليلا ً، من قبل أفراد الحرس الوطني . كما وقام بعض الجمعيات والمنظمات الكردية غير المخولة بالدخول إلى مراكز الاقتراع بغية التشويش وتغيير وتزوير استمارات الناخبين. على سبيل المثال ما يدعى بجمعية ( كومه لي 63 كركوك ) الكردية. والتلاعب بنتيجة فرز أصوات مركز (عرفة) من قبل بعض الجماعات الكردية. وللعلم أيضا بأن عمليات التصويت في المناطق الكردية من محافظة كركوك وطوزخورماتو استمرت لساعات بعد انتهاء الموعد المقرر لغلق مراكز الاقتراع، وعندما اعترض المراقبون من الأحزاب الغير الكردية على ذلك طردوا بقوة السلاح بعد أن أهينوا من قبل الحرس الوطني.
أما في قضاء طوز وقرى البيات وأقضية خانقين وكفرى ومندلي والمقدادية ونواحي السعدية ومئات القرى التركمانية كبسطاملي، آمرلي، منصورية الجبل كانت التجاوزات والتزوير والتلاعب والسرقة لصالح قائمة التحالف الكردي. فالبطاقات الانتخابية في قريتي مفتول الصغيرة ومفتول الكبيرة التابعتين لقضاء طوز خورماتو جميعها تشير إلى انتخاب قائمة التحالف الكردستاني ( 130 ) مع العلم أنهما قريتان عربيتان ولا يوجد فيهما أي كردي ولم يشترك أهالي القرية في الانتخابات مما يثبت تزوير البطاقات الانتخابية الخاصة بالقريتين واستغلالها لصالح القائمة المذكورة. وأيضا بعض القوائم الانتخابية في ناحية سليمان بك التابعة لقضاء طوز خورماتو تشير إلى انتخاب قائمة التحالف الكردستاني مع العلم إن سكانها هم من العرب والتركمان، وقد داهمت قوات الحرس الوطني )التي يشكل الأكراد غالبية أعضائها) المراكز الانتخابية في هذه المنطقة، وهذا يثبت إن التزوير حدث بعد مداهمة هذه القوات. كما وحرم حوالي 3000 ناخب تركماني من الإدلاء بأصواتهم في ناحية المنصورية بسبب سرقة المركز الانتخابي في الناحية من قبل جماعات مجهولة. و تم فتح مركز الاقتراع في قرية ( بير احمد ) التركمانية في الساعة العاشرة أي بعد ساعتين من الموعد الرسمي من قبل البشمركة واستمر التصويت إلى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ثم نقلت الصناديق إلى مكان مجهول بدعوى إن القوات الأمريكية تريد الصناديق ولم تسلم الصناديق إلى المفوضية إلا صباح اليوم الثاني بعد الانتخابات. أما بعد انتهاء التصويت في ناحيتي ( ينكجه وبسطاملي ) ذات الأغلبية التركمانية، قامت مجموعة من البشمركة مرتدين الزى الرسمي للحرس الوطني بنقل صناديق الاقتراع التي يبلغ عددها 18 في ينكجة فقط إلى مكان مجهول مدعين إنها تعليمات القوات الأمريكية، ومن شدة ارتباكهم وقع احد صناديق الاقتراع في الشارع العام وتناثرت الاستمارات الانتخابية في الشارع. ولم تسلم إلى المفوضية إلا بعد مدة طويلة كانت كافية للتلاعب بالنتائج.
إلى جانب كل هذه وغيرها الكثير من التلاعبات والتزوير والانتهاكات الغير إنسانية التي تبرهن عدم نزاهة الانتخابات فكانت هناك عدم نزاهة المسئولين والجهات التي اشتركت في إجراء هذه العملية التي طعنت الديمقراطية بخنجر مسموم. وعلى سبيل المثال لم تكن هناك عدالة في توزيع المراقبين على المراكز الانتخابية، فضلا ً عن طرد المراقبين من القومية التركمانية من المراكز الانتخابية قبل انتهاء الوقت المقرر لإغلاق صناديق الاقتراع. و تواطؤ الموظفين في اغلب المراكز الانتخابية في المناطق الكردية مع جهات معينة مما أدى إلى حدوث حالات من الانفلات. وقيام الموظفين في بعض المراكز الانتخابية في المناطق الكردية بقبول قصاصات ورقية مختومة من المراكز الانتخابية وبالتحديد في منطقة حي الواسطي بدلا من الاستمارات الأصولية التي وزعت على الناخبين بواســـطة وكلاء الحصة التموينية. كما و رغم إعلان السلطات الأمنية فرض حالة منع التجوال على السيارات المدنية الغير مرخصة في يوم الانتخابات فان أعداد كبيرة من هذه السيارات كانت تجوب أحياء ( رحيماوه ) وبشكل طوابير رافعة العلام الكردية وهاتفة بشعارات استفزازية على مرأى ومسمع من أفراد الشرطة والحرس الوطني. كما و رغم إعلان السلطات الأمنية منع عمليات التنقل بين المحافظات قبل يوم واحد من بدء الانتخابات فان جميع الطرق والسيطرات قد تم إغلاقها ما عدا الطرق المؤدية إلى محافظتي أربيل والسليمانية مما أدى إلى توافد آلاف مؤلفة من النازحين إلى مدينة كركوك للتصويت ومن ثم الرجوع إلى مدنهم الأصلية وبإشراف مباشر من قبل قائد قوات الشرطة اللواء شيركو شاكر وقائد الحرس الوطني اللواء أنور اللذان هما أصلا ً من القومية الكردية. كما و تم تخصيص 150 باج خاص لتنقل السيارات الخاصة بمراقبي المفوضية إلا انه تم توزيع هذه الباجات إلى أناس وأشخاص لا يمتون بصلة للمفوضية ليصولوا ويجولوا كما يشاءون في المدينة ويدخلون إلى مراكز الاقتراع ويتدخلون في شؤون التصويت، مع العلم بان المفوضية لم تستلم سوى 50 باج فقط من قبل نائب المحافظ ( إسماعيل الحديدي ) حسبما أفاد الأستاذ إبراهيم مدير مكتب المفوضية في كركوك علما ً بأن أكثر السيارات المرخصة كانت تابعة لأمن مدينة السليمانية ( الاسايش ). و قام أفراد الحرس الوطني من الأكراد بمنع الناخبين التركمان من أهالي ناحية ليلان من الوصول إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم علما ً بان أفراد الحرس الوطني والبعض من أفراد الشرطة كانوا الأداة الفاعلة في تنفيذ الكثير من التجاوزات والخروقات بحق المواطنين منذ صبيحة يوم الاقتراع حتى نهاية العملية الانتخابية. و تم تعيين احد ضباط الأمن) الاسايش (المدعو ( كاك طارق ) صباح يوم الانتخابات معاونا لمدير المفوضية في قضاء ( طوز خورماتو ). وغياب المراقبين من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من المراكز الانتخابية في المناطق التركمانية ولاسيما في محافظة كركوك هو الآخر كان عاملا مهما في جميع التلاعبات والتزوير التي حدثت. كما و استغل بعض الناس فلتان المراقبة في المراكز الانتخابية وقاموا بتدهين أصابعهم قبل غمسها في الحبر بغية التصويت أكثر من مرة واحدة . وهذا يعني إن الحبر المستعمل كان مزيفا أو ما شابه ذلك . ومنع جبهة تركمان العراق من القيام بحملة دعائية في محافظة اربيل . ومزق استمارات الناخبين التركمان من قبل بعض الموظفين الكرد في المراكز الانتخابية. و وقع اعتداء سافر على العديد من المسئولين والمراقبين في المراكز الانتخابية وعلى سبيل المثال على السيد ( ممتاز احمد ) مسئول مركز ابن خلدون الانتخابي من قبل قوات الأمن ( الاسايش ) التابعة لما يسمى بإقليم كردستان وسجن في إحدى غرف المركز الانتخابي ثم سرقوا صناديق الاقتراع وتم نقلها إلى مكان مجهول وأعيدت صباح هذا اليوم ينقصها احد الصناديق، وتم تزوير كل الأصوات في تلك الفترة . وإضافة لكل ذلك فإن المفوضية العليا للانتخابات تركت بعض المنافذ في آلية الاقتراع تم استغلالها لسوء الاستفادة من أسماء غير المشاركين في الانتخابات، وقد ظهر ذلك بوضوح في استلام الناخبين استمارة الاقتراع بدون إمضاء في سجل مراكز الاقتراع .
نعم هكذا انتهت هذه العملية الانتخابية التي طبل لديمقراطيتها المشهودة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وقوات التحالف والمفوضية العليا للانتخابات في العراق وجميع المؤسسات والمنظمات الدولية وحكومة أياد علاوي وأغلب الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تشارك في إدارة البلاد أكثر من عام . ولم يحصل العراقيين منها سوى على المزيد من خيبة الآمال في استمرار الاحتلال لبلادنا وسيطرة العملاء الجدد على إدارة حكومتنا واغتيال الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة في ربوع وطننا.
[/grade]
:=