محمد حسين فضل الله متسائلا ..هل أصبح تطبيق الشريعة في العراق تهمة؟!
[align=center]
فضل الله يتساءل في محاضرة له لمناسبة عاشوراء:
هل أصبح تطبيق الشريعة في العراق تهمة؟! [/align]
[align=center]http://www.w6w.com/w6w.php?pic=338755[/align]
[align=justify]رأى العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الثقافة الغربية المعاصرة أثّرت في الواقع الإسلامي بادّعائها أنه لا علاقة للدِّين بالقانون أو السياسة أو العِلم، وقد طغى هذا الجدل من خلال هذه الثقافة المعاصرة على الواقع العراقي، حيث بات الجدل الموجود في العراق هو حول كيفية الحكم في العراق هل يُحكم إسلامياً أم علمانياً؟ وأصبحت قضية تطبيق الشريعة الإسلامية في العراق تهمةً يحاسب عليها ودخلت أذهان المسلمين، حتى أننا لاحظنا بروز تيارات إسلامية تبرّأت بحجة أنها لا تريد العراق على طريقة إيران وغيرها...
كلام سماحته جاء خلال محاضرة له في إطار المحاضرات التي يلقيها لمناسبة عاشوراء في مسجد الحسنين بحارة حريك، بحضور حشدٍ غفير من المؤمنين والمؤمنات.
وأضاف سماحته: إنه لا بد من دراسة وبحث مسألة هذا الجدل الدائر لنعرف هل أنّ الإسلام بشريعته وقوانينه ومبادئه يفرض الدولة الإسلامية على المسلمين أو أنه لا يريد لهم دولةً إسلامية أو حكماً إسلامياً حيث يمكن ذلك، لأن هذه الثقافة الغربية المعاصرة التي تعمل على الفصل بين الدين والقانون هي خطيرة جداً ولا تقف عند حدود...
وأكد فضل الله أن هجرة النبي انطلقت من أجل أن يصنع الدولة الإسلامية الأولى، لأن مسألة الدولة في الإسلام هي مسألة تتصل بكل القضايا الحيوية التي تتصل بسلامة المجتمع في حياته الفردية والاجتماعية وعلاقته بالشعوب الأخرى... وقد أراد النبي أن يُدخل المدينة كلها سواءً من المهاجرين والأنصار واليهود وغيرهم ضمن إطار تأسيس أول صيغة قانونية للمجتمع المدني من خلال التآخي الإنساني ومشاطرة الحياة مع الإنسان الآخر...
واعتبر فضل الله: إن العالم المستكبر وأعداء المسلمين يتداولون فكرة أن لا يأمن غير المسلم في مجتمع المسلمين، حيث يدّعون أن المسلمين لا يحترمون حقوق غيرهم ولا إنسانيتهم، علماً أن التاريخ الإسلامي يزخر بنماذج اليهود والنصارى الذين كانوا ـ ولا يزالون ـ ولا يزال الكثير منهم يدخلون في عمق الجسم الاقتصادي الإسلامي، وفي شتى المجالات الطبية والإنسانية والاجتماعية والفكرية، ولم يعرف الآخرون حريةً كما عهدوها في ظلّ ومشاركة الحكم الإسلامي...لأننا نقول إن اليهود لم يُحترموا أو يُعاملوا في الغرب كما عُوملوا في الإسلام الذي يؤكد على جميع العناصر الإيجابية الموجودة عند الأديان الأخرى، ولهذا قلنا إننا ساميّون أصليون لا كما يزعم اليهود من معاداة العرب للسامية...
وختم فضل الله: إننا كما نريد أن يحترمنا الآخرون علينا أن نحترم الآخرين، وأن نؤدي حقوقهم وأماناتهم سواءً داخل أوطاننا التي نعيش فيها أو مغترباتنا التي ننتشر بها، لأن الإسلام أكد على مسألة بناء الدولة وتنظيم أمور الناس وصولاً إلى المجتمع المتضامن المتماسك، الذي ينطلق فيه الإنسان شريكاً للإنسان الآخر وأخاً له على قواعد الإيمان بالحياة وقيمها تكاتفاً وتضامناً...[/align]
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ:4 محرم 1426هـ الموافق: 13 شباط 2005م