الطائفية السنية في العراق وإختلال التوازن ! خبر من اسلام اون لاين
219 إماما عراقيا مع مشاركة السنة بالدستور
بغداد- سمير حداد- إسلام أون لاين.نت/ 28-2-2005
أحد المقاتلين بشوارع الرمادى
أبدى نحو 219 إمامًا وخطيبًا عراقيا تأييدهم لمشاركة السنة العرب بوضع الدستور العراقي الدائم والعمل على الاستعداد لخوض الانتخابات العامة القادمة نهاية العام 2005. كما أيد آخرون الدخول في سلم الشرطة والجيش العراقي الجديد، ومد جسور التعاون مع الأكراد في الشمال.
وفي التجمع الذي حضره أكثر من 300 إمام وخطيب في جامع "نداء الإسلام" وسط العاصمة بغداد الإثنين 28-2-2005 بدعوة من "ديوان الوقف السني" (هيئة عراقية رسمية) أظهرت نتائج استفتاء للمتواجدين شارك فيه 236 من الحضور أن 219 منهم يؤيد مشاركة السنة العرب بوضع الدستور العراقي الدائم.
فيما أيد 222 المشاركة بالانتخابات العراقية التي ستعقب اعتماد الجمعية الوطنية للدستور الدائم نهاية عام 2005. كما أيد 216 من الحضور الدخول في سلم الشرطة والجيش العراقي الجديد.
ولوحظ أن الغالبية العظمى من المشاركين لا ينتمون لهيئة علماء المسلمين، بينما كان من بين الحضور من ينتمون للحزب الإسلامي الذي أعلن مؤخرًا موافقته بالمشاركة في صياغة الدستور دون الدخول في تشكيلة الحكومة الجديدة.
وقال الشيخ "حسن ملا علي" خطيب جامع المقدادية في محافظة ديالي -خلال الاجتماع-: "لقد جاءني المئات بل آلاف (العراقيين) وهم يلقون علينا (الأئمة) اللوم ويقولون لم تركنا الساحة إلى غيرنا، وتركنا العمل في أي مشاركة سياسية ونحن أهل البلد وعماره".
ودعا الشيخ إلى ضرورة تفهم الواقع والوعي السياسي وفهم الفقه على الوجه الصحيح، وقال: الناس يفرحون إذا تجمع العلماء على رأي واحد. وأوضح "أن العشائر لديها الاستعداد الكامل لفتح دروس التوعية الدينية والسياسية من أجل تنامي النضج والوعي في المرحلة المقبلة".
وأعلنت غالبية القوى السنية العراقية الرئيسية وبعض القوى الشيعية مقاطعتها الانتخابات العراقية العامة التي جرت في 30 يناير 2005؛ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية ورفض الحكومة المؤقتة تأجيلها.
وأعلنت هيئة علماء المسلمين أن الشرط الأساسي لقبولها المشاركة في عملية صياغة الدستور هو وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق.
وأسفرت الانتخابات عن حصول قائمة الائتلاف العراقي الموحد -التي تصدرها عبد العزيز الحكيم ويدعمها آية الله السيستاني- على 140 مقعدًا من مقاعد البرلمان (الجمعية الوطنية)، وتلاها التحالف الكردي العراقي حيث حصل على 75 مقعدًا، ومن المنتظر أن يتولى البرلمان العراقي صياغة الدستور الجديد.
نعم للموقف الموحد
من جانبه دعا الدكتور "عبد الجليل الفهداوي" أستاذ علم العقيدة في جامعة بغداد إلى وحدة السنة بالعراق على رأي وموقف واحد.
وقال: "إن عدد الإسرائيليين في دولتهم بلغ 5 ملايين، وهم جاءوا من 59 دولة يتكلمون 100 لغة منقسمين إلى 120 حزبًا دينيًّا وعلمانيًّا في مساحة هي ثلث مساحة محافظة الأنبار، (لكنهم) يتوحدون ويتكاتفون".
وأضاف: "نرى التقارب بين اليهودية والنصرانية، حيث يصدر البابا بولس الثاني (بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما) فتوى بتبرئة اليهود من دم المسيح (عليه السلام).. ونرى التقارب بين الكتلتين الغربية والشرقية وكذلك الاتحاد الأوربي والأفريقي، بينما نرى الأمة الإسلامية ممزقة إلى 56 دولة، ومنشطرة إلى قوميات وجنسيات وإلى أحزاب وطوائف".
كما أشار الفهداوي إلى أن "الجانب الآخر (الشيعة) نراهم يتخندقون بخندق واحد، فلماذا أهل السنة ممزقون إلى عرب وأكراد وتركمان؟.. لذلك ندعو إلى الوحدة وإهالة التراب على هذه القوميات والجنسيات والطوائف والاتجاهات".
وقال الفهداوي: "لا بد من مد الجسور مع الإخوة الأكراد في شمال العراق، لا يهمنا جلال (طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني) أو مسعود (برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني) وإنما يهمنا من تحتهما، هناك 4 ملايين كردي سني يجب مد الجسور معهم. إن لم يذهبوا إلينا فنحن سنذهب إليهم"، في إشارة إلى ضرورة التواصل مع الأكراد الذين ينتمي أغلبهم للسنة.
براءة من صدام والاحتلال
وأوضح الفهداوي أنه "لا بد من أمور يطرحها أهل السنة وهي أن نتبرأ من جرائم النظام السابق (الرئيس المخلوع صدام حسين)، فنحن لا نتحمل جرائم نظام أدى بنا إلى ما أدى إليه فنحن أبرياء من كل جرائم النظام السابق".
وقال: "لدينا إحصائية توضح أن أهل السنة في الداخل قد تضرروا جراء النظام السابق أكثر من غيرهم، ويكفينا أن نعلم أن حلبجة (الكردية التي يتهم نظام صدام بإبادتها) دمرت بالكيماوي، وقد كانت بلدة سنية ولم تدمر بلدة أخرى غيرها".
كما أشار الفهداوي إلى أنه "يجب التبرؤ مما تفعله قوات الاحتلال في بلادنا من المداهمات والاعتقالات، فهناك 85 شيخًا من أهل السنة معتقلون، وأكثر من 25 إمامًا وخطيبًا قتلوا، وأكثر من 15 أستاذًا جامعيًّا قتل، كما هاجر أكثر من 1000 أستاذ جامعي خارج العراق خلال هذه الفترة من دخول الاحتلال".